فضيلة الأستاذ الداعية إبراهيم منير أحمد مصطفى

fgfhgfdgh1005.jpg

( ١٩٣٧ - ٢٠٢٢م )

هو سياسي، وداعية إسلامي مصري، ونائب المرشد العام للشؤون الخارجية، والأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، ومؤسس منتدى الوحدة الإسلامية في لندن، الذي يعد من أبرز الدعاة في بلاد الغرب حيث قضى في لندن 40 سنة من عمره المبارك.

المولد، والنشأة:

ولد الأستاذ الداعية إبراهيم منير أحمد مصطفى في مدينة الجيزة التابعة للمنصورة في محافظة الغربية في جمهورية مصر العربية في 1 يونيو 1937م، ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين...

الدراسة، والتكوين:

:درس مراحل التعليم المختلفة في مدارس مصر، ثم دخل كلية الآداب في جامعة القاهرة حيث تخرج فيها عام 1952م.

الوظائف، والمسؤوليات:

عمل الأستاذ إبراهيم منير فترة في المؤسسة الزراعية في مصر قبل أن يعتقل عام 1965م.

جهاده مع الإخوان:

تعرف إبراهيم منير على جماعة الإخوان المسلمين في وقت مبكر من شبابه، وظل فيها حتى اعتقل بتهمة إحياء التنظيم مع سيد قطب عام 1965م، وقدم للمحاكمة الصورية، والتي حكمت عليه بالسجن لمدة 10 سنوات قضاها في السجن.

وكان عمره وقتئذ 28 عاماً.

وبعدما خرج من السجن قرر السفر إلى الكويت.

وبعد 5 سنوات من الهجرة حصل على اللجوء إلى بريطانيا حيث أسس عدداً من المراكز الإسلامية، مثل منتدى الوحدة الإسلامية في لندن.

كما أن نظام مبارك قدمه للمحاكمة في قضية التنظيم الدولى حملت رقم 284 حصر أمن دولة عليا عام 2009، وحكمت عليه بالسجن لمدة 5 سنوات.

   وفي 26 يوليو 2012م أصدر الرئيس المصري السابق محمد مرسي عفوا عاما عنه نُشر في الجريدة الرسمية العدد 30 لسنة 2012م.

وفي سبتمبر 2021، أحالت النيابة العامة بمصر كل من إبراهيم منير غيابياً، وعبدالمنعم أبو الفتوح والدكتور محمود عزت و23 متهما حضوريا في القضية رقم 1059 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ التجمع الخامس إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ.

حيث اتهمتهم سلطات الانقلاب العسكري في مصر بأنهم في غضون عام 1992 وحتى عام 2018 بداخل وخارج مصر، تولوا قيادة جماعة إرهابية تهدف إلى استخدام القوة والعنف والتهديد والترويع في الداخل بغرض الإخلال بالنظام العام.

وفي اجتماع مجلس الشورى العام يوم الخميس من شهر يناير عام 1995م تم انتخاب الأستاذ إبراهيم منير عضوا بمكتب الإرشاد عن الخارج.

كما اختير كأمين للتنظيم الدولي للإخوان، ومتحدث باسم الإخوان المسلمين بأوروبا، ومشرف عام على موقع رسالة الإخوان، قبل أن يتم اختياره قائما بأعمال المرشد العام بعد اعتقال الدكتور محمود عزت في أغسطس 2020م.

وإبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين - والقائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين (بالنيابة) بقي في المنصب من 28 أغسطس 2020 – حتى 13 أكتوبر 2021م.

يعيش إبراهيم منير في لندن، وهو أحد مؤسسي منتدى الوحدة الإسلامية بلندن.

تبعات قضائية:

في سبتمبر 2021م، أحالت النيابة العامة بمصر كل من إبراهيم منير غيابياً، ود. عبد المنعم أبو الفتوح و24 متهماً حضورياً في القضية رقم 1059 لسنة 2021م التجمع الخامس إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ.

من أقواله :

صرح القائم بأعمال المرشد العام إبراهيم منير: نرفض العنف تماماً، وهو خارج فكر جماعة الإخوان المسلمين.

أكد الأستاذ "إبراهيم منير" نائب المرشد العام لـ "الإخوان المسلمون" والقائم بالأعمال، على رفض الجماعة للعنف، لأنه خارج عن فكرها.

وقال نائب المرشد خلال حوار مع وكالة "رويترز"، أن التنافس على السلطة من خلال صناديق الاقتراع، أمر لا تستطيع الجماعة القيام به بشكل مباشر بينما لا تزال محظورة.

وأكد "منير" أن الحوار السياسي الذي أطلقه النظام، لا يمكن أن يحقق نتائج إذا تم استبعاد الإخوان أو غيرهم منه.

كما تطرق "منير" إلى ما تعرضت له الجماعة، مشيراً إلى أنها مرت بأوقات عصيبة من قبل ولكن بالتأكيد هذه المرة أقسى من كل المحن الماضية التي شهدتها منذ تأسيسها قبل 90 عاما.

وأضاف "القائم العام"، أن بعض التقديرات تشير إلى أن عدد المعتقلين داخل السجون حوالي 60,000، إضافة لمصادرة أموال الكثيرين منهم.

وتعليقا على طلب تركيا مغادرة قنوات تابعة للإخوان، أكد "منير" أن الجماعة لم تتعرض حتى الآن لضغوط من أنقرة، مضيفاً: حتى الآن لا نرى ذلك ولا نشعر به، وأيضاً من حق الدولة التركية أن تفعل أي شيء يحقق أمنها وسلامة شعبها.

نائب مرشد الإخوان في حوار مع الجزيرة نت: لن نعقد صفقة مع السيسي وننتظر سقوطه:

أكد إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة لن تعقد صفقة مهما كانت مع نظام السيسي في مصر، مشيرا إلى أن انتظار الجماعة لأحداث تسقط النظام أمر طبيعي.

نائب مرشد الإخوان في حوار مع الجزيرة نت: لن نعقد صفقة مع السيسي وننتظر سقوطه

إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر

إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين (الجزيرة)

25/8/2020

لن نعقد صفقة مع النظام وننتظر سقوطه ونهايته ستأتي في الموعد الذي قدره الله.

يكفي الجماعة أن الجميع ما زال منشغلا بها ومتتبعا لأخبارها.

من حق الجماعة ألا تقول "متى وأين وكيف" أجرت آخر انتخاباتها الداخلية.

شباب الإخوان وشيوخهم بالسجون هم أصحاب الحق في تقييم مواقفهم.

اسألوا الدولة عن سد النهضة وليس جماعة مطارَدة.

طالب الأطباءُ السجناءُ بمواجهة كورونا فرُفض طلبهم ونحن دشنا لجنة من الخارج.

دولة قطر المسلمة الشقيقة تم الغدر بها في يوم رمضاني وحصارها.

النوافذ كلها مفتوحة بين السعودية وإسرائيل.

قال إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إن الجماعة لا تزال بخير وبابها مفتوح لمن يريد العودة إليها، مُقرا بوجود "بعض المشاكل" لدى أبناء الجماعة في الخارج يتم الاجتهاد في حلها، مؤكدا "لسنا مجتمع ملائكة".

وشدد منير -في حوار خاص مع الجزيرة نت أجراه الزميل أحمد رمضان- على أنه من حق الجماعة ألا تقول "متى وأين وكيف" أجرت آخر انتخاباتها الداخلية، دون أن يحسم حدوثها من عدمه.

وأكد أن الجماعة لن تعقد صفقة مهما كانت مع نظام الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن انتظار الجماعة وقوع أحداث ما تساعد في إسقاط النظام هو أمر طبيعي.

وفيما يلي نص الحوار:

سرت أنباء بأن الإخوان ينتظرون نتائج خمسة ملفات كبرى هي الانتخابات الأميركية والمصالحة الخليجية والأزمة الليبية وسد النهضة وتداعيات كورونا ويعولون على أنها ستؤدي لإضعاف النظام وإذا لم يحدث ستقدمون ساعتها على محاولة عقد صفقة مع النظام، فما حقيقة ذلك؟

ابتداءً فموضوع عقد صفقة مع النظام هو أمر لن يناله منا إن شاء الله.

أما انتظارنا للأحداث التي أشرت إليها فهو أمر طبيعي لأي تدافع في الدنيا وهو سُنة ربانية ولا يعيبنا ولا يعيب أي قوة (دولة كانت أو جماعة أو حزبا) العمل على انتهازها والقرآن يقول في سورة البقرة بقصة طالوت الذي هزم جالوت (.. وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) "من الآية 251".

