علي بلحاج

علي بلحاج

نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر

عمر محمد العبسو

الناشط الإسلامي الجزائري .

علي بلحاج هو الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر .التي حلها القضاء الجزائري عام 1992م بعد الغاء الانتخابات البرلمانية بواسطة الجيش .

مالكي المذهب، ومن علماء أهل السنة والجماعة في الجزائر، ويهتم بالإصلاح الديني والسياسي .

المولد والنشأة :

ولد الشيخ أبو عبد الفتاح علي بن محمد الحبيب بن محمد الطيب بن حاج في تونس في يوم الأحد 13 جمادى الأولى عام 1376ه / الموافق 16 ديسمبر 1956م .

يرجع أصول عائلته إلى مدينة أدرار في الجنوب الجزائري، اضطرت العائلة للتنقل إلى تونس تحت ضغط القهر الاستعماري الذي تبنى سياسة الأرض المحروقة .

لم يكد يبلغ علي بلحاج الثالثة من عمره حتى التحق والده (محمد الحبيب بن محمد الطيب بن حاج ) سنة 1959م بركب الثورة الجزائرية، وكان والده حافظاً لكتاب الله، ودارساً للفقه المالكي، وكان متقناً للغة الفرنسية، وكان اختصاصه الحربي نزع وزراعة الألغام .

في سنة 1961م استشهد والد علي بلحاج قرب خط موريس بينما كان ينزع الألغام، وكان يبلغ من العمر عند استشهاده 34 سنة .

العودة إلى الجزائر :

في سنة 1963م وبعد الاستقلال عادت العائلة إلى الجزائر العاصمة بحي ديار الشمس، وبعد ثلاث سنوات من ذلك أي في سنة 1966م توفيت والدة علي بلحاج بعد مرض عضال وطويل وهي لم تتجاوز الأربعين، فقام جده لأمه (تواتي حسن ) وزوجته بمساعدة خالهم (بن عبد الله محمد ) بكفالة الطفل علي بلحاج 10 سنوات ، وأخويه الحبيب 11 سنة، وعبد الحميد 6 سنوات .

وكان الخال يعمل مستشاراً تربوياً ومديراً لمدرسة الشيخ الحواس الابتدائية ببلدية باش جراح منذ سنة 1975م إلى حين وفاته سنة 1998م ، وكان قد أحسن رعايتهم في بيته بالقبة .

أما جده فكان يسعى بكل جهد حتى لا تضيع حقوقهم القانونية بصفتهم أبناء شهيد والتي أقرت لهم بعد أربع سنوات من الجهود المضنية .

دراسته :

درس علي بلحاج في ديار الشمس المرحلة الابتدائية أربع سنوات، وبعد وفات والدته تنقلت العائلة إلى حي بن عمر بالقبة حيث بيت خاله فأكمل السنتين المتبقيتين من التعليم الابتدائي في حي ديار الباهية .

 وبعدها تنقل لمتوسطة العناصر التي تحصل فيها على شهادة التعليم المتوسط سنة 1972م، ليلتحق بعدها بثانوية حامية بالقبة القديمة شعبة الآداب، ولم يتحصل على شهادة البكالوريا بسبب تدني معدله في اللغات الأجنبية .

بعد التحاقه في نيل شهادة البكالوريا دخل معهد تكوين المعلمين بالحراش، واختص في فرع اللغة والأدب العربي لفترة تكوين دامت /24/ شهراً .

تلقى الشاب تعليمه في جامع الزيتونة بتونس العاصمة، ثم عاد إلى الجزائر بعد أن أتم حفظ القرآن سنة 1977م مبدياً تأثراً بفقه ابن تيمية ومنهجه السلفي .

زواجه :

وهو متزوج منذ سنة 1980م وله خمسة أبناء حسب الترتيب الآتي : عبد الفتاح ( وهو الاسم الذي يكنى به الشيخ )، فاطمة الزهراء، عبد القهار، عبد الجبار، ويوسف، وهو أصغرهم .

طلبه للعلم :

عرف عن علي بلحاج عصاميته منذ الصغر في طلب العلم والنهل من الكتب ومجالسة العلماء والدعاة والاستماع إليهم وسؤالهم .

