زيارات الأحبة

الشيخ حسن عبد الحميد

قال شاعر :

زر من تحب وإن شطت بك الدار 

وحال من دونه حجب وأستار 

لا يمنعك بُعد من زيارته 

إن المحب لمن يحب زوار  

زارني وفد من  جمعية دعاة إلى الخير وفقهم المولى لكل خير  ومعهم وفد من ماليزيا أحدهم يتكلم الفصحى بطلاقة ، وقد أنشدنا وأطربنا الشيخ الداعية أبو حفص قصيدة طلع البدر علينا إلى قوله قد لبسنا ثوب عز بعد تمزيق الرقاع حياهم الله وجزى شيخهم أبا المنتصر خير الجزاء وتقبل الله منهم صالح القول والعمل  .

ومن الزوار الأحباب ابن مدينة منبج ، هو من منبج ولادة ومن الباب مصاهرة صهر آل بدر الكرام  وشيخهم الشيخ بدر مدرس مدينة الباب لنصف قرن رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهو دفين غرفة في مسجد عرف باسمه ، جزع هذه الشجرة الآن في البحرين وفرعها في أمريكا وكندا ترعى دين عظيمنا محمد عليه الصلاة والسلام  .

واعلموا أن قريبكم شهيد الإسلام عبد اللطيف ذهب ولم يعد ومات وهو يردد الله أكبر 

عبد اللطيف البدر من شهداء الإسلام الأوائل في مدينة الباب رحمه الله  

الضيف الكريم من  أهل المدينة المنورة إقامة فقد أقام فيها أعزه الله ثلاثين عاما وهو الآن من أهل البحرين لأن بلده سوريا ضاق بالأحرار والشرفاء فطردوهم !

 وغرق بعضهم في البحار وعاش بعضهم في القفار ومات بعضهم في هولندا وهو ابن مدينة الباب   .

ياموطنا عبث الزمان به 

من ذا الذي أغرى بك الزمنا  .

الضيف الكريم نزل البحرين التي خاضت مياهها جمال البطل علاء الحضرمي وقد غزت الحضارة المزيفة هذا البلد فعاد غريب اليد واللسان  . 

نعمنا بجلسة مع الأخ الحبيب الذي لم يتنكر للتلمذة على هذا العبد الضعيف 

كان الحبيب من طلاب الصف العاشر يوم درست فيه أصول الفقه معتمدا على كتاب العلامة محمد أبو زهرة ،  وكان المفتي الشبقون يذكر أنه تتلمذ على الشيخ ولم يحضر لي درسا فقد كان مشغولا بتعليم الفراخ الزغب من طلاب العلم شعار الكفر ، شعار الرسالة الخالدة وحدة حرية اشتراكية ولا وحدة ولا حرية ولا اشتراكية 

الضيف الكريم عبد الكافي قاسم من من الدعاة القدامى وممن دخل سجن تدمر ولم تنزلق قدمه يوما في الثناء على الطغاة أو مداهنة الحاكم  .

الضيف الكريم  والتلميذ البار والداعية الجوال في البحرين ثم في أرض الله الواسعة أهدى إلي كتابا لأخي وزميلي نديم فاضل أشهد أني ما قرأت كتابا في حياتي بهذا العمق والفهم والاعتزاز بلغة القرآن 

هذا الكتاب واسمه( التضمين في الكتاب المبين )

الشيخ نديم فاضل لي معه ذكريات في جامع السادات كتابه أعادني إلى أيام العز والمجد 

أيام جامع السادات

الشيخ نديم انحنى صلبه على المراجع إنه نديم الكتب والمراجع حياه الله. 

والشيخ نديم ولا أقول الدكتور فكلمة شيخ أكبر من كلمة دكتور 

ففي الدكاترة من لا يحسن قراءة سطرين بعربية فصحى والبعض نال حرف الدال 

مع ابداله بحرف الفاء أي : 

فلوس أو هدايا أخذا بقول من قال طعمي الفم تستحي العين فتوافق على الدكترة وصاحبها لا يحسن قراءة سطرين من كتاب الله أو من كتب العربية الجاحظ أو الأصبهاني  .

أجل نحن في زمن الضياع والنائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة  .

أجل إن كتاب التضمين في الكتاب المبين أعظم كتاب قراءته في حياتي ويقول عن مايسمى بعميد الادب العربي ما قاله الرافعي : أعمى البصر والبصيرة 

وسأعود للكتاب في خاطرة مستقلة  .

وغادرنا الضيف العظيم واللسان يردد : 

ودع الصبر محب ودعك 

ذائغ من سره مااستودعك  

يقرع السن أن لم يكن زاد في تلك الخطى إذ شيعك 

يا أخا البدر سناء وسنا 

رحم الله سماء أطلعك 

أيها الضيف الحبيب سلامي إليك والى أنجالك الدعاة والى أمهن صاحبة السند المتصل إلى سيد الوجود محمد عليه الصلاة والسلام  . 

وآخر كلامنا حياك الله وأسلم لمن يحبك  .

وإلى لقاء قادم أستودعكم الله 

وفرجك يا قدير  .

وسوم: العدد 812