الشاعر الداعية الدكتور كمال عبد الرحيم رشيد

(1941م - 2008م )

شاعر اسلامي أردني، ورئيس رابطة الأدب الإسلامي في الأردن، وعضو جمعية الدراسات والبحوث الاسلامية، وعضو جمعية العفاف ومكافحة التدخين ....وغيرها.

مولده، ونشأته:

ولد الشاعر د. كمال عبد الرحيم رشيد عبد الفتاح في قرية الخيرية احدى ضواحي مدينة  يافا في فلسطين عام 1941، ونشأ في ظل أسرة كريمة مسلمة محافظة عانت من مرارة التهجير والتشرد بعد الاحتلال.

فما كاد يبلغ السابعة من عمره حتى وقعت نكبة فلسطين عام 1948م واحتل اليهود مدينة يافا وما حولها، وارتحل كمال رشيد مع أسرته الى قرية بديا بمنطقة نابلس في الضفة الغربية.

وفي عام 1967م رحلت الأسرة لتستقر في عمان عاصمة الأردن.

الدراسة، والتكوين:

درس كمال رشيد مرحلة التعليم الابتدائي في مدرسة

بديا من الصف الأول الابتدائي حتى السابع.

ولما ضاقت بهم الحياة لقلة الموارد هاجرت الأسرة الى مدينة نابلس، وسكنت مخيم عين الماء بين 1956 وحتى 1967م.

ودرس كمال رشيد المرحلة الثانوية في مدرسة الجاحظ وتخرج فيها، وفي تلك الفترة اتصل بالحركة الاسلامية في نابلس، وشارك في نشاطها الطلابي.

تخرج من كلية الأداب في جامعة دمشق عام 1966م، وحصل على بكالوريوس اللغة العربية وأدابها.

ثم حصل على الماجستير في علوم اللغة من جامعة محمد الخامس في الرباط بالمغرب عام 1978 ، وكان موضوع الرسالة الزمن النحوي في اللغة العربية.

وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة في علوم اللغة العربية من الجامعة الأردنية عام 1996م..بتقدير ممتاز، وكان موضوع الرسالة:( الترادف في القرأن الكريم).

الدورات العلمية:

وبالاضافة الى الشهادات العلمية قام كمال رشيد بعدة دورات لكي يكتسب مزيدا من الخبرات العملية، منها:

1-  في عام 1973م دورة اعداد برامج الاذاعة المدرسية في جامعة لندن.

2- وفي عام 1986م دورة تحرير الكتب المدرسية والمواد التعليمية من جامعة لندن.

3- وفي عام 1988م دورة لزيارة دور النشر البريطانية الكبرى لونجمان وفي أكسفورد وفي هاينمان وكانت هذه الدورات بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم والمجلس الثقافي البريطاني في عمان.

الوظائف، والمسؤوليات:

عمل د. كمال عبد الرحيم رشيد في وزارة التربية والتعليم في مديرية المناهج، وصار عضوا في الفريق الوطني لتأليف كتب اللغة العربية، وفي تطوير الكتب المدرسية، وله بصمات واضحة في تطوير المناهج في مبحث اللغة العربية، وله الفضل في اعادة تدريس مادة العروض في الأردن.

عمل رئيسا لتحرير صحيفة الرباط الأسبوعية الناطقة باسم جماعة الاخوان المسلمين في الأردن مدة اربعة سنوات من 1992 وحتى 1994م.

وهو عضو في هيئة التدريس في جامعة الزرقاء الأهلية 1995 - 1994م.

وشغل منصب المدير العام للمدارس العمرية التابعة للبنك الاسلامي 1995 وحتى قبيل وفاته.

وكتب في الدستور الأردنية سنوات طويلة.

عمل الدكتور كمال رشيد بعد تخرّجه من الثانوية العامة معلماً في مدينة طولكرم عام 1962م، في مدرسة الخالدية ثم في المدرسة العمرية ..

