المحامي الداعية الدكتور مروان أحمد حجو الرفاعي

sfghdfhhjj1004.jpg

( ١٩٦٥ - ٢٠٢٢م )

مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا - صدق الله العظيم .

الأخ الحبيب الصابر المحتسب السجين التدمري السابق صاحب الخلق الرفيع والهمة العالية والصوت القوي في مقارعة الطغيان الأسدي .

المحامي الأستاذ مروان أحمد حجو الرفاعي .

اسمه، ونسبه:

ينتمي الأستاذ مروان إلى أسرة الرفاعي العريقة فهو يمتد نسبه إلى النسب الشريف لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، من نسب علي بن أبي طالب، وفاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبد الله.

ينحدر من عائلة متعلمة، مثقفة، معتدلة، تنتشر عائلته في بلاد الشام، وهي تقطن الآن على امتداد محافظات دمشق، وحمص، وحلب .

وجدّه: هو محمد بشير حجوّ الرفاعي من مواليد 1870 درس الهندسة المعمارية في تركيا ( الأستانة.استنبول ) فكان من أوائل المهندسين في العاصمة دمشق .

ساهم في ترميم الجامع الأموي بعد الحريق الذي أتى عليه في أوائل القرن الماضي وهندس فتح شارع بغداد المشهور بدمشق ووضع حجر أساس مشفى التوليد وهو أحد مؤسسي مشروع نقل مياه عين الفيجة لدمشق.

وأما والده: فهو أحمد بشير حجو الرفاعي تولد الشام 1925 تربى، ودرس في دمشق، وشارك في حرب 1948 وكان من متطوعي الجيش الشعبي، وهو من رفع علم الوحدة بين مصر وسوريا، درس الحقوق في جامعة دمشق، وعمل في شركة نفط العراق السورية في حمص .

المولد، والنشأة:

والأستاذ مروان حجّو الرفاعي من مواليد مدينة حمص في وسط سورية في 3 / نيسان / 1965م، نشأ في أسرة مسلمة محافظة تحب العلم، وتحترم العلماء.

الدراسة، والتكوين:

درس مروان أحمد بشير حجو مراحل التعليم المختلفة في مدارس حمص، كما درس جزءا من المرحلة الثانوية في ثانوية عبد الحميد الزهراوي بحمص.

تأثر بالفكر الوطني التحرري الرافض للاستبداد من خلال بيئته وقراءاته منذ نعومة أظفاره.

حصل على شهادة البكالوريا بعد خروجه من المعتقل عام 1990م.

درس الحقوق في جامعة دمشق، فحاز على إجازة البكالوريوس في الحقوق عام 1994م.

نال لقب محام أستاذ بتاريخ 10 / 12 / 1997م، فكانت رسالة تخرجه المسؤولية الجزائية وأسباب التبرير في قانون العقوبات السوري.

حصل على شهادة الماجستير بإدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا عام 2007م.

حصل على درجة الدكتوراة في القانون من جامعة يورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

السجن، والاعتقال:

اعتقل الشاب مروان أحمد حجو بتاريخ 4 / 12 / 1980 من قبل المخابرات العسكرية بحمص، وهو في الخامسة عشر من عمره،،

وكان أخوه محمود حجّو الرفاعي قد اعتقل قبله بتاريخ 22 / 9 / 1980م، وهو طالب في السنة الثالثة هندسة بترو كيمياء من خلال حملة الاعتقالات التي قام بها المجرم غازي كنعان ضد أهالي مدينة حمص لترويعهم وإخضاعهم والتي شملت خيرة شبابها ومثقفيها، وأعدم بمعتقل تدمر بتاريخ 20/ 12 / 1980

قضى مروان حجّو الرفاعي في المعتقل تسع سنوات تقريبا منها سبع سنوات في معتقل تدمر، وسنتان في معتقل صيدنايا.

خرج من المعتقل بتاريخ 14 / 5 / 1989 مصابا بأمراض مزمنة نتيجة التعذيب وظروف الاعتقال السيئة ...

الوظائف، والمسؤوليات:

مارس مهنة المحاماة، وترافع أمام المحاكم السورية بكافة أنواع القضايا الجزائية والمدنية والتجارية والإدارية والأحوال الشخصية .

عضو في الجمعية المعلوماتية السورية من عام 2001م.

عضو في الجمعية السورية لحقوق الإنسان مقرها دمشق، ولم تمنح الترخيص لعملها، وكانت تعمل دون ترخيص في ظروف استثنائية ..

محكم في مركز التحكيم الدولي بالشارقة 2009م.

