الشيخ الداعية محمد فاروق البطل: الأمين العام لرابطة العلماء السوريين

fgdfhhg999.png

هو فضيلة الشيخ الداعية محمد فاروق حمدو أمين بطل

الأمين العام لرابطة العلماء السوريين، وأحد أبرز الدعاة إلى الله في سورية.

المولد، والنشأة:

ولد الشيخ محمد فاروق بطل في مدينة إدلب الخضراء في سورية في ١٣ أيار ١٩٣٦م.

ونشأ في أسرة مسلمة فقيرة، ولكنها محافظة على تعاليم دينها، تعيش في محبة ووئام، وترعرع في كنف والده الحاج حمدو بن أمين بطل الذي كان يعمل في دكان سمانة في إدلب، ثم عمل في مديرية الأشغال العامة، وانتقلت معه الأسرة من إدلب الى الرستن، ثم استقرت في حلب.

   وأما الوالدة الفاضلة، فهي ( رشيدة بنت أحمد بطل) التي كانت ربة بيت ناجحة، وفية مطيعة لزوجها..وقد أنجبت ٧ ذكور و٦ إناث...عاشوا في ستر وكفاف.

   وتنتسب الأسرة إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

وفي تعليل هذا اللقب ( البطل) تُروى تعليلات كثيرة، يذكر منها: أن جد العائلة كان بطلاً في الجسم والعزم، ومنها أنه كان بطلاً فيما يُنسَب إليه من كرامات... ويبقى الأصل أنه من يتقي الله هو البطل.

النشأة:

   قضى محمد فاروق بطل مراتع طفولته في الرستن، وفي مدينة إدلب مسقط رأسه، ومنذ بلغ من العمر ثمان سنوات أقامت الأسرة في حلب مدة طويلة، فقد أضحت موطنه الدائم، حتى انتقل بعدها إلى المملكة العربية السعودية.

الدراسة، والتكوين:

- درس محمد فاروق بطل المرحلة الابتدائية 1945ـ1950. في مدرسة إدلب وكان مديرها كامل الحكيم الذي كان حازما ومهابا ثم انتقل ليدرس في مدرسة النجاة في حي الفرافرة في حلب، وكان المدير فؤاد النقشبندي رجلا فاضلا ومربيا ناجحا .

- ومن ثم درس المرحلة (المتوسطة، والثانوية) في الثانوية الشرعيَّة ( الخسروية) في حلب بين عامي 1950ـ1955.

- وتابع دراسته (الجامعية) حيث درس في كلية الشريعة: 1956ـ1959م، وكان عميد الكلية د. مصطفى السباعي رحمه الله وعند تخرجه قدم بحثا جامعيا تحت عنوان: عوامل الاستقرار في الحياة الإسلامية.

وحصل على شهادة الدبلوم العامة في التربية من كلية التربية في جامعة دمشق عام ١٩٦٠م..وكتب بحثا قيما للتخرج تحت عنوان القضاء والقدر في ثوب جديد وقد أشرف عليه عميد الكلية د. جميل صليبا وأعجب به الشيخ السباعي.

ثم درس في كلية الحقوق في جامعة دمشق : 1962ـ1964.

- أما الدراسات العليا (في مصر)، فقد أرسل أوراقه عام ١٩٦٥م مع صديق له يدرس الماجستير، فقبل، ولكن لم يكملها بسبب بعض الظروف السياسية.

ثم حصل على الماجستير من الجامعة الإسلامية في باكستان (بهاولبور) عام ١٩٨٧م.

وكان من أهم أساتذته في هذه المرحلة د. عبد اللطيف الشيرازي الصباغ، والشيخ عبد الله بن بيه ...

توجه لدراسة الدكتوراه في الجامعات السودانية ولكن أعباء العمل الدعوي حالت دون ذلك.

ومن أبرز تلاميذه:

الشيخ كمال الدين بكرو درس عليه في مدارس حلب.

الشيخ الحافظ عبد الله بصفر .

الوظائف، والمسؤوليات:

اشتغل الشيخ محمد فاروق بطل في شبابه المبكر في عدة أعمال حيث كان يعمل لمساعدة والده المعيل.

عمل مساعدا لمهندس طبوغرافي يحمل له الألة، ويمشي الى جانبه، ويساعده في تحديد الأراضي ومسحها.

كما عمل في بيع الخبز والمازوت وعند الحلاق....

وبعد حصوله على الثانوية والجامعة عمل مدرساً لمادة التربية الإسلاميَّة في ثانويات حريتان وعندان وحلب لمدة عشرين سنة حتى عام ١٩٧٩م.

