أخِي الأثِيرُ مُحَمَّد عَلِيّ السَّيِّد شَهِيدُ العِرَاقِ الكِلْتَاوِيُّ الأزْهَرِيُّ الَّذِي لَمْ يَتَعَدَّ 23 رَبِيعًا

(فَتْحُ المَلِكِ العَلِيِّ فِي سِيرَةِ أخِي مُحَمَّد عَلِيّ)

رِثَاؤُهُ، وبَعْضُ سِيرَتِهِ، مع أرجوزة الفِراسة

 adsfsd10301.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم

إهداء وتقديم

إلى كل الشهداء

أ- من الأنبياء والأولياء والصالحين عامة،

ب- ووالدي الكريمين محمد وفاطمة، وأخي محمد علي

ج- وخاصة شهداء وأبطال التحرر الوطني من الاستعمار والاحتلال الغاشم في كل البلدان العربية والإسلامية:

الأمير عبد القادر الجزائري، وعمر المختار، وعبد الكريم الخطابي، وعز الدين القسام، ويوسف العظمة، ومصطفى كامل، ومحمد الأشمر، والشيخ شامل الشيشاني، وسعيد الكردي، وعاطف الإسكليبي، وبديع الزمان سعيد النورسي، وعدنان مندرس، ومحمد ضياء الحق، وغيرهم

د- وبالأخص إلى شهداء العلماء الصداعين بالحق القائلين كلمة الحق في وجه سلاطين الجور والطغيان؛ كل من:

الحسين بن علي، وسعيد بن جبير، وزيد بن علي بن الحسين، وعبد العزيز البدري، وحسن البنا، وسيد قطب، وعبد العزيز البدري، ومروان حديد، وأديب الكيلاني، وغيرهم

هـ- لشهداء الغزو الأمريكي الهمجي للعراق عامة

و- وشهداء الثورات العربية خاصة ثورات الحرية والشرف والكرامة ضد الطغاة والغزاة والمستبدين في تونس، واليمن، ومصر، وسورية؛ القناديل والمشاعِل الذين يُمَهِّدون الطريق للحياة والحرية والكرامة والعدالة والحق والخير والسلام، وبهم وبالثوار

الأحرار الشرفاء سيُكنس الطغاة وأذنابهم، ويُدحرون إلى مزابل التاريخ، وإلى حَيْثُ ألقت رحلها أمُّ قَشْعَم، وتتطهَّر الأرض من رِجْسِهم ودَنَسهم، وتشرق الأرض بنور ربها من جديد بإذن الله تعالى، وتعلو راية الحق والخير والعدل والأخوة والسلام

ونُنشد مع أبي الغزلان محمد منلا غزيل أنشودته الرائعة بصوت أبي الجود محمد منذر سرميني الساحر:

سَيَزُولُ   لَيلُ   الظالِمِيـ     ـنَ ، و ليلُ   بَغيٍ مُجرِمِ

سيزول   بِالنورِ   الظلا     مُ   ظلامُ   عَهدٍ   مُعْتِمِ

و سَيُشرق النورُ المُبيـ     ـنُ ويَرتَوي القلبُ الظمِي

وأخيرا إلى:

ز- علماء سورية وغيرها الثوار الأحرار الشرفاء الذين لا يخافون في الله لومة لائم، الذين وقفوا مع الشعب السوري المظلوم المكلوم المنكوب في سورية، بأقوالهم وأفعالهم، ضد الطاغية الهِوك السفاح بشار الأسد ووالده وأعوانهما؛ من شبيحة العلماء والصوفية والجنود القتلة المرتزقة، أمثال: الشيخ محمد الحامد، والشيخ د. مصطفى السباعي، والشيخ حسن حبنكة، والشيخ محمد النبهان، والشيخ سعيد حوا، والشيخ عبد الفتاح أبي غدة، العلامة الشيخ د. يوسف القرضاوي، والشيخ محمد علي الصابوني، الشيخ محمد كريم راجح، والشيخ هاشم المجذوب، وأسامة وسارية الرفاعي، والشيخ محمد الحسن ولد الددو، والشيخ علي القرداغي، والشيخ بسام حجازي، والشيخ عبد الله السلقيني، وابنه الشيخ د. إبراهيم السلقيني، وغيرهم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى وصحبه وسلم، أما بعد:

فهذا كتاب أردته بحثا صغيرا في صفحات، وأراده الله تعالى الحكيم الخبير بحثا مطولا وموسعا في بضع ومئة صفحة:

...........................                 و فَوقَ تَدبيرِنا   لِلَّهِ تَدْبِيرُ

فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، تنزل البركات والرحمات، وتدفع المصائب والنكبات، وأسأله المزيد مِن مَنِّه وفضله وكرمه.

ابتدأت بحثي بقصيدة ومرثية في أخي الشهيد محمد علي، والتي نظمتها قبل سنوات، ثم شرحتها شرحا وافيا، وترجمت خلالها للعارف الشيخ محمد علي المسعود طيَّب الله ثراه.

ثم تكلمت عن معرفتي وعلاقتي بأخي محمد علي، وبعض أعمالي وذكرياتي

في سورية، ودولة الإمارات، وبعض ذكرياتي مع أبي مصعب.

تكلمت في هذا البحث عن سيرة أخي محمد علي، من ولادته، إلى طفولته ونشأته، ودراسته وتعليمه، في الابتدائية والإعدادية والثانوية، في الكلتاوية في حلب، ثم الجامعية في فرع الأزهر بدمشق في "معهد الفتح الإسلامي" قسم أصول الدين.

كما تكلمت عن زملائه في المدرسة الكلتاوية ودفعة تخرجه جميعا، ثم ذكرت من عرفته من زملائه وأصدقائه في فرع الأزهر بدمشق، ثم تكلمت عن عمله إماما وخطيبا ومعلما للقرآن في سورية، ثم عن عمله مدققا لغويا في صحيفة "الخليج" بالإمارات.

كما تحدثت عن مكان ولادته وهو قرية "حية صغيرة" شرقي منبج، وعن مدينة "منبج"، وناحية "أبي كهف" جنوب غربي منبج.

كما تحدثت عن مهدي تعليمه في حلب ودمشق الشام؛ فتكلمت عن "دار نهضة العلوم الشرعية؛ المدرسة الكلتاوية" بحلب، تأسيسها وتاريخها، ونشأتها، ومؤسسها، وبعض أعلامها.

ثم تحدثت عن "معهد الفتح الإسلامي؛ جامعة بلاد الشام" بدمشق، إنشائه، وبعض تاريخه، وأقسامه وتطوره ومؤسسه ... .

ثم ذكرت، جانبا من أخلاق أخي محمد علي، وصفاته، وشهادات بعض زملائه وأصدقائه وإخوانه فيه.

كما ذكرت بعض نثره وشعره؛ في قصيدة له في الشيخ محمد النبهان، رحمه الله تعالى، وفي رسالة أرسلها إليَّ عام 2000م.

وختمت بحثي بقصيدة وأرجوزة "الفراسة" الطريفة، وبعض صور لأخي الشهيد الفقيد أبي مصعب رحمه الله.

والله أسأله وبنبيه الكريم أتوسل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وكتبه سيد أحمد بن محمد السيد يوم الأحد بأنجيز - صامسون، في:

10/10/1444هـ - 30/4/2023م

3

adsfsd10302.jpg

دمعة وفاء على شقيقي الأثير الحبيب

الشيخ محمد علي السيد

تقبله الله في الشهداء الصالحين، آمين

قلت هذه القصيدة في رثاء أخي هذا العزيزعلي والأثيرعندي، العالم الأديب الأزهري الأريب المثقف الحافظ لكتاب الله تعالى، صفوة أسرتنا أسرة أل محمد السيد؛ الذي استُشهد أغلب الظن سنة1424هـ = 2003م بعد ذهابه تلبية لواجب الدفاع عن إخوانه في العراق، ضد الغزو الأمريكي الغاشم له، تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه، آمين.

1- لِيَبْكِ الفَضْلُ و الشَّرَفُ المَرُومُ

           و تَأسَ المَكْرُمَاتُ ، كَذَا الحُلُومُ

2- و يَنْعَ العِلْمُ مَعْهُ ذَوُو المَعَالِي  

         كذاكَ   النُّبْلُ ، و الخُلُقُ الكَرِيمُ

3- و يَرْثِ الشِّعرُ و الأدَبُ المُصَفَّى  

         و تَنْعَ فَتًى تُعَانِقْهُ النُّجُومُ

4

4- فَتَى العَلْيَا مَنِ   اللهُ   اصْطَفَاهُ    

       لِجَنَّاتٍ   ،   و إنْعَامٍ     يَدُومُ                                                        

5- يُنَعَّمُ مَعْ خِيَارِ الخَلْقِ طُرًّا  

         و لا خَوفٌ عَليهِ ، و لا هُمُومُ

6- بِرَوضاتٍ ، و خَيْراتٍ حِسَانٍ    

       مَعَ الرِّضْوَانِ   يَا نِعْمَ النَّعِيمُ!                                                            

   *********

7- أخِي الغالِي   مُحَمَّدُنا عَلِيٌّ  

         شَقِيقِي الصَّالِحُ الشَّهْمُ الحَلِيمُ

8- سَمِيُّ العارِفِ المَسْعُودِ مَن قَدْ  

         زَكَتْ   مِنهُ   الفَضَائلُ و العُلومُ

9- تَرَدَّى الحُسْنَ في وَجْهٍ وسَمْتٍ    

       بِأخْلاقٍ هِيَ   المِسكُ   الشَّمِيمُ

10- جَمَالٌ     يُوسُفِيٌّ     هاشِمِيٌّ  

         و زانَ   جَمَالَهُ   الخُلُقُ الكَرِيمُ

   *********

11- طَلِيقُ الوَجهِ، ذُو كَرَمٍ وتَقْوَى

           حَيِيٌّ   ،   عالِمٌ   ثَقِفٌ   فَهِيمُ

12- يُقَابِلُ   كُلَّ مَن   يَلقَى بِبِشْرٍ    

       و وُدٍّ خالِصٍ ،   و نَدًى يَدُومُ              

13- و بِالآدابِ ؛ مِن شِعْرٍ و نَثْرٍ

             لَهُ عِلمٌ ،   و مَحْفُوظٌ   عَظِيمُ

   *********

14- عَلَى أرْضِ العِراقِ قَضَى شَهِيدًا

         تُظَلِّلُهُ   الكَرَامَةُ ،     و النَّعِيمُ

15- و جَادَ   بِنَفْسِهِ - لِلَّهِ - سَمْحًا  

           و رَيْعَانُ الشَّبَابِ - بِهِ -   مُقِيمُ

16- و لَمْ يَأبَهْ لِدُنيَا ، أو حُطَامٍ  

           فَقَدْ   طَمَّ   البَلَا ، و بَغَى الظلُومُ

*********

17- غَزَانَا الأمْرِكَان الهُوجُ بَهْرًا؟!  

       بِصُقْعِ الرَّافِدَينِ عَثَا   الغَشُومُ؟!

18- و دَنَّسَهُ العُلُوجُ ، و دَمَّرُوهُ    

       و سَاعَدَهُمْ "رِغَالٌ" قَدْ أقِيمُوا

19- مِنَ المُحْتَلِّ قد نُصِبُوا لِحُكْمٍ    

       و كَيفَ   يَلِيهِ   خَوَّانٌ   أثِيمُ؟!

20- فهُمْ وُكَلاؤُهُ ، وُضِعُوا بِعَمْدٍ      

       رَوافِضُ   فاسِدُونَ ؛   لِيَستَدِيمُوا

21- لِتَخْرِيبٍ ،  و تَقْسِيمٍ  أعِدُّوا    

       و إفْسَادٍ ،   بِهِ   شَهِدَ   العُمُومُ                                                              

22- و مِنْ إيرَانَ عَاوَنَهُمْ "مَلَالٍ"    

       حَوَانِقُ ؛ قدْ غَلَتْ مِنهُمْ سُمُومُ

23- مَرامُهُمو    "هِلَالٌ  رافِضِيٌّ"  

         مِنِ ايرانٍ - إلَى شَامٍ - يَقُومُ؟!

                                   *********

6

24- إلَهِي !  رُدَّ كَيدَهُمُو  لِنَحْرٍ  

       و دَمِّرْ   مَكْرَهُمْ ؛ كَيْلَا يَقُومُوا

25- ونَصْرَكَ خَالِقِي ! لِمُجَاهِدِيهِمْ

         فَأنتَ   القادِرُ   الأعْلَى   العَظِيمُ

26- و مُنَّ على أخِي بِجِنَانِ عَدْنٍ  

         فإنَّكَ   بَارِئِي !   الرَّبُّ الكَرِيمُ

27- كَذَا   رُفَقَاؤُه ؛   شُهَدَا عِرَاقٍ  

       قَنَادِيلُ الهُدَى ، و هُمُ   النُّجُومُ

28- كذا أحبَابُهُ ؛  مِن عارِفِيهِ    

       فإنَّكَ   سِيِّدِي !   نِعْمَ   الرَّحِيمُ

29- و أعْلِ لِرَايَةِ الإسْلامِ و احْفَظْ  

         بِلَادَ المُسْلِمِينَ     أيَا   عَلِيمُ !  

                                   *********

*غريب القصيدة: *الأثير: المحبوب، المُقرَّب. *الأريب: الذكي الفطن.

*صفوة: خلاصة.    (1) المروم: المراد، المطلوب.  *تأسى: تحزن.

*المكرمات: أفعال الخير؛ ج مكرمة.    *الحلوم: ج حلم، العقل.

(2) ينعى: يُخبر بموته. *ذوو: أصحاب، ج ذو. *المعالي: الشرَف. وذوو المعالي: الأشراف الفُضَلاء. *كذاكَ: مِثلُ ذاكَ.

*النُّبْل: الفَضْل. *الخُلُق الكريم: الخلق الحَسَن.

(3) يرثي: يبكي، يُعَدِّد مَحاسِن المَيْت. *المُصفَّى: الخالص، الراقي. *تنعى: تُخبر بنبأ الموت. *فتًى: شابٌّ. *تعانقه: تَلْتَزِمُهُ، يُقال: عانقه مُعانقة وعِنَاقًا: أدنى عُنُقَه مِن عُنُقه وضمَّه إلى صدره (يكون في المَحَبَّة). *المعجم الوسيط 632. *النجوم: ج نجم، مصابيح السماء.

7

(4) فتى العَلْيَا: شابُّ العَلْيَاء. والعلياء: المَجْد. *اصطفاه: اختاره، والمقصود: اختاره ليكون شهيدًا؛ قال الله تعالى: (وليعلم االله الذين آمنوا ويَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ). سورة آل عمران 140.

*جنات: ج جَنَّة، بُستان. *إنعام: أكرام وإحسان. *يدوم: يستَمِرُّ.

(5) يُنَعَّم: يُكرَم. *خيار: أفاضِل، ج خَيٍّر: فاضل. طرا: جميعا. *هُموم: ج هَمٍّ، كَدَر وغَمٌّ.

(6) روضات: ج روضة: الجنة والبستان كثير الورود والأزهار والأشجار. *خيرات حسان: حور عين ونساء جميلات؛ فاضلات الأخلاق جميلات الوجوه. *"الوجيز" لشيخنا د. وهبة الزحيلي 535. *خيرات: ج خيِّرَة: فاضلة جميلة. *حِسان: ج حسناء، وهي الجميلة.

*مع الرضوان: رضوان الله تعالى؛ فهو أعلى وأرقى وألذُّ أنواع النعيم في الجنة؛ قال تعالى: (ورضوان من الله أكبر). التوبة 72. وقال سبحانه في الحديث القدسي: إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالَى يقولُ لأهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، فيَقولونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ، فيَقولُ: هلْ رَضِيتُمْ؟ فيَقولونَ: وما لنا لا نَرْضَى وقدْ أعْطَيْتَنا ما لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِن خَلْقِكَ؟ فيَقولُ: أنا أُعْطِيكُمْ أفْضَلَ مِن ذلكَ، قالوا: يا رَبِّ، وأَيُّ شَيءٍ أفْضَلُ مِن ذلكَ؟ فيَقولُ: أُحِلُّ علَيْكُم رِضْوانِي، فلا أسْخَطُ علَيْكُم بَعْدَهُ أبَدًا". رواه البخاري (6549) عن أبي سعيد الخدري. *يا نِعمَ النعيمُ: يا حُسنَه وعِظَمَهُ! كم هو جَميلٌ وعظيمٌ؟!

