مشاهداتي في انجولا 7,8

أشرف إبراهيم حجاج

مشاهداتي في انجولا

أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة

[email protected]

[email protected]

( الحلقة االسابعة )

لقاء الأحبة في المسجد

مقدمة : -

 وقائع يشهدها التاريخ . فيها جميل وفيها غريب وفيها أكثر من ذلك .

 وفي السطور الأتيه ملخص لمشاهداتي في رحلتي للعمل بأنجولا عام 2011 .

 وانتظرت اللقاء مع الأئمة .

وجاء يوم الجمعة على خير ، فذهبت مبكرا مسرعا إلى المسجد ليكون لي شرف اللقاء المرتقب مع أئمة المسجد وشيوخهم ... صلينا جميعا واستمتعنا بخطبة الجمعة الرائعة فلهم نظام في الخطب هو رائع وجميل فبداية الخطبة دائما ما تكون باللغة العربية والنصف الثاني أو بعد الاستراحة تكون بلغة أخرى كالبرتغالية أو الفيلو أو الكنجو ، وكلها لغات أصلية لأهل البلد .

ولكنني كنت في دهشة كبيرة إذ حينما وصلت للمسجد بفضل الله تعالى وجدته مكتظا بالمصلين ، والمسجد ــ والحمد لله تعالى ــ مساحتة كبيرة وهو من ثلاثة طوابق مبنية على الطراز الإسلامي العربي ، وقد علمت أن لجنة الدعوة بالسعودية قامت ببناء المساجد ومتابعتها في أفريقيا ، فأحسنت البناء والمتابعة . وكثيرا ما يكون هناك مسابقات ولها جواجز قيمة في هذه المساجد ، ومساحات المساجد كبيرة إذ تتعدى مساحة المسجد ألف متر.

وحمدت الله غذ رأيت مساجد المسلمين هنا متميزة عن المباني والمعابد الأخرى .

انتهت الصلاة فوجدت نفسي في أحضان إخواننا المسلمين في أنجولا ، لم أكتف بهذا القدر وهذا الحديث الشيق الذي تمنيت ألا ينتهي يومنا هذا. فالعمل يطلبني وأنا مضطر للذهاب إليه .

واتفقت مع الشيوخ والأئمة على أن يكون لنا لقاء في بيتنا للتعارف ، وسيكون ذلك بمشيئة الله يوم الأحد ، وهو إجازتنا .

وقصصت ما حدث معي لأصدقائي تاج الدين محمد زايد ومحمد زكريا وعماد كامل وهم الزملاء المصريون في العمل وفي السكن أيضا ، وحينما تحدثت معهم على اتفاقي مع الشيوخ على أن يتناولوا الغذاء عندنا فرحوا جدا لهذا الخبر .

وقد أجمعنا نحن المصريون وقد اتفقنا على أن يكون يوم الشيوخ يوما مثاليا وفكرنا في الترتيبات ، فكان القرار أن يكون الغذاء وجبة مصرية ؛ فمعنا زميلنا محمد زكريا وهو من هواة الطبخ ، وأيضا عماد كامل .

وفي اليوم التالي وهو يوم السبت ونحن نعمل في هذا اليوم حتى الثانية عشرة ظهرا فقط ، عدنا إلى البيت . وذهب الزملاء لشراء احتياجات الطعام الذي سنعده للضيوف في الغد ، وفعلا تم شراء ما يلزم ، قمنا بجميع الترتيبات ، وإن لم نفكر في الحوار الذي سيتم بيننا ، وغفلنا عنه تماما .... ووجدتني سعيدا بتجهيز وجبة الغد ، وإن كان الإرهاق قد استبد بي . والحمد لله رب العالمين .

( الحلقة االثامنة )

موعد مع وجبة غذاء مصرية

 مع الشيوخ في أنجولا 

بقلم أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة

مقدمة : - 

وقائع يشهدها التاريخ . فيها جميل وفيها غريب وفيها أكثر من ذلك .

وفي السطور الآتية ملخص لمشاهداتي التي عشتها في رحلتي للعمل بأنجولا عام 2011 .

وكان الغذاء في الله بيننا . 