وفي عام 1975م أعير الى المغرب العربي وعمل معلما في الدار البيضاء.

وفي عام 1964م أُعير معلماً للجزائر، وفي تلك السنة أصيب بكسر في رجله ودخل مستشفى الجامعة..

وفي المستشفى نظم عدداً من القصائد، ولكنها ضاعت منه .. وفي عام 1965م عاد من الجزائر إلى نابلس، وعمل معلماً في قرية " بيتا " .

ممثل الأردن في لجنة البرامج التعليمية الموجهة للطلبة العرب في الأرض المحتلة التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

فحص عدد من الكتب المدرسية لغوياً وتحريرها وإجازتها.

تقويم الكتب المقترح اقتناؤها لمكتبات مدارس وزارة التربية.

تمثيل الأردن في عدد من المؤتمرات التربوية واللغوية والتعليمية.

وشارك في العديد من اللجان والروابط والجمعيات مثل:

فهو عضو رابطة الأدب الاسلامي العالمية منذ 16 تشرين الثاني 1407 هجرية / الموافق 2 أيار 1987م مرحلة التأسيس.

وعضو جمعية الدراسات والبحوث الاسلامية .

وعضو رابطة الكتاب الأردنيين.

وعضو المعهد العالمي للفكر الاسلامي.

وعضو الجمعية الوطنية لرعاية الطفل في الأردن.

وعضو جمعية العفاف في الأردن.

وعضو جمعية مكافحة التدخين.

وعضو الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق.

جهوده الاعلامية:

تنوعت انجازات كمال رشيد بين تأليف الكتب والمقالات والظهور الاعلامي والقاء المحاضرات ....وغيرها:

- حيث قام باعداد وتقديم برامج دينية من اذاعة عمان لسنوات طويلة.

- اعداد وتقديم 30 حلقة من برنامج ديني، في اذاعة الكويت 1985م .

- اعداد مسلسل من عدة حلقات في اذاعة عمان تحت عنوان ( أشواق في المحراب).

- اعداد برامج تعليمية للمناهج الأردنية في مبحث اللغة العربية في اذاعة عمان.

مؤلفاته، وأبحاثه:

ترك كمال رشيد - رحمه الله - العديد من الكتب ودواوين الشعر، وقصص الأطفال الهادفة النافعة، نذكر منها:

1- شدو الغرباء (ديوان شعر): الجمعية العلمية للطباعة والنشر، عمان، 1975. وأعيد طبعه عام 1983م.

2- عيون في الظلام (ديوان شعر) دار المنار بالزرقاء، عمان، 1984.

3- أشواق في المحراب (ديوان شعر): دار البشير ، عمان، 1985.

4- القدس في العيون (ديوان الشعر): صدر في عمان، 1990م، وفي دار الوفاء بالمنصورة بمصر 1990م.

5- نسائم الوطن (ديوان شعر): دار بلال في عمان، 1997.

6- أناشيدي (ديوان شعر للأطفال، جزءان): دار الفرقان في عمان، 1989.

7- أقوال ومواقف (مسرحيات للأطفال): دار بلال في عمان، د. ن، 1990.

8- سلسة كتب اللغة العربية المقررة للمرحلة الإلزامية في الأردن (مشترك مع الفريق الوطني (الأردني) للتأليف: مجمع اللغة العربية).

9- التراث في القرآن الكريم (دين) عمان د.ن، 1996.

10- الزمن النحوي في اللغة العربية (نحو) الرباط 1979.

11- الخطأ والصواب في الصحة- الجمعية العلمية ودار عمار عام 1984م.

12- الخطأ والصواب في السلوك - الجمعية العلمية ودار عمار عام 1984م.

13- الخطأ والصواب في المرور - الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث المرور 2005م.

14- أشياء تنفعنا وتضرنا - دار بلال في عمان 2007م.

15- أخلاق اسلامية - دار عمار في عام 1990م.

16- عادات حميدة - دار بلال عام 1990م.