(7) الغالي: الأثير عندي والمُقَدَّمُ على غيره. *محمدنا: محمود الصفات والفعال لدينا. *علي: ذو القَدْر والمقام العالي. *الشهم: الذكي، السيد السديد الرأي، الصبور على القيام بما حُمِّل. *الحليم: صاحب الحِلم، و"الحِلْم سيد الأخلاق"؛ قال الشاعر:

ببذل وحلم ساد في قومه الفتى             و كَونُكَ إيَّاهُ -عليكَ - يَسِيرُ

(8) سَمِيُّكَ: من اسمه كاسمكَ. *العارف المسعود: العارف بالله الولي الصالح الشهير سيدي محمد علي المسعود البابي أبو زكريا ت 1419هـ - 1998م، رحمه الله تعالى. *زكت: صَلحت. *الفضائل: ج فضيلة، خصلة الخير. *العلوم: ج عِلم. وهذه ترجمة موجزة لسيدي الشيخ محمد علي المسعود.

8

adsfsd10303.jpg

العارف الرباني الشيخ محمد علي المسعود

شذرات من حياته وأخلاقه

*هو العالم الرباني والداعية الشيخ محمد علي بن محمد المسعود البابي؛ الغزالي الحديدي: من عشيرة الحديدين الكبيرة في الشام، فخذ "البُوغَزَال".

*ولد في "حارة العِشْرة" من مدينة الباب التابعة لحلب، ونشأ نشأة صالحة.

*والده: العلامة الأزهري الرباني الجواد المِضياف الشيخ محمد "أبو السعود" بن مسعود؛ (المسعود الكبير) البابي (1869- 1962م).

*والدته: هي الحاجة الصالحة أمينة بنت عبد الله الزريق التاذفية ثم البابية.

*دراسته وتعليمه:

تلقى تعليمه الأولي على يد الشيخ أحمد الحداد التاذفي، ثم في "المدرسة الحسبية" على العلامة الشيخ مصطفى أبي زلام البابي المنبجي، وغيرهما.

*سلوكه الطريقة النقشبندية:

في سنة 1923م سلك الطريقة النقشبندية على يد المرشد الرباني الشهير الشيخ محمد أبي النصر خلف ت 1949م، رحمه الله تعالى.

9

*سافر إلى دمشق عام 1929م وحضر بعض دروس محدث الشام الشيخ بدر الدين الحسني، كما تعرف في رحلته هذه بالشيخ توفيق الأيوبي وآخرين من علماء دمشق يومئذ.

*ثم انتسب عام 1932م إلى "المدرسة الخسروية" بحلب؛ فقبل في الصف الثالث منها وتخرج فيها عام 1355هـ - 1935م -في الدفعة العاشرة- حائزا إجازتها، بعدما درس على كبار شيوخها وأساتذتها.

*شيوخه في الخسروية:

1- المحدث ش محمد راغب الطباخ ت 1951م.

2- الشيخ الشاعر والمداح النبوي الشيخ عيسى البيانوني ت 1943م.

3- العلامة الفقيه الأصولي الشيخ أحمد بن محمد الزرقا.

4- العلامة الفقيه الحنفي الشيخ أحمد الحجي الكردي.

5- الولي والشيخ الكبير إبراهيم السلقيني (الكبير).

6- العلامة النحوي الشيخ محمد بن هلال الناشد.

7- العلامة الفقيه الشافعي الشيخ محمد أسعد العبجي.

8- العلامة الفقيه الشيخ محمد الحكيم.   9- القساطلي؟ مدرس الجُغرافيا.

10- العلامة الفرضي الشيخ عبد الله عبد المعطي الأيوبي.

11- الشيخ أحمد الشماع.       12- الشيخ عمر مسعود الحريري.

13- المؤرخ الحلبي الشهير الشيخ كامل بن حسين الغزي ت 1933م.

14- الشيخ عبد الله حماد.       15- العلامة الشيخ أمين الله عيروض.

16- الشيخ فيض الله الأيوبي. 17- الشيخ محمد سعيد الإدلبي.

*كما حضر خارج الخسروية في "جامع بانقوسا" على محدث حلب يومها 18- الشيخ محمد نجيب سراج ت 1952م رحمه الله.

*عمل في الدعوة إلى الله تعالى والإمامة والخطابة في "دابق"، و"تركمان بارح" ومدينة "الباب"، وريف الباب وأعزاز، زهاء ستين سنة.

*اشتغل في السنوات الأخيرة من عمره بالتعليق وشرح غريب الموسوعة الحديثية الضخمة "كنز العمال" لعلي المتقي الهندي "16مج"، والذي مازال مخطوطا لدى بعض أولاده.

*دفن الشيخ بجوار والده الشيخ محمد المسعود في "مقبرة الشيخ عقيل" على سفح "جبل الشيخ عقيل" بالباب.

*زملاؤه ودفعته العاشرة: التي تخرج فيها عام 1355هـ - 1935م في "المدرسة الخسروية" في مدينة حلب، وكان مديرها آنذاك العالم الفاضل الشيخ مصطفى باقو رحمه الله:

1- إبراهيم الطنجير.               2- أحمد أعزازي.

3- أحمد سعيد أعزازي.

4- حسن بن الحاج محمد العاروني (تاذف).

5- حسين قرقناوي.               6- حمادة العنداني.

7- خالد الدلال بن عبد الحميد (حماة).

8- صالح بن محمد النعمان.     9- عاكف حبال.

10- عمر عنداني.               11- محمد بن حسن زعتري.

12- محمد خير شيخوني.

13- محمد سيادي المراد بن الشيخ أحمد سليم.

14- محمد علي المسعود.     15- محيي الدين حللي.

16- مفيد بن صدر الدين خير الله.

17- نوري النائب المجني (أريحا).

11

شذرات من أخلاق الشيخ محمد علي المسعود وشمائله:

من مقالة لنجله الشيخ عبد الله مسعود نزيل المدينة المنورة؛ بعنوان:

في رحاب الله

الوالد الشيخ محمد علي المسعود رحمه الله

سطور من شمائله

بقلم نجله العالم الفاضل الأستاذ عبد الله مسعود نزيل المدينة المنورة

1- محبته لله وكتابه:

أ- محبته لكتابه. ب- إضافة لتلاوته وقراءة تفسيره- فقد كان يسيرُ الأميالَ لمُدارسة تفسير كتاب الله، إذا لم تتيسر وسيلة نقل لذلك.

2- محبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تتجلى في:

أ- العناية بكتب الحديث الشريف، واستجلاب الحديث منها في الطباعة والتأليف (بواسطة الشيخ قاري عباس) في المدينة المنورة، ووصولها له عن طريق محبيه من الزوار.

ب- دراسته لها، وختمت حياته المباركة بعد أن أنجز التعليقات المفيدة على: "كنز العمال"، وشرع في شرح "الزيادة على الجامع الصغير".

ج- حدث ولا حرج في حبِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما يتعلق به من ربوع وديار، ولهْجِه بالصلاة والسلام عليه في مجالسه، وترداد حديثه الشريف بين جلسائه ومحبيه.

د- ومن ذلك الاتباع الكامل للحبيب المصطفى في سيرته وشمائله، في مأكله ومشربه وشأنه كله وكل عمل من أعماله يدعمه بشاهد من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وشمائله الشريفة.

3- حبه العلم، ومدارسته، ونشره له؛ من ذلك أنه:

أ- وضع جميع أبنائه في طلب العلم، ومن وجد فيهم النباهة من أبناء أحبابه، حتى أن أحدهم أحصى طلاب العلم في منطقته فوجدهم ما بين 60 إلى 100 طالب علم!!

ب- كان يربط أبناءه بالنصوص الشرعية، والأخلاق المحمدية؛ فيُقرئهم النصوصَ الشرعية، فيما يطلبون، ويتساءلون.

4- الزهد العملي في الدنيا والوظائف والمناصب: متمثلا الحديث الشريف: "ازهد في الدنيا يحبَّك الله، وازهد فيما عند الناس يحبَّك الناس"؛ لذلك شُغف به الناس حبَّا، فما ترى أحدا سمع به، أو عايشه، إلا ويذكره بالثناء الحسن، وذلك فضل الله على أحبائه وأوليائه.

5- العفة في حياته: فقد كان عفَّ اللسان، وعفَّ المطعم والمشرب. والملبس، فلم يطلب من الناس، ولم يتشوّف إلى ما في أيديهم.

6- اللطف المتناهي في تعامله: مع أهله، وذويه، وجلسائه، وفي رسائله.

7- رحابة صدره ونقاوة قلبه، رحمه الله:

يتجلى ذلك في حلمه، وأخلاقه العالية.

8- كرمه: من أخلاقه مع إخوانه ومحبيه، إطعامه الطعام لكل وافد عليه.

9- جمعه أنواع الطهارة:

أ- كان طاهر المجلس: لُا يذكر بين يديه أحد إلا بخير.

ب- طاهر السمع: فلا يُحبَّ أن يسمع عن أحد إلا بخير.

ج- طاهر اللسان: فما رأيته أولِع بِشتمٍ قط.

د- طاهر القلم: فما كتب بقلمه أذى مسلم قط.

هذه الصفات وُصف بها السلطان صلاح الدين - رحمه الله- وتحقَّق بها شيخنا الوالد رحمه الله.

*اللهم ارحمه رحمة واسعة، واجمعنا معه في أعلى عليين، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، واعقبه في أهله، وذُرِّيَّته، ومحبيه، والمسلمين خيرًا، يا أرحم الراحمين فأنت وليُّ ذلك، والقادر عليه.

13

(9) ترَدَّى: لبس. *الحُسن: الجَمَال. *سَمْت: خُلق وسلوك. *المسك: من أطيب أنواع العطور. *الشميم: الذي يُشَمُّ.

(10) جمال: حُسْن. *يوسفي: فائق. *هاشمي: محمدي. وفيه إشارة إلى انتسابنا إلى آل البيت الكرام عليهم السلام. *زانَ: زَيَّن وجَمَّل.

(11) طليق الوجه: ذو وجه هش بش. *ذو كرم: صاحب كرم. *تقوى: مخافة من الله تعالى. *حيي: صاحب حياء كثير. *ثقف: لبيب مهذب. *فهيم: كثير الفهم عظيمه.

(12) يقابل: يلقى. *بشر: ابتسامة. *ود: محبة. *خالص: صافٍ. *ندى: كَرَم. *يدوم: يستمر؛ أي حقيقي، لا تمثيل وتَصَنُّع.

(13) الآداب: ج أدَب؛ الشعر والنثر، وكل كلام ذو أسلوب رفيع راقٍ بليغ وفصيح. *الشعر: الكلام المُقَفَّى المَوْزُون ذو الأخيلة والصور والتشبيهات والعواطف والأحاسيس. *النثر: كل كلام جميل بأسلوب عال، غير موزون. *محفوظ عظيم: أي يحفظ كثيرا العلم والشعر والنثر والنصوص.

(14) قضى شهيدا: ارتقت روحه إلى الله بالشهادة في سبيله خلال غزو الأمريكان الهَمَج العراق الشقيق. *تُظلله: ترف فوقه، تعلوه. *الكرامة: العِزَّة، العَطاء الإلهي. *النعيم: الإكرام والإحسان ووجوهه وأنواعه.

(15) جاد: سخا وكرُم. *بنفسه: برُوحه. *سمحا: سهلا؛ بِطِيب نفس. *ريعان الشباب: أوله؛ فقد كان يومها ابن 23 سنة، بعمر الوُرود. *مقيم: موجود، حالٌّ، ساكن.

(16) يابه: يهتم. *حُطام: متاع الدنيا الفاني الزائل. *طمَّ: عَظُم، طغا. *البَلَا: البلاء، المُصيبة، المِحنة، الغَمُّ والحُزن، الجهد الشديد في الأمر. "الوسيط" 71. *بغا: تجاوز الحَدَّ بظلمه؛ ظلم كثيرا. *الظلوم: كثير الظلم.

(17) الهُوج: ج أهوج وهَوجاء؛ الأحمق الطائش، والحمقاء الطائشة. *بَهْرًا: عَجَبًا. *الصقع: المكان، الأرض. *الرافدان: نهرا الفرات ودجلة، وهما الفُرَاتان أيضا. *عثا: ظلم وأفسد وخرَّب.

*الغشوم: كثير الظلم الأهوج، والحرب؛ لأنها تنال غير الجاني، والذي يخبط الناس، ويأخذ كل ما قدر عليه. *"الوسيط" 653.

(18) دنَّسَهُ: نجَّسَهُ. *العلوج: ج عِلْج، الرجل من كفار العجَم الشديد القاسي الغليظ. وكان يستخدمها وزير الدفاع العراقي الأسبق الصحَّاف أيام العُدوان الأمريكي على العراق وغزوه، وهو استخدام رائع ومُوَفَّق.

*دمروه: هَدمُوا كثيرا من أبنيته وبيوته. *رغال: المقصود الخَونة العراقيون أعوان المُحتلِّ الأمريكي، أشباه "أبي رغال رمز الخيانة" المكي الذي دلَّ رجال أبرهة الحبشي ليغزو مكة والكعبة؛ فأصبح العرب فيما بعد يرجمونَ قبره بعدما فَطَس، -"وما أكثرهؤلاء الخونة في زماننا النحس هذا"-؛ قال جرير هاجِيًا الفرزدق:

إذا ماتَ الفرزدقُ فارجُموه               كما تَرْمُونَ قبرَ أبي رِغَالِ

*أقيموا: وُضِعوا، أتى بهم المُحْتَلُّ والغاصب الأمريكي؛ عُمَلَاء.

(19) *المُحتلّ: المُغتصب المُستعمر. *نُصبوا: وُضعوا من عُملاء أمريكا لِحُكم العراق الأبيِّ العزيز الغالي. *خوان: كثير الخيانة. *أثيم: كثير الإثم والمعاصي. *يليه: يحكمه، يُمسي واليا عليه.

(20) وُكلاؤه: ج وكيل؛ أي: هؤلاء الحكام الذي نَصَّبهم المحتل الأمريكي ليحكموا العراق، وينفذوا أوامره. *وضعوا: أقامهم المحتل والغزي الأمريكي. *بعمد: قصدًا، وليس مُصادفة. *روافض: ج رافضي؛ وهم الشيعة الإمامية الإثني العشرية الموجودون في إيران والعراق ولبنان وأفغانستان...؛ سمَّاهم بالرافضة سيدنا الإمام زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام، عندما ثار على حكم هشام بن عبد الملك وخرج معه عشرات الآلاف من الكوفة والبصرة وغيرهما، فسأله بعضهم قبيل المعركة وقبيل استشهاده سنة 123هـ قالوا له: ما قولك بأبي بكر وعمر؟ فقال: (هما حِبَّاي"حبيباي" أتولَّاهما وأحبَّهما، وأبغِض من يُبغضهما) فتركه أكثرهم وانصرفوا عنه فسماهم رافضة؛ لأنهم رفضوا مَحبَّة ونُصرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. وقاتل مع القليل الباقين معه حتى استُشهد وصُلب في الكوفة تلك السنة رحمه الله ورضي عنه. *يستديموا: يبقوا.

(21) لتخريب: لتدمير وإفساد. *تقسيم: تفرقة المسلمين والعرب. *أعِدُّوا: وُضعوا وهُيِّئوا. *شهد العموم: عامة الناس الشرفاء والعقلاء أقروا هذا الإفساد والتخريب الأمريكي للعراق.

(22) عاونهم: ساعدهم. *مَلالٍ: ج مُلَّا، شيوخ الشيعة في إيران. وكلمة "مُلَّا" فارسية وكردية وتركية تعني: الشيخ العالِم. *حوانِق: ج حانِق، وهو صاحب الحقد الذي لا يزول. *غلت: فارت، اشتدَّتْ. *سموم: ج سُمٍّ، وهو كل مادة قاتلة.

(23) مرامهم: قصدهم. *هلال رافضي ... : هدفهم كما اشتُهر عنهم إقامة منطقة رافضية "شيعية" يحكمونها من إيران إلى بلاد الشام، ويُذلُّون بها أهل السنة والجماعة، اللهم أبطِلْ كَيدَهم، وفَلَّ حَدَّهم.

(24) إلهي: يا إلهي! *رُدَّ: أرجِع. * كيدهم: تآمُرَهم وخُطَطَهُم. *لنحر: إلى عُنقهم كما في الدعاء النبوي المأثور المشهور: "اللهم إني أجعلك في نحورهم، وأعوذ بك من شرورهم". *دمر مكرهم: حطم كيدهُم وأبطله. *كيلا يقوموا: لكيلا ينهضوا.

(25) نصرك: أسألك اللهم نصرك. *خالقي: يا خالقي. *لمجاهديهم: الصادقين المحاربين في سبيل الله لإعلاء كلمته، ونشر دينه، ودفاعا عن أوطانهم وبلادهم. *العظيم: الإله الكبير.

(26) مُنَّ: تفضَّل. *جنان: ج جنة، البُستان. *عدْن: إقامة دائمة. *بارئي: يا خالقي! *الرب: مربي الناس ورازقهم ومُمِدُّهم. *الكريم: كثير الكَرَم.

(27) كذا: مِثلُ هذا. *رُفقاؤه: من كان رفيقا لأخي في جهاده الأمريكان المحتلين للعراق؛ من الشهداء في العراق. *قناديل الهُدَى: ج قِنديل، مصابيح الإسلام. *هم النجوم: هؤلاء الشهداء هم مصابيح للناس للاقتداء بهم في افتداء الإسلام والعرض والأوطان.

