نظرة على اسلامبول

نظرة على اسلامبول

د.خالد الأحمد *

1

كانت تسمى قسطنطينية ووعد الرسول صلى الله عليه وسلم بفتحها

وأنها تفتح قبل رومية

وسماها محمد الفاتح يرحمه الله إسلامبول وجعلها عاصمة للخلافة العثمانية

 كثير من الصور التي مرت في ذهني عندما كنت في الطابق الأخير من مطار أتاتورك الدولي في استامبول أنظر إلى آخر عاصمة للخلافة الإسلامية المفقودة

، ومنها صور الفيلم الكرتوني العظيم ( الفاتح ) والثيران تجر السفن إلى اليابسة لتدخل بحر مرمرة وتفاجئ الروم ...

 ومنها المآذن العثمانية ( القديمة ) الكثيرة والضخمة التي تملأ اسلامبول ، فأنى نظرت ، وخاصة في اسلامبول الأوربية التي سكنت فيها - ترى المساجد الضخمة ولها مآذن مرتفعة ، تشبه الصواريخ ،

كانت هذه المآذن الكثيرة ، ولكل مسجد مئذنتان غالباً منها

 كانت هذه المآذن تشد انتباهي

فقلت لن يقبلوا تركيا في الاتحاد الأوربي مازالت هذه المآذن موجودة ، وهذه معادلة مستحيلة الحل ، فلا الأتراك يستطيعون التخلي عن أصلهم وهدم هذه المآذن ، وهي على الأقل آثار عظيمة تجلب لهم مليارات الدولا رات سنويا من السياح الأوربيين وغيرهم كما رأيت عند  جامع السلطان أحمد ومسجد آيا صوفيا، والسليمانية ، والمتحف الذي فيه شعرات من ليحة الرسول صلى الله عليه وسلم ، الذي حول إلى متحف

لا أظن أن الأتراك يفكرون يومأ في هدم هذه المآذن 

ولا أظن أن ألاوربيين يقبلونهم في اتحاد أوربي ( نصراني ) صليبي ، ولاتحل هذه المعادلة إلا إذا صار الأوربيون موضوعيين  ديموقراطيين يعترفون بالآخر ويعترفون أن ألإسلام دين سماوي 

وأنه يعترف بالآخر ، وينادي بالسلام ، ,انه بريء من الإرهاب الحالي ،

وهذا كله يتوقف على إخواننا في الجاليات المسلمة في أوربا ، يتوقف على سلوكهم وتعاملهم مع النصارى ، فكلما مثلوا الإسلام بصدق ومنه الاعتراف بالآخر وعدم هضم حقوقه  

كلما اقترب الأوربيون من الإسلام

 وبالتالي تختلف نظرة الأوربيين إلى الإسلام وتقترب من الموضوعية 

وتحل المعادلة التي نسميها مستحيلة الحل اليوم 

 كما يتوقف على السياح المسلمين في أوربا !! هل يمثلون الإسلام !!؟ أم ماذا ...نسأل الله أن يعين المسلمين على الالتزام بدينهم 

 وقد ذهلت عندما رأيت خليجيات يلبسن الموضة 

ولاتستطيع الموضة أن تغير شكلهن الخليجي 

 كما سررت عندما رأيت كثيراً من الخليجيين حافظت النساء على لباسهن الخليجي 

وكان لباس النساء كلمة سر للتعارف بيننا فنلقي السلام ونتحدث وربما استعلمنا من بعضنا عن ألأماكن السياحية

 أسأل الله أن يوفقنا إلى مافيه خير المسلمين 

2

 أمور كثيرة تعجبك في آخر عاصمة للخلافة الإسلامية (إسلامبول ):

أولها كثرة المساجد ، ففي منطقة ( أكسراي ) مثلاً ترى المساجد العثمانية ذات المآذن الطويلة عن يمينك وعن شمالك ، ومن أمامك وخلفك ، وإذا أردت أن لاتدل أحداً على الفندق الذي تنزل فيه قل له أمام المسجد ، فأي مسجد تقصد ، كما عندنا في المدينة المنورة عندما تقول له قرب صيدلية النهدي ، فأي نهدي تقصد !!؟ وفي كل شارع وزاوية تجد صيدلية النهدي بارك الله لهم فيها .

مساجد قديمة عثمانية ، صمم المئذنة المهندس ( بلال ) ، بارتفاع يتراوح بين (40-50) م ، وجعل رأس المئذنة مدبباً ( مغزلياً ) كما هو الحال في الصواريخ ، ونقلاً عن ثقات عن ( أوردغان ) توجد في إسلامبول (7000) مئذنة ، و( 5000) مسجد ، لأن كثيراً من المساجد العثمانية لكل مسجد مئذنتان ، وقد لاحظت أن معظم  المساجد الحديثة  تبنى على الطراز العثماني ، وتكون المئذنة حسب هندسة ( بلال ) يرحمه الله .

وفي كل مسجد قسم مخصص للنساء ، يدخلن غالباً من الباب نفسه ، ثم خصصت لهن زاوية خلفية في المسجد ، أو سـدة في الدور الثاني ...

ومن شدة اهتمام المسلمين الأتراك بالنظافة ؛ وضعوا عند مدخل المسجد أكياس ( نايلون )، كي يأخذ المصلي كيساً يضع حذاءه فيه ، ثم يدخل حذاءه معه ليضعه على الرفوف الخشبية أمامه ، فيصلي وهو مطمئن ...

لاحظت قلة عدد المصلين نسبة إلى ضخامة المسجد ، وخاصة في صلاة الفجــر ، حيث كنت أخــرج من الفندق وحــدي ، إلى المســجد الــذي يبعد ( 150) م تقريباً ،فقال لي من هم أدرى مني أن هذه المنطقة ( أكسراي ) منطقة سياحية ، وأكثر من نصف أهلها سياح ، وليسوا أتراكاً ... وآمل أن أسكن بعض الأيام في منطقة تركية كي تسر عيني بالأتراك يملأون المسجد ....

لكن لفت نظري أن معظم المصلين تتراوح أعمارهم بين ( 25- 35 ) ، ونادراً ما أرى فوق ( 60) ، وذات يوم كان في مسجد ( شيخ زادة ) – إذا لم أخطأ بالاسم -  مقابل بلدية إسلامبول ، كان فيه درس قبيل العشاء واستمر بعد صلاة العشاء ، وسرني أن رأيت مئات الحاضرين ، بينهم عدد لابأس به من الطلاب ( 15- 25) ....

هذا أهم مالفت نظري في إسلامبول ، أسأل الله عزوجل ، أن يديم النعمة على أهلها ، وأن يسدد حزب العدالة والتنمية – وقد فرحنا اليوم بقرار المحكمة عدم حل الحزب – أسأل الله عزوجل أن يحفظهم وأن يهديهم وأن ينفع المسلمين بهم ...

وإلى اللقاء مع النظرة – 3 إن شاء الله ..