17- أبو خليل والحلم الجميل - طبعته جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض عام 1992م.

18- سليم في المزرعة وقصص أخرى - دار عمار عام 1990م.

19- في المسجد - جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية عام 1992م.

20- نحب هؤلاء - جزءان - جامعة الامام محمد بن سعود عام 1992م

21- أميز بين الأشياء.

22- عشر قصص للأطفال.

- وله مئات المقالات في الصحف الأسبوعية والمجلات الدورية وبخاصة: صحيفة الرباط، وصحيفة السبيل، وصحيفة المجد، ومجلة فلسطين المسلمة، ومجلة الثقافة العربية .....وغيرها.

حياته الأسرية:

والشاعر د. كمال رشيد متزوج من سيدة فاضلة وله منها ستة أولاد وابنتان، وأكبر أولاده بلال وبه كنيته، والأستاذ بلال:  له مقالات وأنشطة أدبية كثيرة.

وجميع أولاده وبناته ملتزمون بالسلوك والتصور الاسلامي، غرس فيهم حب الدين والعلم والعربية، وما زالوا يواصلون الطريق الذي رسمه لهم الوالد الراحل كمال رشيد رحمه الله.

كتب عنه:

وقد تناول أدبه بالدراسة عدد من النقاد منهم:

د. عماد الدين خليل ( العراق)، ود. محمود ابراهيم ( الأردن)، ود. مأمون جرار، ود. عدنان حسونة، والأديب الداعية عبد الله الطنطاوي، والأستاذ حسني أدهم جرار وصديقه أحمد الجدع في سلسلة شعراء الدعوة الاسلامية، وفي معجم البابطين لتراجم الشعراء المعاصرين، وأجرى محمد صالح حمزة حوارا معه، وكتب ياسر أبو هلالة في نعيه مقالة جيدة، وهناك ترجمة موسعة له في الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الاخوان المسلمين. وفي رابطة أدباء الشام ...

- كتاب كمال رشيد بأقلام محبيه وعارفيه- تقديم الأستاذ عبد الله الطنطاوي.

وفاته:

توفي د. كمال رشيد في عمان بتاريخ 1429 / 3/ 21 للهجرة/ الموافق في 29 أذار ( مارس) عام 2008م.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

أصداء الرحيل:

كمال رشيد رجل فقدناه 23 أيار 2009م:

كتب د. عبد الله الطنطاوي في مقدمة كتاب كمال رشيد بأقلام محبيه وعارفيه يقول فيها:

"صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع في عمان كتاب (كمال رشيد بأقلام محبيه وعارفيه)، في 230 صفحة من القطع الكبير، ونقدم هنا مقدمة الكتاب التي كتبها أخوه وصديقه عبد الله الطنطاوي".

وقد يسأل سائل: وماذا في فقد رجل؟ فنحن نواري الثرى مئات الرجال في كل يوم، وقد يستشهد بقول المعري الحكيم:

صاح هذي قبورنا تملأ الرحب   

        فأين القبور من عهد عاد؟!!

ويغيب عن ذهن هذا السائل: أن رجلنا هذا هو كمال رشيد، وليس غيره من أولئك المئات بل والآلاف، فقد يكون رجل في أمة، وأمة في رجل.. ولهذا نحن نأسى ونبكي الرجال الرجال، في زمن عز فيه الرجال..

