فيلسوف الفريكة أمين الريحاني

clip_image001_b63b2.jpg

أمين فارس أنطوان الريحاني، أديب، شاعر، باحث، مؤرخ، كاتب، روائي، قصصي، مسرحي، رحالة، سياسي، مرب، عالم آثار، ناقد، خطيب، رسام كاركتير، داعية إلى الإصلاح الاجتماعي، من عمالقة الأدب العربي، ورجال الفكر، ملقب بــ ( فيلسوف الفريكة).

ولد في 24 تشرين الثاني عام 1876 في بلدة الفريكة من قرى منطقة المتن الشمالي في جبل لبنان، وهو من أسرة مارونية تعود بجذورها إلى قرية (بجّة) في بلاد جبيل، وقد انتقلت أسرته منذ حوالي منتصف القرن السابع عشر إلى ضيعة (بيت شباب) في المتن، ومنها إلى (الشاوية) مع المطران باسيليوس عبد الأحد سعادة البجاني، الجد الثاني لوالد أمين، ويحكى أن منزل الأسرة هناك كان محاطا بشجر(الآس) أو الريحان فبات يعرف ببيت الريحاني. والد فارس أنطون الريحاني من الشاوية، ووالدته أنيسة جفال طعمه من (القرنة الحمراء)، عمل والده في تجارة الحرير ونمت عائلته حتى أصبحت تضم ستة أولاد هم على التوالي: أمين، وسعدى، وأسعد، ويوسف، وأدال، وألبرت.

عرفت طفولة أمين شقاوة مميزة بين الصبية، فقد كان كثيراً ما يعود إلى المنزل بعد عراك مع رفاقه، أو بعد تلاسن واقتتال بسبب اللعب مع أولاد القرية، وقلما ما كان يرضخ لإرادة ذويه، وكثيراً ما كان يصر على ما يريد، وإذا ما زار معمل والده فليس للعون والمساعدة، بل لفضول عنده لمعرفة ما يجري، فيستمع ويراقب الفتيات العاملات، وحين يصلين يجد نفسه خارج الجمع فلا يشارك في الصلاة، ولعل طبعه هو الذي دفعه من حيث لا يدري إلى التذمر والانزعاج من أمور كان يصادفها في البيت ومعمل الحرير وأزقة القرية، ويروي شقيقه ألبرت: أن أمينا في طفولته ما كان ليتقيد بالشعائر الدينية أسوة بوالدته. كانت نشأة أمين الدراسية الأولى غير منتظمة، ولم تكن مادة الدراسة لتختلف عن مادة الكتيبات الأولية المتداولة في مدرسة (تحت السنديانة) في ذلك الزمان كانت أولى دروسه الابتدائية على يد معلم القرية، أمام كنيسة (مار مارون) المجاورة لمنزله وتحت زيتونة هرمة قرب العين شتاءاً وخريفاً وربيعاً. ويذكر الريحاني عن هذه الفترة من تعليمه أنه كان يقرأ كراسة الأبجدية، والمزمور الأول من مزامير داوود على الشدياق متى ، تحت الجوزة في الساحة السفلى من (بيت شباب) وينتقل إلى مدرسة ( نعوم مكرزل) حيث يتلقن مبادئ الفرنسية إلى جانب القراءة العربية والحساب والجغرافية، وقد عرف خلال دراسته بذكائه وتفوقه على أترابه.

في عام 1922 بدأ رحلته التي قابل فيها شريف مكة الحسين بن علي وسلطان قبائل حاشد والإمام يحيى إمام اليمن وعبد العزيز آل سعود وأمير الكويت أحمد الجابر الصباح وشيخ البحرين أحمد بن عيسى وفيصل الأول ملك العراق، وكتب عن رحلاته بالعربية والإنجليزية وشرح قضايا العرب في أمريكا، وطالب باستقلال لبنان فنفته فرنسا إلى العراق وعاد منها عام 1934 وتأثر بمبادئ الثورة الفرنسية وانتقد المادية الغربية وكان معجباً بنشاط الأمريكيين، وقد كان مؤثرا في كتاباته في الأوساط الأميركية والغربية، وقد كتب عن الرقي ومعناه وعن الحياة السياسية والاجتماعية، وكان يحض المغتربين على التطوع للدفاع عن أوطانهم واستقلال بلادهم، و قد تأثر بفلسفته بشكسبير وكارليل وفولتير.

وفي 15 آب عام 1947 تعرض أمين الريحاني لحادث وأدخل المستشفى وتوفي في 12 أيلول عام 1947 بعد أن ترك تراثاً أدبياً وتاريخياً ضخماً وقيماً، كما كتب المسرحيات والقصص بالعربية والإنجليزية، وكان أشهر أدباء المهجر بعد جبران خليل جبران.

من أهم مؤلفاته: (موجز الثورة الفرنسية) و(ملوك العرب) و(قلب العراق) و(المغرب الأقصى) و(قلب لبنان التطور والإصلاح).

وسوم: العدد 859