تعرض للسجن في أحداث الدستور في سورية وغيرها.

   ثم غادر سورية في الثمانين، فعمل في جامعة الملك عبد العزيز – في جدة، في كلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية، لمدة عشرين سنة.

أعمال إذاعية (في إذاعة القرآن الكريم):

قدم الشيخ فاروق بطل برنامجين:

- الأول: سبل الإسلام في الإصلاح الاجتماعي استمر لمدة سنة.

- الثاني: أبطال الإسلام، استمر ثماني سنوات.

مؤلفاته:

١- أبطال الإسلام في موكب النبوة الخالد (خمسة مجلدات)

أقرانه:

- الدكتور أحمد محب الدين أبو صالح، الدكتور محمود طحَّان. الدكتور عبد الوهاب ريحاوي. الأستاذ ناجي زين العابدين. الدكتور عبد اللطيف الشيرازي الصباغ، د. فخر الدين قباوة، ومحمد الحسناوي ..وخلق كثير.

وأبرز شيوخه:

- الشيخ محمد راغب الطباخ.

- الشيخ المقرئ محمد نجيب خياطة.

- الداعية العالم محمد أبو الخير زين العابدين.

- الفقيه العلامة مصطفى الزرقا.

- الفقيه الرباني محمد السلقيني.

- الفقيه الشافعي محمد أسعد عبه جي.

- الشيخ أمين الله عيروض.

- الشيخ محمد ناجي أبو صالح.

- الشيخ محمد بلنكو.

الشيخ محمد الملاح.

الشيخ عبد الوهاب سكر...

الشيخ د. مصطفى السباعي: درس عليه السيرة النبوية، والأحوال الشخصية في كلية الحقوق.

الأستاذ محمد المبارك: درس عليه علم الاجتماع.

د. معروف الدواليبي درس عليه أصول الفقه.

الشيخ علي الطنطاوي ...

د. عدنان الخطيب: درس عليه القانون

د. سعاد جلال درس عليه الفقه

د. فاخر عاقل درس عليه علم النفس التربوي

د. نعيم الرفاعي درس عليه فلسفة التربية ..وغيرهم كثير.

جهوده في العمل الإسلامي:

انتسب الشيخ محمد فاروق بطل في شبابه المبكر الى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وهو طالب في الثانوية الشرعية في حلب عام ١٩٥١م ..وأصبح مسؤول الطلبة فيها.

ثم صار نقيب أسرة، وشارك في الحركة الطلابية الكشفية كما اشترك في العديد من المعسكرات الدعوية التي حضرها الشيخ مصطفى السباعي، والمرشد حسن الهضيبي، وكان يقودها د. عبد الكريم عثمان ...وغيره من الدعاة.

وكان مشرفا تربويا في دورات التربوية التي تقيمها الجماعة.

وكان يساعده الشيخ محمد مهتدي كسحة.

ثم استلم مناصب قيادية في الجماعة، ولعب دورا كبيرا مع عدد من الإخوان في رأب الصدع الذي حدث بعد منتصف الثمانين.

ساهم في تأسيس رابطة العلماء السوريين وشغل منصب الأمين العام فيها، وطاف البلدان لجلب الاعتراف والدعم لها.

غادر الحجاز ليستقر أخيرا في تركيا.

ثناء العلماء:

أقامت رابطة العلماء السوريين حفلا تكريميا له تحدث فيه الشيخ مجد مكي وكتب الشيخ د. خالد هنداوي قصيدة فيه كما كتب د. محمد حكمت وليد قصيدة أخرى في الثناء عليه....

الدكتور محمد فاروق بطل : قائد .. ومجاهد:

وكتب الشيخ حسن عبد الحميد يقول:

صديق عزيز .. وأخ كريم من سلالة الكرام .. يأسرك ببسمته وحسن لقائه ...

شخصية دعوية كبيرة .. حافظ للود .. كريم الطبع واليد .. درسنا معا وعشنا معا .. في كلية الشريعة بدمشق ..

سافر لحلب وعند حمص إنقلب البولمان، وسار على جنبه 100 متر من السرعة ويد أخينا على الشباك ..

وقطعت يده ويده كيد جعفر بن أبي طالب .. جئت من دمشق إلى حمص أتفقد الأخ الحبيب المصاب في يده التي كانت تحمل كتب العلم وتراجم الصحابة ..

وهو في المشفى وقد قطعت يده .. ماذا أوصاني ؟ قال لي سلم على أبي حمزة، وليستلم الأسرة مكاني ..

دمه يسيل.. والألم لايطاق .. وتفكيره عند الأسرة الإسلامية.

