الشيخ القائد عبد الله حسين الأحمر

fgnghdg999.jpg

( ١٩٣٣ - ٢٠٠٧م )

يعد الشيخ عبد الله حسين الأحمر.. رمز سياسي وتاريخي يمني، وهو من أهم القيادات التي شاركت في إسقاط الإمامة ودعم النظام الجمهوري.

الشيخ عبد الله بن حسين بن ناصر بن مبخوت الأحمر أحد أهم الرموز السياسية في اليمن ورئيس قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية، وهو من الشخصيات الأساسية التي أسهمت في تشكيل أحداث اليمن خلال الـ50 عاما الماضية.

إنه الشيخ القائد القبلي والسياسي اليمني، ورئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح حتى وفاته في 28 ديسمبر2007م، تولى وزارة الداخلية ثلاث مرات أولهما عام 1963م، ثم في عام 1964 م في حكومة حمود الجائفي، التي استمرت حتى يناير 1965 م.

وترأس مجلس النواب لفترتين، منذ 1993 حتى وفاته 2007.

تلقى الدراست الأولية في كتاب صغير بجوار مسجد حصن ضليمة حبور على يد أحد الفقهاء الذي علمه القراءة والكتابة والقرآن الكريم ومبادئ الدين والعبادات.

شغل منصب رئيس مجلس النواب اليمني حتى وفاته.

المولد، والنشأة:

-ولد عبد الله بن حسين الأحمر في شعبان 1351هـ الموافق 1933 ميلادية في حصن حبور بمنطقة ظليمة حاشد في أسرة ذات تاريخ عريق، برزت فيها أسماء آبائه من شيوخ قبيلة حاشد بما لهم من أدوار مهمة في التاريخ اليمني المعاصر.

الدراسة، والتكوين:

-تلقى دراسته الأولية في كتّاب صغير بجوار مسجد حصن حبور على يد أحد الفقهاء، فتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم ومبادئ الدين والعبادات الإسلامية.

العمل السياسي:

قبل قيام الوحدة كان الشيخ عبد الله ومعه العديد من مشائخ اليمن منضويين تحت حزب المؤتمر الشعبي العام وعقب قيام الوحدة في اليمن وإقرار التعددية والحزبية السياسية تبنى عبد الله الأحمر الدعوة إلى تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي ضم كافة طوائف المجتمع من علماء ومشايخ ومثقفين ورجال أعمال وشباباً ونساء من مختلف المناطق اليمنية.

وتم اختيار عبد الله الأحمر لشغل منصب رئيس الهيئة التحضيرية العليا التي تولت مهام تأسيس الإصلاح السياسي في كل المحافظات اليمنية وقيادة التجمع حتى موعد انعقاد المؤتمر العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح في سبتمبر 1994م.

الوظائف التي شغلها الشيخ الأحمر:

عضو مجلس الرئاسة المشكل بعد قيام الثورة في اليمن عـام 1962.

وزير الداخلية لثلاث مرات كانت أولاهما عـام 1963.

رئيس المجلس الوطني عام 1969، وهو المجلس الذي تولى صياغة الدستور اليمني.

رئيس مجلس الشورى من عام 1971 حتى تاريخ حله عـام 1975.

رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح منذ تأسيسه عـام 1990.

رئيس مجلس النواب اليمني منذ تأسيسه في فترة أولى من 1993 إلى 1997، وفي فترة ثانية من 1997 إلى 2001 ثم فترة ثالثة، حتى قبل وفاته.

المؤسسات والجمعيات الشعبية التي ترأسها:

رئيس اللجنة الشعبية لمناصرة الشعب الكويتي بعد الغزو العراقي لها.

رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأقصى وفلسطين.

رئيس اللجنة البرلمانية للقدس وفلسطين.

عضو مجلس الأمناء في منظمة الدعوة الإسلامية العالمية.

نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس.

رئيس فرع مؤسسة القدس في اليمن.

المساهمات السياسية:

-شارك منذ وقت مبكر من شبابه في الإشراف على أمور أسرته وقبيلته.

-في نهاية الخمسينيات وبعد سفر الإمام إلى روما تصاعد الرفض الشعبي ضد الإمام أحمد حميد الدين، فقاد الشيخ حسين بن ناصر الأحمر، وشقيقه الشيخ حميد تحركات وطنية للقبائل المتحمسة للتخلص من الإمام، ومكث في مقام الإمام في السخنة يحضر المقابلات والاحتفالات الرسمية.