ولا يعني ذلك أننا خاملون بل نسعى بقدر ما نستطيع لنيل الغلبة، وقد بدت لنا بشارات الآية والتي تؤكد أن كل ما ذكره السؤال من ملفات قد أحاطت بعنق الانقلاب لتأخذ به إلى نهايته، وعلى يد من يختاره الله سبحانه وتعالى، ونسأله جل في علاه ألا يستبدل بنا غيرنا.

لكن البعض يرى أن نظام السيسي يوطّد أركانه وقد تجاوز ملف الإخوان بالكلية ولن يكون معنيا بالمصالحة معكم حتى لو أردتم لأن من الأفضل له استخدامكم كعدو أو مصدر للتفزيع والتبرير، هل بحثتم هذه الفرضية؟

أعتبر مع الاعتذار أن هذا السؤال قد فات زمانه، فالأحداث خلال الشهور الأخيرة فقط تؤكد أن الانقلاب قد انتهت وظيفته في المنطقة، ولم يعد له ضرورة بعد ما قدم ما كان مطلوبا منه، وهو يقف الآن على أطلال ما أحدثه من خراب في مصر، وعدد الأجهزة الأمنية المتنافسة والتي تراكمت فوق بعضها بعضا يؤكد وهْم توطيد أركان حكمه أما النهاية فستأتي في الموعد الذي قدره الله سبحانه وتعالى من الأزل.

ما تقييم الجماعة لانكسارها التاريخي في صيف 2013، عقب الإطاحة بالدكتور محمد مرسي مرشحها الرئاسي الفائز بكرسي الحكم قبل عام، وهل لا تزال الجماعة بخير؟

مع تقديري لمبادرتكم بتوجيه هذه الأسئلة فإني أرجو أن يتسع صدركم وصدر القراء الكرام لملاحظة تجول في صدري، وأعتقد أنها كذلك في صدور الكثيرين من داخل الجماعة وخارجها.

تصوري أن هدف هذه الأسئلة التي تتكرر كثيرا منكم ومن غيركم هو لتركيز تعبير انكسار أو فشل الجماعة أمام ما حدث في 2013، وكأن مصر لم يكن فيها غير الإخوان المسلمين والانقلابيين المدعومين من قوى إقليمية وعالمية، وأنها كانت معركة خرجت منها الجماعة ليقال عنها إنها المنكسرة أو الفاشلة أو المنهزمة حسب ما يتم توجيهه إلى الجماعة حول هذا الحدث، الذي كان موجها لمصر كلها والإخوان فصيل من شعبها.

الانقلاب لم يكن على شخص الرئيس الشهيد وحده، بل على كل من انتخبه بمن فيهم الإخوان، ولا مجال الآن لسرد الأحداث والإشارة لمن كان يقف مع الانقلاب، أو من تخلى عن التجربة الديمقراطية لأنها أتت بما لا تشتهيه أهواؤهم. أما الجماعة وبمقاييسها والتي لا يستطيع البعض استيعابها على وضوحها فهي بخير والحمد لله، ويكفي أن الجميع ما زال منشغلا بها ومتتبعا لأخبارها.

مؤسس الجماعة حسن البنا عندما حدثت الأزمة الكبرى في الأربعينيات تمنى لو عاد للمأثورات، هل ستتمنى الجماعة الفصل بين السياسي والدعوي نهائيا كما فعلت أذرع لها في دول عربية مثل النهضة في تونس؟

سؤال يؤكد مرة أخرى ما ذهبت إليه شخصيا عن ما قد تريد بعض الأسئلة تأكيده دون قراءة حقيقية للتاريخ.

لا ننكر ما ورد على لسان أحد قادتنا الكرام الأستاذ الدكتور فريد عبد الخالق (عليه رحمة الله) عن حديث للإمام الشهيد حسن البنا عند أزمة 1948 أنه قال هذه الجملة.

والحقيقة التي يتجاهلها البعض ويتغافلون عنها عمدا عندما يكتبون عن تاريخ الإمام أنه كان عاطفيا جدا تجاه إخوانه خصوصا من يصيبه أي ضرر بسبب عمله في الدعوة، ففي أواخر عام 1945 تم اعتقال أربعة إخوة وتقديمهم للمحاكمة طبقًا لقانون طوارئ كان معلنا في ذلك الوقت واستنفر الإمام كل قواه لتبرئتهم والإفراج عنهم، ونقل بعض إخواننا المرافقين له أنه كان يبكي بكاءً شديدا خوفا عليهم.

وهو ما كان يفعله أيضا في أزمة 1948 عندما فوجئ بخروج بعض الأفراد عن تعليمات الجماعة، وعندما وجد إصرارا من نظام الحكم، وطبقا لقانون طوارئ (أيضًا) على الاستمرار في تعسفه وتجاوزاته في حق الجماعة، فقال ما قاله كزفرة ألم لما يحدث لإخوانه.

والحقيقة أنه لم يقصد ما قاله فعلا ولو كانت هذه قناعته لأعلنها صراحةً للدنيا كلها وأنهى معركته مع النظام ولقام بتنفيذه أو أوصى به الشاهد وهو ما لم يحدث، وإعادة تكرار السؤال يراد منه القول إن الإمام البنا عاد عن رؤيته للإسلام بأنه نظام شامل، وأن الجماعة من بعده خالفت ما انتهى إليه.

ناديتم أكثر من مرة بِلَمّ شمل الجماعة.. ما مستجدات هذا النداء، وما مسؤولية القيادات وأنت منهم عن تأخر معالجة هذا الانقسام؟

ما الجديد في الأمر حتى يأتي هذا السؤال الذي يريد أن يؤكد بغير حق على أن هناك انقساما، نعم هناك بعض الإخوة الذين غادروا الصف بمغادرتهم لفكر الجماعة وسياستها باجتهاد مخالف بعد أحداث 2013، وهو أمر يحدث لكل الأحزاب والجماعات، وحدث في عهد الإمام البنا.

وفي أحداث 1954 وفتنة الانقلاب العسكري التي انخدع لها البعض ومنهم قيادات كانت ملء السمع والبصر رفضوا سياسة الجماعة تجاه الانقلاب العسكري وبلغ تجاوز بعضهم حدا غير مقبول وصل إلى محاولة السيطرة على المركز العام والهجوم على منزل الأستاذ المرشد حسن الهضيبي (عليه رحمة الله).

وما حرص الكثيرون على إخفائه هو أن سلوك هؤلاء الإخوة الذي شق الجماعة كان من الأسباب الرئيسية التي مكّنت الضباط من حكم مصر ليجري بعدها ما حدث من خراب على أيديهم، وبقيت قيادات الجماعة وأفرادها خلف قضبان السجون، والمنافي وتحت الأرض لمدة 20 عاما صفا واحدا.

وقد عاد بعد ذلك البعض ممن خرج عن الصف عزيزا كريما بعد أن تبينت له الحقائق فليس بين الجماعة وبين من خالفها صراع على دنيا، فأمانات الجماعة في مثل هذه المواقف هي التي يتم تقديمها على الجميع وأيضا فلا يمكن تجاوز التاريخ مرة أخرى والقرآن الكريم يأمرنا بالأمر الرباني كما جاء في سورة الأنفال (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) "الآية 46".

النداء ما زال قائما وقلوبنا وعقولنا مفتوحة ومرحبا بمن يطرق باب الجماعة، مع اعتراضي على تعبير (لَمّ الشمل) الذي يوحي بوجود صورة غير صحيحة عن صفها القائم.

متى تمت آخر انتخابات داخل الجماعة، وهل لديكم نية لتكرار تلك التجربة رغم الظروف الراهنة؟

فيما يتعلق بعمل الجماعة الداخلي رغم الظروف الراهنة التي يعلم الجميع أن إجرام النظام العسكري لا يتقى في معارِض إلاًّ ولا ذمة وليس الإخوان فقط، فالجماعة بفضل الله سبحانه وتعالى حية تواصل حركتها الداخلية، ومن حقنا ألا نقول متى وأين وكيف.

الآلاف من أبناء الجماعة معتقلون منذ سنوات، ماذا فعلت وتفعل الجماعة لمساعدتهم خصوصا الشباب منهم ولدعم أسرهم، وهل تضيق الجماعة بمن يبدي استعدادا لبعض التنازل أو التراجع من أجل الخروج من السجن؟

بعد استبعاد اللجوء إلى العنف الذي ليس هو نهج الجماعة سياسيا وشرعيا حسب اجتهادها وما رأت فيه الخير بتجاربها، فقد واصلت بعد اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى فضح النظام واستمرار الضغط عليه إقليميا وعالميا حتى لا ينال أي صفة شرعية، وهو ما يزعجه وأنفق في سبيله الكثير فهو حتى الآن يلاحقه مسمى الانقلاب العسكري، وعن المساعدات فهي بما يجريه الله سبحانه وتعالى.