ترافع أمام محكمة أمن الدولة بدمشق عن الناشطين السياسيين عام 2000م.

أحيل من قبل النيابة العسكرية بتهمة القدح والذم، وتمت محاكمته من قبل المحكمة العسكرية بحمص عام 2003 بسبب محاربته الفساد القضائي.

صدرت بحقه لاحقاً مذكرتي اعتقال عن المخابرات السورية قبل الثورة بتاريخ 2006 وأخرى بعد الثورة بتاريخ 2011م.

كان أحد المشاركين الفاعلين في إضراب نقابة المحامين في حمص عام 2001 بسبب تدخل الأمن وممارساتهم الغير مشروعة، وتعرضهم بالضرب لأحد زملائه المحامين، وفد أفضى ذلك إلى إقالة المحامي العام بحمص ورفع الأصوات بمواجهة الفساد في القضاء..

جهوده العلمية:

له مجموعة من المقالات السياسية والحقوقية ومجموعة تقارير حقوقية أهمها تقرير عن انتهاكات حقوق الطفل في ظل حالة الطوارئ صدر بتاريخ 2004م.

وبسبب عمله في مجال حقوق الإنسان، والمجتمع المدني، ومطالبته باستقلال القضاء، وملاحقة الفاسدين، وإلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري، و بضرورة إغلاق ملف المنفيين، والكشف عن مصير المفقودين، تم استدعائه والتضييق عليه من قبل المخابرات العسكرية و فرع فلسطين بدمشق، وبعد أن تقرر توقيفه واعتقاله اضطر أن يغادر سوريا بتاريخ 8 / 11 / 2006 تحت جنح الليل.

استمر في معارضته لنظام أسد، وكان من أحد المشاركين في إطلاق شرارة الثورة السوريةوانطلاقتها ومن الداعمين على الصعيد الإغاثي والإنساني..

كان أول من أطلق شعار ( عاشت سوريا حرة أبية )، وأصبح يتم ترديد هذا الشعار في أوائل بيانات الانشقاق للعسكريين الملتحقين بالثورة السورية.

وهو أحد مؤسسي المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية، ومن الذين شارك بصياغة بيان التأسيس بتاريخ 4 / 9 / 2011م.

من الذين شاركوا بتأسيس المجلس الوطني السوري ممثلا ومفاوضاً عن الحراك الثوري، وشارك بصياغة بيان التأسيس بتاريخ 2 / 10 / 2011م.

انتخب مدير المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري عام 2012م.

انتخب رئيس لجنة العضوية، وعضو اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عام 2012م.

أجري معه مقابلات وبرامج عديدة على القنوات الفضائية، قناة العربية، قناة الجزيرة، قناة سكاي نيوز، قناة دبي، قناة الحرة، قناة أورينت، قناة الآن، القناة التركية، حول القضايا السياسية والقانونية المتعلقة بالشأن السوري والثورة السورية والملف الكيماوي . وجرائم الحرب والإبادة الجماعية

ينادي بالمواطنة، وسيادة الحق والحرية والعدالة والمساواة.

حوارات وتصريحات 11 كانون الأول 2013م:

أمضى 9 سنوات من طفولته في سجون الأسد: مروان حجو الرفاعي: كنت شاهداً على "قيامة" الأطفال في سجن تدمر!.

روى الناشط السياسي، وعضو "الائتلاف الوطني" المحامي مروان حجو الرفاعي تفاصيل أول عملية اعتقال تعرض لها في عهد "حافظ الأسد" في الرابع من كانون الأول عام 1980 ولم يكن قد تجاوز السادسة عشرة من عمره حينما اقتحم "زوّار الفجر" غرفة نومه واقتادوه من سريره إلى أقبيتهم المظلمة التي لم يكن لها عنوان سوى الموت والتعذيب، كان الرفاعي حينها –كما يقول- طالباً في المرحلة الإعدادية ولم يكن للاعتقال سبب سوى الضربة التأديبية والاستباقية التي قام بها ضابط المخابرات المنحور "غازي كنعان" في الثمانينات لأهل حمص بن الوليد، فاعتقل المئات من الأطفال والشباب رهائن يبتزّ بهم الآباء ويذيقهم مرّ العذاب والذل والهوان.

وأمضى الرفاعي في سجون النظام السوري تسع سنوات سبعاً منها في معتقل تدمر الجحيمي واثنتين في معتقل صيدنايا، في ظروف كان عنوانها المرض والجوع والتعذيب، وشهد في تدمر-كما يقول- أكثر من عشرة آلاف إعدام، لزهرة شباب سوريا ورجالات فكرها ومثقفيها ممن قضوا تحت التعذيب وعلى أعواد المشانق، وكان خروجه من المعتقلات عام 1989 بعد أن أورثته هذه التجربة القاسية مرضاً عضالاً لا زال يعاني من آثاره إلى الآن.

