الشاعر الداعية الدكتور محمد عبد الله قطبة ( 2001 - 1955م )

هو الشاعر الاسلامي المعاصر محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن قطبة الذي أسلم على يديه 40 قسيسا عندما كان يدرس في أوربة...فهو شاعر الدعوة الاسلامية المعاصرة حمل همومها وقضاياها، وكان لقضية فلسطين مكانة سامية في نفسه وفي شعره.

المولد ، والنشأة:

ولد محمد قطبة في الدوحة عاصمة قطر عام 1955م.

ونشأ في كنف أسرة مسلمة محافظة، فوالده هو الشاعر عبد الله قطبة الذي رعاه، وأنشأه نشأة اسلامية سليمة.

الدراسة، والتكوين :

أنهى محمد عبد الله قطبة المرحلة الثانوية في المعهد الديني في قطر عام 1975م.

ثم حصل على بكالوريوس تربية في اللغة الانجليزية في جامعة قطر عام 1981م.

ثم حصل على شهادة الماجستير في اللغويات التطبيقية ( لغة انجليزية ) من جامعة درهام في بريطانيا عام 1985م.

ثم حصل على الدكتوراه في اللغويات التطبيقية ومناهجها في جامعة درهام ببريطانيا عام 1990م.

الوظائف، والمسؤوليات:

عمل د. محمد قطبة معيدا بقسم اللغة الانجليزية واللغات الأوربية الحديثة بجامعة قطر عام 1982م .

وعمل مدرسا مساعدا ثم مدرسا بالقسم نفسه .

شارك في العديد من الندوات والأمسيات الشعرية مع الكثير من كبار الشعراء.

مثل الدولة في العديد من الملتقيات الأدبية في دول الخليج والدول العربية وأوربا وكتب قصصا وأناشيد للأطفال.

حصل على عدة دروع وجوائز لمشاركته في كثير من الأنشطة داخل وخارج قطر.

وهو عضو مجلس ادارة في معهد اللغات في قطر، ورئيس وحدة التعليم المستمر وخدمة المجتمع ورئيس ملتقى الأدباء والكتاب بمركز شباب الدوحة.

عضو مجلس ادارة في جمعية قطر الخيرية ، وممثل دولة قطر في لجنة التعليم والدعوة بالمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة التابع للأزهر.

وعضو هيئة الأمناء للاغاثة الاسلامية ببريطانيا .

وعضو شرف في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية .

وعضو في رابطة الأدب الاسلامي العالمية.

عمل مديرا تنفيذيا لجمعية البلاغ لخدمة الاسلام على الانترنت ( اسلام أون لاين ).

شغل منصب وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للشؤون التعليمية.

وانطفأ المصباح:

توفي الشاعر الداعية د. محمد عبد الله قطبة في الدوحة عام 2001م ..

وانتقل الى الدار الأخرة بعد رحلة مباركة من البذل والعطاء.

رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

أصداء الرحيل:

الدكتور محمد عبدالله قطبة رحمه الله (1955-2001):

كتب صديقه ابراهيم عبد الرزاق يقول :

" شاعر الدعوة الإسلامية.. شاعر الأمة وهمومها، والرسالة وأعبائها.. المعلم والمربي بالقدوة العملية.. الناصح والمحب لدينه ووطنه وأمته.. عايش أحداث أمته ومجتمعه.. أحبه الجميع، وقد اشتهرت مقولة" إذا أردت أن تُقضى لك حاجة فاذهب إلى د. قطبة ".. كتب الله سبحانه وتعالى له محبته في قلوب الناس.. مربياً مؤثراً بالفطرة والدراسة والممارسة.. بشوش الوجه والمحيا.. لا يتكلم عن أحد بسوء أو منقصة.. داعية حق على بصيرة وبالكلمة والأسوة الحسنة.. رجل خير وعطاء وعمل.. نفسه لا تشغله بالتوافه وسفاسف الأمور بل معاليها .. أحب وطنه فأحبه وطنه.. وشارك في أنشطته الثقافية والأدبية والجامعية والتربوية والخيرية والإدارية.. له دوره وباعه ومنزلته في الأدب والشعر والدعوة والإصلاح.. قلبه حيٌّ يقظ يشعر بهموم الأمة وقضاياها.. يدافع وينافح عن الحق والخير والعدل والحرية ، لا يلين ولا يستكين.. أسلم على يده قساوسة عندما كان يدرس في بريطانيا.. فهو من الذين استثناهم تبارك وتعالى من الشعراء في قوله: (( إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ))".