وقد يخيل لمن لا يعرفه بأن الرجل كهلٌ قد جاوز الأربعين من عمره والذي يستمع إلى خطبه وأشرطته ، ويقرأ بعض ما كتب من المقالات والرسائل والأبحاث لا يشك بأنه رجل تلقى تعليماً أكاديمياً عالياً في علوم الشريعة واللغة العربية، وأنه صاحب الشهادات العليا في الاختصاص .

كيف بدأ تحصيله ونشاطه الدعوي :

في مسجد أبي حنيفة بالمقربة ( أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة) في سنة 1976م تعرف على الشيخ عمر العرباوي – رحمه الله – أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين الذي درس على يديه في حلقات علمية : التوحيد ، وأصول الفقه، والفقه المقارن، وقد ترك في نفسه الأثر الكبير لأنه – رحمه الله – لم يكن فقط مجرد ملقن، وإنما كان يربي، ويواسي تلامذته إذا نزلت بهم بعض المشاكل، وكان يعطف عليه شخصياً، ويهتم به نظراً لفطانته وشغفه بطلب العلم وتقديره للعلماء وحبه لهم .

كما كان علي بلحاج يبادله نفس الحب والمشاعر لمواقف الشيخ الشجاعة في نقد الأوضاع وبذل النصح .

ومن العلماء والدعاة الذين تأثر بهم الشيخ عبد اللطيف سلطاني، والشيخ عبد الباقي صحراوي، والشيخ أحمد سحنون – رحمهم الله – وكان يكثر من قراءة كتب السلف الصالح، وعلى رأسهم شيخ الإسلام بن تيمية ، وتلميذه ابن قيم الجوزية وقد تعلم منهما على الخصوص الاستقلال في الاستدلال ، ونبذ التعصب المذهبي، وقول الحق ومجابهة الباطل، ولو كلفه ذلك حياته وحريته .

كما كان يطالع كتب المعاصرين وخاصة سيد قطب، والألباني – رحمهما الله – كما كان يقرأ عما يكتب عن الحركات الإسلامية في العالم .

وكان منهجه بالطبع أخذ الحق وترك ما عداه إذا قام الدليل بذلك، فعلي بلحاج لا يمكن حصره في زاوية واحدة ضيقة لا يمكن تجاوزها.

ومما يعرف عنه كذلك تأثره بأشرطة الشيخ عبد الحميد كشك – رحمه الله – والتي كان يستمع إليها في كل وقت مع العلم بأن أشرطة الكشك التي كانت تتداولها الأيدي، ويتبادلها الشباب سراً، كان الأثر الكبير في انطلاقة الصحوة الإسلامية المباركة في الجزائر، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد .

بداية مسيرته الدعوية :

من الطالب الدارس إلى الداعية :

 بدأ الشيخ علي بلحاج يلقي دروساً في بعض مصليات ومساجد القبة بالعاصمة .وكانت أول حلقة له بمصلى حي ديار الباهية ، فذاع صيته، واشتهر بين الشباب المتعطش للعلم الذي أصبح يتابع دروسه في مساجد العاصمة وخاصة ببوزريعة ، وليفيي، والحراش ..وكان يهتم كثيراً في شبابه بمحاربة البدع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر السنن النبوية بين الشباب وغيرهم .

وعرف عنه القيام بالدعوة إلى الله في الشوارع، والحافلات، والغابات ، والملاعب . وكان له الفضل بعد الله في توبة الكثير من الأفراد الذين كانوا ذوي سوابق إجرامية ، وقد أوذي بسبب ذلك، وتعرض للاعتقال من طرف الأمن في أواخر السبعينات .

وفي بداية الثمانينات ومع تنامي الصحوة الإسلامية وتفاعلها مع المجتمع اتسع النشاط الدعوي لعلي بلحاج في العاصمة وضواحيها وخاصة ولايات البليدة وبومرداس، وتييازه .

وأصبح ينتقل بين مساجد السنة بباب الواد والقبة وانجذب لدروسه وخاصة في التوحيد، والسياسة الشرعية، والسيرة النبوية آلاف الشباب والمصلين من كلّ حدب وصوب، وهذا لوضوح هذه الدروس وبساطتها والجرأة في طرح ما يعتقده صواباً وخاصة في تبنيه للمنهج السلفي .

