وداعا عبد الرؤوف عثمان.. وداعاً أيها القائد البطلُ..

وداعا عبد الرؤوف عثمان..

وداعاً أيها القائد البطلُ..

محمود عثمان

كفرت بكل من عذلوا ... وعن درب الفدا عدلوا

وأكبرت الذين مضوا .... وعما شق ما سألوا

وعن غاياتهم رغم اعتساف الدهر ما نكلوا

ومن دمهم أضيئت في دياجي الحيرة الشعل

أيا مهرا يجيد العدو لم يشمت به الكلل

رأيتك صافيا والناس مغشوش ومنتحل

وزورق عزة رغم اشتداد الموج ينتقل

وسيفا مثل ضوء البرق يسطع حين ينتضل

واعصارا اذا ما هب ريع الحادث الجلل

لنا اسمح أن نقبل في يديك السيف يا بطل

أقول لكم وجنح الليل داج مطبق أزل

سأبقى في جبين الصبر وشما ليس ينفصل

أشرع هامتي للنار للأشواك أنتعل

أراقب هبة الايمان يحدوها الشذى الخضل

وكل قذيفة يشدو على أنغامها الأمل

تقول وربما قول تقر بطيبه المقل

لك البشرى ترجل أيها الفارس البطل

أحقا ما سمعت وجاءت به الاخبار .. أحقا قتل الأسد الهصور عبد الرؤوف غيلة على

يد أشرار داعش ؟!

أحقا قتلت يا عبد الرؤوف بعد ثلاث سنوات قضيتها بين كر وفر ؟!

أحقا قتلت يا عبد الرؤوف بعد أن أثلجت صدورنا بتحرير الباب والريف الشمالي

الواحد تلو الآخر ؟!

أحقا قتلت يا عبد الرؤوف بعد أن لم تترك شبرا في حلب وريفها إلا وجاهدت فيه

وكبدت العدو أكبر الخسائر ؟!

أحقا قتلت يا عبد الرؤوف بعد أن رفعت رؤوس المجاهدين في مدينة الباب

في أعلى القمم ؟!

أحقا قتلت يا عبد الرؤوف بعد أن بيضت صفحات الثورة بالبطولات في مدينة الباب

الأبية ؟!

أحقا قتلت يا عبد الرؤوف بعد أن علمت المجاهدين الإقدام و العطاء والبذل ؟!

أحقا قتلت يا عبد الرؤوف بعد ان علمتنا التضيحة والشجاعة والكرم والثبات والصبر

؟!

أحقا قتلت يا عبد الرؤوف بعد أن أسست مراكزالتوجيه والتعليم والتربية في

المعسكرات وفي جبهات القتال ؟!

أحقا قتلت يا أسد الباب الهصور ؟!..

قليل مثلك من باع الدنيا بأرخص الثمن

قليل مثلك من صبر على الابتلاءات والمحن

قليل مثلك من كابد مكر الاعداء وثبت وصبر

قليل مثلك من بقى وفيا للعهد

قليل مثلك من استجاب لصرخات الثكالى فأغاثهم وانتصر لهم

فأنت قليل من قليل من قليل (والسابقون السابقون أولئك هم المقربون * ثلة من

الأولين وقليل من الآخرين )

نفرت حين قعد الناس , وركبت الصعاب حين اخلد الناس

منزلتك في قلوبنا عالية علو الجبل الاشم , وذكراك وصورتك راسخة في قلوبنا رسوخ

الجبال في الارض

ستبقى كلماتك نبراتك عبراتك نظراتك خالدة تسري في قلوبنا في أعماقنا ما بقى

فينا طرفة عين

الموعد الجنة إن شاء الله يا ايها الشهيد البطل

رحمك الله رحمة واسعة وتقبلك الله عنده في الشهداء الابرار

هنيئا لك الجنة إن شاء الله أيها البطل .. ولمثل عملك فليعمل العاملون

فإن الجنة سلعة الله .. وسلعة الله غالية

نعم قتل عبد الرؤوف ويشتاق القلب فلا يلقاه

نعم قتل عبد الرؤوف فتدمع العين ويبكي القلب ويعصف الحزن والأسى

إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا أبا مهدي لمحزونون

وما نقول إلا ما يرضي ربنا وخالقنا .. فالحمد لله على كل حال

وإنا لله وإنا اليه راجعون

مع روحك الطاهرة أنشد هذه الأبيات :

هل تسمعونَ توجعي وتَنهُد الدنيا معي ؟!

ياراحلينَ عن الحياةِ وساكنينَ بأضلعي

يا شاغلينَ خواطري في هدأتي وتضرعي

يا مشرقين على ابتساماتي العذابَ وأدمعي

أنتم حديثُ جوانحي في خلوتي أو مجمعي

أنتم أرقُّ من الجداولِ في الربيعِ الممرعِ

وأجلُّ من وصفِ الخيالِ العبقريِّ المبدعِ

يا طائرين إلى جنانِ الخلدِ أجمل موضع

أتُراكُمُ أسرعتُمُ !؟ أم أنني لم أُسرِعُ !؟

ما ضَرَّكم لو ضَمَّني معكم لِقاءَ مُوَدِّعي !؟

فَيُقالَ لي :هيا إلى دارِ الخلودِ أو أرجعِ !

كم قلتُ صبراً للفؤادِ على المُصابِ المفجعِ

لكن صبري متعبٌ ومدامعي لم تنفعِ

سأظلُ أبكي بعدكم كالعاشق المتلوعِ

يا راحلينَ وساكنينَ بقلبيَ المتصدعِ

محبك ابن عمك