فمن درره وكلماته الغالية رحمه الله:-

" وهي قضية الصراع الحضاري-أي قضية فلسطين- المستمر بيننا وبين أعدائنا، وليست خلافاً طارئاً ينجلي وتزول آثاره بين يوم وليلة، ينتهي باتفاق أو معاهدة ".

" ولذا كانت فلسطين الشمعة الأولى التي أضاءت جوانب شعري وديواني ".

" فاعلم أن الباعث هو عقيدتي التي تؤمن بأن هذا الصراع سيكون في المستقبل هو مفجّر النهوض وباني الحياة الجديدة بقيمنا التي نرنو إليها ".

" وما ساعات الظلام إلاّ سابقة الفجر المأمول ".

" لأن شعوري في شعري هو شعور المسلم بما يعانيه في هذا العصر العاصف القاهر، وبما يحس من تمزق بين ماضِ مجيد كانت فيه الأمة تقود الإنسانية بجدارة وأستاذية، وحاضر عاثر يغلب عليه الإحباط والتبعية ".

" شعري صورة من الحزن على واقع الأمة، وفي الوقت ذاته انطلاقة وبتحد نحو آفاق المستقبل، فهي مشاعر دفينة في النفس أقلّبها بين فترة وأخرى، لأستثير بها الهمم، ولأذكر بها العاقل، وأحملها في يدي مشاعل تتحدى الباطل، وتنير الطريق وتستمد وقودها من النداء الخالد " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ".

ومن درره الشعرية المضيئة رحمه الله:

القدس ربانية، نبوية *** عربية الوجدان والأركان

فإلى متى يبقى التفرّق بيننا *** والحقد مثل السٌم في الأعضاء

وفلسطين لن نبيع رباها *** فغداً تسحق اليهود أسود

وبكل قٌطر نائح ومولول *** يبكي أبا الأقطاب والفرسان

بالحق والبرهان أرسل أحمد *** يا رب وفقنا لشرعة أحمد

فرحمك الله رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

" قالوا عنه ":

قال عنه فضيلة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله " فما عرفتُ فيه إلاّ الصدق في القول، والإخلاص في العمل، والتضحية في أداء الواجب والعمل الدؤوب الصبور في سبيل الله، مع الحب لإخوانه والعاملين معه..".وقال عنه " وقد أعطى الله تعالى محمد قطبة رحمه الله الدين والخلق، وهما أفضل ما يُعطى الإنسان ".

عِندَما رَحَلَ قُطْبَة:

وكتب الأستاذ  خالد المحمود ( قطر )، يقول:

تقديم:

في 3/ مارس من عام 2001، الموافق لـ 8/ ذي الحجة من عام 1421، انتقل إلى جوار ربّه سبحانه ابنُ الخال الحبيب الدكتور محمـد عبدالله قطبة رحمه الله تعالى. وأحسب شدّة الحزن على فراقه آنذاك كانت السبب الأكبر في عجزي عن رثائه بقصيدة تليق بمقامة العظيم. لكنّ مثله يبقى عصيّاً على النسيان، فليس مِمّن يزور الذاكرة مروراً؛ إنما يحفر اسمَه ورسمَه فيها، فلا يزول حتى تزول. والمقالة التالية، والتي نُشرت بعد وفاته بسنوات عدة، كانت خاطراً طالما رافقني، فلم أملك كبح جماح قلمي عنه. وكيف يتأتّى لذي ضميرٍ حيٍّ أنْ يتأبّى على نسبة الفضل لأولي الفضل، خاصة حينما تعاوده ذكراهم العطرة!...