-وفي أعقاب قيام إمام اليمن بإعدام الشيخ حسين بن ناصر الأحمر والشيخ حميد جرى اعتقال الشيخ عبد الله في منطقة الحديدة بعد أن تم إحضاره من السخنة بحجة الالتقاء بوالده، وبعد 11 يوما من الاعتقال في سجن الحديدة تم ترحيله إلى سجن المحابشة، فمكث فيه ثلاث سنوات حتى قيام ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962.

دوره في الثورة:

-بعد أيام من قيام الثورة اليمنية، وصل الشيخ الأحمر إلى صنعاء واستقبله قادة الثورة في مقر مجلس قيادة الثورة، وتم تكليفه بسرعة التوجه إلى المناطق الشمالية الغربية لمطاردة الإمام المخلوع محمد البدر وإلقاء القبض عليه.

ومنذ ذلك اليوم قاد الشيخ الأحمر قبائل حاشد في معارك للدفاع عن الجمهورية الجديدة حتى انتهت المعارك في يناير/كانون الثاني 1970.

– في عام 1969 انتخب الشيخ الأحمر رئيسا للمجلس الوطني للجمهورية العربية اليمنية الذي تولى صياغة الدستور الدائم للبلاد.

ترأس عبد الله الأحمر البرلمان ثلاث دورات متتالية منذ عام 1993م.

النيابة والزعامة:

-في عام 1970 انتخب الشيخ عبد الله رئيسا لمجلس الشورى في الجمهورية العربية اليمنية وظل في رئاسة المجلس يقوم بواجبه حتى علق العمل بالدستور الدائم وأغلق المجلس عام 1975.

-عارض الشيخ الأحمر ما رآه سوء إدارة للدولة في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس اليمني عبد الرحمن الإرياني الذي قدم استقالته طوعا لمجلس الشورى. ودعم الأحمر عملية انتقال السلطة سلميا التي قام بها العميد إبراهيم الحمدي في 13 يونيو/حزيران 1974 بعد استفحال الأزمة السياسية في البلاد.

-عند تأسيس المجلس الاستشاري عام 1979 عين الشيخ الأحمر عضوا فيه، كما عين عضوا في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه عام 1982 حتى قيام الوحدة عام 1990م.

-ترأس الشيخ الأحمر التجمع اليمني للإصلاح الذي يعتبر من أكبر الأحزاب اليمنية، وقد أعلن إنشاؤه في سبتمبر/أيلول 1990.

-ترأس الأحمر مجلس النواب اليمني ثلاث دورات متتالية منذ منتصف 1993.

مارس الأحمر أدوارا ذات بعد عربي، منها رئيس اللجنة البرلمانية للقدس وفلسطين، ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس.

النزاع الحدودي:

– في12 يناير/كانون الثاني 1995 ترأس وفدا يمنيا رفيع المستوى إلى المملكة العربية السعودية لمواجهة التداعيات الخطيرة حول أزمة الحدود اليمنية السعودية، وظل الشيخ في الرياض قرابة 40 يوما.

ونجح بعد تلك المباحثات المضنية في التوصل إلى توقيع مذكرة التفاهم في 27 رمضان 1415هـ التي فتحت الطريق أمام عودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية وصولا إلى توقيع اتفاقية الحدود في 12 يونيو 2000.

-إلى جانب الأدوار الداخلية التي لعبها الأحمر مارس عددا من المهام ذات البعد العربي، منها رئيس اللجنة الشعبية لمناصرة الشعب الكويتي بعد الغزو العراقي للكويت، ورئيس اللجنة البرلمانية للقدس وفلسطين، ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس.

حاز الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر على ثقة المواطنين في دائرته الانتخابية في الانتخابات النيابية في أبريل 1993م.

وانتخب في 15/5/1993م رئيساً لأول مجلس منتخب للنواب في ظل الجمهورية اليمنية وأعيد انتخابه في 18/5/1997م للمرة الثانية رئيساً لمجلس النواب وأعيد انتخابه في 10/5/2003م للمرة الثالثة رئيساً للمجلس حيث حاز على ثقة أعضاء المجلس.

في أثناء الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد (أغسطس 1993-يوليو 1994م) نجح الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في الحفاظ على سلامة السلطة التشريعية ووحدتها رغم حالة الفوضى والتشتت المريعة التي عانت منها اليمن قرابة عشرة أشهر.