-1-

إنه الموت يعتام الكرام من الرجال، ويصطفي من نحن في مسيس الحاجة إليه من البدور، في ليالينا المحاقية.. في ليالي غزة والضفة والقدس التي يبيت لها الأعداء ما يبيتون من مكر الليل، وكيد النهار.. من عدة وعدد.. من أسلحة فتاكة... ونووية، وفسفورية، وما لا يخطر إلى على بال شياطين أوروبا وأمريكا ورأس حربتهم الصهيونية المصنعة من ثقافة الكراهية، والأحقاد الدينية التاريخية، والإجرام الذي يتغيا الفتك ببني البشر، وأولهم العرب والمسلمون، فيما العرب والمسلمون يعيشون بل يحيون حالة من العجز، والتخلف، والاحتراب البيني، ما يشمت الأعداء، ويميت الثكالى من الضحك.. عدوهم يبني المفاعلات النووية، والمصانع الحربية الثقيلة والخفيفة، وهم يبنون السجون والمعتقلات، ويزجون ذوي العلم والعقل والحكمة فيها.. يزجونهم في أقبائها المظلمة، ليموتوا في كل يوم عشرات المرات، تحت السياط التي هي أخف أنواع التعذيب، ومن ينجو بنفسه من هؤلاء، يلتحق ببلاد (برة) ليأمن على نفسه وعرضه وولده، وليقدم ما عنده لغير شعبه وأمته، وهذا ما يدعوه الناس: هجرة العقول العربية، وبها يكون الخسران المبين لأمتنا المنكودة الحظ بالعديد من أبنائها، كما هي منكوبة بأعدائها الذين تداعوا عليها من كل حدب وصوب.

عندما كنا نسهر الليالي الطوال مع غزة الصمود والعزة والجهاد والاستبسال. كانت صورة كمال رشيد ماثلة للعيان، أراها في أقلام الأحرار الذين يكتبون عن غزة، وعما تعانيه من وحشية وحوش البشر، حثالة البشر، أوشاب البشر، يقدم لهم أوباش البشر، من أصحاب الوجوه الصفر، والعيون الزرق، والشعر الأشقر، ويعينهم السود والسمر.. يقدمون لهم ما يحرقون به غزة ومئات أمثالها.. فأصيح: أين أنت يا أبا بلال؟ أين قلمك؟ أين قصائدك؟ ألا ترى ما يفعل المجرمون الآثمون بغزتك؟ بشيبها وشبابها، وبأطفالها ونسائها؟

لقد عهدتك مقاتلاً عنيداً، ومنافحاً رشيداً عن أهلك وعرضك وأمتك.. عهدتك وعهدك كل من عرفك، تقاتل بلسانك، وقلمك، وفكرك، وعقلك، وقلبك، ويدك ورجلك، بمواقفك، وفي مجالسك، ومحاضراتك، وقاعات المؤتمرات، والجامعات والمدارس.. مع طلابك، مع زملائك، مع أهلك وأقاربك وجيرانك.. فأين أنت الآن لتقف في وجه العاصفة، ولتشارك في الزلزال الذي ينتظر الناس بعد غزة؟ لا بد أن تشارك فيما بعد غزة، فلغزة ولياليها الفسفورية والنووية ما بعدها..  فمن سيحشد الحشود لها غير قلمك، غير شعرك يا شاعرها، وشادي آلامها وأحزانها، ويا مقيم لها معالمها وصواها حتى لا تضيع في حراكها الجهادي، ولا تشوب مبادئها وقيمها شائبة تفد إليها من شرق أو غرب، بعد تكاثر المفترين عليها..

صحيح.. أنت دمث، هادئ، متزن، لطيف، مرح، وصحيح أيضاً أن لك غضبة الأسد إذا غضب، وصيال الفارس إذا صال وجال، والقدس في قلبك، وفلسطين كلها قدس.. وهي الآن أشد حاجة إلى صولاتك وغضباتك، وإلى فكرك وتخطيطك وتقديرك، إلى جانب إخوانك.. إخوان العقيدة ورفاق الدرب والمصير. إنهم يفتقدونك الآن.. يفتقرون إلى الرجال من أمثالك.. إلى من يبذل كل ما في وسعه من أجل غزة الأمل. والقدس الشريف، وفلسطين الغالية، التي يئن شطرها تحت وطأة الصهاينة المجرمين، ويستغيث شطرها الآخر من وطأة الأنذال..

الأقصى يناديك يا أبا بلال، فهل أنت مجيب؟..

إنها معركة الكرامة، كما هي معارك الحرية والتحرير.