(28) أحبابه: مُحبوه وعارفوه. *سيدي: يا سيدي ومولايَ! *نعم الرحيم: نعم الإله الرحيم بالمؤمنين. (وكان بالمؤمنين رحيما*).

(29) أعْلِ: اِرْفَعْ هذه الراية، وأدمها خَفَّاقة. *راية الإسلام: علَمُه. *يا عليم: يا كثير العِلم، ويا مُحيطا بِعِلمه.

16

أنا وأخي محمد علي

العلاقة والمعرفة

تُعدُّ علاقتي بأخي الصغير محمد علي -رحمه الله- ومودَّتي له كبيرتين ووثيقتين لأسباب كثيرة، يرتبط كثير منها بعالم الأرواح، ومِغناطيس القلوب، وتشابه كثير من الطباع والأخلاق، أكثر من ارتباطها بعالم الأشباح ووشائج القرابة والنسب، وقبل هذا العالَم؛ على حد قول الشاعر لله دَرُّهُ!

نَحنُ اللَّذانِ تَعَارَفتْ أرواحُنَا             مِن قبلِ خَلْقِ اللهِ طِينَةَ آدمِ

*موجز معرفتي بمحمد علي "أبي مُصعَب":

أما معرفتي التفصيلية الحِسِّيَّة به فتُعدُّ ضئيلة لأسباب عدة؛ أهمها:

1- فارق السن الذي بيننا وهو 12 سنة؛ فهو من مواليد 1980م.

2- عدم التقائنا ببعضنا كثيرا بسبب دراستي في "دار الأرقم الشرعية" الداخلية في مدينة منبج وانتسابي إليها منذ السنة الأولى لولادة أخي محمد علي سنة 1980م، ودوامي فيها ست سنوات متواصلة عدا أشهر الصيف.

3- بعد تخرجي في دار الأرقم سنة 1986م التحقت بالجامعة في "كلية الدعوة الإسلامية" بدمشق، وقضيت فيها أربع سنوات مُتواصلة ما بين 1986- 1990م، عدا شهور الصيف منها.

4- ما بين 1981- 1990م كنت أزور أهلي ضيفا في كل نحو شهرين مرة لنحو يومين كل مرة، وفي العطلة النصفية أو الأعياد لنحو أسبوع في العيدين، وعطلة الربيع لنحو أسبوعين، وفي الصيف بضعة عشر يوما.

5- ما بين سنتي 1990- 1992م عملت إماما وخطيبا في "أبو رويل" جنوبي حلب "منطقة تل الضمان" لأشهر قلائل، ثم في قرية "الباروزة" الواقعة شمالي مدينة "الباب"، وهي التابعة لناحية "أخترين" ومنطقة أعزاز شمالي حلب، لنحو سنة ونصفها.

6- ما بين 1992- 2003م -"وهي سنة استشهاد أخي محمد علي في العراق"- سافرت إلى الإمارات، وعملت فيها إماما وخطيبا ومدرسا ومدققا لغويا طيلة هذه المدة وما بعدها حتى عدت إلى سورية مع الثورة المباركة.

7- زرت سورية خلال تلك الفترة 3 مرات فحَسْبُ هي في سنوات: 1994م، 1995م، 1997م. ثم انقطعت عنها 14 عاما أخرى.

*تفصيل معرفتي به:

أما معرفتي التفصيلية بأبي مصعب -وهي الكنية التي كناه بها والدي رحمه الله، والذي كان يكني أغلب أولاده منذ صغرهم امتثالا للسنة النبوية الشريفة- فتعود إلى ولادته سنة 1980م في قرية "حية صغيرة؛ إذ كنت حينئذ في الصف السادس الابتدائي، أو تخرجت فيه، وسجلني والدي في مدرسة "دار الأرقم بن أبي الأرقم الشرعية" بمنبج.

*نشأ محمد علي وترعرع وأنا في الثانوية الشرعية بمنبج، وكان والدي الشرطي محمد السيد قد انتقل سنة 1981م إلى أبي كهف، وظل فيها حتى انتقل منها إلى منبج عام 1988م.

*استِطْرَاد بِذِكْر حادثة طريفة لا تُنسى؛ طرد والدي لي من البيت بسبب عشقي للشعر، وزيارتي دمشق لأول مرَّة؟!

في سنة 1983م وكنت حينها في الصف الثالث الإعدادي الشرعي بمنبج وفي عُنفوان سن المراهقة ضاق والدي رحمه الله بي ذرعا بسبب حُبي بل عشقي للشعر واقتنائي لكثير من داووين الشعر المختصرة التي كانت تطبعها "دار كرم اللبنانية"؛ فتراجعت في دراستي من الدرجة الثانية إلى الدرجة الرابعة؛ فقامت قيامة والدي في صيف ذلك العام، وبعد ظهور نتائج "دار الأرقم الشرعية" مدرستنا، وجُنَّ جنون والدي، وكان قد نصحني مرات عديدة بأن لا أشتري تلك الدواوين، ولا أنشغل بالشعر عن دراستي واجتهادي في تحصيلي العلمي والشرعي، وكان يقول لي: "يا بني انته من دراستك في الثانوية الشرعية وسأشتري لك كل دواوين الشعر".

فكنت أسمع نصائحه لبعض الوقت، ثم أنسى وأرجع إلى هَوَس شيطان الشعر، وحُمَيَّا ذلك الفن الساحر فأعب منها حتى الثُّمالة، مع دراستي للعلوم الشرعية والعربية في دار الأرقم بمنبج.

وكأنَّ كلماتِ أبي رحمه الله كانت حَضًّا لي على التمسك بالشعر، والتضلع منه، إلى درجة إدمانه اللذيذ كإدمان أصحاب المخدرات والقهوة "الخمر"، أو تحريضا عليه وإغراء، على حد قول أبي نواس غفر الله له:

دع عنكَ لَومِي فإنَّ اللَّومَ إغْرَاءُ         و داوِنِي بِالَّتِي كانت هِيَ الدَّاءُ

فنسخت ديوان الشاعر الإسلامي محمد منلا غزيل كاملا من عند أستاذنا محمد صبحي مغربي، واشتريت كثيرا من دواوين الشعراء المُختصرة من طبع دار كرم بلبنان، وحفظت قصيدة سيد قطب رحمه الله "أخي أنت حر وراء السدود" كاملة من أحد أعداد مجلة "حضارة الإسلام" الدمشقية، وكان أحمر، ونسجت على منوالها أول قصيدة لي وهي:

أخي! قم وجاهد لرب و دين         و سيرن على منهج الصالحين

كما صرت أطالع ما هو موجود من دواوين الشعراء الموجودة في مكتبة دار الأرقم مدرستنا الضخمة كديوان حسان بن ثابت والمتنبي والبهاء زهير وديوان عنترة وابن الفارض ... .

وكنت أستعير وأشتري أحيانا أعدادا من مجلة حضارة الإسلام من الأستاذ أسعد سمور، وأقرأ ما فيها من أشعار للغزيل، وعبد الله عيسى السلامة، وشريف القاسم، وغيرهم.

هذه الأمور وغيرها جعلت كيل أبي يطفح، وغضبه يُستشاط؛ فحلف علي ذات ليلة من ليالي صيف 1983م ألا أبقى في البيت ولا يوما، وهدَّدني إن بقيت؛ فما كان من أمي رحمها الله إلا أن تبكي وتتوسَّل إليه أن يعفو عني فرفض رفضا تاما، وأصرَّ على تهديده ووعيده؟؟ّ!!

فوقعت في حيرة من أمري، وأصبحت أضرب اخماسا بأسداس!! ماذا أفعل وأنا طفل وغر مراهق، لم يسبق لي أن أسافر خارج بلدي منبج، سوى زيارة بعض أقربائنا في الرقة؟!

وبعد برهة من التفكير وتداول المشاورة مع والدتي عزمت على السفر إلى قرية والدي "القره داشلية؛ السويدة" الواقعة على "نهر الساجور" والتابعة لمنطقة "جرابلس"، والكائنة شمال غرب مدينة منبج على بُعد نحو 20 كم.

فأخذت حسبي الله ونعم الوكيل، وأعطتني أمها الرؤوم رحمه الله رحمة واسعة نفقة وأجرة طريق وفي الصباح الباكر، عند نحو السادسة صباحا ركبت حافلة أبي كهف المُنطلقة إلى منبج، ومضيت إليها.

ونزلت من تلك الحافلة، واتجهت إلى سيارات الساجور ناحية "الغندورة"، واستقللت إحداها، وذهبت إلى القرداشلية عند أقارب والدي من آل السيد.

ومكثت عندهم أياما، ونويت بعدها الذهاب إلى دمشق الشام حَرَدًا من والدي، واحتجاجا على طرده لي، وللعمل هناك مُدَّة من الزمان.

فنسَّقْتُ مع بعض أهل قريتنا للسفر إلى دمشق للعمل معهم، وأذكر أنهم كانوا من بيت "جَمَاع"، جزاهم الله خيرا.

وفي صباح اليوم التالي انطلقنا بحافلة القرية إلى منبج، ومنها إلى حلب فدمشق، وكانت رحلة ماتعة وغريبة؛ فكاني كنت في الجنة فخرجت منها، لكني وجدت في ذلك تجربة مختلفة، وعالما آخر فيه الحذر والخوف الشديد من المجهول والاعتماد على النفس هو سيد الموقف!

وأذكر في الطريق شيئا لا أنساه وهو أننا رأينا بعض آثار حرق وتدمير مدينة حماة التي كان دمر كثير منها وأحرق بالقصف بالطيران، بعد المجازر الوحشية المُرَوِّعة التي نُكبت بها وراح ضحيَّتها نحو 30 ألف إنسان على الأقل،وكان ذلك قبل نحو سنة ونصفها من رحلتي هذه إلى دمشق في شباط من عام 1982م.

ووصلنا إلى دمشق، وذهبت رفقة أصحاب إلى حيث يسكنون في الميدان في "حي القدم" منها، أو "الكسوة"، أوصحنايا؟

وعملت في تلك الرحلة العجيبة الغريبة -التي كانت كأنها خارج الدنيا- عملت خمسة أيام في البناء والإسمنت ثلاثة منها في أبنية للمجرم "رفعة الأسد"؛ فكان الحرس يأخذون هُويَّاتنا عند الدخول، ولا يُعطوننا إيَّاها إلا عند الخروج، ورأيت في هذه الأيام نجوم الظهر كما يقال من التعب والإعياء الجَسَدِيَّين، تحت شمس حزيران أو تموز المُحرقة!

وأذكر كنا نخرج إلى "باب مُصَلَّى" بدمشق إلى سوق العُمَّال لنجد صاحبَ عملٍ ياخذنا فنعمل عنده بعد ساعة أو ساعتين من الانتظار، وقد لا نجد.

ومن نعيم هذه الرحلة أني تعرفت فيها إلى الجامع الأموي بدمشق؛ فزرته، وحضرت درسا للشيخ عبد الحكيم المُنَيِّر، كما زرت مكتبتَي الإحسان والغزالي بالفحامة قرب "مسجد زيد بن ثابت"، واشتريت بعض الكتب.

وبقيت ثمة حتى جاء ابن عمي الأستاذ محمد فؤاد السيد -بلَّ اللهُ بالرحمة ثراه- فاخذني من الشام، وأرجعني إلى بيت والدي، بعد تشَفُّعِه لي عنده.

20

*عودة للحديث عن معرفتي بمحمد علي:

فكنت آتي إلى أهلي في الإجازات الصيفية والنصفية والأعياد؛ فأرى محمد علي الطفل المَرِح الذكِيِّ الحَيِيّ يكبُر يوما فيوما، ولدى السابعة بدأ الدراسة الابتدائية في مدرسة أبي كهف حوالي عام 1986م.

*ثم ما بين 1987- 1990م انتسبت إلى "كلية الدعوة الإسلامية" بدمشق وداومت فيها أربع سنوات متواصلة عدا عطلها الصيفية والنصفية وعطل الأعياد الإسلامية في الفطر والأضحى؛ فكنت في هذه المناسبات أزور أهلي وأرى بينهم لفترات قصيرة أخي الغلام الفطن الحاذق اللمَّاح محمد علي أبا مصعب -الحليم ذا الابتسامة المشرقة والساحرة، والمحبوب من كل أفراد أسرتنا- ينمو ويناهز الحلم.

قلت: كنت أراه لفترات قصيرة؛ لأني كنت أقضي بقية عطل الصيف في العمل لنفسي ولمساعدة والدي في تلك العُطل؛ إذ لم أكن أطيق القعود في البيت من غير عمل؛ فنزلت إلى سوق العمل في العطل الصيفية منذ صيف عام 1984م؛ فبدأت العمل خطيبا في أحد مساجد الرقة عام 1984م بمساعدة بعض أولاد عمي ثمة حصلت عليها، وكانت أولا خُطبة جُمعة.

*أول خطبة جمعة لي في الرقة:

ومما أذكره ولا أنساه أنني ألقيت أول خطبة جمعة في مدينة الرقة، وكنت أرتجف فيها، واحمر وجهي فأصبح كحبة البندورة كما يُقال، وأذكر أنها كانت مكتوبة على ورق رقيق شفاف، بالأزرق، وكان عُنصر الأمن والمخابرات ينتظر انتهائي منها ليأخذها منِّي؟!

*ثم عملت إماما وخطيبا ومعلما للقرآن، في ريف الرقة في "خس عالج - الحَوَس" شرقيها، ثم في "بانص" جنوبي حلب، وقرب "العيس" وقبل قرية "حوير العيس"، قرب "ناحية الزربة".

كما عملت في الإمامة والخطابة وتعليم القرآن في بلدة "أبي الظهور" بمساعدة الشيخ ياسين الويسي الحيدري -رحمه الله- في أحد الرمضانات عام 1989م. ثم عملت في قرية الرصافة شرقي سراقب، وعملت في أحد الرمضانات إماما وخطيبا في قرية "بَدَّا" في ريف دمشق قرب "تل منين".

21

وعملت أخيرا في قرية "أبو رويل" جنوبي حلب في "تل الضمان"، عام 1990، ثم في قرية "الباروزة" جنوبي أخترين ما بين 1991- 1992م.

*تسجيل أبي مصعب في "المدرسة الكلتاوية":

في صيف عام 1991م سافر والدي أبو السيد رحمه إلى الحج، وقبل سفره أوصاني بتسجيل أخي محمد علي في "دار نهضة العلوم الشرعية؛ الكِلْتَاويَّة" بمدينة حلب الشهباء.

وكنت حينها إماما في قرية "الباروزة" شمالي الباب.

فأتيت إلى أهلي بمنبج وزرتهم، ثم اصطحبت محمد علي معي إلى قرية الباروزة، وبقي لدي أياما ثم أخذته إلى "أبي فاروق" الشيخ أحمد بن محمد النبهان لتسجيله ثمَّة في المدرسة الكلتاوية؛ التي كانت لها هيبة، وكأنها ثُكنة عسكرية؛ للتشديد الذي فيها من إدارتها عامة، وأبي فاروق خاصَّة.

ثم دخلنا الكلتاوية وسجلته فيها، وأجروا له امتحانا نجح فيه بفضل الله، أظنه نجح في ذلك الامتحان بامتياز.

وسلك في عداد طلاب الكلتاوية وداوم فيها ست سنوات متواصلة، ما بين 1992- 1997م، وتخرج فيها، وكان فيها من الأوائل والمُبرِّزين.

وفي السن التالية سنة 1992م سافرت إلى الإمارات وعملت ثمة إماما وخطيبا ومُدرسا ومُدقِّقًا لُغويًّا "مُصَحِّحًا" في صحيفة "الخليج" فيها.

وكنت اتواصل مع محمد علي من خلال مُراسلتي لأهلي عامة، أو من خلال مُراسلتي إياه هو خاصة، او مُراسلته لي -"كما حصل عام 2000م في رسالته التي سأوردها لاحقا إن شاء الله"- أو من خلال رؤيتي له في زياراتي إلى سورية؛ فرأيته 3 مرات في أعوام 1994، 1995، 1997م، ثم لم أعد أستطيع المجيء إلى سورية لعدم دفعي بدل الجيش؛ فظللت في الإمارات، حتى زارنا فيها عام 2001م.

*زيارة محمد علي للإمارات وعمله فيها:

وفي شهر 10/2001م أخرجت لأخي محمد علي "تأشيرة زيارة" وكنت أعمل خطيبا في دبي، وأسكن مع أسرتي في غرفة واحدة فقط، في "مسجد بن سالمين" في القُصَيص" من دُبَيّ.

قبيل مجيء محمد علي اتصلت به فقال لي: هل تريد شيئا من سورية؟ قُلت له نعم، أريد كتابين:

1- "كنوز الذهب في تاريخ حلب" للمحدث والمُؤرخ المعروف أبي ذر سبط ابن العجمي الحلبي ت 884 هـ.