كلما حطّت قدماي مطار هيثرو في العاصمة البريطانية لندن، كما حصل معي الأمس، أتذكر بعض مشاهد رحلتي الأولى في صيف 1994.

أبرز مشهد من تلك الرحلة كان صحبتي؛ ذلكم هو الراحل محمد بن عبدالله قطبة، رحمه الله. الرجل الذي أنعم الله سبحانه وتعالى عليّ بأن أمضي معه بعض سنيِّ عمري لأتتلمذ على يديه في الشعر، فهو شاعر متمكن وله ديوانان مطبوعان (مشاعل ومشاعر) و(ديوان محمد قطبة، الأعمال الكاملة)؛ وفي اللغة الإنجليزية، إذ درّسنيها في جامعة قطر؛ وفي العمل العام إذ انتسبت لمركز شباب الدوحة الذي كان هو أحد أعضاء مجلس إدارته الذهبيِّ في مطلع التسعينيات؛ ناهيك عن صلة القرابة الوثيقة التي تربطنا بحكم كونه ابن خال أمّي حفظها الله.

    ولعل ما يدفعني للكتابة عنه في ذكرى رحيله اليوم (الثامن من ذي الحجة) أنه كان من القلائل ممن أحب من الذين عجزت عن رثائهم بقصيدة عندما حلّ قضاء الله بنا وبهم.

    ولكن الأهم من ذلك أنّ فقدان إنسان مثله ليس بالأمر الهيِّن. ومن عرف الراحل عن قرب، يدرك ذلك تماماً. إذ لم يسبق له أن وُضع في أيِّ موقف يُحَتّم عليه الاتصال مع الناس إلا وأبدى أروع مظاهر الإنسانية في علاقته مع أخيه الإنسان. وأكاد أقسم أنه الوحيد من كلّ من عرفت عن قرب ممن لم أسمع أحداً، غنياً أو فقيراً، شريفاً أو حقيراً، يشتكي منه في شيء، أيِّ شيء! وحسبك بمثل هذه التعامل الذي يجمع القلوب حوله، ويدفعُهم للترحّم عليه دليلاً على محبّة الربّ سبحانه وتعالى له. إذ ورد في الحديث الشريف {إنَّ اللهَ إذا أحَبَّ عَبداً نادَى جبريلَ: “إنّي أحِبُّ فلاناً فأحِبَّه”، فيُحِبُّهُ جبريل، ثمَّ يُنادي ملائكة السَّمَاءِ: “إنَّ اللهَ يُحِبُّ فلاناً فأحِبُّوه”، فتُحِبُّهُ ملائكة السَّماءِ، ثم يُوضَعُ لهُ القَبولُ فِي الأرض}.

*      *      *

محمد قطبة الذي ولد عام 1954، تلقى العلم على يدي والده الشاعر عبدالله عبدالرحمن قطبة رحمه الله. ومنذ نعومة أظفاره رضع حبّ هذه الأمة ديناً ولغةً وحضارة، فما زال يدفع عنها كلّ رزيئةٍ ويصدّ عنها كل نائبةٍ ويكتب ويعمل ويُربّي الأجيال لإعادتها على طريق الريادة مجدداً.

واصل رحلة تعليمه في المعهد الدينيّ ليتتلمذ على أيدي العلماء وعلى رأسِهم فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله، والذي كان يُحبّه محبة خاصة لخُلقِه الرفيع وتديّنِه المعتدل، ناهيك عن نبوغِه في الشعر.

في جامعة قطر، تخصّص محمد قطبة في اللغة الإنجليزية، وأكمل دراساته العليا في جامعة (دَرَم – Durham) البريطانية. وقد كانت له سمعة مشهودة لدى كلّ من عرفه في أنحاء أوربا، حيث امتد نشاطه في القارة العجوز. حتى إنّ أهل الحيِّ الذي أقام في إحدى عائلاته المسيحية بكوا عندما رحل عنهم، وهم الذين ثاروا على تلك العائلة لإسكانِهم طالباً مسلما بين ظهرانيهم، وما ذاك إلا بسبب خلقه الرفيع.