سجنه :

في 30 أوت 1983م قامت السلطة آنذاك بإلقاء القبض عليه في قضية بويعلي مصطفى المشهورة ( من أوائل الدعاة الذين تبنوا العمل المسلح في الجزائر)، وحكم عليه بـ 5 سنوات سجناً نافذة بتهمة تكوين جمعية أشرار، وعدم التبليغ عن وقوع الجناية، وشتم هيئة نظامية ..وكانت علاقة بلحاج ببويعلي مصطفى تنحصر بالفتاوى الشرعية للجماعة المنتفضة ضد السلطة، وتنقل بلحاج بين عدة سجون ( سركاجي، تيزي وزو، البرواقية، وأخيراً تاوزلت – لا مبيز – بباتنة ) حيث يحكي من كان معه مسجوناً بأن الشيخ تعرض إلى أصناف وألوان من التعذيب الجسدي والنفسي وبعد أن قضى 4 سنوات من عقوبته صدر عفو من رئاسة الجمهورية بتوقيع الشاذلي بن جديد بمناسبة 5 جويليه 1987م فرفض علي بلحاج قبول هذا العفو مبدئياً ومما يحكى أن مسؤول أمن ولاية باتنة جاءه زائراً في سجنه الانفرادي رقم – 6 ، فالتقى معه في مكتب مدير السجن فنصحه في حالة خروجه بالتزام الهدوء وعدم الخوض في السياسة أو انتقاد السلطة . فسأله بلحاج لمَ لم تكنْ هذه الزيارة في الأيام الأولى ؟ فردَّ عليه قائلاً : الدولة تخطئ في أبنائها والمؤمن مصاب، فقال له بلحاج مستغرباً، الدولة تغلط في أولادها شهر شهرين سنة سنتين أما أربع سنوات فهذا شيء لم أسمع به، ولا يصدقه أحد ؟

وبعد أسبوع من زيارة هذا المسؤول صدر أمر من وزارة الداخلية لإيداعه الإقامة الجبرية بورقلة التي قضى بها بضعة أشهر بعد انقضاء المدة، وقد منعوا عنه زيارة أهله ، كما منعوه من حضور صلاة الجمعة في المسجد، ولو تحت حراسة مشددة، ومما يرويه أنه عرض عليه تولي منصب مدير لمعهد الأئمة التابع لوزارة الشؤون الدينية فقال ساخراً : هل توكل مهمة تخريج الأئمة للمجرمين ؟؟ وكان طيلة سجنه يخصص أكثر من 10 ساعات لدراسة الفقه، والعقيدة، والتفسير، والحديث، واللغة والسيرة، وجانب من كتب القانون، والسياسة لمؤلفين غربيين .

كما كان يقوم لفريضة الدعوة إلى الله في أوساط السجناء بمختلف شرائحهم . وهذا عن طريق التعليم والتدريس والوعظ والإرشاد .

وقد كانت النتيجة باهرة، حيث تاب منهم الكثير، واستقامت أخلاقهم وسيرتهم وقد كانت فترة السجن بالنسبة للشيخ مناسبة للاستزادة من العلوم الشرعية، وفرصة لا تعوض لدراسة الوضع الجزائري بكل تعقيداته من الناحية الشعبية والسياسية والحزبية والحركية والتاريخية ، كما كانت فرصة لتأليف العديد من الأبحاث والرسائل المتميزة ومجموعة كبيرة من الأشعار الدعوية والسياسية صودرت منه عند خروجه من السجن وأصبحت في حكم المفقود .

خروجه من السجن وتأسيس جبهة الانقاذ :

تسارعت الأحداث بعد خروجه من السجن، إلى أن انفجر الوضع في أكتوبر عام 1988م، وحدثت انعطافة تاريخية حاسمة في تاريخ الجزائر السياسي، فهب الشعب برمته منتفضاً على غير عادته على الأوضاع الشاذة التي حطمت تطلعاتهم وأحلامهم وحقهم المشروع في الحياة . فكان للشيخ علي بلحاج دوراً كبيراً في نقل هموم واهتمامات الشباب وتبنيها والوقوف معهم في الصفوف الأولى مخاطراً بنفسه رغم تحرشات المتربصين .

وفي 7 أكتوبر 1988 يعلن علي بلحاج في مسجد السنة أنه قرر تنظيم مسيرة شعبية لرفع مطالب الشعب إلى الحكام .

9 أكتوبر 1988م يؤكد أن المسيرة المزمع تنظيمها ستنطلق من مسجد صلاح الدين بروبسو، وذلك يوم الاثنين 10 أكتوبر .