2- "موسوعة حلب المُقارنة". لخير الدين الأسدي.

وسبب اختياري الكتاب الأول لما سمعت وقرأت عن "قصيدة الفراسة" المشهورة لأحد الشعراء، وكما ذكر الشيخ كامل الغزي أنه لم يجدها سوى في كتاب "كنوز الذهب" لأبي ذر، وهي القصيدة التي يذكر فيها صاحبها المجهول أغلب عيوب أهل البُلدان.

وذكر الشيخ الغزي أن العلامة الشيخ طاهر الجزائري طلبها منه فضَنَّ بها عليه ولم يُعطها له، وأن الجزائري رآها مرتين، إحداها لدى الغزي.

وهي وإن لم يصدق بعضها، وبعضها الآخر قد تغير كما يقول الشيخ كامل؛ فهي تبقى طريفة، وتعطي صورة عن أدب العصر الذي قيلت فيه، ورجَّح أن يكون القرن الرابع أو الخامس الهجريين؟

وسأوردها -إن شاء الله- كاملة لطرافتها ونُدرتها.

*وأما الكتاب الثاني فلكوني بدأت الكتابة عن تاريخ منبج منذ قدمت إلى دولة الإمارات عام 1992م، واقتنيت عددا من تواريخ حلب كنهر الذهب للشيخ كامل الغزي، وإعلام النبلاء للشيخ راغب الطباخ، وزبدة الحلب مختصر بُغية الطلب لابن العديم، والزبد والضَّرَب، وتاريخ حلب للعظيمي، ومحافظة حلب لـ د. عبد الرحمن حميدة، و"حلب القديمة والحديثة" لعبد الفتاح رواس قلعجي، وغيرها.

وسمعت وقرأت عن أهمية موسوعة حلب للأسدي وانه دون فيها كل ما يتعلق بحلب من لهجة، وأطعمة، وأشربة، وعادات وتقاليد، وأغان، وأمثال شعبية، وهنهونات الأمهات وأغانينهن لأطفالهن، وما يتعلق بكل سكانها المسلمين والنصارى واليهود، ....

وأنه قضى سحابة عمره جلها في تأليفه، وأنه يقع في 7 مجلدات، طبعتها "جامعة حلب بعد وفاة مؤلفها، وكرَّموه بعد وفاته؟! وسمَّوا شارعا في حلب باسمه، كل ذلك بعد وفاة هذا المؤلف العظيم المِسكين؟!

*ووصل محمد علي الإمارات:

بعد استصدار تأشيرة زيارة لأبي مصعب اتصلت به فأخبرني بموعد حجزه ووصوله مطار دبي على ما أظن في شهر 10/2001م، فذهبت لاستقباله، وفرحنا فرحا غامِرًا بوصوله أنا وأولادي، ورحبنا به، وسكن معنا في "جامع بن سالمين" لكن لضيق السكن، جعلناه ينام في المسجد.

وجلب معه الكتابين العزيزين علي جدا واللذين انتظرتهما بفارغ الصبر لسنوات، وجلب معهما كتابا آخر هدية خاصة منه لي -جزاه الله خيرا ورحمه- هو كتاب "العلامة خير الدين الأسدي" للأستاذ البحاثة والأديب عبد الفتاح رواس قلعجي، وكان حدَّثني كثيرا من قبل عن الأسدي، وأهمية كتابه وموسوعته المذكورة، وغيرها من كتبه عن حلب.

وأعظم ما يُهدى إليَّ وأحبُّه إلى قلبي خيرُ جليس"الكتاب"؛ الذي قال فيه شاعر العرب الأكبر أبو الطيب رحمه الله:

أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابِحٍ         و خيرُ جَليسٍ في الزَّمَانِ كِتابُ

ومما كنا نتناوله من أطراف الحديث والثقافة في السهرات بعدما قدم إلينا بعض أشعار وقصائد الشاعر العظيم أبي الطيب المتنبي الذي كان يحفظ كثيرا من ديوانه، وعن المفكر والكاتب الإسلامي العظيم د. محمد محمد حسين صاحب الكتب الثلاثة العظيمة: أ- "حصوننا مهددة من داخلها" والذي كان الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي -رحمه الله- كثيرا ما يرجع إليه، وينصح بقراءته واقتنائه.

ب- "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر". وهو مُهم وفريد في بابه.

ج- "الإسلام والحضارة الغربية": وهو كتاب رائع عرَّى فيه صاحبه كلا من الشيخ محمد عبده، وشيخه جمال الدين الأفغاني وأظهرهما على حقيقتهما، وأنهما كانا مُخرِّبَين وعميلين للإنجليز، وليسا مُصلحين كبيرين كما روَّج لهما مؤرخو العرب العلمانيين في العصر الحديث؟!

بين ذلك ووضحه في نحو 40 ص، كنت صوَّرتها لأخي محمد علي ليطلع عليها، ففعل، وكتب اسمه عليها، وما زالت عندي.

24

*عمل أبي مصعب مصححا في جريدة الخليج:

بعيد وصول محمد علي إلى الإمارات فكَّرتُ في أن أجد له عملا فيها، ولم يكن أمامه سوى مجالين، لا ثالث لهما هما:

1- إما أن يعمل إماما وخطيبا في أحد المساجد. ولا سيما أني عملت من قبل إماما وخطيبا في رأس الخيمة، ودبي، وأنا الآن أعمل خطيبا بدبي.

2- وإما أن يعمل مصححا في أحد صحفها، وقد سبق أن عملت في صحيفة "الخليج" بالشارقة، قبل نحو سنة من مجيء محمد علي.

أما المجال الثالث الذي كان يعمل فيه كثير من السوريين والمصريين وهو التعليم في المدارس؛ فقد كان غير مُمكن لأخي لاشتراطهم الخبرة في التدريس، وهي التي لم تكن لديه.

فسعيتُ له أولا للعمل في صحيفة "الخليج" فاتصلت ببعض معارفي فيها وذهبنا إليه؛ فقال: ليعمل امتحانا في "التصحيح" للقبول، وسنُخبركم بالنتيجة فنتصِل بكم فيما بعد.

وبعد أيام اتصلوا بنا، وقالوا: لِيَأتِ محمد علي لِلدوام في الجريدة مُصحِّحًا.

فبدأ العمل بها في نحو شهر 11/2001م، وظل حتى نحو 4/2003م.

*ومما أذكره أيام مجيء محمد علي للإمارات أنني كنت أكتب بحثا -كُلِّفتُ به- حول "الزواج والطلاق والعادات الاجتماعية" الحسنة والسيئة المرتبطة بهما، وموقف الإسلام من تلك العادات، مع الأدلة.

فكنت أكتب مُسَوّدة ذلك البحث، وكان محمد علي يُبَيِّضه لي رحمه الله.

*آخر العهد به وذهابه إلى العراق واستشهاده ثمة:

قبيل ذلك وفي حوالي شهر 4/2003م، وبعيد غزو الأمريكان للعراق، زار بعض إخوته في الإمارات، لنحو يومين، وكان مهموما مغموما جدا؛ لما حصل لإخواننا في العراق من نكبة غزوه من قبل الأمريكان، حتى إنه لم يكن يطيق رؤية نشرة الأخبار، وكان أخي ذاك يأتي إليه بين الفينة والفينة فيجده قد أطفأ التلفاز.

25

يقول هذا الأخ: وقد جاءني -على خلاف عادته- بِمِفْضَلة "بيجامة" عِنَّابِيَّة حمراء "رمز الدم"، دلالة على تحمُّسه للذهاب إلى العراق.

ثم رجع إلى عمله في صحيفة الخليج بالشارقة، وبعد أيام كتب إليه رسالة في الهاتف يقول فيها: "لا بد من اتخاذ القرار الصعب"؟!

ثم سافر إلى سورية مرة أخرى بُعيدها، لكن إلى دمشق، ومن هناك رتَّب مع بعض الإخوة، وذهب إلى العراق، هكذا قيل لنا؟

لكنه في هذه المرة لم يزُر أهلي، بل كانت مرحلةً للذهاب إلى العراق.

ثم ذهب من ذهب إلى العراق وجاهد هناك في قتال الأمريكان، ومنهم من استشهد، وجاء خبره، ومنهم من رجع حيا.

*أما أخي محمد علي فلم نعثر على خبر عنه.

مع العلم أنه لم يكن لديه خبرة في القتال، ولم يتدرب على استخدام السلاح؛ فهو من أرباب الفكر والقلم كما يقال، ولم يخدم في الجيش السوري؟!

*هناك من يقول إنه استُشهد في معركة المطار؟

*ومن قائل: إن الذين ذهبوا من سورية إلى العراق لم يُهتم بهم، ووُضعوا في مُخيَّمات مكشوفة من غير حماية أو حراسة؟! فكانوا لُقمة سائغة للقوات الأمريكية؛ لذا فقد قضى أكثرهم شهيدا، ولم يعُد منهم إلا القليل؟!

وهكذا انطوت صفحة أخي محمد علي أبي مصعب، ومضى إلى الله شهيد حميدًا، دفاعا عن الدين والعرض والوطن، رفع الله مقامه في عِلِّيِّين، آمين.

*موقف مُحزن بعد سنوات مع والدتي رحمها الله بعد استشهاده:

أذكر أنني في نحو عام 2006 م أو 2007م كنت أكلِّمُ والدتي عبر الهاتف من مدينة العين بالإمارات، ولما انتهيت من المُكالمة قلت لها: أُمِّي من فضلكِ أعطيني مُحمَّد علي كي أكلمه -"أنا أخطأتُ؛ فبدلَ أن أقول لها: أعطيني محمد نجيب لأكلمه، قلت لها: أعطيني محمد علي لأكلمه؟!"- فانفجرت أمي عِندَها باكيَةً -رحمها الله- وهي تقول: "أين محمد علي يا بُنَيِّ لقد راح يا حسرتي، أين محمد علي لقد راح يا حسرتي"؟!

26

نبذة عن حياته

محمد علي السيد

*اسمه ونسبه: هو محمد علي بن محمد بن كدرو السيد.

*سمَّاه والدي بهذا الاسم لحبه الشديد للعارف الشيخ محمد علي المسعود.

*والده:

adsfsd10305.jpg

محمد السيد

*والدنا هو سيدي: محمد بن كدرو السيد؛ المعروف بـ "أبو السيد".

*وهو الشرطي محمد السيد؛ أبو السيد الدملخي، من عشيرة الدمالخة الببكر الشاملين، المنتسبين لآل البيت الكرام عليهم السلام.

وهو من قرية "السويدة؛ قره داشلية" التابعة لناحية "الغندورة" منطقة "جرابلس"، الكائنة شرقي محافظة حلب، والتابعة لها.

*ولد سنة 1940م بقرية "السُّوَيدة"؛ وهي معرب قرية "قره داشلية" التابعة لناحية "الغندورة"- منطقة "جرابلس" التابعة لمحافظة حلب.

*توفي سنة 2015م بمدينة منبج، عن زُهاء 75 سنة، رحمه الله تعالى.

*عمل في سلك الشرطة الخَيَّالة ثم المُشاة أكثر من رُبع قرن من الزمان؛ كان فيها مثال الشُّرطي النزيه العفيف المُستقيم، والبعيد عن الرشوة والانحراف عن منهج الله تعالى.

*تقاعد من وظيفة الشرطة سنة 1989م، وأقام بمدينة منبج حتى وفاته.

*الحديث عن والدي رحمه الله يطول، وقد شهد له الكثير من الناس العدول بالصدق والاستقامة، والثقافة والاطلاع الواسع، وأساتذتي الفضلاء وإخوانه في الله، وأبناؤهم المنصفون يعرفون ذلك.

فقد عُرف بتدينه ونزاهته وعدم قبوله للرشوة طيلة حياته في سلك الشرطة الذي خدم فيه زهاء ربع قرن من الزمان.

- لقد ربانا رحمه الله تعالى على التقوى والصدق والأخلاق الحسنة، وعلمنا القرآن الكريم أنا وإخوتي وأخواتي، وكان يمنعنا ونحن أطفال من اللعب بعيدا عن البيت كيلا نخالط أبناء القرى الفاسدين فنتأثر بأخلاقهم، وقد كان يعاقب من يتكلم بكلمة من كلامهم الفاحش أو النابي القبيح.

- كما ربانا على المعارضة الحقيقية لكل مُخالف لشريعة الإسلام السمحة؛ كحزب البعث الفاجر، ونظام حافظ الأسد والشيوعيين ... .

- كان رحمه الله-"أثناء خدمته في الشرطة"- تقيا ورعا لا يقبل رشوة ولا هدية من أي شخص كائنا من كان، ولا يقبل دعوة طعام مِن كُل مَن يتبع المخفر "المركز" الذي يعمل فيه، وقد كان يردُّ الهدايا المقدمة إليه، وكان يقبل بعض ما يقدم إليه أحيانا قليلة بعد إلحاح شديد بثمنه الحقيقي في السوق، وكان يقول للناس المُهدين: بعدما أنتقل من هنا إلى مكان آخر أقبل منكم كل الهدايا ولو كانت بالملايين"؟!!.

- بل إنه ربَّانا على عدم أخذ شيء من أحد، ولا سيما ممن كان يأكل الحرام من زملائه الشرطة؛ حتى كأس الشاي، وكم كنا نأخذ له الطعام أو الشاي إلى المخفر كيلا يشرب من شاي الشرطة المشوب بالحرام.

- كان جلدا على المطالعة؛ فقد كان يطالع في كل يوم بضع ساعات أو أكثر، ولا سيما بعد تقاعده، وفي رمضان كان يختم القرآن مرات عدة. وقد قرأ عددا من الكتب المطولة كاملة"وبعضها قرأها مرتين"؛ كتفسير القرطبي وفي ظلال القرآن وتاريخ الطبري والبداية والنهاية، وأضحت مكتبته عامرة بالكتب المتنوعة حتى الفلسفة والطب؛ فمن كتبه المُقتناة نشأة التفكير الفلسفي في الإسلام للدكتور علي سامي النشار، والطب النبوي والعلم الحديث 3 مج للعالم البحاثة الشيخ والطبيب الحلبي الشهير محمود ناظم النسيمي، وكثير من كتب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وأستاذنا الدكتور شوقي أبو خليل، والشيخ عبد الله سراج، والشيخ د. عبد الحليم محمود، ود. علي الصلابي، وغيرها الكثير.

*هذا وقد ربَّانا على حُب الكتب ومطالعتها والصبر على ذلك، والعِناية بها في اقتنائها وتجليدها، وطريقة حملها والإمساك بها.

12- كان يعشق دراسة العلوم الشرعية والعربية، ويتحسر على عدم دراسته لها دراسة منهجية مدرسية؛ لذلك درَّسنا إياها "نحن أكثر أبنائه"؛ فقد درس 5 من 7 منا هذه العلوم في دار الأرقم والكلتاوية. فجزاه الله عنا خير الجزاء.

*كما سجل العشرات من أبناء أصدقائه ومعارفه، في المدارس والمعاهد الشرعية، في منبج، وحلب، وتركمان بارح، والحسكة، والمعرة.

13- كان يُحب الصالحين والعلماء العاملين ويزورهم -وإن بعُدوا- ويتبارك بهم ويطلب دعاءهم ويدعو بعضهم؛ كالشيخ حسين العيشاوي في "دير حافر" جنوب منبج، والشيخ محمد علي المسعود في الباب، والشيخ أحمد الحصري والشيخ محمد خير أبو النسر في المعرة، والشيخ زيدان في حفسرجة بإدلب، والشيخ عبد الرحمن البكري في "منغ" قرب أعزاز، والشيخ جمعة أبو زلام، وبعض أساتذتي الكرام في منبج؛ كالشيوخ: عبد الرحمن بكور "ريحاوي" و يوسف الحوت، و الشيخ جميل كسر، ومحمد صبحي المغربي، والأستاذ الأديب و الشاعر الكبير محمد منلا غزيل نابغة منبج وداعيتها الحكيم، وسواهم، رحم الله من مات منهم، وحفظ من بقي.

14- كان زاهدا في الدنيا، مُقبلا على الآخرة، حريصا على وقته، لا يُحب أن يُضيع دقيقة منه بلا فائدة؛ من قراءة أو ذكر أو قرآن أو عمل مهم، ولذلك مات ولم يَقتن جهاز الرائي "التلفزيون"؛ بل كان يرى حُرمته!  

*كما كان لا يحب الحديث كثيرا عن الدنيا والأموال والأطعمة والأشربة والبناء والأثاث، ويكره ذلك من مُجالسيه، وقد ربَّانا على ذلك،

وأكثر ما يَسُرُّه الكلام في العِلم، وسِيَر الصالحين الربَّانيين.

15- كان مُغرما بالشعر العربي، ويحفظ المئات بل الآلاف من أبياته، وكم كان يكتب لنا في العُطل الصيفية في المرحلة الابتدائية من الأبيات في دفاترنا؛ لنتدرب على الخط العربي، والكتابة العربية.