وفي سجون الانقلاب العسكري التي ازدحمت بشباب الإخوان وشيوخهم فهم أصحاب الحق في تقييم مواقفهم، وممكن أن تجد الإجابة واضحة بمعانيها في استشهاد الرئيس محمد مرسي عليه رحمة الله.

وماذا عن آلاف من أبناء الجماعة في الخارج خصوصا من ضاقوا بتصرف القيادات الحالية، هل تدعمهم الجماعة أو تخلت عنهم؟

تعبير الآلاف تجاوز كبير في نسبة من يقال إنهم ضاقوا خصوصا أن المحنة طالت الجميع وإن بدرجات، بسبب الأحوال الاجتماعية والمهنية وغيرهما، والقيادات المباشرة للعمل ليست بعيدة عن تبعات المحنة، ويخضع وجودها لاختيارات إخوانهم، قد تحدث بعض الأخطاء أو بعض تجاوزات ولم ولن يحدث تخلٍّ عن أي أخ ملتزم في الصف، واللوائح الموجودة حتى الآن إضافة إلى الالتزام بحق الإخوة قادرة بإذن الله أن تعطي كل ذي حق حقه، وحتى لا نحاسب أمام الله سبحانه وتعالى فقد تكون هناك بعض المشاكل التي يطول أمد حلها فنجتهد في الحل (قاربوا وسددوا) ولسنا مجتمع ملائكة.

يعتقد مراقبون أنه مع المستقبل والضغوط قد تتآكل الجماعة تنظيميا، فهل تعتقدون في صحة ذلك؟

لن يحدث إن شاء الله فالجماعة فكر تحمله قلوب مؤمنة والتاريخ خير شاهد على ذلك بفضل الله وحده.

أزمات عديدة مرت بالجماعة في تاريخها وعادت الجماعة قوية، هل تتوقع أن يتكرر ذلك أو أن التاريخ لا يتكرر بالضرورة؟

تعبير أن التاريخ لا يتكرر بالضرورة قد لا يكون صحيحا في حالات كثيرة، وبالنسبة للدعوة إلى الله وطلب الحق فبالتأكيد هو غير صحيح والقرآن الكريم وسير الأنبياء والمصلحين يؤكد على ذلك.

وفي الـ 90 عاما الماضية عاشت الجماعة في مصر، وغيرها في ظل أحكام طوارئ لمدة 70 عاما منها على الأقل، جرت خلالها عمليات قتل ومشانق لقيادات ورموز، وسجون لجماهير الجماعة وكلها بغير حق، وفي جميعها كان المجرم الفاعل يتصور أنه قد قضى على الجماعة، والتاريخ يشهد أن الجماعة بقيت والآخرون ذهبوا.

ولتطرح أي وسيلة إعلامية سؤالا للناس تسألهم عن اسم من دبر مقتل الإمام الشهيد حسن البنا، أو عن من فعل مثلها مع الشهيد سيد قطب؟

هل الجماعة بصدد اتفاق مع القوى السياسية المعارضة للتعامل مع المتغيرات الحالية، وهل الأمر يبدو سهلا أو أن الخلافات أكبر؟

نعم.. ومع العزم وشفافية الحوار سيكون الأمر سهلا بإذن الله، فالجميع يسعى إلى إنقاذ مصر وشعبها بكل طوائفه من الكارثة التي حلت بها، وبهذه النيات فلن يكون هناك مجال للخلافات.

ما ردكم على معارضة الداخل التي تعتبر الإخوان سبب كل أزمة، وأن عدم الارتباط السياسي بهم أفضل لمصر ولأحزابها؟

لو صح الحديث أن هناك معارضة وطنية في الداخل فأهلا وسهلا بها، وقبل أي تجاوب مع السؤال فقد مرت سبع سنوات والجماعة بعيدة تماما عن الساحة، ومع إضافة السنة التي كان فيها الدكتور الشهيد محمد مرسي رئيسا للجمهورية وأعطت للجميع فرصة للتدريب على المعارضة الملتزمة وغير الملتزمة، فمن حق أي مصري منصف وليس الإخوان فقط أن يسأل عن محل هذا السؤال من الإعراب!

وهل ستظل الجماعة وبعد غيابها هذه السنوات كما يقال هي الشماعة التي يتم تعليق السلبيات عليها؟

قليل من العدل والإنصاف قد يكون بداية الطريق للعمل الجاد، وهذه هي الإجابة.

ما الذي يمكن أن تقدمه الجماعة من تنازلات للقوى السياسية كي يحدث توافق.. يتحدث البعض عن اعترافات واعتذارات فهل بإمكانكم القيام بذلك؟

في هذه اللحظات وبعد أن كادت مصر تختفي من ساحة التاريخ والجغرافيا فمثل هذا السؤال، مع إحسان النية، يلقي جمرة نار وسط المخلصين لمصر، فمن يعتذر لمن؟!

وهل نحن في فسحة لنبش دفاتر الفترة الماضية؟ فالغرق الذي وقعت فيه مصر لا وقت معه لجدالات.

هناك أحاديث كثيرة عن تراجع المعارضة المصرية في الخارج، وانشغال قادتها بقضايا معيشية وشخصية، فضلا عن شائعات توتر مع الدول التي تستضيفها، فما تعليقكم على ذلك؟

لم أفهم المقصود بتراجع المعارضة وهل يعني أنها قد تخلت عن واجباتها فهذا لم يحدث، وإن كان القصد أن يخفض صوتها في بعض الأحيان فهذا أمر طبيعي وبشري لأنه محكوم بالأحداث السياسية وظروف الساحات التي تعمل عليها.

والحديث عن انشغال القيادات بقضايا معيشية وشخصية فهو كلام لا يستحق الرد عليه ويأتي غالبا ممن لا يدققون فيما يسمعونه أو من يأخذ بالظنون ليحولها إلى حقائق وينزع عن من يختلف معه بشريته.

والمقياس الذي يجب أن يقاس عليه الناس هو جهدهم بالنسبة للقضية التي يعمل عليها الجميع.

ومن فضل الله سبحانه وتعالى فلا أشعر بذلك، ومع احترام المعارضين المصريين لواجبات الضيافة، فلا يوجد ما يمكن أن يقال عنه إنه سبب أي توتر.

ما رؤية الجماعة لدعم الكيانات المعارضة في كيان واحد، وخصوصا موقفها من الدعوة التي أطلقها الدكتور أيمن نور مؤخرا؟

ما أعلنته الجماعة من سنوات وقبل الانقلاب العسكري هو أن الجماعة لن تتقدم عن الشعب ولن تتأخر عنه، والأهداف الوطنية لا تتجزأ، وتاريخ العمل الوطني شاهد على ذلك وهذا يكفي.

ينتقد البعض مبادرات الجماعة ومنها ما يتعلق بالتنسيق أو التقارب مع فصائل المعارضة الأخرى ويرى أنها دائما ما تفتقد للخيال السياسي وأن جميع مبادراتها "باردة وفي قالب واحد"، ينتظر منكم الناس ما يحرك المياه الراكدة ويقلب الأوضاع ويغير المشهد، فهل أنتم قادرون على ذلك؟

هل بعد تاريخ الجماعة الوطني الطويل والذي دفعت في بعضه بدمائها وأموالها وبمثل ما حدث في رابعة والنهضة وسائر الساحات، وفي البعض الآخر مشاركات ومساهمات دون تصدر وطلب أجر عملها، ثم يقال بعد ذلك إن مبادراتها باردة!

وهذا ما يجعلنا مرةً أخرى نعود إلى توقعاتنا لأهداف بعض الأسئلة التي تريد وبطريق غير مباشر تأصيل اتهامات ورؤى غير صحيحة عن الجماعة.

نعلم أن الجميع ينظر إلى أن مشاركة الجماعة في أي عمل مخلص للوطن أمر ضروري، وتعتبره الجماعة واجبا لا تتأخر عنه، ومن عنده ما يراه بالتحديد نافعًا للعمل الوطني وليس عند الجماعة فليطرحه على الجميع وأهلاً وسهلاً به.

ماذا فعلت الجماعة في مواجهة أزمات كبيرة صادفتها وتصادفها مصر مثل كورونا وسد النهضة؟

من المفترض أن يوجه سؤال سد النهضة لدولة وليس لجماعة مطارَدة، ورحم الله الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي تصدى لهذا المشروع وبتعبير حازم عندما ساوى بين نقطة الماء ونقطة الدم، ولعل من حقه ومن حق الشعب المصري أن يتم التذكير بمن قام بالتفريط في حقوق مصر.