10 أكتوبر 1988م مجموعة من الدعاة يتحركون لمنع المسيرة خشية انفلات الوضع من أيدي المنظمين ، وبالفعل فقد أطلقت عيارات نارية على جموع الشباب العائدين إلى باب الواد ، رغم التزامهم بتوقيف المسيرة المزمع تنظيمها، وكانت الحصيلة أزيد من ثلاثين قتيلاً عدا الجرحى والمصابين .

18 فبراير 1989م يعلن جمع من الدعاة منهم : علي بن حاج ، والهاشمي سحنوني، وعباسي مدني ، وبن عزوز زبدة ، وغيرهم على تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ .

23 فبراير 1989م الاستفتاء على دستور جديد ينهي احتكار الحزب الواحد للسلطة .

9 سبتمبر 1989م الاعتماد الرسمي للجبهة الإسلامية للإنقاذ .

21 ديسمبر 1989م التجمع الوطني المليوني لرابطة الدعوة الإسلامية في مواجهة الدعوات العلمانية الداعية إلى إلغاء قانون الأسرة .

12 يونيو 1990م الجبهة تفوز بالأغلبية في الانتخابات الخاصة بالمجالس البلدية والولائية، وهي أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ الاستقلال .

2 أوت 1990م الجيش العراقي يغزو الكويت، وعباسي مدني، وعلي بلحاج يتجهان نحو المشرق الإسلامي في جهود وساطة لنزع فتيل الحرب .

علي بلحاج يرد على مشائخ السعودية في قضية الاستعانة بالكفار أمريكا والحلفاء وذلك في سلسلة مقالات نشرت في جريدة ( المنقذ) لسان حال الحزب .

أكتوبر 1990م اللقاء الوطني الأول لمنتخبي الجبهة الإسلامية للإنقاذ .

17 يناير 1991م الحلفاء يعلنون معركة تحرير الكويت .

أفريل 1991م المجلس الوطني يعتمد قوانين مجحفة اعتبرتها الجبهة بمثابة التزوير المسبق للانتخابات .

25 ماي 1991م عباسي مدني، وعلي بلحاج يعلنان الإضراب الوطني السياسي .

29 ماي 1991م بداية تدخل قوات الأمن ضد المعتصمين بالساحة العامة وسقوط العديد من الضحايا .

4 يونيو 1991م الرئيس الشاذلي بن جديد يقيل رئيس الحكومة مولود حمروش ويعين بدلاً عنه أحمد غزالي، ويعلن حالة الطوارئ والجيش يقتحم العاصمة وبداية المواجهات وسقوط العديد من القتلى .

26 جوان 1991م أحمد مراني، والهاشمي سحنوني، وبشير ففيه وهم ثلاثة من قيادة الجبهة يعلنوا الانشقاق على قيادة مدني – بلحاج .

30 جوان 1991م القوات الخاصة تقتحم المقر الرئيسي للجبهة، وتعتقل مدني – وبلحاج إلى جانب كل من كمال قمازي، وعمر شيفارة، وعبد القادر بوخمخم وعلي جدي، وعبد القادر عمر .

26 ديسمبر 1991م الجبهة تفوز في الدور الأول للانتخابات التشريعية بالأغلبية الساحقة .

11 جانفي 1992م استقالة الشاذلي بن جديد .

12 جانفي 1992م تعيين قيادة خماسية واستدعاء محمد بوضياف من المنفى ليشغل منصب رئيس المجلس الرئاسي .

4 مارس 1992م وزارة الداخلية تحل الجبهة الإسلامية للإنقاذ .

13 فبراير 1992م منظمة العفو الدولية تقدم الحصيلة الولية لعمليات القمع للفترة منذ استقالة الشاذلي فكانت الحصيلة قتل /70/ مدنياً، وجرح / 500/ آخرين وآلاف الاعتقالات .

29 يونيو 1992م يتعرض محمد بوضياف إلى عملية اغتيال نفذها أحد حراسه .

15 جويليه 1992م يحكم على الشيخين بالسجن 12 سنة نافذة بتهمة محاولة الإطاحة بالنظام بالقوة .

شتاء 1993م الانطلاق في جولات حوار الظل وزير الدفاع لمين زروال يزور السجن وتشكيل لجنة الحوار .

22 فبراير 1994م يتم الإفراج عن علي جدي، وعبد القادر بوخمخم .

أوت 1994م عباسي مدني يراسل لمين زروال، ويبدي استعداده للدعوة إلى وقف العنف بضمانات .