*من الأبيات التي كان يرددها كثيرا، بيت أبي تمَّام:

إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا             من كان يألفهم في المنزل الخشن

*وقول الإمام الشافعي رحمه الله:

تموت الأسد في الغابات جوعا               و لحم الضأن يُرْمى للكلاب

وعبد   قد   ينام   على حرير               و ذو نسب ينام على التراب

*وقول الشاعر:

إذا انتسبت لآباء ذوي نسب           قالوا صدقتَ، ولكنْ بئسَ ما وَلَدُوا

*وقول آخر:

ورثنا المجد عن آباء صدق             أسأنا   في جوارهم الصنيعا

*وقول آخر:

حَيَّاكَ مَن لم تَكُنْ تَرجُو تَحِيَّتَهُ             لَولَا الدَّرَاهِمُ ما حَيَّاكَ إنْسَانُ

adsfsd10306.jpg

والدي في شبابه، ويساره ابنه المُؤلِّف، ويمينه أخي محمد كمال

*والدته:

فاطمة الخطيب

*والدتنا هي: أم السَّيِّد: فاطمة بنت الشيخ عيسى بن أحمد الخطيب، الصُّورانِيّ، الأعزازيّ (1919- 1994م) العالم والشاعر والفرضي والمدرس والإمام والخطيب، من عشيرة النعيم التوبلس، المعروفة بانتسابها لآل البيت الكرام عليهم السلام.

adsfsd10307.jpg

جدي لأمي الشيخ الشاعر عيسى بن أحمد الخطيب

كانت أمي رحمها الله زاهدة متقشفة، تقية، حيية، كريمة، نظيفة، ماهرة في الطبخ والخياطة والنسيج، وأعمال البيت، حسنة التدبير والرعاية لأمور بيتها وأولادها، وزوجها.

كما كانت مُثقفة مع أنها لم تدرس سوى الابتدائية، وتحفظ وتردد كثيرا من الحِكَم والأشعار والأناشيد، وتحب سماع الشيوخ محمد صديق المنشاوي، ومصطفى إسماعيل، ومحمد رفعت، ومنصور الشامي الدمنهوري، وغيرهم، وتعرفهم وتُميِّزهم من أصواتهم.

كما كانت تُتابع دروس وخطب عدد من المشايخ، والبرامج المفيدة عبر المذياع؛ إذ لم يكن والدي يقبل بوجود الرائي "التلفزيون" في بيتنا.

*من البرامج التي كانت تُتابعها: برنامج "من وحي الهداية" لمروان شيخو.

*وكانت تحفظ بعض الأناشيد، ومما كانت تنشده لنا:

في ليالي البدر           يحلو     سمري

و نشيد   الشعر           تحت     الشجر

*ومنها:

أنت   يا   ثوري   قويُّ           صانك     اللهُ       العَلِيُّ

لا   تقل :   إني   شقي           إن   بعد   العُسر   يُسرًا

خلق   الرحمن     خلقا           وبرى في الأرض رزقا

شُقَّ عنه الأرضَ شَقًّا           رزقنا   خير ،   و أبقى

*ومنها نشيد: "أمانًا أيها الطفل" على لسان "عصفورة":

أمانا   أيها   الطفل                 و عطفا   أيها الطفل

ألا لا تمشِ كالوحش                  تمد الكف ؛ للبطش

بأفراخي ، و بالعُشِّ

تَذكَّرْ   حُزنَ أهلِيكَا                   إذا   أخفاكَ   مُخفِيكَا

فإنَّ   الأمَّ   تَبْكِيكَا                   وعنكَ الدَّهْرُ لا يَسْلُو

*مما كانت تقوله لنا: 1- "الله ما شافوه، بالعقل عرفوه".

2- "يا بنيَّ اللِّي بِعاشِر الأجرب بيجرَب".

3- هذا الأمر بسيط، ما بِدُّو قالَ يقولُ".

4- "فلان عنده مال لا تُحرقه نيران".

5- "خبِّي قِرشك الأبيض ليومك الأسود".

6- "اعمل بقرش وحاسب البَطَّال".

*مولده: أبصر النور في قرية "حيَّة صغيرة - شرقي منبج" يوم 26/1/1980م، إذ كان والدي يعمل شُرطيا في مخفرها حينذاكَ.

*ولا بد هنا من ذكر نبذة عن القرية التي ولد فيها وهي قرية "حية صغيرة"، أو "كُجُك حَيَّة" كما كان يُسميها البعض، وكلمة "كُجُك" تُركيَّة تعني الصغير؛ كما هو معروف لدى مُتقنِي هذه اللغة.

حَيَّة صَغِيرَة "كُوجُك حَيَّة"

*هي قرية في هضبة حلب الشرقية، تتبع "ناحية مركز ومنطقة منبج"، محافظة حلب، وتقع شرقي هذه المنطقة على بعد 15 كِيلًا، وتبعد عن "نهر الفرات" 40 كِيلًا، كما تبعد عن الحدود التركية 40 كيلا، وتصلها بمدينة منبج طريق مُزفَّتة.

وتقع في سهل مُمَوِّج مُخَدَّد بالمسيلات، تنحدر مع انحدار السهل قليلا نحو الشرق، إلى الشرق من مدينة منبج، وبُعد 15 كِيلًا، وتُربتها غضارِيَّة خفيفة.

*بيوتها:

كانت في السبعينات والثمانينات طينية حجرية، ذات سقوف خشبية مُستوية. *مساحتها: تبلغ نحو 475 م. *سكانها: ينتمون إلى عشيرة "بني عصيد".

وقد بلغ تعدادهم في الثمانينات 478 نسمة، وفي عام 2004م بلغوا 1453ن، والآن رُبَّما يتجاوزون الألفي نسمة؟

*يعمل سكانها بالزراعة، ويربون الأغنام، وهم يشربون من مياه الآبار.

*يزرع أهلها 908 هكتار بعلا، بالقمح والشعير وأشجار الكرمة واللوز والفُستق الحلبي.

ويوجد في القرية، مركز صحي، ووحدة ارشادية زراعية، ومخفر شرطة، ومدرسة ابتدائية، ومدرسة إعدادية، وبريد، تشتهر بزراعة الزيتون والكرمة والفستق الحلبي وبعض المحاصيل الزراعية.

*عَرَفَ بعضُ سكانها الهجرة المؤقتة للعمل داخل سورية وخارجها.

*رّ: 1- "المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري" 3/192. 2- "ويكيبيديا".

33

adsfsd10308.jpg

       قرية حية صغيرة

adsfsd10309.jpg

مصور يظهر بعض مناطق حلب ومنها منبج وقرية حية صغيرة شَرقِيَّها

34

*وبما أن محمد علي عاش نحو سبع سنوات في قرية "أبو كهف"، وفي منبج بضع سنوات، ومنبج هي أم قريتي الحيَّة الصغيرة، وأبي كهف، ومتبوعة لهما؛ فلا بُدَّ من تعريف بهذه القرية، ثم بمنبج:

ناحية وبلدة أبو كهف

*هي ناحية وبلدة في سهول حلب الشرقية المرتفعة، تتبع "منطقة منبج"، التابعة لـ "مُحافظة حلب"، تقع في الريف الشرقي لمحافظة حلب، جنوب غربي منبج، مركزها بلدة أبو كهف.

*كانت قرية عادية فيها مخفر للشرطة، تتبع "ناحية مركز منبج"، ثم جُعلت ناحية مُستقِلَّة عام 2009م بقرار من "وزارة الإدارة المحلية والبيئة".

*مساحتها: يبلغ مساحة البلدة وحدها ما يزيد على 450م، وأما الناحية فمساحتها تبلغ نحو 300 هكتار.

*سكانها: أواخر الثمانينات كان سكان أبي كهف القرية نحو 347 نسمة.

ثم بلغ عدد سكانها وحدها 597 نسمة عام 2004م، كما كان سكان الناحية كلها يبلغون 19964 نسمة، في العام نفسه.

وهم الآن يزيدون على 33000 نسمة.

تبعد عن مدينة منبج 23 كم نحو الجنوب الغربي، وتربطها بها طريق مُسَفْلَتة طولها 23 كم.

*تقع بلدة أبو كهف على جُزء مُرتفع في سهل مُتَمَوِّج ذي تُربة غضاريَّة خفيفة، تُخَدِّده المسيلات التي تنحدِر، والسهل انحِدارًا خفيفا نحو الجنوب الشرقي؛ لتنتهي في "وادي سِعْن الحُمُر" المُتَّجِه بِدَوره نحو الجنوب الشرقي؛ لينتهي في "بُحَيرة الأسد".

*بيوتها: كانت طينية بسقوف خشبية مُستوية، ثم انتشر فيها البناء الحديث في أطرافها، وكان لا يزيد على ثلاثين بالمئة، ثم كثر وعمَّ.

*أغلب سكانها من عشيرة "الحُذَيفة".

35

*يعمل سًكَّانها بزراعة القمح والشعير بَعْلًا (553) هكتارًا، وبزراعة القطن والخُضار الصيفية وأشجار الرُّمَّان سَقْيًا بمياه الآبار (33) هكتارا، وأشهر محاصيلها الحبوب والزيتون، كما يعملون في تربية الأغنام.

هذا وقد شُمِلت بمشروع التشجير "الحِزام الأخضر"؛ فغُرست فيها أشجار الفُستُق والزيتون والعِنَب.

*يشرب أهلها من الآبار الارتِوازِيَّة.

*ينظر:

1- "المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري" 2/43.

2- "ويكيبيديا الموسوعة الحرة".

3- موقع "محافظة حلب".

36

منبج

adsfsd103010.jpg

 

adsfsd103011.jpg

منظر عام لمنبج

مدينة ومنطقة منبج

 

مدينة قديمة وكبيرة، "منطقة" تابعة لمحافظة حلب، تقع إلى الشرق منها بـ 80 كم، يعود تاريخها إلى عهد الحثيين؛ أي قبل نحو 4000 سنة.

مدينة عريقة تقع إلى الغرب من نهر الفرات وإلى الشمال الشرقي من مدينة حلب (81كم)، وهي واحدة من أقدم المدن السورية وإحدى مناطق محافظة حلب، ويتبعها ثلاث نواح، هي: أبو قلقل والخفسة ومسكنة، و285 قرية و351 مزرعة. تقع في أرض منبسطة تنحدر نحو الفرات شرقاً وباتجاه «أبو قلقل» في الجنوب ونهر الساجور في الشمال، ترتفع عن سطح البحر 475م.

*كانت تُسمَّى قديما "هيرابوليس؛ المدينة المقدَّسة".

*مساحتها: 5،18،99 كم2 = 2001،55ميل2.

*شكلُها: تتألف مدينة منبج من نواة قديمة شكلها بيضوي، تجاوزها العمران الحديث الموجه حسب المخطط التنظيمي الموضوع عام 1985 الذي أعطى المدينة شكلاً إهليلجيًّا.

*سكانها: قُدِّر عدد سكانها بنحو 3800 نسمة في عام 1931، وقدر عدد سكانها بنحو 85000 نسمة في عام 2005.

*أما اليوم فسكانها يزيدون على نصف مليون نسمة" مع ريفها"، ووحدها نحو 100000 نسمة.

*نبذة تاريخية عنها:

منبج مدينة عريقة ازدهرت، واندثرت، ثم نهضت في العهد الحثي، ونمت في زمن الآراميين، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ووصل أوج تألقها في ظل معبدها القديم، ولا تزال آثاره مبعثرة في الحديقة العامة حتى اليوم، حيث كانت قبلة حج للناس آنذاك، وموطن الإلهة أتاركاتيس Atargatis، وكانت المدينة تسمى آنذاك هيرابوليس Hierapolis أي المدينة المقدسة.

38

*تسميتها:

اسمها الحالي مشتق من كلمة مبوغ (في اللغة الحثية) الذي أطلق عليها منذ أقدم العصور، وأصبحت فيما بعد مدينة مقدسة وعاصمة الآراميين الدينية، دخلتها المسيحية مع حلب في منتصف القرن الثالث الميلادي، وفُتحت في العام 16هـ على يد أبي عبيدة عياض بن غنم. وفيما بعد أصبحت إمارة حمدانية، ولي عليها الشاعر الفارس أبو فراس الحمداني، لتصبح منبج المدينة الأكثر أهمية في الدولة الحمدانية، فقد كانت تزود الدولة الحمدانية بكل مستلزماتها من الحبوب والقطن، كما اشتهرت في ظل الدولة الحمدانية بالصناعات اليدوية، مثل صناعة السجاد والحصر والملابس. 

*أما اسمها الحالي فقد ظل يتواتر، ويتطور في الفترات الزمنية التي مرت بها، فقد سميت (نامبيجي) بالآشورية و(نابيجو) بالآرامية وفيما بعد(مابج) و(نابوج) بمعنى نبع، ولفظة منبج سُريانِيَّة مُحرفة عن (منبغ) ومعناها المنبع، وسميت بهذا الاسم لوجود عين عظيمة تعرف باسم الروم.

*من آثار منبج:

هناك قلعة منبج التي بقي منها اسمها فقط، وجثتها الهامدة وسط المدينة تشكل حيًّا يدعى (القُبَّة)، هذه القلعة بناها السلوقيون بغرض دفاعي - أمني، وهناك سور منبج الذي ذُكر في المراجع، وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان، فقال:

منبِج: بالفتح ثم السكون وباء موحدة مكسورة وجيم: وهو بلد قديم، وما أظنه إلا روميًّا، وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى، لما غلب على الشام، وسماها (من به) أي أنا أجود، فعربت، فقيل منبج، وقال بطلميوس: مدينة منبج طولها إحدى وسبعون درجة وخمس عشرة دقيقة، وهي في الإقليم الرابع، قال صاحب الزيج: طولها ثلاث وثمانون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة، وهي مدينة واسعة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة في فضاء من الأرض، كان عليها سور من الحجارة محكم، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ، وشربهم من قني تسيح على الأرض، وفي دورهم آبار أكثر شربهم منها؛ لأنها عذبة صِحيَّة، ومنها البحتري، وخرج منها جماعة من الشعراء، وإياها عنى المتنبي بقوله:

قيلٌ: بمنبجٍ  مَثواهُ و نائله ُ        في الأفقِ يسألُ عمَّنْ غيرُهُ سألَا

39

*فتحُها:

فتحها أبو عبيدة بن الجراح وعياض بن غنم رضي الله عنهما سنة 16هـ- 637م في عهد الفاروق رضي الله عنه، بُعيد فتح الشام وحمص، ومع قنسرين، وحلب، وبزاعة، وتاذف، وأعزاز.

*من أبرز أعلامها: من المُحَدِّثين؛ أمثال:

1- حاجب بن سليمان المنبجي "شيخ النسائي". 2- عمر بن سعيد بن سنان الطائي المنبجي. 3- عبدان بن حميد الطائي المنبجي. 4- عبد الله بن عبد الملك بن الأصبغ المنبجي. 5- الضحاك بن حجوة المنبجي.

*ومن علمائها القدماء:

1- علي بن زكريا المنبجي الحنفي ت 686هـ صاحب كتاب "اللباب".

2- محمد بن محمد بن محمد الصالحي المنبجي الحنبلي ت 785هـ، وهو صاحب كتاب: "تسلية أهل المصائب".

*ومن الأولياء الكبار:

الشيخ عقيل بن أحمد العمري البطائحي المنبجي شيخ شيوخ الشام في عصره ت نحو550هـ.

*ومن الشعراء الكبار القدماء أمثال:

1- الوليد بن عبيد البحتري ت 284هـ. 2- أبي فراس الحمداني ت 357هـ. 3- دوقلة المنبجي.     4- يحيى بن نزار المنبجي ت 554هـ.

*خرابها ثم عمرانها الحديث بعد نحو 5 قرون:

ظلت منبج عامرة حتى سنة 804 هـ؛ إذ جاء تيمورلنك فخرَّبها، وبقيت نحو 5 قرون مخربة، ترعى فيها بعض أغنام الأعراب والتركمان، حتى جاءت سنة 1295هـ، فأعطاها السلطان عبد الحميد الثاني لبعض مهاجري الشركس، فاستقروا فيها وعمروها، وبدأ الناس يسكنونها من العرب والكرد والتركمان حتى أصبحت أكبر مدن حلب ومناطقها.

40

*ومن علمائها في القرن العشرين:

1- مفتي منبج الشيخ عبد القادر اللبني ت 1925م.

2- الشيخ مصطفى أبو زلام ت 1944م.

3- ابنه الشيخ جمعة أبو زلام مفتي منبج.   4- مفتيها قبله الشيخ محمود العلبي ت 1952م.   5- قبله الشيخ ناجي الكيالي ت 1936م.

6- الشيخ سعيد الغانم المصري. 7- الشيخ كامل بدر الحسيني ت 1992م.

8- الشيخ محمد جميل كَسِّر ت 1999م.