وبعد الإفراج عنه حصل "مروان حجو الرفاعي" على شهادة البكالوريا والتحق بالجامعة ليحصل بعدها على إجازة في الحقوق وينال لقب الإجازة في المحاماة عام 1997 وقام بالترافع أمام محكمة أمن الدولة وعمل في مجال حقوق الإنسان السورية ودافع عن المظلومين ضد القضاء الفاسد والمرتشين ولم ترقْ هذه النشاطات للنظام فتمت إحالة الرفاعي إلى المحكمة العسكرية عام 2003 ولكنه شُمل بالعفو، وعمل مع آخرين على الإصلاح والتغير في ظل حكم "القاصر المعتوه" بهدف إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعودة المنفيين والكشف عن مصير المفقودين، ولكن عبثاً كانت محاولات المصلحين، فتمت ملاحقته من جديد واعتقال آخرين حتى تفجرت ثورة الحرية والكرامة السورية على أيدي أطفال سوريا الذين كان واحداً منهم ذات يوم ودفع فاتورة الحرية عنهم مبكراً.

وبعد هذه التجربة التي سماها (أسطورة من الألم) أنجز المحامي والناشط السياسي الرفاعي تقريراً حقوقياً حول انتهاكات حقوق الطفل في ظل حكم "حافظ الأسد" وحول هذا التقرير يقول الناشط الحقوقي مروان حجو الرفاعي لـ "زمان الوصل":

أقدمت السلطات السورية على ارتكاب جرائم خطيرة بحق الطفل والطفولة، في ظل قانون الطوارئ، من خلال الممارسات القمعية التي طالت الأطفال والكبار على حد سواء. فقد أقدمت سلطات الأمن والمخابرات خلال الفترة الممتدة من عام 1980 ولغاية 1983 على ممارسة الاعتقال التعسفي بحق الأطفال والقاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة، وتعريضهم لأقسى أصناف التعذيب والتنكيل والقتل، منتهكة بذلك كافة المواثيق الدولية والمعاهدات التي ضمنت حقوق الطفل والطفولة وبلغ عدد المعتقلين الأطفال السياسيين في سوريا في تلك الفترة ما يقارب (600) طفلاً وحدثاً. (والحدث حسب القانون السوري هو من لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره).

استئصال التوجه الديني في المجتمع السوري!

وحول أسباب اعتقال الأحداث في عهد حافظ الأسد يقول الرفاعي.

شملت حالات التوقيف مراكز المحافظات والمدن السورية، وذلك عندما قررت السلطات السورية استئصال التوجه الديني في المجتمع السوري، فأقدمت على اعتقال الأطفال من مرتادي المساجد الذين كانوا يحضرون للصلاة وحفظ القرآن وسميت تلك التهمة بـ"دروس قرآن"، كما أقدمت على اعتقال عدد من الأطفال رهائن عن إخوتهم أو آبائهم، ولم يكن يفرج عنهم حتى بعد تسليم الشخص نفسه أو اعتقاله، وسميت حالة التوقيف تلك بـ "الرهينة"، وكان يتم اعتقال الأطفال الأحداث من المدارس وأثناء الدوام الرسمي، حيث كانت تُحاصر المدرسة بالوحدات الخاصة، وتقوم الأجهزة الأمنية بمداهمة المدرسة، واقتياد الطلاب من حصص المدرسة، منتهكين بذلك الحرمات. وكانت القوات المحاصرة للمدرسة تلجأ إلى إطلاق النار من أجل إثارة الذعر في نفوس الأساتذة قبل الطلاب، ومن أجل تأمين عدم الممانعة أثناء الاعتقال.

كما كانت تتم عمليات اعتقال الأطفال الأحداث من منازل ذويهم بعد منتصف الليل، حيث كان يخرق سكون الليل وصمته صوت الآليات الأمنية التي تحاصر المنزل بأعداد لا تتناسب البتة مع اعتقال طفل أو حدث، وكثيراً ما كانت تُفاجَأ فرق المداهمة الأمنية من صغر الهدف، أي الحدث المراد اعتقاله.

