فصبرٌ جميلٌ والله المستعان

نور زيزان

حزنت.. اختنقت.. سأشتاق لهم كثيراً.. لم أعتد فرااقهم لفترة طويلة.

أمي، أبي، إخوتي.. يا قطعة من قلبي، يا من أتواصل معكم فقط عبر هذه الشاشة الصغيرة.. يا من انتظر الفرصة التي تسمح لي برؤيتكم عبر ما يسمى "المنسجر" أو " السكايب"  ..

جهازنا معطل يا نور، وبالأخص المسنجر لا يعمل نهائياً..

قطع التواصل معهم لأكثر من أسبوع، وكأنها سنة..

أمي التي اعتدت أن استقيظ صباحاً لألقاها على المسنجرتقول لي:

-نوارة حبيبتي أنا أونلاين دائماً لأي لحظة احتجتيني فيها

أبي الذي أفرح لرؤيته على المسنجر،، فأعلم أنه عاد من عمله الشاق.. اشتقت لك يا أبي وأنت تقول لي:

-يا روح الروح.

إخوتي حزنت كثيراً حين أخبرتموني بأن خدمة الانترنت ستقطع عندكم لبعد العيد.. اختنقت تمنيت أنني لم أقرأ هذا الخبر..

ويا لفرحتي حين أخبرتني أمي بأن الانترنت عاد من جديد .. يا لفرحتي بهذا الخبر..

لكنني وقفت للحظة أستذكر أخواتي في سوريا الحبيبة.. كيف لهن أن يفقدن الغوالي على قلوبهن.. فهذه التي فقدت حنان أمها،، وتلك التي فقدت سند ظهرها والدها الغالي.. وتلك فقدت أخوها وأختها وابنها وزوجها..

لم أنساكم للحظة.. إلا أن انقطاع الانترنت عن أهلي -وهم بخير والحمد لله-، حرك مشاعري أكثر وأكثر.

حزنت لقلة تواصلي بأهلي أحبابي، ولفترة قصيرة فقط.. كيف أنتن يا حرائر سوريا اللواتي في كل يوم تفقدن أحبابكن.. تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي وبسكوت عربي فاضح لئيم..

اللهم كن معهن يا الله.. اللهم أرنا عجائب قدرتك بكل ظالم يا الله..

نور..