صور وصفية لوداع البطل المجاهد الشيخ زاهر الشرقاط

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_86a26.jpg

صلينا صلاة الجنازة على أخينا الحبيب ، وقد مثل الجيش السوري ضابط عقيد منشق عبد الجبار العكيدي

ومثل رابطة العلماء السوريين والمجلس الإسلامي وفد بقيادة العالم المجاهد احمد سعيد حوى ، ومثل جامعة الزهراء أعلامها ، ومثل مجمع سلطان العلماء الشيخ الداعية ابو النصر العطار صهر الشيخ عبد المجيد البيانوني حفظهم الله وحضرت ممثلا للقائد فضلية المراقب العام الدكتور محمد حكمت وليد حفظه الله

ووفد من قناة حلب ممثلة باعلاميها ، وجمهور من الكتلة الوطنية يتقدمهم الاستاذ مضر حمادة الاسعد ، وكثير من السادة العلماء الأجلاء يتقدمهم الدكتور الداعية إبراهيم السلقيني والشيخ عبد المنعم الجبولي والداعية وليد الحسن وعبد الله العثمان وغيرهم كثير 

وسار الموكب المهيب يحمل أعلام الثورة وتدوي هتافات الله أكبر ، لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله ، وحمل الشهيد على الأكف وصرخات الغضب والانتقام من القتلة تهز المدينة من رفقاء دربه وجهاده منذ البديات يتقدمهم الثوري أبو العزم ورفيق دربه وضاح العثمان وغيرهم كثير

 وتوقف السير ، موكب مهيب ادمع العيون من سوريين واتراك حتى وصل الموكب إلى المقبرة حيث يرقد والده عبد الجواد شرقاط رحمه الله الذي توفي قبل ثلاثة أشهر ، وعلا في الجو هتاف الله أكبر ولله الحمد ، فتسأل البعض هل زاهر من الإخوان  ، والجواب نعم إنه ابن الدعوة الإسلامية ، زاهر ابن رجل داعية إخواني ، كان يسير على دراجة صغيرة إلى قرى الشمال لينشر دعوة الإسلام ولطالما خطب على منبر الجامع الكبير في مدينة الباب 

زاهر تربى في أحضان الدعوة ، وخطب على منبر جامع أبي بكر الصديق ، ودرج على منابر الجماعة منذ نعومة اظفاره ، وهو تلميذ نجيب لمدرسة حسن البنا الشهيد الذي منع الأمن المصري الرجال من حمل جنازته فحملها نساء وسار وراء الجنازة قبطي مصري متحديا دولة المخابرات ألا وهو مكرم عبيد باشا 

وزاهر الشهيد على درب إمامه شهيد جديد سعيد 

 وزاهر درس الشريعة بدعم من اخوانه وعلى رأسهم الدكتور الإخواني الشهيد مصطفى عبود رحمه الله ، تجده حاضرا في اجتماعاتهم وآخرها كان حضوره مع فضيلة المراقب العام في عنتاب منذ شهر 

 نعم خرج ثائرا لدفع الظلم عن أبناء وطنه  ، خرج ثائرا لشم نسيم الحرية ، نعم إنه ابن الثورة التي شارك فيها كل فئات الشعب وحمل رايتها كل أبناء الشعب ، وهتفوا واحد واحد الشعب السوري واحد ، وهتفوا عالجنة رايحين شهداء بالملايين ، وهتفوا ياالله مالنا غيرك ياالله 

ثم لنا كلمة حق واضحة : 

الإخوان جماعة تعمل للإسلام الجهادي ، ويدها ممدودة لكل العاملين للإسلام مهما كان مشربهم صوفيا أو سلفيا أو تحريريا ، فقد كنت في السيارة وبجانبي من طلبة العلم إخوة كرام أفاضل من كافة المشارب 

فالآن وغدا مرحبا بكل العاملين والمجاهدين ، نتعاون مع الجميع كما أمرنا ربنا على البر والتقوى ، يلفنا لواء

 ( إنما المؤمنون إخوة )، وكما يصفنا قائدنا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام متعاونون متناصحون ،

ووصفنا ربنا في سورة المجادلة ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ٢٢ )

كل داعاة الاسلام صف واحد ، وجسم واحد ، شعارهم جميعا الله غايتنا ، ومحمد قدوتنا والقرآن دستورنا ،

والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا 

اكتب هذه الكلمات وقد جفاني النوم ،

أي نوم من بعد ما انتهك البغي جهارا محارم الإسلام 

حياك الله يازاهر ثائرا مجاهدا ، نم قرير هنيئا بجانب والدك العظيم رحمه الله 

كانت كلمات الأخوة فى رثائك كلمات عظيمة 

أولاها كلمة ابن داعية عظيم ، عاش للجهاد ومات ويده مرفوعة باللواء وقد حقق ماسجله في كتابه جند الله 

انه الشيخ المجاهد احمد سعيد حوى  رحم الله والده الشيخ سعيد حوى واسكنه جناته الفسيحة 

ثم استمع الجميع إلى كلمة عظيمة رائعة من سليل العلماء والصالحين الدكتور إبراهيم السلقيني حفيد فقيه حلب الشيخ محمد السلقيني رحمه الله ، وولي الله الرجل الصالح الشيخ إبراهيم السلقيني رحمه الله 

لقد شنف الحفيد الدكتور ابراهيم آذان المشيعين وملأ عقولهم علما ، وقلوبهم هديا ، حياه الله لقد أجاد وابدع ، وقال فاسمع ، كانت كلماته بردا وسلاما على القلوب ، فأسال الدموع ، ما كنت أظن أني سأسمع رثاء مجاهد لمجاهد مثل ماسمعت  . 

وبكيت لما رايت صورة صغير المجاهد يزن ، وهو باكورة انتاجه ، مات رحمه الله ولم يشنف أذنيه بعد بكلمة بابا 

هذا الطفل يجب أن ترعاه أيدي العاميلين والمجاهدين 

وختاما إلى كل طالب علم أو عامل في هذا الميدان أقول أيها العامل : 

جدد السفينة فإن البحر عميق ،

 وأكثر الزاد فإن السفر طويل ،

 وخفف الحمل فإن العقبة كؤود ،

وأخلص العمل فإن الناقد بصير 

ونظرة إلى قبر الشهيد بإذن الله يقول لك 

حكم المنية في البرية جاري 

                    ما هذه الدنيا بدار قرار 

جبلت على كدر وأنت تريدها 

                 صفوا ، من الاقذاء والاقدار

أيها المشيعون جميعا تذكروا قول ربكم ( إن إلى ربك الرجعى ) 

إلى اللقاء يازاهر عند مليك مقتدر ، وعلى حوض المصطفى عليه الصلاة والسلام 

أكثروا ياأحباب زاهر من الصلاة والسلام على سيد الوجود وإمام الانبياء وخاتم المرسلين 

صلى الله عليك ياعلم الهدى ، ماهبت النسائم وماناحت على الايك الحمائم 

رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح الجنات 

والله أكبر والعاقبة للمتقين

وسوم: العدد 664