وبالنسبة لموضوع كورونا فقد وجّه الإخوة الأطباء داخل السجون بيانًا طالبوا فيه بالمشاركة مع زملائهم الأطباء في المستشفيات الحكومية لمعالجة المرضى مع تعهد بعودة من ينجيه الله من المرض إلى السجن مرة أخرى، وقوبل هذا النداء بالرفض.

وفي الخارج شكّلت الجماعة فريق عمل من خيرة أطبائها للمساعدة الإرشادية المهنية للشعب المصري خاصةً بجائحة كورونا عن طريق قناة وطن التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وهذه هي المساحة التي استطاع الإخوة الأطباء العمل عن طريقها.

فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، ما رأيكم في الاتفاق الذي وقّعته الإمارات مع إسرائيل، وهل تتوقع أن تُقدم السعودية على إعلان التطبيع مع اسرائيل؟

في ظل العلاقات السرية التي استمرت سنوات والتفريط في المقدسات وبعد الغدر المفاجئ بدولة قطر المسلمة الشقيقة في يوم رمضاني وحصارها لإجبارها على التسليم لها ودفعها إلى الرضوخ، دون مراعاة لصيام الناس وحاجاتهم، وبعد المؤامرات التي تم تمويلها للهجوم على بعض الشعوب وإسالة دماء الأبرياء فيها، فإن الإعلان عن هذه العلاقة وتحت أي مسمى مثل التطبيع لن يعطيها الشرعية.

أما عن أن تُقدِم المملكة العربية السعودية على إعلان التطبيع، فالنوافذ كلها مفتوحة ولله سبحانه وتعالى الأمر من قبل ومن بعد.

نائب مرشد الإخوان: قطر ظلمت باتهامها بدعم الإخوان وقبولنا الاعتراف بالسيسي خيانة لمصر.

قال إبراهيم منير نائب المرشد العام للإخوان المسلمين إن قطر ظلمت عندما حاصرتها أربع دول بتهمة دعمها للإخوان، وشدد أن قبول الإخوان الاعتراف بالسيسي يعني خيانة لمصر.

إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

إبراهيم منير كان أمينا للتنظيم الدولي ومتحدثا باسم الإخوان في أوروبا (الجزيرة):

15/9/2020

بتوليه منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان المسلمين، صار إبراهيم منير، المقيم في لندن، أول من يدير شؤون أكبر جماعة إصلاحية معارضة من خارج مصر منذ تأسيسها عام 1928.

وكان طلعت فهمي المتحدث باسم الإخوان المسلمين بمصر أعلن أمس الاثنين أن منير نائب المرشد العام للجماعة، البالغ 83 عاما، صار المسؤول الأول بالجماعة والقائم بأعمال المرشد.

وفي 28 أغسطس/آب الماضي، أقرت الجماعة باعتقال محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن أعمالها تسير بانتظام، دون أن تعلن اسم خليفته، وذلك عقب ساعات من إعلان الداخلية المصرية اعتقاله في شقة بحي التجمع الخامس شرقي القاهرة.

وكان عزت تولي المسؤولية من داخل مصر -حسب لوائح الجماعة- في أغسطس/آب 2013، عقب القبض على المرشد محمد بديع، بعد أيام من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة الكبرى.

واستبق منير، الإعلان الرسمي عن توليه مهمة القيادة، بإصدار بيان أعلن خلاله بدء مرحلة جديدة في عمل الإخوان المسلمين، قال فيه: بعد الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، وأخذ المشورة، فقد تم ترتيب عمل الجماعة بما يكافئ متطلبات المرحلة القادمة.

نهج تصالحي

وحرص القائم بأعمال المرشد في بيانه على مخاطبة قواعد الجماعة، التي تعيش أعتى أزماتها منذ التأسيس، داعيا إياها إلى التماسك ووحدة الصف، في مؤشر على نهج تصالحي يرمي إلى رأب الصدوع في صفوف الجماعة، وعزمه اتخاذ بعض الإجراءات العملية بهذا الصدد.

وبهذا المنصب يعد منير أول من يدير جماعة الإخوان الأم من خارج بلد النشأة، إذ نفى المتحدث باسم الإخوان المسلمين أن تكون في لائحة الجماعة ما يمنع أن يكون القائم بأعمال المرشد من خارج مصر.

وطبقًا للائحة الإخوان، يتولى المرشد العام عددًا من المهام، إذ يُعد المسؤول الأول عن الجماعة، ويقوم بالإشراف على كل الإدارات وتوجيهها، ومراقبة القائمين على التنفيذ ومحاسبتهم على كل تقصير وفقا لنظام الجماعة.

ويأتي بيان منير، لينفى ما تواتر من أحاديث معارِضة للإخوان قبل أسابيع عن وجود انشقاقات بين قيادات الجماعة عقب توقيف عزت، ويؤكد ما ذكره مراقبون من أن شخصية منير التصالحية قادرة على رأب أي صدع محتمل فضلا عن ميزة حرية الحركة لكونه خارج مصر.

ملاحقات متكررة

القائم بأعمال مرشد الإخوان الجديد من مواليد عام 1937، تخرج في جامعة القاهرة عام 1952، وهو عضو مكتب الإرشاد، وأمين التنظيم الدولي للجماعة، والمتحدث باسم الإخوان المسلمين في أوروبا، ويقيم منذ سنوات في العاصمة البريطانية.

وكان لمنير سجل مبكر في الملاحقات بمصر، ففي عام 1955 حكم عليه بالسجن 5 سنوات عندما كان في عمر 18 عاما.

وعام 1965، أُلقي القبض عليه مرة أخرى، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات في قضية عرفت إعلاميا باسم إحياء التنظيم.

وكان الراحل محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا بمصر وأول رئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، قد أصدر عفوا على منير وآخرين عام 2012.

وعلى مدى عقود، عُرف منير بأنه شخصية هادئة قادرة على الإصغاء ولا تميل للمعارك والمناكفات، فضلا عن ملامح جادة وصوت خفيض، قللا بدورهما مساحات الجدل والتجاذبات حوله.

وفي تصريحات الشهر الماضي، قال منير، بهذا الصدد، إن جماعة الإخوان لا تزال بخير وبابها مفتوح لمن يريد العودة إليها، مُقرا بوجود بعض المشاكل لدى أبنائها بالخارج يتم الاجتهاد في حلها، مؤكدا "لسنا مجتمع ملائكة".

وكان منير أحد أكبر دعائم الإخوان المسلمين على الساحة الدولية بعد سنوات القيود والملاحقات الأمنية منذ عام 2013، إذ ظهر في أكثر من مقر غربي رسمي مدافعا وعارضا وجهة نظر الجماعة وتمسكها بالسلمية.

وكان أحد أبرز هذه المواقف في مجلس العموم البريطاني، قبل عامين، الذي نظم ندوة عن فكر الجماعة، حيث كان منير يجيب عن أسئلة خمسة من أعضاء مجلس اللوردات، وعدد من الباحثين والسياسيين العرب والأجانب الذين شاركوا بالندوة.

وككل قيادات الإخوان، لا يزال القائم بأعمال المرشد (الجديد) متمسكا برفض الاعتراف بالرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي -الذي قاد وهو وزير للدفاع في يوليو/تموز 2013- انقلابا عسكريا أطاح بالرئيس المنتخب، وقد أكد منير في أكثر من تصريح أن الجماعة لن تعقد صفقة معه مهما حصل، لا سيما بعد أن ألقى الأخير خطاب عزل مرسي صيف 2013.

يُذكر أن السلطات المصرية تعتبر الإخوان جماعة محظورة منذ أواخر 2013، دون استجابة من الطرفين لمبادرات دولية ومحلية لحل الأزمة.

وأسفرت حملة السلطة ضد جماعة الإخوان عن سجن الآلاف منهم، ومن بينهم معظم القيادات البارزة، فضلا عن اضطرار آلاف آخرين لمغادرة البلاد خشية الملاحقات الأمنية.

حباته الأسرية:

وهو متزوج من سيدة فاضلة صابرة محتسبة صبرت على محنة زوجها، واعتقاله وغربته، وله منها عدد من الأولاد.

وفاته:

توفي فضيلة الأستاذ الداعية إبراهيم منير أحمد مصطفى في لندن بسبب أزمة صحية ألمت به منذ أيام في يوم الجمعة ٢١ تشرين الأول عام ٢٠٢٢م، عن عمر ناهز 85 سنة قضاه في الدعوة والجهاد، والتضحية والبذل والعطاء.

