يعلو الفتى

جئت الرياض من جدة، وجاءها «أحمد» وزوجته من أمريكا، والتقينا في المطار، فرحت بهما، وفرحت أني وصلت قبلهما، فكنت في استقبالهما، وجاءت هذه القصيدة تشاركنا الفرحة.

صَقْرَ الغديرين هذي غر آمالي=إليك ترنو فكنْها أيها الغالي

واصعدْ ذرا المجد واسبق في ملاعبه=فالمجد يعنو لمقدام ومرقال

وقد رأيتك تِرْبَ المجد تعشقه=منذ الصبا النضر في حلٍّ وترحال

والمجد يعشق شهماً مثلك اتقدت=فيه المنى البيض في جد وإقبال

«لا تحسب المجد تمراً أنت آكله»=ولا أمانيَّ نشوان ومكسال

ولا سماديرَ موهوم به أَفَنٌ=يظل يعدو يظن الرِّيَّ في الآل

المجد تَوْقٌ وإصرار ومسغبة=وعزمة لا تني في قلب فعَّال

ونية لرضا الرحمن ناظرة=ترضى وتشكر في يسر وإقلال

الصيد من أكرم الفرسان قدوتها=من مبدعين ورواد وأبطال

ممن يعيشون للجلَّى وإن عسرت=وَمَنْ يرون الدنا للمؤمن العالي

ويصبرون وللأخطار سطوتها=صبر الكرام على عسف وأوجال

فاصنع كما صنعوا واصبر كما =تنلْ مرادك رغم العاجز القالي

يعلو الفتى حينما تعلو عزيمته=فإن وهت فهو في أغلال إذلال

أبا طلالٍ أنلني ما سعيتُ له=ولم أنلْ منه لا مجدي ولا مالي

فإن فعلتَ فإني فرحة عظمت=وإن أبيت «فجنجال بجنجال»1

 

 ([1]) كلمة «جنجال» في اللغة الأوردية معناها: «الخصومة»، وكنت أداعب بها مَنْ حولي.

وسوم: العدد 827