قضى الفقيد نحو تسع سنوات في الغربة يدعو إلى الله، بالإضافة إلى دراسته، وأسلم نحو سبعة عشر قسيساً على يديه، ناهيك عن عشرات آخرين من العامة، بل والمساجين الذين كان يخصّهم بزيارات دعويّة وإرشاديّة، خاصّة المسلمين منهم. ورغم تأخيره كتابة رسالة الدكتوراة إلى آخر ستة أشهر من بعثته، فإنه وُفـِّقَ لكتابتها دون خطأ إملائيٍّ واحد، وهي سابقة لم تُعرف قبله في الجامعة. وعاد بعد ذلك إلى قطر ليعمل في الجامعة مُدرساً لمهارات اللغة الإنجليزية والترجمة.

ولم يكن العمل الدعويّ غائباً عن حياة الفقيد بعيد عودته، إذ كان أحد المبادرين المُبرزين فيه. وكان من جملة أسهم في توسيع أنشطة جمعية قطر الخيرية بوضع قدمٍ لها في ألبانيا، تلك الدولة الأوربّيّة المسلمة التي خرجت من رداء الشيوعيّة مطلع التسعينات من القرن المنصرم. وقد كانت الجمعيّة لا تزال تُعرف آنذاك باسم “لجنة قطر مشروع كافل اليتيم”.

ومن بعدها تولى منصبَ مساعد وكيل وزير التربية والتعليم عندما بادر سمو الأمير الوالد إبّان توليه ولاية العهد آنذاك في عملية إصلاح التعليم في قطر. وكان يجهد نفسه في العمل حرصاً على تحسين التعليم إضافة إلى ضمان حقوق موظفي الوزارة. ولعل ذلك كان سبب إصابته بالجلطة الدماغية التي عطّلت بعض أعضاء جسده عن العمل، لعظم التبّعة التي احتملها من ذلك المنصب.

ورغم حالته الصحية الصعبة بعد خروجه من الوزارة فإنه لم يتوقف عن خدمة الأمة، إذ عاد إلى الجامعة للتدريس مجدداً، إضافة إلى إدارته موقع (إسلام أون لاين – IslamOnline) لنشر تعاليم الدّين الوسطية.

وافاه الأجل المحتوم إثر نزيف في المعدة صبيحة يوم التروية من ذي الحجة من عام 1421. ورغم دفنه بعد وفاته بسويعات معدودة، إلا أنّ الآلاف حضروا جنازته حالما علموا برحيله. حتى أنّ أستاذه الشيخ القرضاوي لم يتمكن من إدراك مراسم الدّفن، وهو ما أبكاه حفظهُ اللهُ على تلميذه النجيب.

*      *      *

لعلنا لا نتقوَّل على الحقيقة إذا قلنا إنّه كان سميَّا في الاسم والمُسمّى لمحمد بن عبدالله ﷺ. إذ كان خلقُه أقرب ما يكونُ إلى القرآن، لا يَملّ من السلام على من يعرف ومن لا يعرف ولا تغادرُ البسمة شفتيه رغم ما لديه من أسباب المعاناة. حتى وهو على سرير المرض يعاني الجلطة التي بقيت آثارها معه إلى وفاته، لم يكف عن الاطمئنان على زواره والتهوين عليهم، كأنه الزائر لا المريض.