رحمه الله تعالى رحمه واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

أصداء الرحيل:

إبراهيم منير أحمد مصطفى أحد نواب المرشد العام في ذمة الله:

جماعة الإخوان المسلمين تنعي نائب المرشد العام والقائم بالأعمال الأستاذ إبراهيم منير

الجمعة 04 نوفمبر 2022

إنا لله وإنا إليه راجعون

اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا الخير فيها وأنزل صبرك على أهله وأحبابه وإخوانه وتلامذته.

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره يملأها الحزن والأسى، تنعي جماعة الإخوان المسلمين للأمة الإسلامية الأستاذ إبراهيم منير نائب المرشد العام والقائم بعمله.

من أبرز رجالات الدعوة، وأحد أعلام جماعة الإخوان المسلمين.

نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه وأن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

الجمعة 10 ربيع ثان 1444 هـ؛ الموافق 4 نوفمبر 2022 م.

وفاة القائم بأعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير:

وتحدثت قناة (الجزيرة) في يوم الجمعة 4 / 11 / 2022م.

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الجمعة، وفاة نائب مرشدها العام والقائم بأعماله إبراهيم منير عن عمر ناهز 85 عامًا.

ونعت الجماعة منير في بيان على موقعها الإلكتروني، واصفة إياه بأنه “من أبرز رجالات الدعوة، وأحد أعلام جماعة الإخوان المسلمين”.

وتولى منير قيادة الجماعة بالإنابة منذ عامين، لأن المرشد العام مسجون منذ أن فقدت الجماعة السلطة عام 2013، وقد اعتُقل نائبه الأول محمود عزت عام 2020.

وتعرض منير للسجن مرتين بمصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وعاش في العاصمة البريطانية لندن خلال السنوات الأربعين الماضية.

وفي يوليو/تموز الماضي، قال إبراهيم منير إن جماعة الإخوان لن تخوض صراعا جديدا على السلطة بعد الإطاحة بها من الحكم قبل 9 أعوام، مستبعدا أن تعود الجماعة إلى التنافس على السلطة من خلال صناديق الاقتراع.

   وقال إن جماعة الإخوان المسلمين مرت بأوقات عصيبة من قبل، ولكن هذه المرة أقسى من كل المحن التي شهدتها منذ تأسيسها قبل ما يربو على 90 عاماً.

وأقر منير بأن الجماعة عانت انقسامات داخلية حول كيفية التعامل مع الأزمة، وأوضح أن اختيار مرشد جديد سيتم “عندما يستقر الوضع”.

   وكانت جماعة الإخوان قد فازت بأول انتخابات رئاسية حرة في مصر عام 2012، لكن الجيش أطاح بها بعد عام من توليها السلطة، وذلك في أعقاب احتجاجات على حكمها.

   وهي تواجه منذ ذلك الحين حملة قمع قاسية، ويقبع كثيرون من قادتها وآلاف من أنصارها في السجون والمنافي. كما تعاني من انقسام، تمثل طرفه الثاني جبهة يقودها محمود حسين.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

جماعة الإخوان المسلمين في سورية تنعى فضيلة الأستاذ "إبراهيم منير"

#إخوان_سورية

بسم الله الرحمن الرحيم

"منَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا"..

تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية للأمة الإسلامية فضيلة الأستاذ "إبراهيم منير" القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والذي توفاه الله صباح اليوم الجمعة في لندن عن عمر ناهز ٨٥ عاماً..

الأستاذ إبراهيم منير أحد أعلام الحركة الإسلامية، وأحد قادتها البارزين، ومن رجالات الدعوة المميزين، له تاريخ دعوي حافل، وابتلاه الله بالسجن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فكان من الصابرين المحتسبين..

خالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة وإخوانه وتلامذته ومحبيه..

نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

٤ تشرين الثاني ٢٠٢٢م

الاتحاد يعزي في وفاة الأستاذ إبراهيم منير نائب المرشد العام والقائم بالأعمال جماعة الإخوان المسلمين في مصر "85 عاما"

قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) سورة الفجر 27-30.

فقد تلقينا بقلوب مؤمنة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة الأستاذ إبراهيم منير نائب المرشد العام والقائم بالأعمال بجماعة الإخوان المسلمين في مصر عن عمر ناهز 85 عاما.

الميلاد، والنشأة:

الأستاذ إبراهيم منير أحمد -رحمه الله، من مواليد 1 يونيو 1937م بمدينة المنصورة محافظة الدقهلية بمصر، وهو سياسي وداعية إسلامي، حيث تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1952م، وعمل فترة في المؤسسة الزراعية، كما حصل على ليسانس حقوق جامعة القاهرة عام1964 قبل أن يعتقل عام 1965م وعمل محاميا بعد تخرجه.

الأعمال، والمسؤوليات:

شغل الفقيد -رحمه الله، منصب القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والمتحدث باسم الإخوان المسلمين بأوروبا، والمشرف العام على موقع (رسالة الإخوان) حتى وفاته، وهو أحد مؤسسي منتدى الوحدة الإسلامية بلندن.

صفاته:

الفقيد رحمه الله، عُرف بالحق منذ صغره وأوذي في سبيله بالاعتقال والمطاردة والمحن وظل طيلة 85 عاما مجاهدا عاملا مبتغيا بذلك وجه ربه، وكما حمل رسالة الإسلام وقاد الحركة الإسلامية لفترات بوسطية واعتدال، ومن أبرز رجالات الدعوة، وأحد أعلام جماعة الإخوان المسلمين.

وقد فقدت الأمة الإسلامية مربياً وعالماً من علمائها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله، وذويه، ومحبيه، وزملاءه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب.. آمين

الخميس: 10 ربيع الثاني 1444هــ/ الموافق: 4 نوفمبر 2022م

أ . د علي القره داغي                           أ. د. حبيب سالم السقاف

الأمين العام                                         الرئيس

مشعل ناعيًا إبراهيم منير: كانت له باع طولى مع فلسطين والمقاومة:

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام

أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، خالد مشعل، أن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الراحل إبراهيم منير كان "شخصية فريدة، وله باع طولى مع فلسطين والمقاومة والقضية وحماس".

وقال مشعل في كلمة ألقاها عن بُعد، اليوم الاثنين، خلال عزاء الراحل منير، الذي أقيم في إسطنبول التركية:

"رحم الله فقيد الأمة وفلسطين وحماس، فقد كفى ووفى، ورحل بعد رحلة طويلة من العلم والعمل والدعوة والجهاد والتضحية".

وأشار إلى أن منير كان من أوائل من أسندوا حماس، وذللوا الصعاب أمامها وهي في بذورها الأولى، فكان من أصحاب الصفحات المبكرة في تأسيسها.

وتابع: "حين انتقل (منير) إلى لندن، وكان أمين سر مكتب الإرشاد (تابع للإخوان المسلمين) في الخارج، وفلسطين شغله، وقضيتها حاضرة على أجندته، ووضعها على رأس جدول أعماله دائمة في الصدارة".

ومضى يقول: "مكتب الإرشاد بادر، في ظل اشتعال انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية عام 2000)، إلى تأسيس (جهاز الإسناد)، وأوكلوا مسؤوليته للأستاذ إبراهيم منير، لثقتهم بكفاءته وأمانته وإخلاصه، وعمق مكانة فلسطين في قلبه ووجدانه".

واستدرك رئيس "حماس" في الخارج قائلاً: إن الإسناد الذي قدمه منير "لم يكن لحماس وحدها، بل لفصائل المقاومة والقضية والشعب الفلسطيني بأسره".

وأكد أن نائب مرشد الإخوان الراحل "كان يلتقي برموز الأمة وعلمائها ورجالاتها وممثلي المؤسسات المختلفة دوريًّا، ليخططوا كيفية دعم الانتفاضة والمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، ويوفروا الدعم المالي والإسناد السياسي والإعلامي لحماس".

واستطرد لافتًا إلى أن منير "حين أصبح نائبًا للمرشد العام، ثم قائمًا بأعماله، منح كل هذه الطاقة والتفويض لفلسطين وحماس".

وزاد: "وقف معنا في صدّنا لعدوانات الاحتلال، وفي المعارك التي شهدتها غزة لرفع حصارها، وفي قضية القدس والأقصى، وإسناد المقاومة، وفي كل المحطات التي احتجنا فيها للإسناد والدعم والرعاية".

