إنني حقا أغبط عينيّ

عزة الدمرداش

[email protected]

 إنني حقا أغبط عيني ، فعندما دعيت للمشاركة ،في احتفالية تكريم سيادة المستشار عبد الله العقيل، و الذي كرمت بالدعوة و المشاركة في تلك الاحتفالية الرائعة ، التي دعاني إليها أستاذي، و معلمي، و مؤدبي العملاق العطاء، الذي احمل له كل شكر و عرفان بالجميل ،هوصاحب فضل في تعليمي الكثير و الكثير ، د. جابر قميحة بارك الله فيه و طال عمره بالصحة و العافية .

 كنت قد وهبت نفسي للمشاركة في كل عرفان بالجميل ،و كل تقدير للعلماء، و المشايخ الاجلاء، الذين غفلت عنهم دوائر الضوء في إعلامنا الساقط ، و ألقتها على الفنانين و لأعبي الكرة ، و على كل من يستطيع أن يفقد هذا الشعب هويته، و يصعد به إلى هاوية الغياب والضياع . و اطفأت قناديل العلماء و النابغين ، فمنهم من هاجر و أضاء الله كوكبه بعيدا عن هذا الوطن الحبيب ، و منهم من عاش و مات لم يسمع عنه أحد .

 حتى رزقنا الله برجال بررة يحملون الجميل، و يوقرون الكبير فكان الابن البار الاستاذ صلاح عبد المقصود، الذي ألقى بدائرة الضوء على هؤلاءالعلماء الافاضل ، فقام احتفالية وراء اخري، كل منها يضئ لنا ما خبئ عنا من هؤلاءالاكارم و العلماء . بارك الله في الاستاذ صلاح و جعل هذا العمل العظيم في ميزان حسناته ،و بارك الله في كل من شارك، و ساهم بالجهد ،او الكلمة ،او القلم، في إقامة هذه الاحتفالات .

 أعود وأقول لماذا أغبط عينيّ ؟ ذهبت أحمل في صدري ذكري الوالد حماي رحمه الله فضيلة الشيخ عبد المعز عبد الستار الذي كنت أتشرف بخدمته و القراءة له، وكانها كانت درجات ارتقي بها في التقرب إلى الله عز وجل، و درجات علم و معرفة لما كان يفيض به علىّ ، و كنت حريصة على كتابة ما اسمعه منه، او اسجله حتى لا أنساه . أفاض الله على الكثير و الكثير من بركات هذا الشيخ الجليل الفاضل ، فأضاء بصري و بصيرتي و تحسنت قراءتي ، كنت أحمل في نفسي حوارا معه، و كأنني أقول له سأذهب إلى كل تكريم لمن هم رفقاء دربك ،و امتداد علمك لعلك ترضى، رغم أنني كنت اتمتع برضاه و دعواته إلى اخر مكالمة بيننا ، غمرني فيها بالدعاء لي و لوالدي و كان يناديتي دائما (يا أميرة الامراء) ، لم يغب عن نفسي لحظة و كأنه يراني ،ويبتسم ، حينما صعدت على المنصة لألقى كلمة للمستشار عبد الله العقيل، و جدت عيني تنظر إلى كوكبة من الللآلئ و النجوم الساطعة من العلماء ،و المشايخ الذين أغنواالتراث الإسلامي ،و العلمي ،و اضاءوا لنا الطريق، بعلمهم .تمنيت ان أحييهم جميعا كلا باسمه وأنحني لهم، و أقبل أيديهم ،وأقول جزاكم الله عنا، و عن الإسلام والمسلمين كل خير .و لكن كان وقتي محدودا، و لكي أمكن غيري من المشاركين بالوفاء، و التقدير لإلقاء كلماتهم، و أشعارهم التي بهرتني .

 من اجل ذلك أغبط عيني ، و اسجد لله شكرا على أن وضعني في هذا المكان ، لأرى كل هذه النجوم و الكواكب العملاقة .فلكم جميعا تحياتي و دعواتي بالصحة و العافية وطول العمر أمين يارب العالمين .