وعاد إلينا بيد واحدة .. تعادل مئات الأيدي . هذه اليد ألفت كتابا من أجمل ماكتب عن الصحابة الكرام أسلوبا ودقة ومحبة وإجلالا وعنوانه:

( أبطال الإسلام في موكب النبوة ) ومن لم يقرأ هذا الكتاب ماعرف تلاميذ محمد ..وليبك على نفسه ..

وكان لي الشرف والفخر أن أخدمه أثناء دراسته .. وألبسه الحذاء .. وأربط له الرباط في جامع النقشبندي ..

سجن مرارا وأخرها خطفه الزبانية من أمام بيته وعذب عذابا شديدا .. حتى صاحت جدران المزة الله أكبر .. وأصيب من عذبه بالشلل بدعوات الرجل الصالح أبي عمار ..

في المعتقل في الثمانينات ..

وأثناء مفاوضاته مع العماد علي دوبا .. وحكمت الشهابي وبرفقته اﻷخ عبد الله الطنطاوي .. لم يساوم البطل رغم اﻷلم والتعذيب .. لم يساوم على كرامة الدعوة وثوابتها وحقوقها ..

فطالب بإلغاء قانون الطوارئ .. وبحل البرلمان المزيف .. وإلغاء اﻷحكام العرفية ..وكان ذلك بمساعي اﻷخ الشهيد بإذن الله أمين يكن رحمه الله .. وتم الافراج عن أكثر من 400 معتقل .

قاد الدعوة في أحلك أوقاتها، وكان دائم اللقاء مع الشيخ المجاهد عبد الله علوان لتدارس شئون الدعوة ..

وترأس مجلس الشورى فيها .. وتولى مهام المراقب العام ..

وهو مدرس في جامعة الملك عبد العزيز وعضو رابطة العلماء السورين وأمينها ..

أبا عمار تنحني لك رقاب العاملين للدعوة ..

ويقبل يدك كل من هتف الله أكبر ولله الحمد ..

وأنا أولهم .. واسلم لمن يحبك ويجلك ..

حفظك الله ورعاك، وسدد على الحق خطاك ..

وسوم: العدد 648

نسأل الله له طول العمر مع الصحة والعافية...نفع الله بعلمه المسلمين.

في سيرة بطل:

شريف قاسم

(مهداة إلى الداعية المجاهد الصَّابر د. محمد فاروق بطل ــ حفظه الله ــ الأمين العام لرابطة العلماء السوريين ــ سابقاً ــ الذي أعطى فعلم الناس معنى العطاء، وأوفى فَدَلَّ الآخرين على قيم الوفاء، وصبر وصابر فكانت مزيته هذه نبراسًا لمن وعى مهمة الدعاة إلى الله تبارك وتعالى، واستذكر أيام دعوة حاصرتها الأضغان من كل جانب، واستشرف الأيام المقبلات التي تزخر بأنوار الفتح، وتحمل في ثنايا فجرها المشرق البشريات بمشيئة الله تبارك وتعالى ).

كفى بعزمِك ثَبْتًـا أيُّهـا (البطلُ)

فلم يَنَلْكَ الونى يومًا ولا الوَهَـلُ (1)

وعشتَها مؤمنًـا في عزَّةٍ وجَفَتْ

منها الأعادي وما ضاقتْ بك السُّبُلُ

مشيتَها قُدُمًـا والرايةُ ارتفعَتْ

أما الإباءُ فأبرارٌ بـه اشتملوا

ومَن حَنَى لإلهِ الكونِ جبهتَه

فَمَنْ على الأرضِ يخشاهُ وينفتلُ (2)

وإنَّها دعوةُ الرحمنِ يحملُها

أهلُ الوفاءِ الذين اليومَ ما غفلُوا

ولن تردَّهُمُ الأوجالُ عاصفةً

عن نيلِ بغيتِهم والأرض تشتعلُ! (3)

