السيدة المربية هدية بشير أغا القشطوني الجزائري

(١٩٠٠ - ٢٠٠١م )

بقلم هادية عصام العطار

هي والدة الشيخ الداعية المجاهد عصام العطار، وزوجة الشاعر القاضي محمد رضا العطار.

ولدت عام ١٩٠٠م وتوفيت جدتي لوالدي عام ٢٠٠١م في دمشق عن عمر يناهز ١٠١ عاماً رحمها الله تعالى.

اسمها هدية ووالدها بشير آغا القشطوني الجزائري رئيس جمعية المغاربة في سوريا.

وكان المغاربة يسعون إليه وإلى بيته بمشاغلهم ومشاكلهم فكانت جدتي على صلة بمشاغل الناس ومشكلات الناس وكانت صالحة عاقلة لها دورها في بيت أبيها، ثم في بيت زوجها في ترشيد (خدمة) مجتمعها وفي حل مشكلات الناس.

كريمة الخلق .. واسعة الصدر.. قوية الشخصية.. مبسوطة اليد في الخير.. مستقيمة النهج.. شجاعة لا تخاف في الله لومة لائم.. كانت طيبة صادقة القول والفعل.. حلوة الحديث فصيحة اللسان جميلة البيان قوية الذاكرة..

مرجع في التراث الشعبي المغربي متفقهه على المذهب المالكي.

وكان زوجها (جدي لوالدي الشيخ رضا العطار) عالماً أديباً شاعراً واسع المعرفة والخبرة في الحياة.

   وكان لها من علمه وأدبه وتجربته نصيب كبير.

وكان لهما في رمضان والأشهر الحرم خاصة سهم مشترك في العبادة كبير و قراءة يومية خاشعة للقرآن وإنشاد للشعر الديني من شعر جدي (الشيخ رضا العطار والد والدي) على الخصوص وله (للشيخ رضا أكثر من ديوان لم ينشر في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومدح أصحابه)، وفي الشعر الديني.

وكان لهما يد مبسوطة كل البسط بالخير.

وفي بيت زوجها نمت ثقافتها العربية والأدبية والإسلامية ونما دورها في المساعدة على هداية الناس وتقويم الأمور وحفظت طائفة كبيرة من الشعر العربي الفصيح والحكم والأمثال.

يقول والدي: „من أجمل ذكرياتنا مشاركتها والدي بإنشاد بعض قصائده في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفي بعض الأناشيد الدينية في جو مؤثر من الخشوع“

ويذكر كثيراً كيف كانت „تهدهد“ أطفالها عند النوم بالشعر الفصيح، وكانت ذواقة للشعر، ويذكر كل من عرفها أحاديثها وإلقاءها الجاذب الشائق المميز

كانت حازمة تحسن تربية اولادها حنونة جداً.. حنونة جداً اذا مرض احد اولادها ترعاه، وتسهر معه واكثر من ذلك تمرض معه حتى يشفى..

كانت مساعدة لمن حولها من الأهل والجيران تتابع أولادها بمختلف شؤونهم تساعدهم على الواجب، وتشجعهم عليه.

كانت شديدة الحنان في عاطفتها.

وكانت حازمة في تربيتها.

كانت تجمع بين التقوى، والتعاطف الإنساني والعقل والحزم.

وفاتها:

توفيت في دمشق عام ٢٠٠١م عن عمر تجاوز ١٠١ سنة.

رحمها اللهُ تعالى، وأسكنها فسيح جناته.

مصادر الترجمة:

١- رسالة من الأخت الفاضلة هادية عصام العطار بتاريخ الأربعاء ١٨ أب ٢٠٢٢م.

وسوم: العدد 993