أخي د. صلاح

أغبط نفسي حقا أن يكون د.صلاح أخي، فقد كان قدوة صالحة لي، حبب إلي الكتاب والمطالعة في الكتب، وكانت مكتبته النادرة خير عون لي في الاطلاع على كتب التراث العربي، وعلى ما يستجد في عالم المعرفة، فقلما يصدر كتاب في عواصم العرب الثقافية إلا ويكون أخي أول من يقتنيه، ثم ينبهني على أهميته الفكرية، ويعيرني إياه. لقد وهبه الله ذاكرة قوية ورثها عن المرحوم والدنا الذي حبب إلينا المطالعة بشكل غير مباشر، حيث كان يقتني الكتب التراثية ولاسيما كتب التاريخ والسير، ويروي منها على ضيوفه في أمسيات الشتاء الطويلة بصوته العذب، وتمثيله المعاني ببراعة الحكواتي التمثيلية بموهبة فطرية. وكان لاهتمام أخي د.صلاح بالكتب منذ نعومة أظفاره دور هام في تبوئته مكانة علمية مرموقة عمل على تنميتها بلا كلل ولاملل، فنادرا ما تراه خاليا من كتاب يتصفحه أو يعلق عليه. وهذا ما أكسبه احترام أصدقائه وزملائه العاملين معه،فهو مرجعهم الموثوق في المكتبة العربية فضلا عن كونه مرجع طلبته في دراساتهم العليا وتحضيرهم لنيل رسائل الماجستير والدكتوراة، حتى أصبح يلقب بالمكتبة الحية المتنقلة. أما على صعيد الصفات النفسية، فهو الأخ والصديق صاحب القلب الكبير الذي لا يحمل حسدا ولا غلا. يبذل جهده في معونة الآخرين خاصة في الجانب العلمي، وقد أنس منه هذه الصفات كل من عرفه وعاشره. أدعو الله أن يحفظك يا أخي الحبيب ويطيل في عمرك، فأنت وأمثالك ذخر للعلم، وثروة وطنية يعول عليها طلاب العلم كثيرا، ويجنون من عطائها غدقا كثيرا.

وسوم: العدد 711