ولهذا أنت وأصحاب النجدات، سوف تسمعون صيحات المستغيثين والمستغيثات: يا شموخ الإيمان في أهل الإيمان من الرجال.

-2-

إن كمال رشيد –تغمده الله بفيض رحمته ورضوانه- كان يحمل هموم أمته، وفي طليعتها هموم فلسطين وأهلها وقضيتها.. وقضية تحريرها من المغتصب الصهيوني، كما يحمل هموم نفسه، وأسرته الصغيرة.. وهذا ما نطالعه في كل ما كتب من شعر ونثر، وما كنا نطالعه في أحاديثه، وما كنا نقرؤه في عينيه الساجيتين الحالمتين بغد أفضل من هذا الحاضر البئيس التعيس الذي يبعثر الأمة وأحلام أبنائها، وكان حقها أن تلتقي لتزن الجبال تخطيطاً للغد المأمول في تحرير الأرض، وتحرير العقول التي سكنتها سواكن تستعصي على الطرد بعيداً عن الله ودينه القويم.

كان كمال رشيد يحيا بين التفاؤل والإحباط، وهو يعاني ما يعاني في تربية الأجيال.. إنه يريدها صاعدة إلى المجد، ويأمل فيها الخير لمستقبل الأمة التي تفتقر إلى الرجال، فيسعى إلى بناء الرجال، وتأليف الرجال، وتربيتهم ليكونوا كما ينبغي لهم أن يكونوا، من أجل التحرير والبناء، وقد يصاب بالإحباط مما يرى من انصراف الكثير من الشبان والشابات إلى الغثاثة والغثائية، هرولة وراء حميا الشهوات والمال، والاقتتال على سفاسف الأشياء وتوافه الأمور. وهذا ما كنا نسمعه في بعض مجالسه، ونطالعه في بعض شعره ونثره، وهو الأديب المفكر، والأديب السياسي، والأديب الإعلامي، والأديب الداعية إلى الإسلام وما فيه من خير، وكله خير للبلاد والعباد..

إن عمل الدكتور الرشيد في المناهج، والتخطيط، أضاف إلى حياته الأدبية والفكرية إضافات مهمة، وأكسبه خبرات في التفكير المنظم. وفي التنظير، وفي العمل بوعي ممنهج، فكانت طريقه لا حبة في الوصول إلى ما يريد الوصول إليه، فلا يخبط خبط عشواء، كدأب كثير من الأدباء والشعراء والفنانين، بدعاوى سخيفة حيناً، مبتذلة في أكثر الأحيان.

كتب أصدقاء الفقيد الحبيب كمال رشيد في هذا الكتاب عن بعض ما عرفوه فيه من سجايا وشمائل وقيم، وياليتهم وياليت أصدقاءه وعارفيه وزملائه وتلامذته وأهله، ويكتبون كل ما عرفوه عنه، لتنشر في رسائل وكتب، أو لتقدَّم إلى نجله الدكتور بلال –الواعد بالكثير- من أجل اكتمال صورة الكمال الرشيد بأبعادها الحسية والمعنوية.. النفسية، والجهادية، والكفاحية، والعلمية، والأدبية..

لو تهيأ لنا هذا، لأفاد الناس منه علماً، وأدباً، وتجارب حيوية، ولما ضاعت أخباره، ونسيت أعماله، ولما استطاع أحد الافتئات عليه، ولحفظ لهذه الأمة أخبار رجالها، ولعرفه من لم يعرفه ولم يلتقه.

إنني – في هذا التقديم لهذا الكتاب المهم- أود أن أقترح على نجله الدكتور بلال، أن يبادر إلى جمع آثار أبيه –رحمه الله تعالى- من الصحف، والكتب، ومن سائر وسائل الإعلام، وإلى تقصي أخباره من أصدقائه ومعارفه، وتلاميذه، وزملائه، وأهله، وجيرانه بزيارتهم، والجلوس إليهم، ومحاورتهم حول ما يعرفونه عنه رحمه الله.

