قائد حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي

gdsfe896.jpg

ولد فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مخيم رفح للاجئين عام 1951م، وفقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته، درس في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية وتخرج من دائرة الرياضيات وعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم التحق بجامعة الزقازيق، وعاد إلى الأراضي المحتلة ليعمل طبيباً في مستشفى المطلع بالقدس وبعد ذلك عمل طبيباً في قطاع غزة. وفي مصر تأثر بفكر الإخوان المسلمين، ثم تأثر بالثورة الإيرانية منذ بدايتها، وكان أبرز الفلسطينيين الذين دعوا إلى تبنيها كنموذج، حيث ألف كتاباً أسماه "الخميني .. الحل الإسلامي والبديل ".

اعتقل في عــام 1979م فـي مصر بسبب تأليفه لهذا الكتاب. واعتقل في فلسطين أكثر مـن مرة عام 1983 و 1986م، ثم أبعد في آب عام 1988م إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة في فلسطين واتهامه بدورٍ رئيس فيـهـا.. ومنذ ذاك الوقت كان يتنقل في بعـض عواصم البلدان العربية والإسلامية وكانت آخر أبرز تلك المحطــات مسؤوليته في تنفيذ عملية بيـت ليد بتاريخ 22 كانون الثاني عام 1995م، حيث أسفرت العملية عن مقتل 22 عسكرياً إسرائيلياً وسقوط أكثــر مــن 108 جرحـى. اغتيل على يد الموساد الإسرائيلي بجزيرة مالطا وكان يحمل جواز سفر عربي باسم إبراهيم الشاويش.

 

كان فتحي الشقاقي قبل العام 1967م ذا ميول ناصرية، ولكن هزيمة العام 1967م، أثرت تأثيراً بارزاً على توجهاته، حيث قام بالانخراط في سنة 1968م بالحركة الإسلامية، إلا أنه اختلف مع الإخوان المسلمين، وبرز هذا الخلاف بعد سفره لدراسة الطب في مصر عام 1974م فأسس ومجموعة من أصدقائه حركة الجهاد الإسلامي أواخر السبعينيات. اعتقل الشهيد المعلم في مصر في 1979م بسبب تأليفه لكتابه «الخميني، الحل الإسلامي والبديل»، ثم أعيد اعتقاله في 20 تموز 1979م بسجن القلعة على خلفية نشاطه السياسي والإسلامي لمدة أربعة أشهر. غادر الشهيد المعلم مصر إلى فلسطين في 1 تشرين الثاني عام1981م سراً بعد أن كان مطلوباً لقوى الأمن المصرية.

قاد بعدها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وسجن في غزة عام 1983م لمدة 11 شهراً، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1986م وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات و5 سنوات مع وقف التنفيذ: لارتباطه بأنشطة عسكرية والتحريض ضد الاحتلال الصهيوني ونقل أسلحة إلى القطاع" وقبل انقضاء فترة سجنه قامت السلطات العسكرية الإسرائيلية بإبعاده من السجن مباشرة إلى خارج فلسطين بتاريخ 1 آب 1988م بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية.

تنقل بعدها الشهيد فتحي الشقاقي بين العواصم العربية والإسلامية لمواصلة جهاده ضد الاحتلال الصهيوني إلى أن اغتالته أجهزة الموساد الصهيوني في مالطا يوم الخميس 26 تشرين الأول عام 1995م وهو في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق بعد جهود قام بها لدى العقيد القذافي بخصوص الأوضاع الفلسطينية على الحدود المصرية.

ويعد فتحي الشقاقي أحد أبرز رموز التيار المستنير داخل الحركة الإسلامية لما يتمتع به من ثقافة موسوعية، واستيعاب عقلاني لمشكلات الحركات الإسلامية وقضاياها في العالم العربي والإسلامي. كما يعتبر مجدد الحركة الإسلامية الفلسطينية وباعثها في اتجاه الاهتمام بالعمل الوطني الفلسطيني، وإعادة تواصلها مع القضية الفلسطينية عبر الكفاح المسلح، فدخلت بذلك طرفاً رئيسياً ضمن قوى الإجماع الوطني الفلسطيني بعد طول غياب.

وقد صدرت في القاهرة عن مركز يافا للدراسات موسوعة بأعمال فتحي الشقاقي السياسية والفكرية والثقافية تعكس شخصية فتحي الشقاقي وآرائه ومواقفه.