9- الشيخ أحمد شريف بلق المنبجي ت 2017م.

*من شعرائها في القرن العشرين:

1- عمر بن شافع أبي ريشة ت1410هـ؛ الذي ولد فيها، على رواية، وفي رواية أخرى: أنه ولد بعكا لكنه درس الابتدائية فيها، وكان والده شافع حينها قائم مقامها "مُدير منطقتها".

2- يوسف عبيد إبراهيم ت 2006م.   3- محمد منلا غزيل ت 2016م.

4- عبد الله عيسى السلامة.             5- محمد الحاج مرعي

*مفتو منبج في القرن العشرين:

1- الشيخ عبد القادر اللبني ت 1925م بمنبج ودفن فيها.

2- الشيخ يوسف بن الحاج عثمان بيرم والد المحامي فتحي بيرم ت 1942م بمنبج، ودفن فيها.

3- الشيخ محمد ناجي الكيالي ت 1936م في منبج، ودفن فيها.

4- الشيخ محمود العلبي ت 1952م في منبج، ودفن فيها.

5- الشيخ جمعة أبو زلام ت 1985م بمنبج، ودفن فيها.

41

*من مؤذنيها:

1- مؤذن "الجامع الكبير" الحاج طاهر الدَّبَش ت 1972م بمنبج.

2-   =       =     =     = حسين الرينة ت بمنبج؟

3-   =     "جامع الزيارة؛ الشيخ عقيل المنبجي" محمد الفتال "السَّوَّاس".

*من أطبائها: 1- وفا اللبني.   2- سامي إبراهيم.   3- محمود فائز دبسي.

4- محمود فائز اللبني.         5- زكي صادق.   6- حسن السعيدي.

7- محمد مُهاب خلف.         8- نبيلة حائماف. 9- خشمان ولي.

10- مصطفى حراقة.       11- محمد طالب شحط.

12- فكرة نظم الدين.       13- مروان رجب.

*أول مشفى افتتح بمنبج هو "مشفى منبج" للدكتور محمد صالح الشوا.

*من صيدليات منبج القديمة:

1- صيدلية الشفاء: لعلي ملقي.     2- صيدلية منبج: لجودت.

3- صيدلية ابن النفيس.             4- صيدلية الأمانة.

*من مصوريها القدماء: 1- المصور أبو ماردو خلف الجامع الكبير.

2- المصور الجويد: أمام باب السرايا القديمة؟

3- المصور كامل قِدُّو.       4- المصور العكَّاش.

*من مطاعمها القديمة:

1- مطعم أبو ماردو.         2- مطعم الدَّبَش.

3- مطعم أبو هلال.         4- مطعم أبو سامي.

*من محلات المُرطبات:

1- بوظة وهريسة الدالاتي.     2- بوظة الجبلي.

3- بوظة السعيدي.           4- مشَبَّك وسَحْلَب جالو.

42

*وظائفها عبر التاريخ:

في العصور القديمة كان لها وظيفة دينية: إذ أصبحت عاصمة الآراميين الدينية، وأقاموا فيها هيكل إله العواصف حدد وإلهة المياه أتاركاتيس، وقد كان تمثال أتاركاتيس يمثلها راكبة على مركبة تجرها الأسود، وفي يدها آلة موسيقية وعلى رأسها تاج.

- لكن وظيفتها الأساسية على الغالب كانت وظيفة حربية: فكانت من أهم قواعد الجيش الروماني التي يمر بها للإغارة على بلاد مابين النهرين وفارس، وقد أشاد فيها يوستنيانوس Justinianus أسوارًا منيعة، كما تدل الأسوار البيزنطية على حصانة ماضي المدينة، وأنها كانت تملك موقعًا مُحصَّنًا تعاورته أيدي الفرس والبيزنطيين والعرب، وفي العصر الأموي كانت تابعة لجند قنسرين وحلب، وتابعت وظيفتها الحربية ثغرًا من ثُغور الإسلام ضِدَّ الروم.

وظائف زراعية وصناعية: في الأراضي المحيطة بها، حيث كانت سابقا معروفة بزراعة أشجار التوت وتربية دودة القز، ومن ثم صناعة الحرير الطبيعي، وقد كانت نهاية تلك الصناعة عام 1241م، وقد تحولت في القرن التاسع عشر- بعد تدميرها- إلى مراعٍ، وفي العهد الحديث توسعت الزراعات المروية فيها بعد تنظيف القنوات القديمة وبفضل المزارعين الجدد القادمين من الباب. وهي تتميز بشبكة من الجداول والأقنية الجوفية أكثر من أي منطقة أخرى في سورية. وبعد أن كانت مركزاً لإنتاج القنب تحولت إلى مركز لإنتاج القطن منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن التوسع في هذه الزراعة أدى إلى استنزاف رصيد الأرض من المياه الجوفية، مما أدى إلى جفاف بساتينها حتى أصبحت تعتمد على مياه نهر الفرات.

- الوظيفة التجارية: انتعشت التجارة فيها بحكم موقعها الوسيط بين الجزيرة والفرات شرقاً وحلب واللاذقية غرباً. كما كانت مركز تبادل تجاري بين مدينة حلب من جهة والبادية ووادي الفرات وسهول حلب الشرقية وعين العرب من جهة أخرى. ويستدل على فعاليتها التجارية من «بازار» المواشي الذي كان يستمر ثلاثة أيام متوالية؛ إذ كان يخصص يوم الأحد لسوق الخيل والبغال، ويوم الإثنين للغنم والماعز؛ ويوم الثلاثاء للأبقار والإبل، وهي ظاهرة لا مثيل لها في المدن السورية.

43

*دراسته وتعليمه:

أ- تعليمه الأولي:

بدأ تعليمه على يد والدي رحمه الله؛ فتعلم حروف اللغة العربية "جزء ألف باء"، و"قاعدة بغدادية" المعروفة، مع القرآن الكريم حتى ختمه قراءة، وكرَّر قِراءته، وختمه على يد أخينا الأكبر منه عبد الله الشافعي نحو سنة 1988م.

ب- دراسته الابتدائية:

درس ثلاث سنوات في قرية "أبو كهف"، في مدرسة القرية.

ثم أتم دراسته الابتدائية في مدينة منبج التي انتقلنا إليها بحكم عمل والدي، حتى الصف السادس في "مدرسة الثورة"، ثم ذهب إلى الكلتاوية في حلب.

ج- دراسته الإعدادية والثانوية:

درس هاتين المرحلتين في "دار نهضة العلوم الشرعية - المدرسة الكلتاوية" بحلب؛ فقد طلب مني والدي أن أسجِّله في "المدرسة الكلتاوية؛ فأخذته إليها، صيف سنة 1991م، وكنت إذ ذاك إماما وخطيبا في قرية "الباروزة" شمالي مدينة "الباب".

فقُبل فيها بعد إجراء امتحان القبول فيها ونجاحه فيه، دخلها سنة 1991م، وقضى فيها ست سنوات، درس خلالها العلوم الإسلامية والعربية، كما حفظ فيها كتاب الله تعالى غيبا مع التجويد، ثم تخرَّج فيها عام 1997م.

*ولأهمية هذه المرحلة من دراسته وتعليمه، وأهمية هذه المدرسة أيضا؛ فلا بد من إعطاء نبذة عنها، وعن تاريخها، وتأسيسها.

44

نبذة عن مدرسة الكلتاوية

*اسمها: "دار نهضة العلوم الشرعية"، وهي ثانوية شرعية خاصة، وهي مدرسة عظيمة، ومن أهم مدارس سورية الشرعية.

تقع في مدينة حلب في "باب الحديد- قبو النجارين" بعد الدخول في القبو بنحو 150 مترا يسارًا، في زقاق وهضبة.

*الكلتاوية القديمة:

نسبتها إلى المدرسة القديمة التي أوقفها وأسسها وبناها الأمير "طقتمر الكِلْتَاوِيّ" ت 787هـ، ثم دُفِنَ فيها. وبنى إلى جانب تلك المدرسة دارا كبيرة واسعة مُرَخَّمَة، وتحتها حوانيت واصطبلات واسعة، ووقف الجميع، كما وقف على المدرسة الكلتاوية أوقافا كثيرة، وشرط أن يكون مُدرِّسُها وطلابها على المذهب الحنفي.

ثم اندثرت تلك المدرسة وامَّحَت ودَرَسَت معالِمُها، كما يقول مُؤرخ حلب الشهير الشيخ كامل الغزي ت 1933م رحمه الله. نهر الذهب 2/310- 312، "الموسوعة الحرة - ويكيبيديا" على الشابكة.

*الكلتاوية الجديدة:

ثم أحياها مرة أخرى الشيخ والرجل الصالح الحلبي الشهير الشيخ محمد النبهان ت 1974م طيَّب الله ثراه، وافتتحها مدرسة للعلوم الإسلامية والعربية سنة 1964م، وأتى لها بخيرة العلماء والمدرسين، وخرَّجت أجيالا من العلماء والدعاة والباحثين، ومن أشهرهم:

العلامة النحوي الشيخ د. محمود فَجَّال رحمه الله، والشيخ د. محمود الزين رحمه الله، والعلامة الشيخ محمد أمين مشاعل رحمه الله، والفقيه النحوي الشيخ حسين علي كنو ت 2014م رحمه الله، والباحث الشيخ د. علي مشاعل، وأستاذنا الشيخ حمزة عبد الله الويسي، والشيخ د. عثمان محمد العمر، والشيخ أحمد الإسماعيل من الغيلانية رحمه الله، وأستاذنا الشيخ يوسف الحوت، وغيرهم كثير.

45

adsfsd103012.jpg

adsfsd103013.jpg

46

*أساتذته وشيوخه في الكلتاوية:

لقد درسه عدد من الشيوخ والأساتذة الأجلاء فيها، وهذه أسماء أكثرهم مع الموادِّ التي درَّسُوها:

*القرآن الكريم مع التجويد: درسه إياه كل من:

1- الشيخ عباس العلي. في الصف الأول.

2- الشيخ عبد الله العزو: في الصف الثاني.

3- الشيخ بلال حمزة.

*علم التوحيد والعقيدة الإسلامية:

4- الشيخ عماد سلامة: في الصف الأول الشرعي.

5- الشيخ عبد المنعم سالم: في الصف الثاني الشرعي وما بعده.

*علم التفسير:

6- الشيخ يحيى فاضل: في الصف الأول.

7- الشيخ محمد أمين مشاعل.

8- الشيخ محمد نبيه سالم: تفسير آيات الأحكام.

*علم الفقه الشافعي:

9- الشيخ صالح بشير الحجي: في الصف الأول.

10- الشيخ علاوي علوش: في الصف الأول.

11- الشيخ صالح العلي: في الصف الثاني.

*صالح بشير الحجي:

12- الشيخ حسين كنو: في الصف الثالث والرابع والخامس.

*الشيخ محمد نبيه سالم: في الصف السادس.

47

*أصول الفقه:

13- الشيخ د. محمود الزين: في الصف الثالث.

*الحديث الشريف:

14- الشيخ عبد البر عباس.

15- الشيخ عبد الرحمن ذمة.

16- الشيخ عبد الجواد عاشق: حديث أحكام.

*مصطلح الحديث:

*الشيخ بلال حمزة.

*السيرة النبوية:

17- الشيخ محمود حوت.

*النحو:

18- الشيخ محمد حسن القسام: في الصف الأول.

19- الشيخ عبد الجليل الأحمد: في الصف الثاني.

*الشيخ عبد المنعم سالم: في الصف الثالث.

*الشيخ محمد أمين مشاعل: في الصف الرابع والخامس والسادس.

*البلاغة:

20- الشيخ أحمد حوت رحمه الله.

*الشيخ محمد أمين مشاعل: في الصفوف الرابع والخامس والسادس.

*العروض:

*الشيخ محمد أمين مشاعل.

*الفرائض:

21- الشيخ محمد الرشواني.

48

*الشيخ عبد المنعم سالم؟

*الخطابة:

22- الشيخ حسان فرفوطي: في الصف الأول.

*الشيخ محمود الزين: في الصف الثاني.

*الشيخ محمود حوت.

*الأخلاق:

*الشيخ محمد الرشواني.

*التاريخ:

*الشيخ عبد الجواد العاشق.

*القراءة:

*الشيخ محمود الزين.

23- الشيخ رجب الهيب (جغرافيا).

*الرياضيات:

24- الأستاذ محمد عدنان بن الشيخ محمد عثمان بلال مفتي حلب.

*اللغة الإنجليزية:

25- الأستاذ محمد تتان: في المرحلة الإعدادية.

26- محمد شهيد قاطرجي: في المرحلة الثانوية.

*الخط:

*الشيخ بلال حمزة.

27- شيخ من بيت حجازي؟

*الشيخ عبد المنعم سالم: (نحو).

49

*المنهاج والكتب التي درسها في الكلتاوية:

*علم التفسير:

1- "مدارك التنزيل وحقائق التأويل؛ تفسير النسفي". لعبد الله بن أحمد النسفي ت 710هـ؟

2- "التسهيل لعلوم التنزيل".

2- "تفسير آيات الأحكام". للشيخ محمد علي السايس ت 1976م:

*علم التوحيد والعقيدة الإسلامية:

1- "متن جوهرة التوحيد" للقاني: في الصف الأول الشرعي.

2- "تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب". للشيخ محمد أمين الكردي ت 1914م، قسم العقيدة منه: في الصف الثاني الشرعي.

3- "شرح جوهرة التوحيد". للشيخ إبراهيم الباجوري ت 1298هـ: للصف الرابع الشرعي وما بعده.

*في الفقه الشافعي:

1- "متن الغاية والتقريب". لأبي شجاع: في الصف الأول.

2- "تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب". للشيخ محمد أمين الكردي ت 1914م: في الصف الثاني الشرعي.

3- "حاشية الشرقاوي على منهج الطلاب". للشيخ عبد الله الشرقاوي ت 1227هـ: ج1، في الصف الثالث الشرعي.

4- ""حاشية الشرقاوي على منهج الطلاب. للمؤلف السابق نفسه، ج2، في الصف الرابع الشرعي.

5- "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع". للشيخ محمد بن أحمد الخطيب الشربيني ت 977هـ، ج 1: الصف الخامس الشرعي.

6- "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع". للخطيب الشربيني السابق نفسه، ج2: الصف السادس الشرعي.

50

*علم الفرائض والمواريث:

1- "الرياض الزهية بشرح السراجية".

*علم الحديث الشريف:

1- "صحيح البخاري". الجزء الأول منه.

2- "الشمائل المحمدية". لمحمد بن عيسى الترمذي ت 279هـ.

*علم أحاديث الأحكام:

1- "مذكرة أحاديث منتقاة من صحيح البخاري، ومشروحة". للشيخ عبد الرحمن ذمة.

2- "كتاب مُقتبس من مجموع النووي". ط، للشيخ عبد الجواد العاشق.

*علم مصطلح الحديث:

1- "نُخبة الفكر الفكر". لابن حجر العسقلاني.

*علم أصول الفقه:

1- "الثمرات على الورقات للجُويني". لجلال الدين المحلي ت 869هـ: صف ؟

2- "لب الأصول". المؤلف: ؟ الصف: ؟

*علم النحو: 1- كتابة قواعد نحوية للمعلم: في الصفين الأول والثاني.

2- "النحو الواضح". لعلي الجارم ومصطفى أمين، الصف: ؟

3- "قطر الندى وبل الصدى" لعبد الله بن يوسف؛ ابن هشام الأنصاري ت 761هـ: في الصف الثالث الشرعي.

4- "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك". لابن هشام الأنصاري ت 761هـ، ج1: في الصف الرابع الشرعي.

5- "أوضح المسالك". لابن هشام، ج2: في الصف الخامس الشرعي.

51

*في السيرة النبوية:

1- "لباب الخيار في سيرة النبي المختار". للأستاذ مصطفى الغلاييني ت 1946م رحمه الله.

*في علم التاريخ:

1- "إتمام الوفاء في سيرة الخلفاء". للشيخ محمد الخضري عفيفي بك ت 1927م رحمه الله.

2- "تاريخ الدولة الأموية". لمحمد الخضري.

*علم الخطابة:

1- "إتحاف الأنام بخطب رسول الإسلام". لمحمد خليل الخطيب النيدي.

*علم العروض:

1- "ميزان الذهب". للشيخ أحمد الهاشمي ت 1943م.

*القراءة والمطالعة:

1- "شهداء الإسلام في عهد النبوة". لعلي سامي النشار رحمه الله.

2- "من نفحات الخلود". للشيخ محمد صالح الفرفور الدمشقي ت 1986م.

*علم الجغرافيا:

1- "مُذكِّرة".

