الشاعر الإسلامي المعاصر أنس إبراهيم الدِّغيم

هو الشاعر الاسلامي، والكاتب السوري المبدع في النثر والشعر..وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية. 

مولده، ونشأته:

ولد الشاعر أنس إبراهيم الدِّغيم يوم 13 شعبان 1399 / 8 يوليو (تموز) 1979 في بلدة جرجناز بمنطقة معرة النعمان بمحافظة إدلب، ونشأ بها في عائلة فلاحية متوسطة الحال تتألف من 14 فرداً..برز منها الشيخ حسن الدغيم، وخالد الدغيم، ود. صفية الدغيم، وهو قريب الشاعر، والسجين التدمري السابق د. محمود الدغيم... 

الدراسة، والتكوين:

درس أنس الدغيم مراحل التعليم المختلفة في مدارس بلدته، وحصل على الشهادة الثانوية (العامة الفرع العلمي) بتفوق، ثم دخل كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، ولكنه لم يكمل دراسته فيها، فكان يحضر في كليتي الشريعة والآداب أكثر من كلية الهندسة.

ثم استكمل دراسته العالية في الأردن منذ 2004 حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من جامعة فيلادلفيا سنة 2008م.

الوظائف، والمسؤوليات:

وبعد تخرجه عاد أنس الدغيم إلى وطنه، وعمل في الصيدلة لمدة سنتين ونصف، ثم التحق بالقوات المسلحة السورية تحت الخدمة الإجبارية، وكان برتبة ملازم، وبدأت خدمته مطلع عام 2011م.

ثم انشق عن الجيش في الشهر العاشر من العام ذاته أثناء الأزمة السورية، وعاد إلى قريته.

وهو رئيس الهيئة التأسيسية لنقابة صيادلة سوريا، وأحد النشطاء في الإنترنت الداعمين الثورة السورية.

مهنته الأدبية:

بدأ نظم الشعر في المرحلة الثانوية من دراسته، وخاصة في أدب السياسة. 

نشر مقالاته وقصائده في العديد من المواقع العربية. 

وفي بداياته، شارك في مهرجان لقاء الأجيال الأدبي الأول للشعر والقصة القصيرة بحلب سنة 2011‌، فحصل على المركز الأول من الجيل الثالث عن قصيدته «أنس نامة».

ثم شارك في العديد من المهرجانات الداخلية والدوليّة في البلدان العربيّة ووطنه.

وعمل أيضًا مسؤولًا لبعض المهرجانات الأدبية، وفي لجنة تحكيم المسابقات الشعرية.

وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية. 

في أغسطس 2015 جرت مساجلة شعرية بينه وبين ضاحي خلفان في تويتر.

شعره:

١- صدر ديوانه الأول بعنوان «حروف أمام النار» سنة 2002م.

٢- ثم الثاني «المنفى» في 2017. صرّح بأنه تأثر كثيرا بشاعر الإسلام في باكستان محمد إقبال، وقرأ دواوين الشعراء العرب الكبار، منهم المتنبي، وأبي تمام من القدامى، ومن الشعراء الحديث محمد مهدي الجواهري، وأحمد شوقي، وأبو القاسم الشابي، والفيتوري، والزبيري، وبدوي الجبل. 

ويعتبر نفسه متأثرًا بثورات الربيع العربي .

ونجد تأثره بالشاعر محمد إقبال في ديوانه «المنفى»، وفيه «عكس آلام لاجئي الحرب الأهلية السورية في تركيا، ومزج فيه بين الهجرة والألم».

وفي ديوان المنفى دخل القضايا الإنسانية المتعلقة بالحرب الأهلية السورية، لكن قصيدته المسماة (المنفى) طغت على الباقي حتى أطلق عليها اسم ديوانه.

حياته الشخصية:

هو مسلم سني، ومتزوج وأبٌ لثلاثة أولاد، ويقيم في تركيا لاجئًا منذ 2015.

مؤلفاته:

من دواوينه الشعرية:

١- «حروف أمام النار»، 2002

٢- «المنفى»، دار النخبة للطباعة والنشر، 2017

٣- «الجوديّ»، دار الأصالة، 2021

ومن كتبه:

١- «100 لافتةٍ للحرّيّة»، دار إتقان للنشر والتوزيع، 2020م.

٢- «100 لافتةٍ للحياة»، دار الأصول العلمية، 2020 (ردمك 9786057896285)

٣- «سكَّرٌ من الحجاز»، دار الأصالة، 2020م.