13 سبتمبر 1994م عباسي مدني، وبلحاج يودعان في إقامة جنان الميثاق قصد تعميق التشاور والتحاور معهما .

13 جانفي 1995م المعارضة توقع على وثيقة العقد الوطني في العاصمة الإيطالية روما ويوقع نيابة عن الجبهة البرلماني أنور هدام .

ربيع 1995م جولة جديدة من الحوار في مطلع الصيف .

ربيع 1997م جولة جديدة من الحوار تنتهي بالإفراج عن الشهيد عبد القادر حشاني، والشيخ عباس مدني .

أوت 1997م عباسي مدني يراسل الأمين العام للأمم المتحدة مبدياً رغبته في إطلاق مبادرة لوقف العنف، ويطلب دعم الهيئة الأممية .

على إثرها يتم الفرض على الشيخ الإقامة الجبرية مرة أخرى .

19 أبريل 1999م الانتخابات الرئاسية التي حملت بوتفليقة إلى السلطة .

بوتفليقة يدعو للوئام الوطني وعباسي مدني يزكي المسعى في رسالة معلنة .

جويليه 1999م علي بلحاج يراسل بوتفليقة .

ديسمبر عام 1999م عباسي مدني يسحب تأييده لوثيقة الوئام الوطني .

جانفي 2000م إعلان العفو عمن يضع السلاح .

2 يوليو 2003م إطلاق سراح مدني – بلحاج . بشرط عدم ممارسة العمل السياسي خمس سنوات .

وقد كانت لتضحيات الشباب في هذه الأحداث الأليمة الأثر الكبير والدافع الأول لفتح باب التعددية السياسية والإعلامية وخروج الجزائر من النهج الحزبي الآحادي المقيت إلى النهج التعددي في الآراء والتعبير دوره في تأسيس الجبهة الإسلامية للانقاذ في مطلع سنة 1989م وبعد أن هدأت عاصفة أكتوبر وجاء دستور فيفري الذي فتح باب التعددية السياسية المادة / 40/ كان الشيخ علي بلحاج من أوائل من فكر في تأسيس حزب سياسي إسلامي ، ومما يجب التنويه به في هذا المقام بأن الشيخ علي بن الحاج كان قد توقع المعطيات التي كانت بحوزته ، بأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ستحصل على اعتمادها وبالتالي ستكون أول حزب إسلامي معتمد في العالم العربي ولم يكن أحد بوسعه التكهن بذلك في ذلك الوقت .

بينما كان الحديث يجري أثناء انعقاد مؤتمر جبهة التحرير الوطني في 17 نوفمبر عن مجرد فتح جبهة التحرير على الحساسيات الأخرى الإسلامية الديمقراطية القومية الشيوعية وسبق الإعلان عن تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1989م أحداث وإرهاصات وأبرزها : تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية، عام 1989 برئاسة الشيخ أحمد سحنون – رحمه الله – التي كانت مظلة التيارات الإسلامية كلها ومن أعضائها المؤسسين : علي بلحاج، وعباسي مدني، ومحفوظ نحناح، ومحمد السعيد، وعبد الله جاب الله ..وغيرهم .

بعد هذا المخاض العسير دعا الشيخ الشاب علي بلحاج إلى تشكيل الجبهة الإسلامية للإنقاذ الموحدة، إلا أن الشيخ عباسي مدني اقترح لها اسماً آخر هو الجبهة الإسلامية للإنقاذ معللاً هذه التسمية بأن : الجبهة تعني المجابهة بمعنى المطالبة والمغالبة وأيضاً الاتساع لآراء متعددة ، وهذه الجبهة إسلامية لأنه السبيل الوحيد للتغيير وإنقاذ مأخوذة من قوله تعالى : وكنتم على شفا حرفة من النار فأنقذكم منها – آل عمران / 103 .

وخلال حرب الخليج عام 1991م استقبل الرئيس الشاذلي بن جديد ووزير دفاعه خالد نزار الشيخ علي بلحاج خلال تظاهرة ارتدى فيها الزي العسكري ودعا فيها إلى التعبئة العامة للتضامن مع العراق .