وبيّن مشعل أنه عاش مع منير في الكويت، قائلاً: "أستطيع أن ألخص شخصيته في ثلاثٍ: الأولى أن هذا الرجل كتلة من الطيبة والإخلاص والدفء والخلق والتواضع والتبسط والعشرة الجميلة، والثانية أنه ثابت على المبدأ، والثالثة أنه معتدل الفكر والمزاج".

وتوفي إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، والأمين العام لتنظيمها الدولي، الجمعة، في لندن، الجمعة الماضي، عن عمر تجاوز 85 عامًا.

ومنير مصري مقيم في خارج بلاده، لا سيما في لندن، منذ ستينيات القرن الماضي، إثر قيود فرضها النظام آنذاك على الجماعة، وهو من مواليد مدينة المنصورة (شمالًا) عام 1937، وتولى منصب القائم بالأعمال في عام 2020، وسط كبرى أزمات الجماعة مع السلطات المصرية، والتي لم تنتهِ حتى الآن.

وفيما يلي نص كلمة القائد خالد مشعل:

أيها الأخوة الأحبة، يا أحباب الفقيد الكبير، يا أهله وذويه، يا إخوانه وشركاءه وتلاميذه وأقرباءه وأحبابه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أعظم الله أجركم، وشكر الله سعيكم، ورحم فقيدكم وفقيدنا وفقيد الأمة ومصر والإخوان وفقيد فلسطين وفقيد حماس، نسأل الله له الرحمة والمغفرة والدرجات العلا، وأن يجزيه عن كل ما ذكرنا خير الجزاء، فقد كفى ووفى، ورحل بعد رحلة طويلة من العلم والعمل والدعوة والجهاد والتضحية، فجزاه الله عنا كل خير.

إخواني الأحبة، قبل قليل أنهيت كلمتي هنا في الدوحة في مجلس عزاء الأستاذ الكبير إبراهيم منير، فحق لأبي أحمد أن تعقد له مجالس العزاء، لأنه قامة كبيرة، وقائد عظيم، وشخصية أحبها الجميع، وله في أعناقنا دين ووفاء، وقد وددت أن أكون بينكم، حتى أبث لكم عواطفي ومشاعري وقناعاتي أكثر من ألفاظي وكلماتي، لكن الحرّ تكفيه الإشارة، أقول لكم وأخاطب الحاضرين عندكم من كل قيادات الإخوان نائب فضيلة المرشد وكل الأساتذة الكرام الذين أوصلت لهم عزائي اليوم الأستاذ البحيري والأستاذ الزايط وكل الأحبة الكرام الذين نعلق عليهم الآمال أن يكملوا مسيرة أبي أحمد، حتى تصل الدعوة منتهاها، وحتى تتواصل هذه المسيرة نحو أهدافها العظيمة رفعة للأمة ورفعة لمصر ورفعة للإسلام والمسلمين وقضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين.

عشت مع أبي أحمد في الكويت منذ الثمانينيات، عرفته عن كثب لأربعة عقود، وأستطيع أن ألخص شخصيته في ثلاث كلمات، الكلمة الأولى، هذا الرجل كتلة من الطيبة والإخلاص والدفء والخلق والتواضع والتبسط والعشرة الجميلة، لا تكاد تعرف عمره كيف يخاطب زملاءه وأساتذته وتلاميذه بمنتهى الأخلاق الرفيعة السامية، فما أجمل أن تجلس معه حتى تأنس، وتسمع له وتستطيع أن تقول له كل شيء، وأن تأمن غضبه، فصبره كبير ومتسع، وهو سهل الانقياد لإخوانه، رغم جلالة قدره وموقعه الرفيع في الدعوة لعقود ماضية.

أما الكلمة الثانية في حق أبي أحمد، فهو الثبات على المبدأ، خمسة وثمانون عاماً لم يغير ولم يبدل، وما بدلوا تبديلا، نعم، "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"، والثبات ما أصعبه حين تمتد المسيرة، وحين يطول العمر، وحين تدّلهم الخضوب، وتزداد المحن والتحديات، ما أصعب الثبات حين يشرّد الإنسان، ويتنقل بين الأقطاب بعيداً عن وطنه يعاني ويكابد، ما أصعب الثبات حين تكون الحياة قاسية، ويصيبك الألم من القريب والبعيد على حد سواء، لكن أبا أحمد كان رابط الجأش ثابتاً لأنه تشرب الدعوة كما تشربها العظام من رجالاتها، تشربها من المرشدين العظام، البنا وخلفائه، وتشربها مع عملاق الفكر سيد قطب الذي عايشه، وكم حدثنا عنه في الأيام التي قضاها معه في السجن والمشفى، ومن مثل أبي أحمد من يصدق فيهم قول الله تعالى "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"، إذن، أصالة الدعوة، وعمق فهمها، والانتساب لها، والفخر بها، مع خاصية الثبات والاستمرارية، وعدم النكوص عنها مهما كانت الصعاب، إنه أبو أحمد بشخصيته المتميزة.

أما الكلمة الثالثة، فأبو أحمد الأستاذ إبراهيم منير، معتدل الفكر والمزاج، هكذا فطره الله تعالى، وكانت جبلّته من ربه، اعتدال في المزاج والموقف والمشاعر، لا ينقم على أحد، ولا يثأر لشخصه، معتدل المزاج تجاه مناوئيه ومخالفيه في المنطقة والساحة، وحتى من داخل الصف كان دائما قريبا من الناس، لا ينتقم منهم، سهل المنال، يستطيع الناس أن يقولوا ما يشاؤون أمامه مع أمنهم من رد فعله، شكّل القيادة الأبوية الحانية التي تصبر على إخوانها، هذا المزاج المعتدل طبقه في كل محطات حياته نحو بلده ووطنه مصر العظيمة، ونحو دعوته والأمة والمنطقة، امتلك الشجاعة والمبدئية أن يقول لا، وأن يقول نعم، حين يلزم، والتضحية من أجل الموقف، وحريصاً على بلده وأمته وأمنها.

الأستاذ إبراهيم منير، هذه الشخصية المتميزة المحبوبة التي جعلها الله قريبة سهلة، محبوباً بين إخوانه، ولعلها بشارة خير كتبت له في حياته، وفي لحظات وفاته، خاصة وأن الله أكرمه بصيام الخميس، وودع إخوانه في لحظاته الأخيرة، صابراً محتسباً ثابتاً، فجزاه الله عنا كل خير.

هذه الشخصية الفريدة التي أفاضت على دعوتها وإخوانها ووطنها وأمتها كان له باع طويل مع فلسطين والمقاومة والقضية وحماس.

أذكر له أربع محطات:

أولاها في الكويت، وهو بجانب المرشد الأسبق الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله، نائب المرشد العام، وكانت حماس تتشكل في رحم الغيث في بذورها الأولى، وتبحث عن قيادة أبوية ترعاها وتسقيها، وتذلل الصعاب أمامها، فكان الأستاذ مصطفى مشهور ومن حوله وإلى جانبه وذراعه الأيمن الأستاذ إبراهيم منير، فلكم يا إخوان مصر ويا أهلنا في مصر أن تفخروا أن لكم صفحات مبكرة في تأسيس حماس بمراحلها الأولى، أسأل الله أن يثيبها لكم، وأن يمنيها لكم عند الله لتكون مثل جبل أحد أو يزيد.

المحطة الثانية حين انتقل إلى لندن، فكان أمين سر مكتب الإرشاد في الخارج، وفلسطين شغله، وقضيتها حاضرة على أجندته، وضعها على رأس جدول أعماله دائمة في الصدارة، وبحكم كونه أميناً للسر فقد كان المنسق والمتابع والراعي، يذلل أمامنا كل عسير فجزاه الله خيراً، وحين وضعت قيادة الإخوان ثقتها فيه، فهو نعم الرجل الذي يكلف بالمهمة العسيرة ليرعاها، ليس في المجالس فقط، بل على الأرض في البناء والإسناد.

المحطة الثالثة، قبل عشرين عاماً، وفي ظل اشتعال انتفاضة الأقصى، بادر الإخوان في مكتب الارشاد لتأسيس جهاز الإسناد وأوكلوا المسؤولية عنه للأستاذ إبراهيم منير لثقتهم بكفاءته وأمانته وإخلاصه، وعمق مكانة فلسطين في قلبه ووجدانه، وبهذا التاريخ كان جهاز الإسناد واحداً من الصفحات المشرقة للإخوان، والأستاذ إبراهيم منير لم يكن إسناده لحماس وحدها، بل لفصائل المقاومة والقضية والشعب الفلسطيني بأسره، دائماً يلتقي الناس، ويجمع رموز الأمة وعلماءها ورجالاتها وممثلي المؤسسات المختلفة، يلتقون بشكل دوري ليخططوا كيف ندعم الانتفاضة والمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، ويوفر الدعم المالي والاسناد السياسي والاعلامي لحماس.