وجاء الصباح . فنهضنا ننفض عنا تثاؤب النوم ، وكلنا حيوية ونشاط لنستكمل ما أعددنا بالأمس للقاء الأئمة والشيوخ .... إنهم الضيوف ، وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " . ما أصدقك أيها الحبيب  يا خاتم الرسل ، وخير الخلق أجمعين .

والآن عليّ أن أذهب للمسجد لأصلي الظهر وأعود بالضيوف الكرام .

استدعيت سائقي بالهاتف فأتى على الفور ، ذهبنا إلى المسجد ، ويا للعجب والإعجاب إذ وجدت المسلمين يستمعون بانتباه شديد قبل صلاة الظهر لدرس تفسير ، دخلت المسجد فقابلني ترحاب كبير من السادة الشيوخ ، وبحفاوة شديدة ظل الشيخ محمد صالح يفسر آيات من آخر سورة البقرة . فكان الانتباه من الحضور جميعا يسعد النفس ، ويشرح الصدر .

واستغرق درس التفسير قبل صلاة الظهر ساعة كاملة . ألقى فيها الشيخ تفسيرا ميسرا للآيات الكريمات . وقمنا جميعا لصلاة الظهر .

 الحمد لله ، انتهينا من الصلاة ، وتجمعنا في ساحة المسجد ، وانطلقنا إلى مسكننا . فلما وصلنا للبيت قمت بالتعريف المتبادل بين المصرين وبين الشيوخ والأئمة وتناولنا حديثا أخويا كله لله والإخوة والتآلف والتضحية في سبيل الله . 

وجاء دور الطعام ...  وتناولنا وجبة مصرية انشرحت لها الصدور، وأثناء تناول الطعام عرفنا من الشيوخ الكثير من طباع أهل البلد ... فهم طيبون ، مغلوبون على أمرهم قهرا وقسرا ، شانهم شأننا في مصر قبل ثورة 25 يناير .

وتناولنا في حديثنا كيف تسير أمور المسلمين ؟ ومن يتحدث عنهم ؟ ومن له حق الدفاع إذا وقع عليهم ظلم ؟ ....  كل هذه تساؤلات أعددتها من أجل الوعي الكامل بأوضاع المسلمين في بلاد غير مسلمة .

وتحدثنا عن أنجولا كبلد يمتاز بكثير من مظاهر الطبيعة ، ولكن هناك ما يحول بين أهل هذه البلد ، والتمتع بهذه المظاهر .

وطُرِحَتْ ــ ضمن الحديث ــ عدة أسئلة منها :

ـــ  من يا أخي يهتم بأحوال المسلمين في مكان غير مكانه ، وفي بلد غير بلده ؟

ـــ من يعي أن دين الحق سينتشر ؟

ـــ من يُعلم غير المسلمين أخلاق الإسلام وقيمه ؟

علما بأن الإسلام يتم تشويه صورته على أيدي أعدائه ، حتى يجعلوه مرادفا للإرهاب والتخريب ؟

ـــ من يصحح هذه الصور أمام العالم ؟

ـــ كيف يكون للإسلام قوة مع كثرة القوىالتي تترصد له وتحاربه ؟

وقفز إلى ذهني قول النبي صلى الله عليه وسلم " بدء الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ  ، فطوبى للغرباء الذين يحيون ما أماته الناس من سنتي  " . وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هم الأقلون الذين يحاربهم الكثرون ( إرجع إلى كتاب غربة الإسلام لابن رجب الحنبلي ) .

ومن مما يؤسف له أن من الصحف القومية الأنجولية ما تلح على أن الإسلام دين سيف وإرهاب ، وتحقر من الحجاب الإسلامي ، وقد كتب تغليق تحت صورة امرأة مسلمة محجبة نصه " إنها امرأة مسلمة وضعت في تلافيف ملابسها حزاما ناسفا ، لتفجر نفسها في ميدان به أحباب الله على الأرض وهم اليهود .... " .

ولا أنسى يوم استشهاد اسامة بن لادن فقد قام أعداء الإسلام بالرقص والشرب فرحا وبهجة بهذا الخبر ؛ وكأن مصرع أسامة يقضي على دين اسمه الإسلام .

وأخيرا أقول :

إن الحق سينتصر مهما وقفت في سبيله العقبات ، " ....  وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ  "  الشعراء (227)  .