٤- «المَجالِس»، دار الأصالة، 2021م.

وكتب الشاعر أنس الدغيم قصيدة مطلعها (شتان بين المالكين نصابا ):

 وهي من شعر المديح ، وقد نظمت على بحر المنسرح، يقول فيها:

شتّانَ بينَ المالكَيْنِ نِـصابا ملكَ القلوبَ و يملكونَ رِقابا

 وملكتُ من هذا الغرامِ قليلَه فاستفتَحا بقليلهِ الأبوابا

 قلبي وعقلي، والقوافي منذُ أنْ زمّلْتَها تتصيّدُ الكُتّابا

 ما كانَ كلُّ الصّيدِ في جوفِ الفَرا حتّى تمعّنَ واتِري فأصابا

 هذا الفؤادُ أنا الذي خبّأْتُه عن مقلتَيكَ فصادفَ الأهدابا

 علّقتُ بينَ البُردتَينِ مدائحي وسوايَ يَعلَقُ غادةً وكَعابا 

لا ناعسَ الطّرفِ الذي بايعتُه في النّومِ كنتَ، و لم أكُ السّيّابا 

إنّي و ما عُلِّمْتُ منطقَ طائرٍ أشدو بذكركَ جَيئةً وذهابا

 للهِ طبْعُ الوردِ يُخفي عطرَهُ ويُقيمُ مِن ألوانهِ حُجّابا 

حاولتُهُ فتحدَّرت مِنْ لا يَدٍ قطراتُهُ، فَضَمَمتُهُ فانْسَابا

 لامستُه أو كِدتُ لولا أنْ رأى بُرهانَه قلبي فعادَ وتابا 

وَصَفا إناءُ الحُبِّ، رقَّ زجاجُهُ حتّى رأيتُ و ما رأيتُ شرابا 

لكنّ ماءً سالَ أو كالماءِ مِن وعلى حواشيهِ فشَفَّ وطابا 

صُنِعتْ على عينِ الرّحيقِ كؤوسُهُ

فكأنّما شرَحَتْ بهِ الأسبابا

 أرجعْتُ فيهِ الطّرفَ واسترجعتُهُ في كرّتَينِ فغابَ فيهِ وآبا

وبعد هذه المقدمة يدلف الشاعر إلى الغرض الأساسي من القصيدة:

 ما بينَ منبرهِ و موضعِ قبرِهِ خطّ الجمالُ لقارئيهِ كِتابا

 قرأتْ على يدهِ الشّعوبُ ولم يزلْ في كلِّ سطرٍ يشرحُ الآدابا

قاب شمسَين:

وقال أنس الدغيم مادحا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أيقظ الأمة من السبات وصنع النهضة.

وحدَه كانَ حينَ كانوا نِياما حينَ لم يتركِ الكلامُ كلاما

وحدَه كان فوقَ طُورِ التجلّي ينهَزُ الشّمسَ كي تشعَّ غراما

كانت الأِرضُ قابَ شمسَينِ، كانتْ تتهجّى مِن العطورِ الخِتاما

تتقرّى ملامحَ الطُّهرِ فيها فاصطفى الله للجمالِ إماما

ليس أعمى مَن لم يرَ النّورَ لكنْ كان من فَرْطِ ما رأى يتعامى

* * *

لقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليمسح دموع اليتامي والأيامى، ويقف إلى جانب المستضعفين:

بعدَ يُتْمَينِ قامَ أجملُ طفلٍ ذاقَ فوقَ الذي يذوقُ اليتامى

يمسحُ الحزنَ عن ملايينَ كانوا قبلَ أن يمسحَ اليتيمُ أَيامى

إنَّ من أرضعَتْه لم تَكُ تدري أنّها تُرضِعُ النّدى والغَماما

كان أنقى مِن ماءِ زمزمَ ماءً ولِأرقى الأخلاقِ كانَ التَّماما

وهلالاً رأتْهُ عَينا (بَحيرا) فنَوى حينما رآهُ الصِّياما

* * *

كان للّيلِ ما له وعليهِ ولقلبٍ توسّدَ الآلاما

أنْ يَكِنَّ الغرامُ فيهِ لِماماً ويَهيجَ الغرامُ فيهِ لِماما

في هزيعٍ من الأماني وما في جَعبةِ الرّوحِ غيرُ نورٍ تسامى

ولقد حبب إليه الخلوة، فلجأ إلى غار حراء لتصفو روحه:

سبقَ الفجرَ ثمّ شدّ فؤاداً نحو غارٍ من صخرتَينِ وغاما

بين تلك التّلالِ مرّ سريعاً كاليمامِ الذي يمرُّ يَماما

وتسلّلتُ خلفَه كان شيءٌ ليس كالشّيءِ حوله يترامى

شفقٌ، هالةٌ، ضياءٌ وثوبٌ تحته خاتَمٌ ومِسكُ خُزامى

* * *

ويؤكد الشاعر أنس الدغيم أن الأرض التي تتشرف بوطء النبي عليها تصبح أطهر من السماء:

إنّ غاراً بنَعلِهِ قد تَزَيّا هو أعلى من السّماءِ مَقاما

ليسَ أغنى من الذي حازَ مُلكاً ورأى الخَلَّ نعمةً وإداما

يَعْظُمُ الشِّعْبُ بالذي فيه شأناً وبهم لا تُرى الخيامُ خِياما

إنّ مَن كان للدّراويشِ بيتاً صارَ للطّائفينَ بيتاً حراما

* * *

ثم جاءت حادثة الإسراء والمعراج لتدل أن أبواب السماء ستفتح لهذا النبي الكريم بعد أن أغلقت في وجهه أبواب الأرض:

قمرٌ واستدارَ لحظةَ مرّتْ ريشةٌ من جناحِ جبريلَ قاما

لم يكنْ يحملُ البراقُ نبيّاً حملَ الطُّهرَ كلَّه والسّلاما

بين هاءِ الهُدى وتاءِ التجلّي لم يضِلَّ الفؤادُ إذْ هو هاما

الذي قام مِن أناهُ يتيماً كيف صلّى بالأنبياءِ إماما؟

* * *

ويعرب الشاعر الإسلامي عن مدى حبه للحبيب المصطفى:

عيّروني بأنّني حين أهوى أخلعُ القلبَ للحبيبِ هياما

وبأنّي أطيرُ من عُشِّ روحي نحو روحِ الذي أحبُّ حَماما

أنتَ لستَ الذي أُحِبُّ تماماً أنت فوقَ الذي أحبُّ تماما

وأنا من أنا وما كنتُ كَعْباً لأصوغَ الهوى ولا الخَيّاما

غيرَ أنّي جمَّلْتُ شِعريَ فاخلَعْ بُردةً منكَ تسترُ المستَهاما

وكتب قطعة شعرية في المناجاة يقول فيها:

أنا لولا رضاكَ يا ربُّ مَيْتُ أنا لا شيءَ كنتُ قبْلَ (ألستُ؟)

كلُّ قلبٍٍ من دونِ حُبِّكَ قبرٌ ... وحياةٍ من غيرِ حُبِّكَ موتُ

وفي عيد رأس السنة يتحسر الشاعر على سرعة انقضاء العمر:

مضى عامٌ،وعامٌ جاءَ يسعى على ساقَينِ مِنْ خَشَبِ الأمانيْ

فما أسلَمْتُ للأيّامِ قلْبي ... ولا لاحَقتُ خَيطاً مِنْ دُخانِ

ولكنّيْ أواجِهُ ما تبَقّى ... بإيماني وبالسَّبْعِ المَثاني

وراح يتساءل الشاعر أنس الدغيم هل يخاف الطغاة؟:

وتسألُني هل يخافُ الطُّغاةُ؟ .أجلْ، إنّ خوفَ الطّغاةِ أشدُّ

فمَعْ كلِّ صيحةِ حرّيّـــــــةٍ .. . تميدُ كراســــيُّهم أو تُهَدُّ

وإنّ أنينَ القيـــودِ سعيرٌ ... سيصلى لظى نارِها المستبدُّ

القدس:

ويلقي التحية على القدس الشريف:

صباحُ القُدسِ والمَسرى ... صباحُ الصَّحوةِ الكُبرى

صباحُ دمشقَ حينَ دمشقُ ... تنهضُ مَرّةً أُخرى

وتُدلي دَلوَها (صَنعاءُ) ... يا بُشرى ويا بُشرى

وتُهدي للمدى (بغدادُ) ... مِن منصورِها فَجْرا

صباحُ التّينِ والزّيتونِ ... مِن (رَفَحٍ) إلى بُصْرى

ويشكو من كثرة الأحزان والهموم وجراح الأمة:

حملتُ على ظهري بلاداً بِأسْرِها فلا تسقطُ البلدانُ والظَّهرُ واقِفُ

وواجهتُ باللهِ الحياةَ وجَورَها ... فما كسَرَتْ هذا الشموخَ المَواقِفُ

طل الملوحي:

ويتحدث الشاعر أنس الدغيم عن تلك الفتاة التي ألهمت الأمة بالثورة على الطغاة:

عيناكِ تُنبِئني بأنّ طريقَنا وَعْرٌ وآخِرَهُ سيُزهِرُ فُلّا

وبأنَّ سِجناً واحداً يكفي لِأنْ نأبى مُصالحةً ونرفُضَ ذُلّا

وبأنَّ (طَلّاً) حُرّةً لا تنحني تكفي لِنعرفَ ما الحياةُ المُثلى

لقد نسي الإعلام قضية طل الملوحي التي تمثل أيقونة الثورة السورية. 

ويقول الشاعر أنه لم يكن يملك عصا موسى التي التقمت أفاعي السحرة المزيفة:

لستُ موسى لكنّني كنتُ أدْرى حين ألقَوا عِصِيَّهم بِعَصاتي

كانتِ الشّمسُ تملأُ القلبَ حتّى غابَ عن مقلتي خَيالُ الطُّغاةِ

وقال أيضا:

أنسى مع اللهِ آلامي معيّتُهُ أحلى على القلبِ مِنْ حُورٍ وجنّاتِ

لا شيءَ يعدِلُ (لا تحزنْ) إذا انطلقَتْ مِن غارِ قلبكَ في ليلِ المُناجاةِ

ويخاطب النبي القدوة الذي أنار الطريق للدعاة:

أضأتَ لهم فما سلكوا الطّريقا..ولا هم أدمنوا منكَ البريقا

وكنتَ إذا الجياعُ أتَوكَ يوماً . زرعتَ لهم من النّورِ العقيقا

وكان أثاثُكَ الأبهى حصيراً .. يؤسِّسُ للحضاراتِ الشّروقا

وكان إدامُكَ الأشهى قديداً .. ولكنْ أشبعَ الدنيا دقيقا

أدافعُ عنكَ لا خوفاً ولكنْ .. . أعوِّدُ أحرُفي هذا الرّحيقا

وقال أيضا:

أجَلْ، يغتالُنا عِطرُ الأقاحي ... وبالألحاظِ تقتلُنا الظِّباءُ

ولكنْ إنْ دعا للحربِ داعٍ ... (فإنّ الخيلَ موعدُها كَداءُ)

ويجرحُنا الهواءُ الطَّلْقُ حتّى ... يَرِقَّ لِحالِنا هذا الهواءُ

ونخطُرُ بالسّيوفِ فكلُّ نفْسٍ ..على شَفَراتِ هنديٍّ لواءُ

ونلاحظ في هذه القطعة القصيرة كثرة مفردات الحرب والقتل والسيوف...وهذا يدل على تأثر شاعر بأجواء الحرب في سورية فهو ابن بيئته يتأثر فيها، ويؤثر...

مراجع:

١- "أنس الدغيم - آخر أخبار اليوم | الجزيرة نت". في 13 يناير 2021.

"٢- نس الدغيم". شبكة آرا الإعلامية: في 11 نوفمبر 2021. 

٣- "الشاعر أنس الدغيم لـ زمان الوصل : حمص هي الروح التي كانت تسامر صيحات الأحرار في كل مكان: في 04 سبتمبر 2021. 

 ٤-"أنس إبراهيم الدغيم – موقع مجلة حراء، مجلة علمية فكرية أدبية ثقافية". 

٥- "أنس الدغيم كاتب وشاعر (حوار): في 14 سبتمبر 2021. 

٦- "مبارزة شعرية بين ضاحي خلفان وشاعر سوري معارض على تويتر". مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 2021. اطلع عليه بتاريخ 02 أكتوبر 2021.

٧- "نتائج لقاء الأجيال الأدبي الأول الشعر - عالم نوح". مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2021. اطلع عليه بتاريخ 02 أكتوبر 2021.

٨- "طبيب يفوز بمسابقة "شاعر القرآن" ويتبرع بقيمة الجائزة". مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2021.

٩- صفحة أنس الدغيم على الفيسبوك.

وسوم: العدد 964