اعتقاله والحكم عليه بالسجن :

عندما ذهب الشيخ علي بلحاج مع بعض إخوانه إلى مقر الإذاعة والتلفزة الجزائرية ليرد على الاتهامات الموجهة لقادة الإنقاذ من بعض العناصر المنشقة استقبل الشيخ بحرارة في المدخل وتركوه هو وإخوانه ينتظرون بقاعة الاستقبال لتدخل بعد دقائق فرقة من الدرك الوطني ويلقى القبض عليه ويحول مع إخوانه إلى مكان مجهول وكان ذلك في 30 جوان 1991م ليودع السجن العسكري بالبليدة بتاريخ 2 جويليه 1991م مع عباسي مدني وقيادات أخرى كعلي جدي وكمال قمازي .

وبعد شهور من الاعتقال تم تقديم الشيخ علي بلحاج مع إخوانه للمحاكمة المشهورة التي جرت وقائعها بالمحكمة العسكرية بالبليدة فحكم على بلحاج وعباسي مدني بـ 12 سنة ووجهت إليه ست تهم ، قضى فترة الحكم كاملة غير منقوصة في عزلة قاتلة .

فشلت المحادثات بين بلحاج وبين الجيش في 1994م مما دفع السلطات إلى نشر رسالة كان أرسلها لمجموعات إسلامية مسلحة للتعبير عن دعمه لها، وأعلن الجيش الإسلامي للإنقاذ الجناح المسلح للجبهة هدنة أحادية الجانب في أكتوبر 1997م .

موقفه من القضية الفلسطينية :

وجه الشيخ علي بلحاج رسالة مفتوحة إلى حركة حماس في عام 2007م أكد فيها أن الشعوب العربية والإسلامية تقف جميعاً إلى جانب حماس لأنها تدرك من هو المحق، ومن هو المخطئ في الأزمة الفلسطينية .

وحث أجهزة السلطة الفلسطينية إلى إعادة النظر في طريقة تعاطي الأجهزة مع المقاومين، مشدداً على أهمية التمسك بخيار المقاومة المشروعة ضد الاحتلال الصهيوني . ويرى بلحاج أن استقواء السلطة بالفلسطينية بأمريكا وأوربا وبعض حكام العرب ما هو إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً .ووجد الله عنده فوفاه حسابه )) .

إعادة اعتقال بعد 12 عام في السجن :

في 2005م اعتقلت السلطات الجزائرية الرجل الثاني في الجبهة بعد تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة أشاد فيها بالمقاومة العراقية . وذلك بعد أن أطلق سراحه عام 2003م مع زعيم الجبهة عباسي مدني ، وكان قد قضى 12 سنة في السجون الجزائرية .

وكان يعتزم محاطبة القاعدة في بلاد الرافدين بالإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين المحتجزين لديها .

وصرح أنه ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014م مما أثار جدلاً حول أهليته للترشح للرئاسة .

رفض المنفى الاختياري إلى السعودية

مؤلفاته :

1-رسائل الشيخ علي بن حاج : المجموعة الأولى .

2-فصل الكلام في مواجهة ظلم الحكام .

3-إجادة التحبير في بيان قواعد التغيير .

4-تفقيه الشرفاء في كيفية الرد لزجر السفهاء .

5-المشكاة في تذكير الأئمة الوشاة وتنبيه الأئمة الهداة .

ألقى كلمة في الإضراب العام جوان 1991م جاء فيها بعض الشواهد الشرعية والنماذج التاريخية على مشروعية الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات .

سلسلة دروس شرعية للشيخ علي بن الحاج تتطرق إلى موضوعات علمية متنوعة ومختلفة منها حديث إنما الأعمال بالنيات .....

-الشيخ علي بلحاج يفضح النظام الجزائري في قضية مرض الرئيس بوتفليقة .

ويرد على السيسي .

اعتقل في مارس 2014م في الجزائر، ودخل قاعة حرشة يوم 21 /3/ 2014م .

-ثم اعتقل في 16 نيسان 2014م خلال قيامه بجولة ملاحظة في عدد من مراكز التصويت في انتخابات الرئاسة بالعاصمة ، بدون أي سبب أو مبرر قانوني، وكان يتجول ليقف على حقيقة التزوير وتضخيم نسبة المشاركة .

معالم التفكير عند علي بلحاج :

على بعد أمتار من مكتب رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد وأمام آلاف المناضلين والمتعاطفين صرح علي بلحاج قائلاً : من المساجد سنقود الدعوة لبناء الدولة الإسلامية .

