إلى الشاعر سليم عبد القادر

د. إيمان مصطفى البُغَا

إلى الشاعر سليم عبد القادر

د. إيمان مصطفى البُغَا

أدركت من كلماتك أن لخفقات القلب ألواناً ، بل وفي كل زاوية فيه غراساً من الحب تختلف أشكالها وألوانها ، إلا أنها تتحد في صفة الحسن ؛ لتبعث بي إحساسي بأني إنسان أقدر مخلوق على الأرض يستطيع أن يهبها البناء ، ويسقي خضرتها ، ويهذب جمالها.

امتلك الشعراء قبلك الملكة البلاغية فكانت أداتهم ، ولكن أين هم ممن أضاف إليها أداة الحب ليحرك بها أفئدة ما عادت ترى الجمال إلا في الآلات الصماء ليعود بها إلى دفء المعاني وسكينة الفضائل ؟ .

سيدي الفاضل :

عرفت منك كيف يمتزج الفكر مع القلب , إذ علمتني وأنت تنتقي المعنى الذي انساب في كيانك - بعد تأملك لخلق الله - بأنه لا يكفي في الجمال رؤيته ، بل لابد من تذوقه بفهم مغزاه , وأن أرى ببصيرتي حكمة الخالق بإتقان ألوانه وأجناسه .

عرفت كيف تصبح الروح الشفافة لباساً للنفس الأبية وأنت ترى الحق قائداً ، والمنطق أميراً ، والعدل حاكماً ، فكان في لحن كلماتك الجميلة الهادئة تبكيتٌ قاتل لأهل البغي والكفر والفجور .

عرفت من كلماتك كيف تنقاد المشاعر الهائجة للمنطق الهادئ ... وكيف يبتسم من احترق قلبه شوقاً وتكبدت روحه الآلام ....... عرفت فيك روعة الإنسان الذي أسجد الله لأبيه الملائكة ...