بالبدلة البيضاء زفت بتول مصطفى الشنار لزوجها

بالبدلة البيضاء زفت بتول مصطفى الشنار لزوجها

دون أن يطبع الأب الأسير قبلة على جبينها

ما أصعبها من لحظات... حينما تخرج الفتاة من بيت أهلها لبيت آخر جديد سيصبح بيتها وكل حياتها.... تلك لحظات صعبة لفراق بيت ولدت وتربت فيه، لكن الأصعب والمؤلم هنا هو أن فتاة ستخرج من بيتها لبيت زوجها دون أن يكون الأب في حضرة ذلك الفرح، ودون أن يطبع قبلة على جبينها ويبتسم لها فرحاً.

في يوم زفاف بتول ابنة الأسير الدكتور مصطفى الشنار من مدينة نابلس، وفي ظل غيابه، كان الزفاف ناقصاً لأهم ركن في ذلك الفرح وهو الأب الذي غيبه الاعتقال عن تلك الفرحة.

الدكتور مصطفى الشنار، المحاضر في قسم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية، كان قد اعتقل بتاريخ 30/4/2013، ورغم سوء صحته ومعاناته من أمراض عدة، وضع قيد الاعتقال الإداري مباشرة، والذي خاض فيه من قبل أكثر من ثلاثة أعوام على سنوات متفرقة.

عائلة الأسير الشنار، والتي كانت مصرة على عدم إتمام مراسم زفاف ابنتها إلا بحضور الأب، امتثلت لأمره من سجنه، وذكرت العائلة لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان،   إن والدهم طلب منهم أن يتموا كافة التجهيزات، وكأنه موجود بينهم، كما أوصى بالفرح على أكمل وجه في فرح ابنته.

أما الزوجة أم منتصر، لم تدري ما تقول، فصعوبة الأمر والموقف كانت كبيرة عليها وعلى الأسرة بالكامل، فالأم والأب يقتسما فرحة الأبناء في العادة، ويتشاركا معاً لحظات الفرح، لكن هنا انتقصت الفرحة ولن يكون أبو منتصر معهم في هذا اليوم.

وتقول أم منتصر لأحرار، والتي تحملت كافة أعباء هذه المناسبة واعدت لكل شيء:" كعادته.... الاحتلال يبحث عن كل فرحة في كل منزل فلسطيني ويسترقها، وهذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي يتعمد فيها الاحتلال سرقة فرحة أبناء الشعب الفلسطيني، متمنية لزوجها الفرج والسلامة، ولابنتها البتول العيش الهانئ الرغيد".

أما بتول... الابنة العروس، والتي أكدت أنها تتهرب في كل مرة تسأل فيها عن شعورها منذ اعتقال والدها وتقول إن الشعور الذي تعيشه مؤلم للغاية، فبعد أن كانت على أمل بخروج والدها... خابت ظنونها وآمالها بعد محكمة تثبيت الاعتقال الإداري لوالدها، وقالت:" غياب والدي في يوم عرسي ستكون ذكرى مؤلمة بالنسبة لي ترافقني طيلة حياتي".

وأضافت بتول:" شعوري بأن والدي لن يكون معي عند خروجي من المنزل، ولن يمسك بيدي ويبارك لي شعور قاسي أتألم كلما أذكره...شاكرة لأمها التي أخفت ألم غياب الأب والزوج عن هذه الفرحة وتحملت كافة المسؤوليات ووقفت وقفة أم وأب في هذه المناسبة وأتمت كافة الأمور...

بتول... تهدي فرحها في يوم زفافها للأب الأسير في سجنه.... وتؤكد له أن الفرحة ليست مكتملة بغيابه وعدم وجوده معهم، وتقول بتول:" إن الشعب الفلسطيني جُبِل على ممارسات الاحتلال الاسرائيلي التي تقمع الفرح في كل بيت وتُغَيِب عنه السعادة باعتقال أفراده مرات ومرات".

فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان قال أن أصعب اللحظات التي ممكن أن تمر على أسير فلسطيني هي زواج أحد أبناء الأسير وهو داخل الأسر وخصوصا اذا ما كان هذا الأسير هو الأول في حياة هذا الأسير كما هو حال المحاضر الجامعي مصطفى الشنار