أما المحطة الرابعة، فحين أصبح الأستاذ إبراهيم منير نائباً للمرشد، ثم قائماً بأعماله، أصبح صاحب الكلمة الأولى، فمنح كل هذه الطاقة والتفويض لفلسطين وحماس، وقف معنا في صدّنا لعدوانات الاحتلال، وفي المعارك التي شهدتها غزة، لرفع حصارها، وفي قضية القدس والأقصى، وإسناد المقاومة، وفي كل المحطات التي احتجنا فيها للإسناد والدعم والرعاية الأبوية.

رحم الله أبا أحمد، فقد أعطى وكفى ووفى، عاش ثمانية عقود ونصف في طاعة ربه، وبناء دعوته، وخدمة قضايا أمته، ودرة التاج منها فلسطين، يا أهلنا في مصر أعظم الله أجركم يا إخوان الدعوة في مصر وفي كل مكان، أعظم الله أجركم وعوضكم الله وعوضنا خيراً في محطة مؤلمة يترجل بها الرجال العظام، والمطلوب منا الآن أن نملأ فراغهم، ونخلفهم بخير، ونمنحهم رضاً في قبورهم، بأن يواصل خلفاءهم وأحبابهم وأتباعهم رفع الراية، والحرص على وحدة الصف، واجتماع الكلمة.

يا أهل مصر، مصر العظيمة بتاريخها، بعلمها، بعلمائها، بأزهرها، بدعاتها ومفكريها وثقافاتها والخير العميم فيها، مصر إن شاء الله تنهض بإخوانها من الكربة التي يواجهونها، لأن أصالتهم أكبر من كل الكبوات، أدعوكم إلى لملمة الصف، ومزيد من اجتماع الكلمة، وأن تجتمعوا على قيادتكم، أسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم، ونحن إخوانكم، كما كنتم سابقاً سنداً لنا، نحن سند لكم نشارككم الهمّ، دون أن نتدخل في قضايانا القطرية احتراما لخصوصياتها، لكن آلامنا واحدة وجراحاتنا واحدة، نسأل الله الخير لكم ولأمتنا في كل مكان، حفظكم الله، وبوركتم وأحسن الله عزاءكم، رحم الله أبا أحمد، وحفظ الله أم أحمد وأبناءه أحمد وخالد، وبناته وأسرته وأحبابه من بعده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إبراهيم منير.. أخلاق شخص أم سمات جيل؟!

وكتب الأستاذ (سليم عزوز) مقالة عن الراحل نشرها الإثنين، 07 نوفمبر 2022 م، جاء فيها:

ليست هذه المرة الأولى التي أكتب فيها عن "إبراهيم منير"، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فقد كتبت دفاعاً عنه عندما أدانته السلطة في مصر بالإرهاب في عهد مبارك، ضمن عدد من قيادات الجماعة. أيعقل أن يوجه مثل هذا الاتهام لرجل مثله؟!

كنت قد التقيت بالفقيد الكبير في استوديو قناة المستقلة، لعشر ليال كاملة، كانت السهرة في كل ليلة تمتد لثلاث ساعات، وذلك في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2008، وبداية كانون الثاني/ يناير 2009. وكانت فكرة الحلقات تبدو لي خيالية في هذا الوقت، إذ كانت تدور حول البديل للأنظمة الحالية، وكانت هذه الأنظمة تبدو وقد صارت البلاد في قبضتها، فأي حديث عن بديل والحال كذلك؟!

دُعيت للبرنامج لتمثيل الليبرالية المصرية، وناقشني القوم في المستقلة في من يمكن أن يوجهوا له الدعوة لتمثيل التيار الناصري، فلما استقر الأمر على "حسام عيسى"، أحد الرموز الناصرية البارزة، قال إنه مريض ويحتاج دائماً إلى زوجته أن تكون بجانبه لرعايته. ودافعت عن المبرر الذي ساقه، وقلت إن صوته كان وهناً على وهن، وقد نفقده هناك، لكن مع تقدير إرادة المستقلة لهذا الدفع، إلا أنهم اعتذروا عن ذلك لأنهم لا يستطيعون تحمل نفقات إضافية. ولم يمت "عيسى" كما توقعت بل عاش ولا يزال، إلى أن أصبح وزيراً في سلطة الانقلاب العسكري، يقبل على نفسه القيام بالأعمال القذرة للسلطة، مثل دفاعه عن قرار وضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، مع أنه ليس الوزير المختص بذلك، وكان الثمن أن خرج بعدها من الوزارة مباشرة، ولم يمكنوه وأمثاله من الذين خانوا الثورة، ولو بعضوية في البرلمان بالتعيين، فكانوا كالمنبّت الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى!

كان لا بد من البحث عن بديل، وكان هذا البديل هو الأمين العام للحزب للناصري، وأنهينا إجراءات السفر سريعاً وسافرنا معاً، وأقمنا بفندق "ويميلي"، وكان رجل الأعمال رامي لكح يقول لي إنك في "بنها"؛ بالنسبة لمن يعيشون في القاهرة!

اللقاء الأول:

في الأستوديو التقيت لأول مرة بـ"إبراهيم منير" ممثلاً عن جماعة الإخوان المسلمين، وكان على الهاتف ممثلون لقوى أخرى مثل البعثيين، والوهابيين، وغيرهم، وكانت الاتصالات الهاتفية تعطي للنقاش حرارة إضافية، وعند أول مداخلة من عالم سعودي، أيقنت أن علي أن أحارب على جبهات ثلاث، فلن يكون الاشتباك مع الناصريين والإخوان المسلمين، ولكن كان علي أيضاً الاشتباك مع من أخذ الحوار في مسار آخر!

فالعالم السعودي يرى أن كل ما يحيط بالمصريين من معيشة ضنكا مرده إلى وجود الأضرحة وتوسلهم بالأولياء، واشتبكت معه، كما اشتبك معه الأمين العام للحزب الناصري. وبين الحكم الناصري والمملكة ثأر قديم، فما بالنا والرجل يأخذنا إلى منطقة خارج مدار النقاش السياسي!

كنت أنا وممثل الناصريين نتحد في مواجهة ممثل الوهابية وضد الإخوان، ثم نختلف بسبب هجومي على عبد الناصر واستبداده، وكانت المفاجأة في هذا الرجل الذي يجلس عن يميني وعلى يسار الأمين العام للحزب الناصري، أنه لا يستجيب لأي اشتباك، فهو إنسان أكثر من مهذب، وحكى عن تجربة اعتقاله في عهد عبد الناصر، وكيف أنه رغم ما حدث لا يحمل له في قلبه ضغينة، فأحرجنا بأدبه، للدقة أحرجني وحدي، فقد ظل ممثل الناصريين في أزمة لا تنتهي مع الإخوان، وبعد أيام عرفت أين تكمن المشكلة، فقد ظل رهينا لظروف اليوم الأول!

جولة في لندن:

فقد كان يلتقي في اليوم التالي بأحد الناصريين في مدينة الضباب، وهو شخصية ناصرية غادرت مصر بعد أزمة مراكز القوى مع الرئيس السادات، وكان الرجل حريصاً على أن يلتقي بي كل يوم، ولم يمنعه موقفي المعادي لفترة حكم عبد الناصر من أن يمد جسور الصلة، ولم يحدث أن ناقش معي شيئاً مما أقوله في الحلقات السابقة، فقد بدا ما يشغله هو الإخوان، وشعرت أنه يبدي ردوداً على ما أثير في الحلقة الماضية ضد عبد الناصر، ربما لم يتمكن ممثل حزبهم من الرد الصائب عليها، فيأتي في المساء بالأستوديو محملاً بهذه الردود مصراً على طرحها، لتكون موضوعاً للحلقة الجديدة، حتى تنبهت لذلك وقلت لا يجوز أن نظل أسرى في كل ليلة لموضوع واحد فلا يتحرك الحوار خطوة للأمام!

ومع حدة الرجل وتجاوزه أحياناً، فإن إبراهيم منير ظل كما هو لا يحتد على أحد، ولا يتجاوز في حق أحد، وإذ تبرم صديقي الناصري من أنه لم يشاهد لندن، وأننا محبوسون في فندقنا، ولم يكن هذا دقيقاً على الأقل بالنسبة لي، حتى بلغ ما كتبته عن هذه الرحلة (بعيداً عن السياسة) كتاباً بحثت له عن ناشر في مرحلة ما قبل الثورة، ولم أوفق ربما لأنني لم أكن جاداً في البحث! هنا اعتذر منير بأدبه الذي عرفناه به لأن هذا تقصير منه. وإذ كان في كل ليلة يصحبه أحد الأشخاص إلى الأستوديو، ويظل في القناة حتى يعود به إلى بيته، فإن ابن هذا المرافق اليومي للرجل كان عندنا في صباح اليوم التالي، ليصحبنا في رحلة لمعالم لندن، ويعزمنا على الغداء في أحد المطاعم الفخمة بها، وفي نهاية الحلقات كان يقدم لكل منا ربطة عنق غالية الثمن هدية!