زنزانات منفردة للأطفال!:

وعن ممارسات التعذيب التي كان يتعرّض لها الأطفال في الفروع الأمنية يقول الناشط الحقوقي مروان حجوا لرفاعي: تعرّض الأطفال الأحداث في فروع المخابرات العسكرية وفروع أمن الدولة وسواها آنذاك إلى صنوف التعذيب المتمثلة بوضعهم بزنزانات منفردة، وبالتعذيب بصعقهم بالتيار الكهربائي في المواطن الحساسة من الجسد، وبالجلد بالسياط والكابلات الفولاذية على كافة أجسادهم، بالإضافة إلى استخدام الدولاب وبساط الريح المتعارف عليهما في التعذيب، وقد تعرّضوا كلهم للامتهان الجسدي أثناء التعذيب.

والجدير بالذكر أنه تمت تصفية بعض الأحداث تحت التعذيب في فروع المخابرات بسوريا، ومن أمثلة ذلك إقدام غازي كنعان -عندما كان رئيساً لفرع المخابرات العسكرية بحمص- على تصفية بعض الأحداث بعد اعتقالهم من مدينة حماة عام 1982، وذكرت التقارير بأنه كان يمارس التعذيب بنفسه. وتعتبر هذه من الجرائم ضد الإنسانية.

مظلة الموت !:

ويضيف الرفاعي لم يستثنِ النظام الأطفال من الزج في سجن تدمر العسكري، حيث كان يتم نقل المعتقلين الأطفال والأحداث إلى سجن تدمر الصحراوي، و يتم استقبالهم بما يسمى حفلة الاستقبال المتمثلة بالتعذيب، وقد يستمر التعذيب من الصباح إلى المساء، حسب العدد الذي يتم نقله، وكان يشرف على التعذيب مدير السجن فيصل غانم في ذلك الوقت، وكانت الشرطة العسكرية هي التي تباشر التعذيب والأمن داخل السجن، وفق مهمات مسندة إليها، وكان معظمهم من الفئة المرتبطة بالنظام مباشرة، وكان التعذيب يتم بشكل منتظم.

وكان يفصل الأطفال الأحداث عن الكبار في مهاجع للأحداث وهي ذات أرقام 31/ 32 ثم 36/ 37/ في سجن تدمر هذه المهاجع التي كانت تكتظ بالمعتقلين الأطفال دون تأمين أي حد أدنى من حاجياتهم الحياتية أو حتى الغذائية، وقد تعرّض الأطفال والأحداث إلى أشد وأعنف أنواع التعذيب المبتكرة من قبل السجانين، دون انقطاع، خلال فترة توقيفهم في سجن تدمر، وكان يموت بعضهم تحت التعذيب، ومن الأشخاص الذين قضوا تحت التعذيب على سبيل المثال "محمد إدلبي من حلب" عام 1982 من خلال لعبة تم تنفيذها من قبل السجانين أثناء التفقد، فبعد أن ألقوه أرضاً على ظهره، وقف أربعة من السجانين على كل طرف من أطرافه، وقام آخر بالقفز على صدره وبطنه، فبدأ بالنزف من صدره ومعدته، حتى توفي بعد عدة ساعات.

ونفذت تلك اللعبة على عدد آخر من الأحداث، كما كانوا يقومون بالتعذيب بطريقة ما يسمى بـ (المظلة) فكانوا يمسكون الأحداث من أطرافهم الأربع، ثم يؤرجحونهم في الهواء، ثم يقذفون بهم على الأرض، لتتكسر بعض عظامهم، وقد كانت العملية تتكرر عدة مرات حتى يغيب الطفل أو الحدث عن الوعي.

ومن أساليب التعذيب بحق أطفال سجن تدمر –كما يقول الرفاعي- أسلوب التجويع المبرمج وقطع المياه عن الأحداث وهم في سن النمو، مما أسفر عن إصابتهم بأمراض خطيرة كالسل الذي عم السجن بكامله، والجرب الذي أسفر عنه إنتانات جلدية، وتقيّحات دموية في كافة أجسادهم، وحالت دون تمكينهم من التداوي، كما أصيب عدد آخر منهم بفقدان الذاكرة والجنون وبالصرع، وقد أسفر الوضع الصحي المتدهور عن وفاة عدد منهم بالمرض، منهم على سبيل الذكر مهند الوفائي من حمص بتاريخ 17 / 9 / 1983 في سجن تدمر العسكري، حيث أنه رغم إخطار إدارة السجن بضرورة نقل الحالات الخطيرة إلى المشفى للتداوي أو إجراء عمليات جراحية لم تكن تستجب لذلك. وممن توفي منهم بعد خروجه من السجن، بسبب المرض (نوبة صرع) عبد الناصر كسيبي عام 1998.