52

ج- دراسته الجامعية في "قسم التخصص - معهد الفتح الإسلامي - كلية أصول الدين- فرع الأزهر" بدمشق:

بعد تخرجه في ثانوية "الكلتاوية" سنة 1997م سجل في فرع "جامعة الأزهر" بدمشق، وهو الكائن في "معهد الفتح الإسلامي"، ودرس فيه 3 سنوات، انتهى منها آخر سنة 2000م.

adsfsd103014.jpg

نبذة عن معهد الفتح الإسلامي

مؤسسة إسلامية علمية إصلاحية ثقافية خيرية، أسسها سماحة العلامة الراحل الشيخ محمد صالح الفرفور، رحمه الله تعالى، عام 1375هـ - 1956م.

53

بدأ المعهد نشاطه على شكل حلقات علمية كان يقيمها العلامة الراحل الشيخ محمد صالح الفرفور في الجامع الأموي، وفي بعض مساجد حي "القيمرية" في مدينة دمشق في أربعينات القرن العشرين الميلادي. ولما اتسع نشاطه وكثر طلابه أسس الشيخ - رحمه الله- جمعية الفتح الإسلامي لترعى نشاطه العلمي وتشرف على طلابه. ثم تمخض عنها معهد جمعية الفتح الإسلامي. وهذا ما أشار إليه البيان الرابع لجمعية الفتح الإسلامي ص (50ـ51).

ثم انتقل تدريسنا لدار اشترتها جمعية الفتح الإسلامي في محلة (القيمرية) في ممر باب السلامة، وهناك انقلبت الدراسة، من حلقات دراسية إلى معهد، انتظمت صفوفه على خمس درجــــات (صفوف) وشهادة، ومنه يتخرج كثير من الأئمة والخطباء والمدرسين في سوريا وغيرها، من بلاد المسلمين؛ كلبنان، وبلاد الترك، وبلاد الحبشة، والأكراد، وشرقي الأردن.

ثم بدأ التطور في المعهد في حياة الشيخ - رحمه الله - حيث انتقل مقره إلى جوار مسجد بلال الحبشي بدمشق (مُستديرة المطار)، وتسلم إدارته منذ العام الدراسي 1983ـ1984 الأستاذ الشيخ الدكتور عبد الفتاح البزم، بإشارة و تكليف من الشيخ رحمه الله تعالى، ثم صدر قرار وزير الأوقاف رقم 372/ع، وتاريخ 9/1/ 1405هـ ، الموافق 4/10/1984م القاضي بتسميته مديرًا للمعهد، وبدأت عملية التطوير والنهضة بإشراف الشيخ رحمه الله، وإشراف فضيلة العلامة الشيخ عبد الرزاق الحلبي (شيخ الجامع الأموي)، وبالتعاون مع أنجال الشيخ - رحمه الله- وعلى رأسهم فضيلة الأستاذ الشيخ الدكتور حسام الدين فرفور رئيس قسم التخصص والدراسات التخصصية العليا، والمتابعة المباشرة من مديره الجديد الدكتور عبد الفتاح البزم .

*أهداف المعهــد:

النهوض بالأمة العربية والإسلامية؛ من خلال نشر العلوم والثقافة الإسلامية وعلوم اللغة العربية.

54

الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة وهدى من خلال منهج الوسطية وفكر الاعتدال والبعد عن الغلو والإفراط والتشدد .

تخريج جيل مؤمن صالح مخلص لإسلامه وعروبته ووطنه وأمته .

الجمع بين الإيمان والعلم والعمل والأخلاق، وحمل رسالة الإسلام بما فيها من هداية ورحمة وسماحة وأخوة وحق وعدالة وفضيلة .

منهج الدعوة المتبع هو الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجمع بين فقه العقل والقلب وفقه الحياة والعصر والشريعة والحقيقة .

الجمع بين موازين الدين والعلم، والإسلام والعروبة، والأصالة والمعاصرة .

تطوير دراسات العلوم الإسلامية تطويراً يحافظ على الثوابت، وينطلق في المتغيرات، يبني ولا يهدم، ويجدد ولا يبدد .

معالجة أزمة الوعي الديني، والخواء الثقافي، والهزال الفكري لدى الأجيال .

نشر الوعي العربي الإسلامي الراشد، والثقافة السديدة، والتربية الرشيدة.

*فرع الإناث في معهد الفتح الإسلامي :

لم يقتصر الشيخ رحمه الله في جهوده العلمية التعليمية على تخريج الدعاة والأئمة والخطباء، بل إنه اهتم بتعليم النساء ليخرج منهن عالمات وداعيات فبدأ هذه المرحلة وأعد لها إعداداً جيداً وأسس فرعًا لتعليم الإناث عام 1385هـ - 1965م، وأصدر الشيخ - رحمه الله - بيانًا بعنوان: "بشرى بافتتاح معهد الفتح الإسلامي للإناث"- قال فيه: قال فيه أيها المواطن الكريم :

55

لقد قامت جمعية الفتح الإسلامي بدمشق بنهضة مباركة بافتتاح معهد شرعي للإناث، حينما رأت أن المسلمات قد أصبحن بحاجة ضرورية إلى تعلم العلوم الشرعية والعربية، ونحن بحاجة إلى امرأة فاضلة متدينة تصبح أما للمستقبل، وزوجة وفية، ومرشدة مربية لأولادها وأسرتها .

*تأسيس قسم التخصص:

يرجع تأسيس قسم التخصص إلى سنة 1391هـ- 1971م؛ حينما افتتح الشيخ - رحمه الله - هذا القسم في "معهد الفتح الإسلامي"، وكان الهدف منه تقوية الطلاب المتخرجين في مواد اختصاصية ضمن فروع ثلاثة:

أ- الفقه والأصول.

ب- اللغة العربية وعلومها وآدابها.

ج- الحديث الشريف والتفسير (علوم القرآن والحديث).

وكانت مدة الدراسة في هذا القسم ثلاث سنوات دراسية.
وظل القسم على هذه الحال إلى أن تمَّ توقيع اتفاقية علمية ثقافية مع جامعة الأزهر سنة 1414هـ- 1994م، وقد وقعها كل من مدير المعهد د. عبد الفتاح البزم ورئيس قسم التخصص د. حسام الدين فرفور بتوجيه من رئيس جمعية الفتح الإسلامي فضيلة الشيخ عبد الرزاق الحلبي تتمُّ بموجبها تطوير قسم التخصص والتوسُّع في اختصاصه، على أن تطبق فيه مناهج جامعة الأزهر.

ويُشرف على هذا القسم مع قسم الدراسات التخصصية العليا ويرأسه فضيلة الشيخ الدكتور حسام الدين فرفور.

*عن مقالة: "نبذة عن معهد الفتح الإسلامي" في "رابطة العلماء السوريين"، منشور يوم: 12/10/1430هـ- 1/10/2009م.

56

*ثم ألغي قسم التخصص التابع للأزهر ذاك، بمرسوم جمهوري من بشار الأسد عام 2011م؛ ودُمج مع "جامعة بلاد الشام؛ مُجمع الشيخ أحمد كفتارو" الكائنة في حي "ركن الدين" بدمشق؛ فأصبح فرعًا له.

*سكن محمد علي خلال دراسته الجامعية بحي "ركن الدين؛ حي الأكراد" قرب جامع الشيخ محيي الدين بن عربي من دمشق.

*ثم سافر إلى دولة الإمارات المتحدة في شهر 10/2001م، وعمل في صحيفة "الخليج" الإمارتية لنحو سنة ونصفها.

*هل أكمل تعليمه في الأزهر، وتخرج فيه؟

في الحقيقة تضاربت الأنباء في ذلك؛ فبعض إخوتي أكَّد أنه ذهب إلى من دولة الإمارات إلى أزهر مصر وقدم امتحانات السنة الرابعة فيه، ونال شهادته الجامعية نحو سنة 2002م؟

وبعضهم يقول: بل درس ثلاث سنوات فحسب في فرع الازهر بدمشق، ثم ذهب إلى الإمارات، ولم يكمل دراسته الأزهرية.

*وقد بذلت جهدا شديدا للتأكد من هذه المسألة، ولم أصل إلى اليقين في ذلك؛ فالله أعلى وأعلم بها؟

57

*مِن أبرز أساتذته وشيوخه في مرحلة الجامعة:

قسم التخصص "معهد الفتح الإسلامي، قسم أصول الدين- فرع جامعة الأزهر، دمشق" في سنوات (1997- 2000م):

1- العلامة المحدث الشيخ د. محمد عجاج الخطيب رحمه الله.

2- العلامة المحدث الشيخ د. نور الدين عتر رحمه الله تعالى.

3- المقرئ الكبير والعلامة الأديب الشيخ محمد كريم راجح؛ شيخ قراء بلاد الشام، حفظه الله تعالى.

4- المؤرخ العلامة د. شوقي أبو خليل ت 2010م رحمه الله.

5- العلامة د. بديع السيد اللحام.

6- الشيخ د. محمد رضا قهوجي. تصوف.

7- الشيخ محمد أديب كلاس ت 2009م، رحمه الله، كان مدرس المنطق، والكتاب الذي كان يُدرِّسه هو كتاب "إيضاح المُبهم من معاني السُّلَّم".

8- الأستاذ د. ولي الدين فرفور رحمه الله.

9- الأستاذ د. نصار نصار.

10- الأستاذ د. عماد الدين رشيد.

58

*زملاؤه في الكلتاوية:

وهؤلاء هم مرتبون على الحروف الهجائية:

1- أحمد حاج مح. (كفر حمرة - حلب).

2- أحمد زاهر سالم. (إدلب). 3- أحمد عبوش. (حلب).

4- أحمد المعمار. (المعرة - إدلب). 5- أسامة خطيب. (عنَدان - حلب).

6- أنس سالم. (أريحا - إدلب). 7- جابر الأحمد. (الجَبُّول - حلب).

8- خالد ناصيف. (مِنِّغ - أعزاز). 9- سامر القَدُّور. (المسطومة - إدلب).

10- طَيِّب حلَّاق. (أعزاز - حلب).

11- عامر قَوَّاف. (جِسر الشُّغُور إدلب).

12- عبد الجواد الهَدَّال. (قُبتان - أعزاز).

13- عبد الله الشعبان. (أعزاز).

14- عبد الله ويسي. (أبو الظهور- إدلب).

15- عبد الملك العلي. (جبرين - حلب).

16- عِزَّة الخطيب. (زمَّار- ريف حلب الجنوبي).

17- علي العلي. (العِيس - جبل سمعان).

18- عمَّار مصطفى. (زيتان - جبل سمعان).

19- عمر كرنو. (بلليرمون - حلب).

20- محمد أيمن جمعة. (أريحا - إدلب).

21- محمد جابر بكري. (منغ - أعزاز).

22- محمد حسان الحسين. (حلب).

23- محمد حمادة الشيخ. (كفرناها - حلب).

24- محمد راكان مشاعل. (الشيخ عيسى - أعزاز).

59

25- محمد زاهر كلِّيسلي. (حلب).

26- محمد علاء علايا. (عَنَدَان - حلب).

27- محمد علي السيِّد. (منبج - حلب).

28- محمد عمايا. (بيانون - حلب).

29- محمد يمان سالم. (أريحا - إدلب).

30- مصطفى مامو. (حلب).

31- مؤيَّد أبو قوس. (الواحة - حلب).

32- يوسف حاج أحمد. (دويرينة - حلب).

*من زملائه في "كلية أصول الدين - قسم التخصص، معهد الفتح الإسلامي" بدمشق"، وهو فرع الأزهر آنذاك، ثم سمي فيما بعد ذلك عام 2011م: "جامعة بلاد الشام" إلى الآن؛ وهم كل من:

1- الشيخ عبد الله أبو عيسى: هو متخرج في "مدرسة الخسروية"، وهو من "باب قنسرين"، ويعمل في "أوقاف الكويت".

2- د. محمد نجيب أبو النصر عطار: متخرج في الأزهر في علم الحديث. نائب رئيس مجلس إدارة مجمع سلطان العلماء الذي ينشط في العمل الدعوي والقرآني قي تركيا والشمال السوري.

3- الأستاذ عبد القادر صادق علي: متخرج في "المدرسة الخسروية"، وهو يعمل الآن في ليبيا.

4- الشيخ أحمد بن عدنان كلزية: هو من حلب، وهو خريج الشعبانية، ت منذ 3 سنوات بحادث سير في سورية.

5- الشيخ أسعد بن خالد البكري حميدو: ت شهيدا في العراق عام 1426هـ - 2006م، رحمه الله تعالى.

60

*ومن زملائه في "قسم كلية الشريعة - فرع الأزهر، قسم التخصص - في معهد الفتح الإسلامي" بدمشق:

6- الشيخ عمار طاووز: من حلب، من خريجي "المدرسة الشعبانية"، وزميل له في الشام في فرع الأزهر معهد الفتح بدمشق، لكنه في "كلية الشريعة - قسم التخصص" منه، ومجاز من "كلية الشريعة والقانون الأزهر" عام 2002م، وحائز لشهادة التخصص "الماجستير" قسم القضاء، ويُعد حاليا لرسالة الأستاذية "الدكتوراه" في "جامعة الزهراء"، وهو عضو هيئة الشورى في "رابطة العلماء السوريين".

*ومن أصدقائه المُقرَّبين:

1- الشيخ إبراهيم منصور الحسين. هو متخرج في "المدرسة الكلتاوية"، بحلب، لكنه أكبر من محمد علي بسنتين تقريبا، وهو مجاز من جامعة الأزهر سنة 1999م، وحائز للتخصص "الماجستير" من "جامعة إسطنبول" عام 2021م.

2- عامر قواف: من (جسر الشغور- إدلب).

3- أحمد معمار: من (معرة النعمان).

*حياته العملية:

*عمل إماما لصلاة التراويح في "جامع قرية نقارين" في رمضان من سنة 1998م تقريبا؟

*عمل إماما وخطيبا في قرية "أورم الكبرى - إدلب" حوالي عام 2000م، عمل ثمة لأكثر من سنة.

*عمل مدققا لغويا "مصححا" في صحيفة "الخليج" الإماراتية في إمارة ومدينة "الشارقة"، ما بين 11/2001- 4/2003م تقريبا.

61

adsfsd103015.jpg

adsfsd103016.jpg

*زار أهله في منبج وحلب بسورية في شهر كانون الثاني/2003م، وبقي فيها نحو 40 يوما، عاد بعدها إلى عمله في الإمارات.

*كان يقيم في الشارقة قرب "حديقة المجاز".

*ذهابه إلى العراق واستشهاده ثمة:

قبيل ذلك وفي حوالي شهر 4/2003م، وبعيد غزو الأمريكان للعراق، زار بعض إخوته في الإمارات، لنحو يومين، وكان مهموما مغموما جدا؛ لما حصل لإخواننا في العراق من نكبة غزوه من قبل الأمريكان، حتى إنه

لم يكن يُطيق رؤية نشرة الأخبار، وكان أخي ذاك يأتي إليه بين الفينة والفينة فيجده قد أطفأ التلفاز.

62

*يقول هذا الأخ: وقد جاءني على خلاف عادته بمفضلة بيجامة" عنابية حمراء "رمز الدم"، دلالة على تحمسه للذهاب إلى العراق.

ثم رجع إلى عمله في صحيفة الخليج بالشارقة، وبعد أيام كتب إليه رسالة في الهاتف يقول فيها: "لا بد من اتخاذ القرار الصعب"؟!

ثم سافر إلى سورية مرة أخرى، لكن إلى دمشق، ومن هناك رتب مع بعض الإخوة، وذهب إلى العراق، هكذا قيل لنا؟

لكنه في هذه المرة لم يزُر أهلي، بل كانت مرحلةً للذهاب إلى العراق.

ثم ذهب من ذهب إلى العراق وجاهد هناك في قتال الأمريكان، ومنهم من استشهد، وجاء خبره، ومنهم من رجع حيا.

*أما أخي محمد علي فلم نعثر على خبر عنه حتى الساعة؟!

مع العلم أنه لم يكن لديه خبرة في القتال، ولم يتدرَّب على استخدام السلاح؛ فهو من أرباب الفكر والقلم كما يقال، ولم يخدم في الجيش السوري؟!

*هناك من يقول: إنه استُشهد في معركة المطار؟

*ومن قائل: إن الذين ذهبوا من سورية إلى العراق لم يُهتم بهم، ووُضعوا في مخيمات مكشوفة من غير حماية أو حراسة؟! فكانوا لُقمة سائغة للقوات الأمريكية؛ لذا فقد قضى أكثرهم شهيدا، ولم يعُد منهم إلا القليل؟!

*من أخلاقه وشمائله:

كان رحمه الله تقيا، مخموم القلب، دمث الأخلاق، طلق المحيا، ذكيا ألمعيا، ذا أدب جم، وحياء شديد، لطيف المعشر، مرحا، بشوشا، حليما، قليل الكلام، ذا صمت ينم عن حكمة، وصاحب ابتسامة مُشرقة، كما كان مثقفا ثقافة واسعة، وكان يهوى المطالعة والأدب والشعر.