رداً على دعاة فصل الدين عن الدولة :

قال الشيخ علي بلحاج : نحن معشر المسلمين لا نقبل أن يفصل الدين عن الدولة حتى تفصل أرواحنا عن أجسادنا .

وأضاف الفصل بين الدين والسياسة إنما هو فصل الروح عن الجسد، إن المبدأ الذي لا نموت في سبيله ليس صحيحاً، فإذا وجدت نفسك تسير في طريق ما ، ولم تتعرض لأي شيء من أجل ذلك فهذا يعني أن طريقك غير سليم ، ولا بدّ من إعادة النظر فيه .

نحن لسنا طلاب خبز ولا دعاة كراسي ولسنا أصحاب مناصب فنحن دعاة دين إن شاء الله ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )) .

لا حاجة لنا في البرلمان إذا كان هذا الأخير يجعلنا نسكت عن دين الله، وهل سيحاسبنا الله غداً يوم القيامة عن فوزنا أو إخفاقنا في البرلمان ؟ فالبرلمان وسيلة بالنسبة إلينا وليس غاية إنما غايتنا تحقيق شرع الله .

شذرات من تحرر بلحاج :

علي بن الحاج ينصح بعدم التعصب الحزبي: إنها نصيحة قدمها الشيخ علي بن حاج للمسلمين في الجزائر وغيرها في مقابلة صحفية مع مجلة البيان الصادرة عن المنتدى الإسلامي بلندن في العدد 23 من شهر ديسمبر 1989م يقول فيها :

إن طريق النجاة إنما يتمثل في الاستمساك بكتاب الله وسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وفي فهم السلف الصالح ، وأي طريق نسلكه لاستئناف حياة إسلامية بعيدة عن كتاب الله وسنة رسول الله سيؤدي إلى طريق مسدود، وقد أثبتت التجارب ذلك .

وأنصح المسلمين أيضاً ألا يتحزبوا، ولو كانوا وسط أحزاب، فيجعلوا تلك الأحزاب وسائل لا غايات، وأن يبتعدوا عن التعصب الحركي، وأن يجعلوا الحق فوق الأشخاص لا العكس .

ورغم التصلب في مواقفه إلا أنه كان دائماً مستعداً للحوار من أجل المصالحة الوطنية التي تحقق مطالب الأمة المشروعة، ومن جملة النقاط التي كان يركز عليها مع محاوريه :

-الوصول إلى قناعة عميقة بأن الحوار ينبغي أن يكون مع الجميع دون أي إقصاء .

-الاعتراف بأن الأوضاع تعالج بالحكمة والعقل لا بالعنف والقوة التي لا تأتي بأية نتيجة بل عواقبها وخيمة .

-الإلحاح على ضرورة إيقاف النزيف الدموي من كلا الجانبين الوطن بحاجة ماسة لكل أبنائه .

-الإقرار بأن الأمور في الجزائر اختلطت وتعفنت ولا بد من تضافر كل جهود الخيرين من أبناء هذا الشعب لإيجاد الحلول الممكنة .

-تحييد وحصر الأطراف السياسية المناوئة من الأقليات الإيديولوجية التي لا ترضى بالحوار، ولا هم لها إلا الاصطياد بالماء العكر .

-إيجاد حل شرعي مناسب يحدد الظالم من المظلوم على أساس رفع الظلم عن المظلوم وإعطاء كل ذي حق حقه .

-جق اختيار الأمة بكل حرية وقناعة فالصندوق هو الفاصل بين كل الأطراف .

قالوا عن الشيخ علي بن الحاج :

قال عنه عباسي مدني : إن الرجل أمة وذلك في إشارة لمواقفه الرجولية والبطولية التي لم تتزحزح رغم الويلات والصعاب .

ويكفي ما قاله أحد كبار العلماء ( سلمان بن فهد العودة) في شأنه، حيث قال : ( كلما سمعت خطبة من خطب الشيخ علي بن الحاج أو قرأت له رسالة من رسائله أو تتبعت موقفاً من مواقفه الشجاعة مع الحكام إلا وذكرني بسيرة شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله – العطرة )) .

وبعد :

مازال الداعية علي بلحاج يتابع مسيرة الجهاد ويناقش دعاة الفرنسة والعلمنة في بلد المليون شهيد ، وينتظر حتى يفتح الله بينه وبين قومه بالحق ...ونحن وإياه ما زلنا نرقب الصبح... أليس الصبح بقريب.