ويضيف حول المحاكمات التي كانت تجري للأطفال في سجن تدمر أن المحاكمات الميدانية للأطفال في سجن تدمر كانت تعقد برئاسة المقدم "سليمان الخطيب"، الذي ينحدر من منطقة الدريكيش قضاء طرطوس.

ومن يُساق للمحاكمة كان يتعرض لصنوف التعذيب كافة، قبل أن يمثل أمام المحكمة، فكانت تؤخَذ بصمة المعتقل على ضبط تم إعداده سابقاً والذي لايدري ماكتب فيه. وكان هذا النمط من المحاكمات يتعرض له المعتقلون الأحداث والكبار على حد سواء.

وكان يحكم على الأحداث بمدد تتراوح بين 6 سنوات و12 سنة، إلا أنه لم يكن يفرج عنهم عند انتهاء مدة الحكم، فقد بقي من كان حدثاً لمدد تجاوزت أحكامهم بكثير، وظل عدد منهم معتقلاً حتى تاريخ إعداد تقريري عام 2004.

وفي انتهاك خطير لكافة القوانين المحلية والأعراف الدولية، فقد كان رئيس المحكمة الميدانية سليمان الخطيب (خضر خليل) يحكم بالإعدام على الأحداث، وتعتبر هذه سابقة خطيرة على الصعيد الإنساني والعالمي، ومن الذين قضوا بمثل هذه الأحكام الجائرة بكل المقاييس (محمد عادل سخنية) الذي أعدم بتاريخ 29/ 1/ 1983 و(أحمد حلاج) الذي أعدم بتاريخ 6/ 7/ 1985.

وكثيراً ما كان "سليمان الخطيب" يأمر كاتبه بتكبير سن الحدث، في إشارة منه إلى أنه سيحكم عليه بالإعدام.

أما بالنسبة للزيارت فقد كانت ممنوعة على ذوي الاتجاه الديني، طول فترة الاعتقال وقد خرج عدد كبير منهم من المعتقل بعد فترة طويلة قضوها في السجن تجاوزت 15 سنة ولم يروا أحداً من أهليهم، مع أن أكثرهم قضى في السجن مثل عمره لدى الاعتقال أو ثلثيه على أقل تقدير.

وقلة من الأهل أولئك الذين تمكنوا من خلال الالتماسات ودفع المبالغ الطائلة والذهب، لزوجة مدير سجن تدمر المقدم فيصل غانم، ليتمكنوا من رؤية أولادهم، والذي أصبح فاحش الثراء من خلال هذه التجارة المحظورة قانوناً.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

وفاته:

توفي المحامي د. مروان أحمد بشير حجو الرفاعي في استانبول في تركيا في يوم السبت ٢٩ تشرين الأول عام ٢٠٢٢م/ الموافق ٤ - ٤ - ١٤٤٤ هجرية، رحمه الله تعالى رحمه واسعة وأسكنه فسيح جناته.

أصداء الرحيل:

كتب الأستاذ جهاد الأتاسي يقول: نعزي مدينة حمص خاصة، وسورية عامة بالثائر الدكتور مروان حجو الرفاعي رحمه الله، والذي بقي طوال عمره معارضا للظلم وأهله، مجتهدا بالدفاع عن المظلومين، قاضيا سنين طويلة في معتقلات الأسد، محاربا له.

لحمص وللثورة المجيدة ولأهله الصبر والسلوان.

وداعا الصديق مروان حجو الرفاعي:

كما كتب صديقه (محمد برو) يقول: مرات عديدة كنا نحمله في مهجع 31 من سجن تدمر ونحن متيقون من مشارفته على الموت من فرط ما يناله من تعذيب، وهو الذي يحمل مرضا قلبياً عصياً على الشفاء، ليخرج بعد تسع سنوات ميؤوس من استمراره في الحياة، وبسبب اقتناع اللجنة الطبية الأمنية انه لن يلبث أن يموت في بيته خلال أسابيع تم الافراج عنه، ليتم دراسته كحقوقي ويشارك في بواكير الثورة مستمراً في موقفه حتى ساعة وفاته، فقدت الثورة السورية واحداً من القلة النادرة من ممثليها الشرفاء، رحمك الله أبا أحمد، كنت نسيجاً وحدك.

رحمه الله تعالى رحمه واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

مصادر الترجمة:

١- معلومات من الأستاذ جهاد الأتاسي.

٢- معلومات من د. ربيع دبا.

٣- معلومات من أصدقائه في السجن محمود عاشور.

٤- موقع زمان الوصل.

٥- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1004