وقد أسهم إسهاماً كبيراً في الجهود السياسية لتطويق أزمة الانفصال والدفاع عن الوحدة اليمنية في الداخل والخارج حتى تحقق النصر في يوليو 1994م.

وفي تلك الفترة حدث صدام مروع في لقاء الشيخ بالشيخ زايد آل نهيان، تحدث عنه في سيرته الذاتية، حتى أنهما جلسا فترة من الوقت لا ينظر كل منهم إلى الآخر، كان الشيخ يريد الوحدة، والشيخ زايد يقول لا وحدة بالقوة والسلاح، بينما أسر إليه الملك فهد أنهم إذا استطاعوا دخول عدن سينهون المشكلة، ويرفعون حرجاً عن المملكة.

في 12 يناير 1995م رأس وفداً يمنياً رفيع المستوى إلى المملكة العربية السعودية لمواجهه التداعيات الخطيرة حول أزمة الحدود اليمنية السعودية، وظل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في الرياض قرابة 40 يوماً حتى نجح في التوصل إلى توقيع مذكرة التفاهم في 27 رمضان 1415 هـ التي فتحت الطريق أمام عودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية وصولاً إلى توقيع اتفاقية الحدود في 12 يونيو 2000م.

أسهم مع عدد من العلماء والشخصيات البارزة في العالم العربي والإسلامي في تأسيس (مؤسسة القدس)، وهو نائب رئيس مجلس الأمناء فيها لتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني، والحفاظ على الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة؛ كما شارك (الشيخ) في العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية لدعم القضية الفلسطينية سواء في داخل الوطن أو في خارجه، ويندر أن يوجد خطاب من خطابات (الشيخ) لايتعرض فيه للقضية الفلسطينية داعياً إلى دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه الآلة الصهيونية الغاشمة.

ويتجلى الاهتمام بقضية فلسطين والقدس ودعم صمود الشعب الفلسطيني في تخصيص جلسات متعددة في مجلس النواب لمناقشة أي تطورات خطيرة تشهدها الساحة الفلسطينية، وإصدار بيانات تأييد قوية ومناشدة للمسؤولين العرب وللمجتمع الدولي للقيام بمسؤولياتهم لإيقاف الهمجية الصهيونية.

أبناء الشيخ عبد الله الأحمر:

والشيخ عبد الله الأحمر - رحمه الله- متزوج ولديه العديد من الأولاد، منهم: الشيخ صادق، وحميد، وحمير، وحسين، وهمدان، وهاشم، وحاشد، وبكيل، ومذحج، وقحطان.

وفاته:

توفي الشيخ عبد الله الأحمر يوم الجمعة 17/12/1428 هـ/ الموافق 28 ديسمبر 2007 في العاصمة السعودية الرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.

لقاءات على قناة الجزيرة:

برنامج لقاء اليوم:

عبد الله الأحمر.. التعاون الأمني بين صنعاء وواشنطن ، 2 أكتوبر 2002 م

عبد الله الأحمر.. العمل السياسي في اليمن، 6 أبريل 2005 م

برنامج زيارة خاصة:

عبد الله الأحمر.. القبلية والسلطة ج1، 10 ديسمبر 2005 م

عبد الله الأحمر.. آفاق الحرب والسلام ج2، 17 ديسمبر 2005 م.

في رثاء حكيم اليمن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله:

كتب الأستاذ محمد محسن علي شاطر يقول:

إذا المسلمون حول البيت سعياً   فمسعى الروح حولك لا يعدُ

في يوم 14/ من شهر رمضان المبارك عام 1425ه وفقني الله سبحانه لزيارة الشيخ الفاضل رمز المكارم الخلاقة/ عبدالله بن حسين بن ناصر مبخوت الأحمر، في مقر إقامته بجدة بعد فريضة العمرة.

وبروح فياضة بالمحبة استقبلته ومرافقي وبعد فرض السلام جاشت الأحاسيس والمشاعر بما لم يكن في الحسبان، فقلت يا شيخ/ عبدالله إذا المسلمون حول البيت سعياً - فمسعى الروح حولك لا يعد-.

فأبتسم رحمة الله عليه، وقال شكراً يا صاحب المعمد:

وفي هذا المقام المثقل بسحب الأحزان أجد نفسي برغم مرارة الجراح وفداحة الإصابة أن أجود بما جادت به المشاعر والأحاسيس منه كلمات متواضعة وبحسب المستطاع.

