ولدٌ يرثي أمه

بسم الله الرحمن الرحيم

لا حولة ولا قوة إلا بالله العلي القدير

رافع خيري حلبي

دالية الكرمل بلد النور – حيفا

[email protected]

حضرة المشايخ الأفاضل والمشيعين الكرام ,

يعيشون في الأرض ويريدون أن يعمروا لكن يد الأقدار والمنون دائماً أسرع وأقوى من إرادة عبيد الله , هذا هو حالنا فوق الأرض حتى قدوم الساعة التي لا ريب فيها . . .

ودعنا الكثيرين من أبناء بلدنا وسنودع الكثيرين في مسيرة الحياة , وأقفُ لأودعكِ يا أماه أقف ككل ابن ٍ يودع ُ أمه وكلنا متساوون في المشاعر الجياشةِ لأهلنا وخاصة أمهاتنا اللواتي أنجبننا وضحينَ من أجلنا وربيننا صغاراً على المحبة والخير والعطاء كي نصبح بإذنه تعالى كباراً نتحمل المسؤولية كاملة من دون تردد.   

والدتي الغالية : المرحومة أم عاصم فهيمه سليم حلبي رحمها الله العلي القدير وأسكنها فسيح جناته ِ .

أقف لتوديعكِ يا أماه هذا المساء مع  كل المشيعين الأفاضل وبالأمس  فقط  كنتِ بيننا في الدار وجلسَ من حولكِ الأبناء والأخوات والأنسباء والأحفاد وبالرغم من مرضكِ الصعب الذي رافقكِ لسنوات طوال لم تكفي يوماً عن محبتنا ودُعائكِ لنا بالتوفيق والاستمرار في الكد على رزق الحلال. 

أيها المشيعون الأفاضل عاشت والدتي المرحومة أم عاصم فهيمه حلبي من العمر (83 سنة) ثلاثةِ وثمانين سنة ً قضت معظمها في بيت الزوجية مع ابن عمها والدي المرحوم الشيخ أبو عاصم خيري حلبي رحمه الله العلي القدير , تربت تربية ً دينية ً صالحة ً في بيت والدها المرحوم الشيخ أبو رجا سليم حلبي رحمه الله العلي القدير , وداوَمَت على تأدية فرائضها الدينية في بيت والدي حتى السنوات الأخيرة التي مرضت فيها وأجبرت مُرْغـَمَة ً على المكوثِ في البيتِ حتى يومها الأخير , وقفت والدتي إلى جانب والدي وقفت الزوجة الوفية المخلصة التي حملت المسؤولية معه في كل مشاريعهِ وساندتهُ في الكد على الرزق الحلال ربتنا تربية ً صالحة ً أنا وأخواتي  وإخوتي وكانت صادقة اللسان مُحبة ٌ للأهل والأقرباء ومُحبة ٌ لأهل بلدها , لم نعرف منها إلا الخير والمحبة والطيبة التي سكنتنا منذ كنا صغاراً , كانت وفي ضيق فسحة الحياة صبورة ً وتتأمل خيراً بالباري تعالى عز وجل وأنبيائه الصالحين صلوات الله عليهم أجمعين , ودائماً سمعناها تقول : " الله بهونها ياما " صبرت على  فقدان ابنها  البكر عاصم وهو في مقتبل العمر وريعان  الشباب  كما صبرت على فقدان زوجها والأهل والأخوات رحمهم الله العلي القدير جميعاً وأطال في أعماركم.

عزاؤنا جميعاً بالإخوة والأخوات والأحفاد والأنسباء والأقرباء والأصدقاء وبكم المشيعين الأفاضل . . .

بأسمي وأسم عائلتي عائلة الحلبي والأهل والأقرباء والأنسباء والأصدقاء أشكركم جميعاً على مشاركتكم إيانا هذا المصاب ولا أرانا الله بكم مكروهاً بعزيز.

وإنا لله وإنا إليه راجعون

 أخذ الخاطر بعد رفع الجنازة.

(الكلمة التأبينية التي ألقاها نجل المرحومة رافع قبل تشييع الجنازة بتاريخ: 18.12.2012 الساعة الواحدة ظهراً)