هذا الكتاب خطوة في الطريق الصحيح، أرى أن تتلوها خطوات، فأدعو بلالاً إلى جمع الآثار المخطوطة والمطبوعة لوالده المعطاء، وإصدار (ديوان كمال رشيد) الأعمال الشعرية الكاملة، في مجلد واحد وجمع آثاره النثرية، وإصدارها في مجلد أو مجلدات، وأعماله التي كتبها لفلذات الأكباد.. بحيث لا يفلت منه عمل واحد، وأرجو من الأدباء والكتاب والشعراء، المساعدة في ذلك.

كما أرجو طلبة الدراسات العليا في الجامعات العربية والإسلامية، أن يبادروا إلى تسجيل رسائل عن كمال رشيد الشاعر، وكمال رشيد كاتب الأطفال، وكمال رشيد الداعية، وكمال رشيد السياسي، والإعلامي وهكذا.. ولعل الدكتور بلالاً يعين الدارسين بجمع آثار والده رحمه الله تعالى.. فهل من مجيب؟

أرجو ذلك، ولعلي ولعلنا نؤدي حق أخينا الحبيب علينا، بل بعض ما له حق علينا، وعلى الأدباء، والدعاة، والأصدقاء، والأقرباء، والسلام عليك –يا أخي الحبيب- في الخالدين.

عمان: 17/2/1430 هـ

14/2/2009م.       

الموت يغيّب الشاعر والتربوي كمال رشيد:

وجاء في جريدة الدستور مقالا تم نشره في الاثنين 31 آذار / مارس 2008.

كتب الأستاذ عمر ابو الهيجاء يقول:

غيّب الموت أول امس الشاعر والتربوي د. كمال رشيد ، الذي اغنى المكتبة الاردنية بالكثير من الاصدارات الادبية في حقل الشعر ، وغيرها نذكر منها: شدو الغرباء ، عيون في الظلام، القدس في العيون، وكتيبات في أدب الأطفال، واناشيد للأطفال، وله كتب عن سلوكيات الاطفال، والترادف في القرآن الكريم ، وقد تتلمذ على يديه العديد من الشعراء واصبحت قصائده على كل لسان ، هذا الى جانب اسهاماته في التأليف في قسم المناهج المدرسية وله بصمات واضحة عليها مع عدد من زملائه ، وكان كاتب مقال مميز في جريدة الدستور. "الدستور" استذكرت الراحل كمال رشيد مع مجموعة من اصدقائه من الادباء وسألتهم عن مكانة الشاعر كمال رشيد في نفوسهم وذكرياتهم معه.

راشد عيسى: رحل شادي الغرباء وترك لنا الغربة

الشاعر والناقد د. راشد عيسى استذكر الراحل كمال رشيد فقال: عليك رحمة الباري يا أبا بلال ، لقد كنت قدوتي في الطفولة وكبرت على أشعارك وعطاك الابداعي ، كنت أستاذ جيل ورائد كلمة ، فعرفناك تربويا ناجحا رئيسا لقسم اللغة العربية في مناهج التربية والتعليم ، ومؤلفا في تأليف كتب اللغة العربية ومديرا للمدارس العمرية وصاحب رؤيا إنسانية شفافة عبر زاويتك الصحفية في جريدة الدستور ، وشاعرا مجليا في ديوانك (شدو الغرباء) الذي كان ضمن اول خمس مجموعات شعرية تتلمذت عليها ، فلئن غبت عن عيوننا فستبقى شخصيتك الادبية والوطنية والتربوية والانسانية حاضرة في ملامح حركتنا الثقافية ومشرقة في وجدان تلاميذك واصدقائك ، ويكفي ان طلبة الاردن الحبيب حفظوا أشعارك وأناشيدك في الكتب المدرسية ، وحسبك أنك أنجبت بلالا ليكون رديفك ومكمل مسيرتك في عالم الأدب والكلمة المبدعة ، سنفتقدك أيها الشاعر المشمس والتربوي الغيور والوطني النبيل ، سنسأل عنك بلالا ونسلم عليك فإلى جنان الخلد إن شاء الله.