فكم مضتْ حقبٌ نالوا مرارَتَها

وكم رمتْ جمعَهم يوم اللقا الأسَلُ

قد عِشتَها بطلا (فاروقُ) دعوتِنا

ولم يُدَمِّرْ لهـا بنيانَها هُبَلُ

أخا المآثرِ لانثني على أحـدٍ

لولا مناهلُك المُثلَى لمَنْ نهلوا

مرَّت ثمانون عامًا والتُّقى قيمٌ

وتُزدَرَى دونها الأموالُ والحُللُ

ولم تزلْ شامخًا كالصَّرحِ ثابتةً

أركانُه واشرأبَّتْ عنده المقلُ

هذا المجاهدُ من جندِ النَّبيِّ ومَن

بطيبِه في المزايا يُضرَبُ المَثَلُ

من عصبةٍ في بلادِ الشامِ صامدةٍ

رغـمَ الرياح التي بالحقدِ تشتعلُ

هُمُ الهداةُ الذين اللهُ أكرمَهم

بذا الطريقِ وإنْ من أجلِه قُتِلُـوا

أو طوردُوا من عدوٍّ قد تَعَقَّبَِهُم

بين الدروبِ بدنياهم أو اعْتُقِلُوا

طوبى لهم سِيَرٌ عادتْ تذكرُنا

بصحبةِ المصطفى ماردَّهم وجلُ

يبلغون إلى الدنيا رسالتَهم

لعلَّ أهل الورى في أمرِها اشتغلوا

فيسلمون لربِّ بارئِ ليروا

نورَ الحقيقةِ لا يخفيه مَن جهلوا

ولن يخافوا سوى من ربِّهم فله

أشواقُهم في صدورِ القومِ تشتعلُ

وفي المثاني لهم تذكيرُ أنفسِهم

برحمة اللهِ حيثُ الدَّمـعُ ينهملُ

وهاهُمُ وهبوا للهِ فرصتَهم

من الحياةِ ولم يدركْهُمُ المللُ

طوبى (لإدلب) طوبى أنجبتْ بطلا

ولن نبالغَ لا والله (يا بطلُ)

أمين رابطةِ الأبرارِ أتحفَها

بكلِّ جهدٍ لعلَّ الشملَ يكتملُ

وعاشرَ العلماءَ الصِّيدَ في أدبٍ

وللنصائح والإرشادِ يمتثلُ

ونالَ منهم رحيقَ العلمِ من صغرٍ

وفازَ بالمُجْتَنَى عَذْبًـا كَمَن نهلوا

ومن ديارِ إلى أخرى فواسعةٌ

أرصُ الإلهِ وفيها سعيُ مَن رحلوا

أشياخُكُ الكُثْرُ ذكراهم تمجدُهم

ومَن أحبَّ الهدى بالقومِ يتصلُ

شتان بينَ رفاقِ السوءِ يصحبُهم

أهلُ الهوى ولهم في لهوِهم جَذَلُ

عاشوا على هامش الأيامِ ما وجدوا

معنى الحياةِ التي في زيفِها نزلوا

وبين فتيةِ إيمانٍ تسابقُهم

في طاعة اللهِ حيثُ الطُّهرُ والنَّفَلُ (4)

في نشأة البطلِ (الفاروقِ) مدرسةٌ

فجرحُ روَّادِها بالدِّنِ يندملُ

وفي سِواه فخسرانٌ ومهزلةٌ

ومذهبُ الشَّرِّ ما جاءت به الرسلُ !

هاهم بنو الشِّرِّ قد عاثوا بأمَّتِهم

وأضعفُوها ولم تنفعْهُمُ الدولُ !

وبالمآسي وبالأوجاعِ تؤلمُهم

وبالتَّبارِ الذي يؤذي لقد قَفَلُوا

وحاولوا بهواهم دعـمَ نهضتِهم

فخيَّبَتْهم ولم تسعفْهُمُ الحيلُ

قد نلتَها يا أخا الإسلامِ مشرقةً

بنورِ وحيٍ به الأصحابُ قد وصلوا

وخلَّفوا بعدَهم مجدًا على أسسٍ

هيهات تبلى وما في زهوِه عللُ

لك التحيةُ (يا فاروقُ) أرسلُها

صباحُها الغُـرَّةُ اللألاءُ والأملُ

أقولُ والأملُ المنشودُ مقدمُه

به المناهلُ تروي كلَّ مَن نَزَلُوا

والرُّزْءُ يُطوَى وللطاغوتِ مصرعُه

أما الليالي فيجفو أهلَها الثَّكلُ

والنائباتُ التي ألقتْ مواجعَها

على الهُداةِ فَمُلْقُوها لقد رحلوا !

والأمرُ للهِ لا للمفترين ولا

لقوةٍ برمادِ الهونِ تكتحلُ (5)

                                          

ـــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش:

(1) الوَهَــل: الوَهَل، بالتحريك، الفزَع، والضَّعف.

(2) ينفتل: ينصرف عنه.

(3) الأوجال: المخاوف.

(4) النَّفل: نبات طيب الرائحة.

(5) الهـون: الخزي.

مصادر الترجمة:

١- موقع رابطة العلماء السوريين.

٢- صفحة الشيخ محمد فاروق بطل على الفيسبوك.

٣- موقع رابطة أدباء الشام.

٤- مجلة المجتمع ( الكويت ).

٥- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 999