أمام ضريح سميح القاسم

clip_image002_cb42c.jpg

يوم 9-3-2019 كنت والزملاء ديمة السمان، ابراهيم جوهر ومحمد صبيح في في متحف الدّكتور الرّاحل أديب حسين في قرية الرّامة الجليلية، وفي ضيافة كريمته الأديبة نسب، وشقيقه الدكتور الأديب نبيه القاسم، حيث أقيم لقاء ثقافيّ في المتحف، تعانقت فيه الرّامة مع القدس، وقبل أن ننتقل لقرية مجد الكروم المجاورة للمشاركة في أمسية ثقافية كان من الواجب أن نزور ضريح شاعر العروبة الرّاحل سميح القاسم الرّابض على سفح جبل حيدر، وهذا ما فعلناه بصحبة مضيفينا الأديبة نسب وعمّها الدّكتور نبيه، ومع جمال السّلسلة الجبليّة التي تكسوها الأشجار الحرجيّة، ومع الإطلالة الرّائعة من شرفة بيت الدّكتور نبيه القاسم، المطلّة على البحر المتوسّط وعلى بحيرة طبريا، والتي منها ترى أكثر من عشرين بلدة عربيّة. إلا أنّني شعرت بحزن متجدّد وأنا أقف وصحبي بجوار ضريح شاعرنا العروبيّ الكبير سميح القاسم، الذي يربض في منحدر يبعد عن الشّارع مسافة حوالي خمسة وعشرين مترا، لكنّها يصعب المشي فيها لانحدارها وللحجارة والأشواك والأعشاب الموجودة فيها.

عندما وصلت ضريح سميح وقفت خاشعا حزينا، واعتذرت في سرّي للشاعر العظيم، فجثمانه يرقد في بناء اسمنتيّ أقلّ من عاديّ، ويحيط به سور بائس يبلغ ارتفاعه حوالي مئة وعشرين سنتميتر،  على البوّابة حيث يرقد شاعرنا كوفيّة فلسطينيّة مزّقتها الرّياح والظّروف المناخيّة، وهذا لا يليق بشاعر كبير أفنى عمره منشدا لشعبه وأمّته ووطنه.

تذكّرت ضريح الشّاعر الكبير محمود درويش بإعجاب كبير، وتساءلت عن الأسباب –إن كانت هناك أسباب- لعدم الاهتمام بنصف البرتقالة الآخر، المتمثّل بضريح سميح القاسم. أوليس من حقّ سميح علينا أن يكون له ضريح يشكلّ مزارا يؤمّه أبناء شعبه؟ وماذا سيقول سميح لو عاد حيّا ورأى ما رأينا؟

كلّ الشّعوب تكرّم مبدعيها أحياء وأمواتا، وأضرحتهم مزارات يؤمّها أبناء شعوبهم ومبدعو العالم الذين يزورون بلدانهم، فلماذا نكون ومبدعونا استثناء؟

فلا تسامحنا يا أبا وطن فكلّنا مقصرّون بحقّك، وآمل أن يكون هناك من يعلّق الجرس؛ لعمل ضريح يليق بشاعرنا الكبير.

وسوم: العدد 815