الشيخ الداعية عمر محمد ياقتي

( ١٩٥٠م - ٢٠٢٢م )

هو الشيخ الداعية , والسجين التدمري الصابر والغريب المهاجر أبو محمد عمر بن محمد ياقتي، الذي ولد  بحي الكلاسة بحلب في سورية عام 1950م، وتربى بها مع أسرة مسلمة ملتزمة فيها عمر، وعبد الصمد، وابراهيم، وطلحة.

وكان أكبرهم الشيخ عمر ، وتربى المغفور له بإذن الله في بيت علم وفضل..

فأسرة ياقتي تعد من الأسر الحلبية العريقة كانت متدينة منذ القدم، ولكنها كانت مغمورة، ثم اشتهرت في العصر الحديث على يد الشيخ محمد ياقتي، وكان لها حظ كبير  في الدعوة الإسلامية،... وأصبحت في مدينة حلب أشهر من نار على علم حيث كان الشيخ محمد ينشر العلم في خمسة أحياء والسادس حيه الكلاسة، يطوف عليها خلال الأسبوع الواحد ناهيك عن حلقات العلم في بيته، وقد خرج كثيرا من المعلمين النجباء، واشتهر رحمه الله بتفهيم العامة.

ومن تلاميذه الحاج بكور ياقتي، والحاج محمد ياقتي وأبو علي شاتيلا ...وغيرهم.

وكثير من أفراد الأسرة ممن رفع راية الحق والدعوة،  وبذل الغالي والنفيس من أجلها.

الدراسة، والتكوين:

درس الشيخ عمر ياقتي المرحلة الابتدائية في مدرسة اليرموك في حلب، وحصل على الشهادة الابتدائية عام ١٩٦٢م.

ثم درس المرحلة الاعدادية، والثانويه في الثانويه الشرعية ( الخسرويه)، وحصل على الشهادة الثانوية الشرعية عام ١٩٦٨م، ونهل العلم على أيدي شيوخها: 

عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ أبو الخير زين العابدين، والشيخ طاهر خير الله، والشيخ محمد أديب حسون، والشيخ القارئ نجيب خياطة، والشيخ عبد الوهاب سكر، والشيخ أحمد قلاش.....

وحضر دروس مشايخ حلب من أمثال الشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ عبد الله علوان، والشيخ محمد خير الزيتوني ...وغيرهم.

وكان معه في الدفعة الشيخ د. عبد الجبار الزيدي، 

والشيخ الشاعر محمود طويل...والشيخ عبدو بكرو.

وكان من الطلاب الأذكياء والمتفوقين، ولاسيما في القرأن، وعلم الفرائض والمواريث حيث كان يعلمها لزملائه.

ثم توجه لإكمال تعليمه، فدرس في كلية الشريعة في جامعة دمشق، وتخرج فيها حاصلا على درجة البكالوريوس في الشريعة في السبعينات من القرن العشرين.

وأخذ العلم والفقه والتفسير والحديث على أيدي ثلة من كبار العلماء منهم: 

الشيخ د. البوطي، ود. وهبة الزحيلي، والشيخ د. محمد أديب الصالح، ود. نور الدين عتر، ود. محمد فوزي فيض الله...وغيرهم.

خدمة العلم:

خدم عمر ياقتي في الجيش السوري عام ١٩٧٧م، ورفض حلق حليته، وكان ضابطا مظليا.

فتمت معاقبته وتحويله إلى لواء الغضب في درعا.

ثم نقل إلى لبنان وخدم لمدة سنة هناك. وقاد ٣ معارك ضد الكتائب هناك.

الوظائف، والمسؤوليات:

عمل الشيخ عمر محمد ياقتي في التدريس لمدة وجيزة إلى عام ١٩٨٠م....حيث طالته وإخوانه يد المحنة.

سجنه، واعتقاله:

دخل الشيخ عمر محمد ياقتي السجن مع إخوته جميعا، ولبث في سجن تدمر لمدة ١٢ سنة، ولم يكن منتميا لجماعة الإخوان المسلمين، ولكنه سجن ظلما بسبب التزامه الديني  ..وبقي صابرا وثابتا على المبادئ التي نشأ عليها، ويقال أن السجان ضربه على رأسه حين قرروا إطلاق سراحه، وقال له: 

أنت لازم تكون خارج السجن منذ سبع سنوات.

وفي جلسة محاكمته وبعد اطلاع من يسمى القاضي على ملفه.

قال له مايلي أنت من بيت الياقتي ومن الكلاسة وملتحي وخريج كلية الشريعة، ولست من الاخوان؟؟؟ ولكن أنت اكيد قائد سري وبناء عليه حكم ١٠ سنوات في السجن.

وقبل خروجه من السجن رأى مناما أن سيخرج بعد ست سنوات وسوف يرزق ببنت اسمها ميمونة وقد حدث ذلك بالواقع. 

حفظ القرآن في السجن، وكان بارعا في التفسير، يفسر القرأن بالقرأن ..، وكان طيب القلب، لطيف المعشر،  شيق الحديث لا يمل سامعه، ...

ومنع من التدريس والإمامة في سوريا، وجرد من حقوقه المدنية بعد خروجه من السجن.

حياته الأسرية:

وهو متزوج من سيدة فاضلة صابرة ( أم محمد) منذ عام ١٩٧٥م،  ورزق منها بخمسة أولاد، وأربع بنات: 

محمد ياقتي: بكالوريوس تربية.

عاصم ياقتي:  بكالوريوس في اللغة العربية.

عبد الرحمن ياقتي:  ثانوية شرعية .

ومسعود، ونجم ....فضلا عن ٤ بنات فاضلات. 

وقد بقيت زوجته وفية لزوجها حتى خرج من السجن أواخر عام ١٩٩١ ليجد أولاده محمد، وعبد الرحمن، وعاصم، قد أصبحوا  شبابا ...

درس في الثانوية الشرعية في اعزاز عام ١٩٩٣ ولكن الأمن منعه من الاستمرار في التدريس.

وبعدها انتقل إلى اليمن ليدرس بها مادة التربية الإسلامية في المعاهد العلمية ( معهد الجند)، ويصلي في مسجد النور في تعز، وبقي بها قرابه أربع  سنوات.

ودرس مادة التجويد في جامعة تعز.

ورجع بعد ذلك إلى سوريا، وبقي بها إلى سنه 2017 م 

حيث انتقل إلى مدينة جدة في السعودية.

وفاته:

وبقي الشيخ عمر محمد ياقتي في مدينة جدة في 

السعودية إلى أن أصيب بمرض الفشل الكلوي حيث وافته المنية يوم الجمعة في ٨ نيسان 

٢٠٢٢ م، الموافق السابع من رمضان 1443هجرية.

رحمه الله رحمه واسعة، وأسكنه فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

مصادر الترجمة:

١- رسالة من ولده محمد بتاريخ الأربعاء ٤ مايو ٢٠٢٢م.

٢-  رسالة من أحد معارفه، وجيرانه..عبد المنعم حسين.

٣- معلومات من الشيخ د. عبد الجبار الزيدي. 

٤- معلومات من الشيخ د. محمود طويل.

٥- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 979