نايف ابوعبيد: سلام الله عليك يا رفيق الحرف الطاهر:

الشاعر نايف ابوعبيد صديقه ورفيق دربه في عالم الابداع والكتابة تذكر الشاعر والتربوي والأديب الراحل كمال رشيد فقال: أخي كمال رشيد ، رحمك الله على قدر طيبتك ، وكريم خلقك ، وعظيم تواضعك ، ويسر قولك عندما تدعوك القوافي الخضر ، والمفردات الكريمة ، والالطاف السانحة. كأني وإياك مع وهن القلب على ميعاد ، وها أنت ترحل كالنسيم الرخيّ عن دنيانا ، ولا أدري متى يحين موعد رحيلي الى دنياك التي غادرتنا اليها كالطيف ، فسلام الله عليك يا رفيق الحرف الطاهر النظيف.

عبدالله الخباص: يعد من الأدباء الأفذاذ:

اذا عدّ الناس الادباء الافذاذ في الاردن وفي فلسطين فلا بد ان يستذكروا جمهرة من هؤلاء يقف شاهدا من بينهم د. كمال رشيد رحمه الله ، اعتاد الناس ان يستذكروا خصائل المرثي عند وفاته ولعل من ابرز خصال كمال رشيد أنه كان عفيف الكلمة عفّ اللسان دافع عن قضايا الأمة بلسانه وقلمه ويكفيه انه اهدى درة العالم الاسلامي أعني القدس ديوانه الشهير" القدس في العيون" أنا أعرف كمال رشيد شاعرا وكاتبا وأديبا وصديقا وإنسانا وأعرفه مؤلفا في المناهج وقد ألفنا بمعيته الكتب المدرسية وكنا ثلاثة لا يكاد يفرّق بيننا مفرق ، كمال رشيد ود. عودة ابوعودة ود. عبدالله الخباص ، كنا نسمى عند الناس ثلة وهذه المنية تفرّق بيننا.

وأضاف: عرفته رئيسا لتحرير جريدة الرباط ينبض بنبض الأمة في مقالاته وعرفته مديرا عاما لمدارس العمرية التي كانت فيها قامته طويلة أعني الخير والتربية السليمة في حب الدين والرسول والوطن ، وصدق رسول الله القائل: "احبب ما شئت فإنك مفارقه" فيا من فارقتنا رحمك الله.

وكتب محمد صالح حمزة يقول في مقدمة حواره:

"الرّباط" اسم صحيفة ارتبط باسم ضيف حلقتنا هذه، الدكتور كمال رشيد؛ فقد رأس تحريرها طوال فترة صدورها.. يُعطيها من جهده ووقته واهتمامه.. وقبل ذلك كلّه من رفقه وتواضعه اللذين يستدعيان في ذهن محاوره، باللاشعور، حديث المصطفى : "ما دخل الرّفق في شيء إلاّ زانه..".

بهذين المفتاحين السّحريين: الرفق والتواضع دخل أبو بلال قلوب كلّ من عرفه، فلا غرابة، البتّة، أن يكون له كلّ ذلك العدد من الأحبّة والأصدقاء والمعارف.

زاده الله بسطة في العلم والجسم، فأغنى –بعلمه هذا- المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب والدّراسات ودواوين

الشّعر....

المصادر:

1- صفحة كمال رشيد في موقع وزارة الثقافة الأردنية.

2- موقع رابطة أدباء الشام - يشرف عليه الأديب الناقد عبد الله الطنطاوي.

3- من الشعر الاسلامي الحديث: دار البشير في عمان: ص 183 .

4- الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الاخوان المسلمين .

5- موقع جريدة الدستور الأردنية.

6- موقع عمون ... ومواقع الكترونية أخرى.

7- مجلة الأدب الاسلامي: العدد 75 .

وسوم: العدد 943