أما عطاؤه وسعيه في قضاء حاجات الناس، فحدِّث ولا حرج. ولو أنّنا قصَرنا العطاء على بذل المال لكان ذلك وحده يكفيه. وليس عجباً أن يُقال في المجتمع القطري “إذا أردت أن تُقضى لك حاجة، فاذهب إلى د. قطبة”. وكم عرفتُ – بحكم علاقتي الخاصة به – أنه استدان بعضاً من المال ليقرضه لذوي الحاجة، بل إنّه كان يُرسلني في قضاء بعض تلك الحوائج من ماله الخاص رغم علمي اليقين بحاجته إليه. فكان يصدُق فيه قول الشاعر:

تعوَّدَ بَسط الكَفِّ، حتّـى لو انَّـهُ

ثَـنـاها لـِقَـبْضٍ لم تُـجِـبه أنامِـلُـهْ

تـَراهُ إذا ما جـِئـتـَـهُ مـُـتــَـهلـِّـلاً

كأنَّـك تُعـطيـه الذي أنتَ سائـلُـهْ

هو اليمُّ، من أيّ النَّـواحيْ أتيتَـه

فلُجَّـتُـهُ المعروفُ، والبِرّ ساحِلُهْ

ولو لم يكن في كفـِّهِ غير روحِهِ

لَـجَـادَ بِـها، فَـليَـتَّـقِ اللهَ سَـائِـلُـهْ!

حسبُك دليلاً على ذلك أنّ انشغاله بقضاء حوائج الناس أنساه قضاء حاجة نفسه وأهله بطلب ما هو حقٌّ له من أرضٍ وقرضٍ ليبني عليها بيته، فقد كان يُقيم في منزلٍ صغير يجاور فيه والدته، حفظها الله، برّاً بها وإحساناً إليها. ولم تحصل عائلته على ذلك الحقّ إلا بعدما ذكر فضيلة العلامة يوسف القرضاويّ الأمر لسموّ الأمير الوالد حفظهما الله إبان توليه مقاليد الأمر في البلاد، والذي تفاجأ بهذا الأمر خاصّة أنّه كانت تربطه بالدكتور قطبة علاقة جيدة، فلعله لم يدر بخلده أنّ أحداً من الناس في هذا الزمان يُشغله فعلُ الخير وأداء الحقوق عن نفسه وأهله. فما كان منه إلا أن أوعز إلى من حوله بالوفاء لأهل ذلك الإنسان الذي أفنى حياته في خدمة الدِّين والوطن. وصَدَقَ الله العظيم إذ قال {… وَكَانَ أبُوهُمَا صَالِحاً}.

*      *        *

لقد كان الفقيد رحمه الله نبراساً لمن أراد الوصول. فعمل على أن يبلغ بخلقه ما يبلغه الصائمُ الذي لا يُفطر والقائمُ الذي لا يَفتر، وهو يتذكر في كلِّ ذلك حكمة الربِّ سبحانه في الموت والحياة {لِيَبْـلوَكُمْ أيُّكُمْ أحْسَنُ عَمَلاً}. وأنا أشهد أمامَ اللهِ أنّكَ قد أحسنت عملاً.

*      *        *

عندما غادر ملتقى الأدباء الشباب الذي أسّسهُ هو وترعرعتُ أنا فيه، كتبت أمازِحُه:

أقُـطـبَـة ٌ.. أيْنَ تَمضِيْ

يا عاشِقَ الإنجليزي؟

أراكَ أسرعتَ خـَطواً

أنا أخـُطّ رِقـِاعاً

يـا سـَيـِّدَ التَّطْريزِ

فأنتَ مَنْ عـَـلـَّمَنِـيْ

نـَسْجَ الهَوى يا عزيزيْ!

ولستُ أحسَبُه يجيبني على ذلك السؤال إلا بقوله {يَا لـَيْتَ قوْمِيْ يَعلمُونَ، بمَا غَفرَ لِيْ رَبِّيْ وَجَعَلنِيْ مِنَ المُكْرَمِيْن}.

رحمك الله يا أبا جميلة وعبدالله وأحمد، وأحسن عقبانا فيك، وجمعنا وإياك مع الحبيب ﷺ.

آمين.

مصادر الترجمة:

1- موقع رابطة الأدب الاسلامي العالمية.

2- معجم البابطين لتراجم الشعراء المعاصرين.

3- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 940