ولا أنكر أنه أسرني بأدبه، وإن لم يغير أدبه من الطبيعة الهجومية لصديقنا الناصري، ولم تتغير المعاملة الودودة للرجل معه، فقد كان يؤمن بأنه لا يجوز أن نكون أسرى الماضي، وأن التحديات التي تواجه أوطاننا تحتاج إلى كل الجهود، وشحذ كل الهمم. ولا أنكر أنني تعاطفت معه لسجنه، فتجربة السجون في عهد عبد الناصر شكلت وعيي السياسي، وقد أسفت عندما أخبرنا أنه خارج مصر منذ خروجه من السجن في بداية عهد السادات، وأنه لا يستطيع العودة الآن، ولم أكن وقتئذ أستطيع استيعاب أن يجبر الإنسان على عدم العودة لبلده!

وفي اللحظة التي كان فيها مبارك يعلن التنحي، كان هو في خاطري، فها هو الآن يمكنه العودة، وإن كانت التغييرات التي تحدث للمدن، وآجال الناس القصيرة ستجعل العائد في سنّه يشعر أن غربته في وطنه، لكن المهم ألا يكون هناك منع من العودة لأي مصري، فيعيش في الخارج كما يريد ويعود إلى بلده وقتما يريد أو لا يعود!

صدمة الفتى:

ثم إن هذا الفتى الذي اصطحبنا في الجولة سالفة الذكر، والذي كان يخاطب كلينا بـ"عمو"، وُلد في بريطانيا، ومع ذلك سألني إن كان يمكن أن يأتي اليوم الذي يستطيع أن يسافر لمصر ويعيش فيها، وأنه دائم طرح السؤال على والده، لكن "عمو" الآخر كان قاسياً في رده ويقول له "انسى إن الإخوان يحكموا مصر"، لا تصدق والدك إن قال لك ذلك، إنه يضحك عليك!

وأسفت لهذه القسوة، وبلغ بي التأثر حد أنني لم أجد كلاماً أقوله، لكن الثورة قامت بعدها، وعاد إبراهيم منير لمصر لفترة قصيرة، ولم نلتق هناك لكننا التقينا في المهجر؛ في إسطنبول والدوحة، وجدته نفس الإنسان الذي التقيته في أستوديو "المستقلة"، يدهشنا بأخلاقه الرفيعة، ومع سخونة النقاش، لم يكن يحدث أن احتد، أو ساق وجهة نظره بغضب، وكانت الأصوات ترتفع، والجو في شتاء لندن يلتهب، لكنه أبداً ظل كما هو، يدفع بالتي هي أحسن، فما كل هذا الرقي؟!

فلما كانت الحلقة الأخيرة من نقاشات لندن نسي الجميع خلافاتهم وتوحدنا ضد العدو المشترك، فقد كان العدوان الإسرائيلي على غزة، لتكون قضية فلسطين هي القادرة دائما على جمع الخصوم، إنها قضيتنا المركزية.

اللافت أنني في يوم عودتنا للقاهرة، قرأت خبراً عن مظاهرات للقوى الوطنية ضد العدوان الإسرائيلي على "سلالم" نقابة الصحفيين، في اليوم التالي، فشددت الرحال إلى هناك، لأجد حشداً كبيراً من الإخوان، كان يهتف أحدهم من ورقة فيكون الرد عليه مزلزلاً، ويهتف غيرهم فيرد عليه عشرة أنفار، وسألت عن المسؤول عن الحشد، وأشاروا إلى أحدهم؛ علمت بعد ذلك أنه نائب الإخوان عن دائرة شبرا (فك الله أسره)، فسألته: لماذا يحدث هذا؟ لماذا لا يكون حشداً قاصراً عليكم ما دام الفرز قائماً؟ وقال في حدة: إنهم لن يهتفوا خلف أحد ليس منهم مهما قلت، ثم كان الرد المدهش هو مجرد إشارة من إصبعه، فتعجبت لهذا التبخر السريع الذي حدث، وبقينا وحدنا وشهدت الشماتة المسكونة في نظرات رجال الأمن الذين يقفون في الشارع، فكتبت مقالي "أمن الإخوان المركزي"!

في هذه الرحلة أخبرني "إبراهيم منير" أن أحد الإخوان من جيله يتابعنا في كل ليلة، وأنه يعيش في سويسرا ويستأذنني في أن يعطيه رقم هاتف الفندق ورقم الغرفة ليتواصل معي، واتصل بي أكثر من مرة، وكان الحوار في كل مرة يستمر لأكثر من ساعة. كان من الشخصيات التاريخية في جماعة الإخوان، حيث غادر مصر سنة 1957 بعد خروجه من المعتقل، وبدا لي أنه كنز معلومات، وقد قام بأدوار مهمة في الحرب العراقية الإيرانية، وحدثني عن شخصيات تعرف عليها في الخارج مثل رجل أعمال كان ملء السمع والبصر في هذا الوقت، هو "أحمد بهجت"، وعندما فكرت في إعادة الاتصال به بعد عودتي للقاهرة، كنت نسيت اسمه، وعندما حاولت تذكير إبراهيم منير بالأوصاف لم يتذكر عمن أتكلم، وقبل أسبوع من الوفاة تذكرت اسمه لأبحث عنه فاكتشفت أنه توفي في سنة 2017!

رحم الله الأستاذ إبراهيم منير، ورحم الله المهندس إبراهيم صلاح. فيبدو أنه جيل لن يتكرر!

الأمين العام للاتحاد الإسلامي ينعى القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين

نعى الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني الأستاذ صلاح الدين محمد بهاء الدين، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فضيلة الدكتور إبراهيم منير.

وفيما يلي نص رسالة العزاء التي وجهها الأستاذ صلاح الدين الى مكتب الإرشاد بمصاب وفاة الدكتور إبراهيم منير.

بسم الله الرحمن الرحيم

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.

بقلوب راضية بقضاء الله وقدره بلغنا نبأ وفاة الشخصية الكبيرة في العالم الإسلامي، الأستاذ إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام، وبهذا المصاب الجلل نتوجه بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد ومكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، وكافة تلامذة وأحباب هذا المناضل الكبير، سائلين المولى العلي القدير أن يلحقه بركب الأنبياء والصديقين والصالحين والشهداء وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا. وأن يجزيه خير جزاء عن سنوات عمره المديد التي قضاها في الجهاد وفي غياهب السجون ومهاجراً في سبيل الله.

إن المسلمين فقدوا برحيل هذا الرجل المقدام، مرشداً قل نظيره في الأخلاق والتواضع والمثابرة ومعيناً لا ينضب من العطاء.

كما أن الكورد فقدوا برحيله؛ صديقاً مخلصاً في الساحة الإسلامية العالمية. كان بحق شخصية عالية الهمة ومتشبعة بروح الفداء والتضحية.

غفر الله له، وأسكنه فسيح جنانه.

اإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.

صلاح الدين محمد بهاء الدين

الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني

ونعت حركة النهضة في تونس، في بلاغ لها، اليوم الجمعة، القائم بعمل مرشد "الإخوان المسلمين" إبراهيم منير، والذي توفى في لندن، عن عمر ناهز 85 عاماً.

وقالت الحركة في بلاغها "بهذه المناسبة الأليمة نتقدم بأسمى عبارات التعزية لأهل الفقيد وذويه ولجماعة الاخوان المسلمين ونتمنى أن يتغمده الله برحمته ويسدل عليه ستائر مغفرته ويرزق أهله وذويه وأحبابه جميل الصبر والسلوان".

يشار إلى أنّ منير، مصري الجنسية، ومُقيم في بريطانيا منذ ستينات القرن الماضي، إثر قيود فرضتها مصر آنذاك على تنظيم "الإخوان"، وتولى منصب القائم بالأعمال في العام 2020.

المصادر :

١- موقع الجزيرة مباشر.

٢- إخوان أون لاين.

٣- موقع الجزيرة نت.

٤- الموسوعة التاريخية الحرة.

٥- الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

٦- موقع القدس العربي.

٧- موفع إحوان سورية

8-وكالة أنباء الأناضول.

9- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1005