بكل أخلاص وصدق أقول أنه إذا ما أريد لنا أن نتوقف وتناول بالحديث رمز اليمن المرحوم الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب كما وجدناه وعرفناه في أحلك الظروف وأغلب الأحوال وهو يمارس حياته كرجل ارتهنت حياته منذ الطفولة عندما قضاها وهو يقارع ويصارع الأهوال والمصائب ويواجه المحن والنوائب ويعاني من شتى الويلات والمتاعب وصفوف وألوان العجائب. . وتبقى المسائل الوطنية تسمو وترتفع لديه فوق الوسائل الشكلية والمادية.

وهذا ما عرف عنه من واقع حياته رحمة الله عليه كما أنه احتفظ بمبادئه الثابتة حول كل ما واجهه وهو يتحمل المسؤوليات الجسام، ويتغلب على المشاكل والصعوبات المتعددة بطريقة وأساليب ومرونة وصرامته الناجحة التي قد لا تتوفر في غيره بما وهبه الله من القلب الكبير والأعصاب القوية والعقل الرصين والحكمة البالغة. والسماحة والرؤية ورحابه التغلب على الكثير من المواجهات سواءً ما كان في محيطه الوطني والنضالي. والسياسي أو والقيادي وما إلى ذلك من الشؤون الداخلية والأحداث المتعاقبة.

وإذا عدنا إلى يوم 15/ مارس عام 1969م في أول اجتماع للمجلس الوطني برئاسة المناضل الكبير الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله عليه. وبحضور رئيس المجلس الجمهوري وأعضاء المجلس رحمة الله عليهما وبحضور رئيس الوزراء والوزراء وكبار ضباط الجيش والأمن وسفراء الدول الشقيقة والصديقة ورجال الإعلام.

اعتلى الثائر الأبي والمناضل الجسور الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله عليه منبر المجلس ليلقي بيانه وبعد أن حمد الله وشكره.

قال أنه من غرائب التفكير وعجائبه ما يدور في بعض العقول إذ يتحدث أولئك المثقفون والمشككون بأسلوب يدل على أنهم يعتقدون بأن النظام الجمهوري ونظام الحكم الجماعي والتداول السلمي للسلطة هي استمرار الإثارة واستمرار الخراب والدمار والمآسي واستمرار العنف والنار والدم والموت.

حتى ولو أدى الأمر إلى ضياع اليمن واليمنيين وسقوطهم في حضيض الفوضى والتنافر حتى القضاء.

وهم يعلمون علم اليقين بأن الأمن والاستقرار والوحدة والديمقراطية ونظام الحكم الجماعي وتحديد فترة الرئاسة والتداول السلمي للسلطة وتحقيق المساواة تكافؤ الفرص لكل المواطنين ووضع الأسس الحديثة لدولة يمنية عصرية تتجه بكل قواها للحاق بدول العالم المتقدم من مكاسب شعبنا اليمني العظيم.

أريقت في سبيل تحقيقها الدما وأرخصت لأجلها التضحيات الجسام.

وقال رحمة الله عليه. إن البلدان التي تحكم حكماً ديمقراطياً يحكم فيه ليس حقاً ألا هيا مقدساً والحاكم ليس صنماً يعبد من دون الله والشعب ليس قطيعاً يساق بالعصا، وليس عبيداً يمتلكهم الأسياد. والمسؤولية ليست مغنماً ولا مكسباً شخصياً بل هي رسالة وواجبات يكلف بحملها أي فرد من أفراد الشعب. ومن أي قطاع من قطاعاته ما دام كفؤً. بمواقفه لا بالإرث ولا بسلالته أو أصله. بإخلاصه لا باستسلام الشعب له وانتقاله إلى ممتلكاته ولأن هذه أصول أساسية في النظام الجمهوري، والديمقراطي للوطن والثورة والجمهورية، تلزمنا جميعاً أفراداً وجماعات مشائخاً وعلماء ومثقفين وقوات مسلحة وأمن، بترسيخها وتعميقها في القانون والعقول وذلك بالممارسة العملية والسلوك والتجسيد الدائم أثناء البيان.

وختام القول أسأل الله سبحانه للفقيد الغالي الرحمة والغفران وأن يسكنه برحمته جنان النعيم مع الأبرار والصديقين. أنه سميع مجيب وإنا لله وإنا إليه راجعون.

