الأستاذ الشهيد عبد الرحمن حاج حميدان البجعة الملقب ( هشام بجعة )

(1944- 1980م)

clip_image002_a2308.jpg

الأستاذ أبو ربعي عبد الرحمن حاج حميداوي البجعة الملقب ( هشام ) من مواليد دير الزور 1944م، نشأ في أسرة متدينة.

دراسته، ومراحل تعليمه:

وقد درس في كلية الشريعة في جامعة دمشق، وكان من أوائل الشباب الذين نهضوا بالعلم الشرعي في مدينة دير الزور، وقد تفرغ للدعوة الإسلامية، فعاش بين ظهراني شباب مدينة دير الزور، وحاز تقدير الكبير والصغير، فكان أباً وأخاً وصديقاً، عرف بدماثة الخلق والتواضع، عرفته المساجد خطيباً ومدرساً في ( مسجد الراوي، مسجد الصفا، مسجد حطلة).

وقد عمل موظفاً ومدرساً في الثانوية الشرعية بدير الزور، فكان الشخصية التي حازت ثقة من حوله.

لقد نذر نفسه ووقته للدعوة في سبيل الله.

فأحبه الشباب، وقد قضى وقته في المساجد مدرساً للتجويد ومدرساً للرياضيات لطلبة الصف التاسع.

كما تلقى العلم الشرعي على أيدي علماء دير الزور من أمثال:

1-             الدكتور حسن الهويدي -رحمه الله تعالى -.

2-             والشيخ عبد القادر المفتي .

3-             الشيخ عبد الرزاق الرمضان.

4-             والشيخ قطب الدين الحامدي.

وما يميزه تواضعه بين أصحابه وأقرانه وبذله وكرمه. حيث كان منزله مأوى لطلبة العلم، وللشباب الذين تعلقوا به، وتأثروا به.

ويعدّ الشيخ هشام المجدد للدعوة الإسلامية في دير الزور، ولا أقول هذا مبالغة، ولكن من خلال اجتماع طلبة العلم حوله.

وقد كان يركز على غرس الأخلاق الفاضلة في قلوب طلبة العلم. ولا أطلق هذا الكلام على عواهنه، بل نتيجة التجربة والقرب منه، فكان يستمع لآراء طلابه ويناقشهم في سائر الأمور التي يسألون عنها.

وهذا الكلام يعرفه من خبر الشيخ الفاضل.

وقد ترجم هذا الخلق الكريم عندما اعتقل عام 1980 / في دمشق، وكان مستودع أسرار شباب دير الزور، فأبى أن يعترف على أحد ممن كانوا معه في المعتقل أو من الشباب الذين لم يطالهم النظام الغاشم.

وقد ذكر لي أحد شهود العيان الذين اعتقلوا معه، فقال جاؤوا بالشيخ هشام، وهو ينازع من التعذيب.

والجلاد واقف على رأسه، وهو يقول: انظروا إلى هذا سوف يموت من التعذيب ورفض أن يعترف على أحد، على الرغم أن المعتقلين الآخرين قد اعترفوا عليه، ولكنه رفض أن ينبس بكلمة واحدة تؤدي إلى الضرر بأحد إخوانه أو تلامذته.

فقضى تحت التعذيب شامخاً  كالطود مستلهما روح بلال، وهو يقول: أحد أحد.

لم يترك الفقيد إرثاً علمياً، ولكنه ترك إرثاً روحياً نفثه في روع من عاصروه، وعرفوه، فكان قدوة للأجيال.

رحم الله الشهيد، وأسكنه فسيح جنانه.

وسوم: العدد 861