في الأربعاء 23 يناير-كانون الثاني 2008 07:33:10 ص

رثاء الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر:

وكتب الشاعر محمد أحمد منصور من اليمن قصيدة في رثاء الشيخ عبد الله الأحمر جاء فيها:

أرأيتَ كيف الموت صادَ الاحمرا     وكسى السماء الصحو لوناً أحمرا

أرأيتَ كيف غزى الرياض مُحلقاً       بجناحه فرمى بذاك غضنفرا

وأصطاد (عبدالله) خارج غابهِ       إن الليوث تموت دوماً في العرا

مابال هذا الموت لم يصطده في         غاباته   مابين   آساد   الشرا

لمح   السيوف   تظله     يمنيةً           في حاشد فاختار فيها القهقرى

ورأى الرماح وقد أقامت حوله             درباً فولى في العراء وأدبرا

ولرُب ليثٍ مات خلف عرينه                   مُتأهباً في مخلبيه مشمرا

لكنه   بطلٌ   تخَّير   موته                     بين الملوك مُكّرماً وموقّرا

صلت عليه في الرياض مساجدٌ     ودعت إلى فرض الصلاة الأزهرا

ودعا له الحرم الشريف بمكةٍ               مستغفراً   بصلاته   ومكبرّا

وغدا له الركن اليماني باكياً                 فنعته إجلالاً له أم القرى

ولو أنه علم الحجيجُ بمكة                  لأقام معتصماً بها لن ينفرا

فاستقبلت صنعاء في تابوته                   سبأً وأعلت في يديها حميرا

ايهٍ فقيد الشعب حسبُك موقفاً                 مُذ جئت في علم البلاد مدثرا

واستقبلتك على المطار مواكبٌ             هبت مشيّعةً وماجت   أبحرا

وألتف شعبٌ حول نعشك حائراً           ومضى إليك   مُهلّلاً   ومُكبرا

ومضى الرئيس مُشيعاً لك مُطرقاً       ويكاد   أن يبكيك   دمعاً   أحمرا

ومشى وراك الجيش في خطواته       لهبٌ   يكاد   بعزمه   أن   يثأرا

لو أن ذاك الموت شاهد خطوه   ما اصطاد روحك في الرياض وفكرا

عزتَّك ألسنة الملوك فأبدعت                 بعزائها دراً عليك وجوهرا

تاريخ   (عبدالله)   مجدٌ   شامخٌ         فوق النجوم وفوق هامات الذُّرى

تاريخ (عبدالله) مجدٌ حافلٌ                 قد ظل مختزلاً لأمجاد الورى

كم موقفٍ أنقذت فيه أمةً                      ونصرت فيه موطناً فتحررا

قدمت من أجل البلاد ضحية                 كُبرى فهز دماؤها (سبتمبرا)

وفديت شعباً في أبيك مُعطراً                 بدمائه فمضى بذاك مُعطرا

وحكمت قومك بالوفاء محبةً               ما كنت جباراً   ولا متكبرا

بسماتك الغراء لم تبرح على                 شفتيك لم تغضب ولن تتكدرا

قم يافقيد الشعب تنظر هاهنا         كيف القيامة بعد موتك في الثرى

لترى الوفود الكُثر لما أقبلت                 من كل مملكة فكانت محشرا

هلا.. ذكرت وكنت حيّاً واقفاً                 كالطود بالعزم الأشم مؤزرا

واخذت تسألني الرثاء وكنت في           عز   الشباب   متوجاً   ومسورا

واليوم هاك من القوافي أدمعاً               حراً تنسج من دمائي أسطرا

وتكاد أحرفه الحزينةُ كُلّما                   ذكرتك هزت بالعويل المنبرا

لو يصنع الشعراء من أقلامهم              جسراً لعادوا عن رثائك حُسًّرا

فرثتك في اليمن السعيدة أمُّةٌ                   سالت بأدمعها الغزيرة أنُهرا

لو كان   للربوات   فيها   ألسنٌ       لبكتك بالشعر الحزين مدى الورى

إني   أعزي   حاشداً   بفقيدهم       وكذا بكيلاً في السهول وفي القرى

وأخص في دمع التعازي (صادقاً)       وكذاك   أخوته   مصابيح   السرا

السالكين على طريق فقيدهم                 مجداً على هام الزمان ومفخرا

كونوا كمثل أبيكم في عهده                   صُنّاع أخلاقٍ وغرساً مُثمرا

كونوا (كعبدالله) في آرائهِ                      ماباع حقاً للبلادِ ولا شرى

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

مصادر الترجمة:

١- الموسوعة التاريخية الحرة.

٢- موقع الجزيرة نت.

٣- وسائل الإعلام اليمنية.

4-الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

5- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 999