63

*شهادة بعض زملائه وإخوانه فيه:

أ- الشيخ عمار طاووز الحلبي كان زميله في "كلية الشريعة - قسم التخصص، معهد الفتح الإسلامي" فرع الأزهر بدمشق:

adsfsd103017.jpg

*مما قاله في أخي أبي مُصعب رحمه الله تعالى: لما سألته عنه: هل تعرفه؟ أجابني: "نعم نعم، المنبجي الكلتاوي صِدِّيق حلب ودمشق"؟!

ثم قال عنه في شهادته الصوتية التي أرسلها إلي: "رحمة الله على الشيخ محمد علي؛ فقد كان طالب علم يتمتع بأدب عال وهِمَّة.

لمست فيه خلال معرفتي به -في منطقة هنانو مكان إقامته في أول دراسته الجامعية وقبل التسجيل- لمست فيه الأدب الجم والتواضع والسكينة والوقار، والصمت الذي ينم عن فكر وذكاء وعلم وحكمة.

بعد ذلك شاء الله عزوجل أن نلتقي في المرحلة الجامعية في "معهد الفتح الإسلامي" في قسم التخصص الذي سُمِّي بعد ذلك بـ "جامعة بلاد الشام"، وسجل في قسم أصول الدين، وهنا ازدادت العلاقة أكثر وتعمقت.

حقيقةً كل الإخوة الذين سكنوا معه ورافقوه في فترة الدراسة شهدوا له بهذه الصفات المذكورة.

وفي فترة إقامته في دمشق كان يحاضر في قسم الفتح في قسم أصول الدين كبار الشيوخ، أذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر:

الشيخ كريم راجح حفظه الله، والدكتور شوقي أبو خليل رحمة الله عليه، وفي تلك الفترة كان أيضا الشيخ أديب كلاس رحمة الله عليه، ود. محمد رضا قهوجي حفظه الله، ود. ولي الدين فرفور رحمة الله عليه، وعدد آخر كبير من الشيوخ".

*عبر"الواتس أب" الجمعة 16/9/1444هـ - 7/4/2023م.

ب- أخي محمد نجيب السيد خريج الكلتاوية والأزهر، والذي يُعِدُّ الآن رسالة الأستاذية "الدكتوراة" في "جامعة قطر".

"من الأشعار التي كان يحبها ويحفظها رحمه الله وقد سجلها لي في الدفتر لتحسين الخط (وهو نهج مُميَّز نهجه الوالد رحمه الله في تعليمنا الخط والشعر والإملاء كما لا يخفى عليك). قصيدة الشنفرى:

أقيموا بني أمي صدور مطيكم                 …........................

أول عشر أبيات منها، وأنا أحفظها إلى الآن من ذلك الحين، وقصيدة المقنع الكندي:

و إن الذي بيني و بين بني أبي       و بين بني عمي لمختلف جدا

إلخ …، وكذلك أحفظها منذ ذلك الحين.

وأرى أن هذه القصيدة - "بما تحمله من معان وقيم ومثل عليا"- تُمثل شخصه رحمه الله أبلغ تمثيل رحمه الله وجبر مُصابنا به".

*بالواتس يوم الخميس 7/10/1444هـ- 27/4/2023م.

65

ج- الشيخ عزة الخطيب: وهو الذي كان زميله في "الكلتاوية" بحلب، وهو من قرية "زمار" جنوبي حلب:

adsfsd103018.jpg

*مما قاله عن محمد علي زميله وصديقه:

"كانت بيني وبين أخيك محمد علي رحمه الله ذكريات خاصة بما أننا أبناء ريف؛ فكنا في المدرسة الكلتاوية برغم كوننا في حلب وجوها الحلبي فكنا نتكلم باللغة الريفية وبعض المصطلحات الريفية؛ فكنا شبه متفقين على أن ريف حلب الجنوبي لُغَتَهُ تُشبه تماما مئة بالمئة ريف حلب الشرقي "منبج".

وكان يتكلم لي عن منبج وعما فيها رغم صغر سِنِّنا، وكنت أتكلم عن ريفنا وما فيه من عادات وطِبَاع، وهو يحكي لي عن ذكريات منبج القديمة؛ يحكي لي عن الشيخ عقيل المنبجي، ومرة حكى لي عن سبب تسمية منبج مِن "ماءٍ بَجَّ" حتى اختُصرت إلى "منبج".

وكان يحكي لي عن الشاعر مُلَّا غزيِّل فِكْرة عنه.

وكان يحكي لي عن الوالد "محمد السيد"؛ أنه كان يعمل في سلك الشرطة، لكنه كان مهتما بالعلم، وصاحب هِمَّة، ويحُثُّكم على العِلم كثيرا.

وكنا نتكلم في المسائل الدراسية والعلم، وكيفيَّة التحضير، وكيفية الدراسة.

66

كان طالبا ذكيا ألمعيا، حادَّ الذكاء، نشيطا؛ فبينما الطلاب يكدُّون ويدرسون ويكدون في الدراسة حتى يحصلوا على الدرجات بينما هو يحصِّلها من شروح الأستاذ، ودراسة قليلة.

وما يزيد من وقت يجعله لمطالعته الخاصة؛ لكي يُنَمِّيَ ثقافته الخاصَّة.

وكان جميل الطبع، هينا لينا سهلا، مُندمِجًا مُنعَزِلًا بآنٍ واحد؛ له جَوٌّ خاص مع جَوِّه العام بين الطلاب.

هذا في السنوات الأولى، إلى أن أصبحنا في الصف الرابع، -مع أننا في شُعبتين مُختلفتين- مع ذلك نتقارَب أنا وهو، وبقيت علاقتنا وُدِّيَّة حتى أيَّامنا الأخيرة في المدرسة.

كان مُبَرِّزًا في السنوات الأولى، وفي سنواته الأخيرة اختلف نشاطه الدراسي ودرجته؛ فتراجع قليلا بسبب المُراهقة.

ثم افترقنا بعد التخرُّج، وسمعت أنه ذهب إلى الخليج، إلى الإمارات".

*بالواتس يوم الجمعة 23/9/1444هـ - 14/4/2023م.

adsfsd103019.jpg

67

د- صديقه الشيخ إبراهيم بن منصور الحسين خريج الكلتاوية والأزهر، من قرية "طويل الشيح" شرقي ناحية "سراقب" التابعة لمحافظة "إدلب":

clip_image036.jpg

*مما قاله فيه:

"كان رحمه الله كما ذكرت -والله حسيبه - من أهل الصلاح، وأهل الحِلم، الابتسامة لا تُفارقه أبدا، حيي، مُؤدَّب، كلامه هادئ رحمه الله تعالى.

كان رحمه الله يستشيرني في كثير من الأحيان، وكان لي علاقة به خاصة.

وبعدما تُوفي كنت أراه في المنام كثيرا بِعِمامته ولباسه المعروف؛ بثوبه "كلابيَّته" الزرقاء الفاتحة، أعرف أنه استُشهد فألتقي به، ومتى أريد أسأله سؤالا عن وضعه يذهب ولا يُجيبني"؟! (*)

*عبر "الواتس" يوم الاثنين 5/9/1444هـ- 27/3/2023م.

--------------------------------------------------------------------

(*) هذه الرؤيا تواطأت وتكررت مع صديقه الحلبي الشيخ عمار طاووز حفظه الله؛ فقد حدَّثني الشيخ عمار أنه رأى أخي محمد علي في المنام أكثر من مرة؛ فكان كلما اقترب منه لِيُعانقه يَذهب؟! ففسَّرها الشيخ عمار بأن كلا منهما سار في طريق.

يقصد: أن أخي اختار طريق الشهادة، وعمارًا بقي في الدنيا، وإن كان كُلٌّ منهما على خير وفي طاعة إن شاء الله، مع عِظم أجر وثواب الشهادة.

*ثقافته الموسوعية وبعض الكتب التي قرأها أو اقتناها:

عُرف أخي محمد علي رحمه الله تعالى بحبه الشديد للمطالعة، وقراءته للعديد من الكتب في مناحي المعرفة المختلفة، وإن كان يميل في الأكثر إلى الشعر خاصة، والأدب عامة.

ومن الكتب التي قرأها أو اقتناها ولابُدَّ أنها قرأها، أو تصفحها على الأقل:

1- "مختصر كتاب رياض الصالحين للإمام النووي". للشيخ الرباني والشاعر والمصنف الكبير والمحب النبوي يوسف بن إسماعيل النبهاني الفلسطيني البيروتي ت 1351هـ. وكان يحفظه عن ظهر قلب.

2- "وحي القلم". للأديب المصري الكبير مصطفى صادق الرافعي ت 1937م رحمه الله. كان أخي محمد علي يحبه كثيرا، وكان يصطحب كتابه هذا "وحي القلم" في تنقلاته.

*كما قرأ كتبا أخرى الرافعي الأخرى.

3- مجموعتا "النظرات"، و"العبرات". وهي من مؤلفات الأديب المصري الكبير الأزهري مصطفى لطفي المنفلوطي ت 1924م، رحمه الله.

4- "ديوان المتنبي". لشاعر العرب الأكبر أحمد بن الحسين الجعفي ت 354هـ. وكان يحفظ كثيرا منه، بل ربما أكثره، وكان يستشهد منه.

5- ديوان "سقط الزند". للشاعر والفيلسوف الكبير أحمد بن عبد الله بن سليمان؛ أبي العلاء المعري ت 449هـ.

6- ديوان "لزوم ما لا يلزم؛ اللزوميات". لأبي العلاء المعري، وقد اشترى محمد علي الديوانين، وكانا في مكتبة والدي بمنبج.

7- "ديوان ابن الفارض". لسلطان العاشقين عمر بن الفارض ت 638هـ رحمه الله، وكان يحفظ بعضه ويستشهد منه.

8- "ديوان الشيخ عبد الرحيم البرعي". وهو الشاعر اليمني المفلق، والمداح النبوي المبدع والمتألق، وشاعر الابتهالات الرائعة الشيخ عبد الرحيم بن أحمد البرعي اليمني الشهير ت 803هـ.

69

9- "الموسوعة العربية الميسرة". لنخبة من الباحثين والكتاب المصريين بإشراف د. محمد شفيق غربال رحمه الله. وتقع في مجلدين ضخمين في أكثر من 2000 ص، ط 2، دار نهضة لبنان- بيروت، 1984م.

10- "المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني". للعلامة د. محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله تعالى.

11- "ديوان الشاعر بدر شاكر السياب؛ الأعمال الشعرية الكاملة" في مجلدين". وقد خلفهما في مكتبة أخي عبد الله الشافعي في رأس الخيمة.

12- "إبراهيم ناجي" حياته ونماذج من شعره".

13- "كنوز الذهب في تاريخ حلب". لأحمد بن إبراهيم؛ أبي ذر سبط ابن العجمي الحلبي ت 884هـ، في مجلدين، وقد أتاني به سنة 2001م من سورية، لما قدم إلى دولة الإمارات المتحدة.

14- "الإسلام والحضارة الغربية". للأديب والكاتب الإسلامي المتميز والغيور د. محمد محمد حسين، صورت له - سنة 2001م؟- منه 40 صفحة - أظن من مركز جمعة الماجد للتراث والمخطوطات" في دبي، عن حقيقة "جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده"، من ص: 61-99، وهي عندي عليها اسمه بخطه: "محمد علي السيد".

15- "العلامة خير الدين الأسدي". لعبد الفتاح رواس قلعجي. أهداه لي وأتى به من سورية، لما جاء إلى الإمارات سنة 2001م.

*من المُنشدين الذين كان يسمعهم كثيرا:

1- أبو مازن: رضوان خليل عنان، الذي توفي قريبا رحمه الله. وقد كانت مجموعة أشرطته كلها عنده، وكان هو المفضل الأول لديه من المنشدين.

2- أبو الجود: محمد منذر سرميني حفظه الله، فقد كان لديه بعض أشرطته، وكان يستمع إليها كثيرا.

*مما كان يردده من الأشعار:

ما مضى فات، والمؤمل غيب             ولك الساعة التي أنت فيها

70

*نموذج من أدبه وشعره:

أولا- من نثره:

ما أرسله إليَّ في رسالة سنة 2000م، وهي تدل على أسلوب بياني رفيع، وكلام جزل فصيح، مع إيمان عميق بالله تعالى، وشِدَّة أدَب معه، ومحبة ومودة عميقة لوالديه ولأسرته، ووفاء لهم عامة ولي أنا أخاه الكبير خاصة، وذكره لأفراد أسرتنا كلهم، وعدم نسيانه أو إغفاله أحدا منهم، هذا مع النصح الخالص، والأدب الجَمِّ مع الكبار والصغار، والتقوى لله تعالى، مع الزهد في الدنيا، والإقبال على الآخرة.

*أقول: ولو قُدِّر لأخي طُولُ العمر لرُبَّما كان من كبار العلماء والأدباء، وربما من الشعراء أيضا، والله أعلم.

وبِمُوازنة تلك الرسالة المذكورة مع القصيدة التي سأوردها كاملة، يبدو لي - والله أعلم- أن نثره أقوى من شعره، وأقرب إلى السلاسة والسهولة وعدم التكلف، ومما جاء في تلك الرسالة الرائعة:

بسم الله الرحمن الرحيم

"الحمد لله قيوم السموات والأرضين، باعث الرسل رحمة للعالمين بِالبيِّنات والزبُر والكِتاب المُبين.

والصلاة والسلام على من شَدَّت عليه البلاغة نطاقها، ومَدَّت عليه الفصاحة رُواقَها سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وبعد:

الأخ الكريم السيد أحمد السيد حفظه الله ووفقه لسعادة الدارين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

وأزف لك أطيب التحية والسلام لك ولأهلك وأولادك ... .

وأرجو الله عزوجل أن يصلكم كتابي هذا وأنتم جميعا تتمتعون بموفور الصحة والعافية والنعمى من الله تعالى.

كما أني بوصفي كاتبا لهذه الرسالة أبلِّغكم سلام الأهل جميعا من أمي وأبي، والسيدة أم محمود ... .

ومن محمد الأمين أبو أنس بركة البيت، ومن السيد الناشئ في طاعة الله طالب العلم الشيخ الصغير محمد النجيب حفظه الله وثبته وهو في الصف

الثاني الشرعي مع نجاحه الممتاز في العام الماضي ونيله الدرجة الأولى مع جائزة قيمة تبلغ أكثر من عشر مجلدات هدية مقدمة من الشيخ محمود الحوت حفظه الله، ... .

وسلامًا عامًّا من كل الإخوة والأصحاب والأصدقاء، ومن الشام الفيحاء، وحلب الشهباء، ومنبج الغَنَّاء.

مُتَمَنِينَ لكُم التوفيق والتسديد من الله عزوجل، وأن يشملكم بألطافه الخفيَّة، وأن يُجزل لكم المثوبة والعَطِيَّة فتكونوا في عين العِناية، وفي أتم الرعاية.

مع الدعاء الصالح لكم وخصوصا من الوالد الكريم -حفظه الله وأدامه- في أن يوفقك الله عزوجل لدفع البَدَل العسكري، وتأمين المستقبل السعيد في حيازة السَّكَن والمأوى، والآخرة خير وأبقى ... .

وبالصراحة فأنت في ظرف إقامتك في الإمارات عليك أن تقتصد وتُقَتِّر وتُقنّن وتُدَبِّر وتُوَفِّر ولو أكلتَ خُبزةً وبَصَلَة وصبرتَ على الضيق وتحمَّلتَ المشقة في المأكل والملبس والمسكن والأثاث والكماليات ولكن فترة وجيزة ويأتي اليُسر بعد العُسر و"الغَمَرَات ثُمَّ يَنجَلِينَ"، وتأتي إن شاء الله سالما وغانما وقد أعليتَ صرحَ المُستقبل السعيد وأنت والحمد لله بصحة وعافية ورزقك على الله عزوجل متكفل به لك لو هربتَ منه للحقكَ ... .

فما عليك إلا أن تشُدَّ الهِمَّة وتشحذ العزيمة فتكون في ركب الفائزين المفلحين السالمين الغانمين إن شاء الله تعالى.

أخي العزيز: نحن أهلك جميعا والحمد لله بخير وصحة ونعمة من الله عزوجل أبوك وإخوتك وأخواتك وما ينقصنا سوى رؤية وجوهكم الطيبة النيرة، وكلنا حُرقة وأسًى على وضعك الراهن، وكلنا أسف ألا تكون قد دفعتَ البَدَلَ العَسْكَريَّ وأمَّنتَ مأوًى وبابَ رِزق يكون لك ذُخْرًا ورصيدًا.

وأقول لك بصراحة نحن عاتبون عليكَ إذ لا تصلنا برسالة أو بهاتف ونحن رَحِمُكَ ونحن أهلك مع أننا نُراعي ظُروفَكَ الحاليَّة ولكن إذا كنتَ تخجل أو

72

تتحرَّج من مراسلة أبي وأهلي في منبج فلماذا لا تراسلنا نحن إخوتك في حلب مساكن هنانو- فنطمئنَّ على وضعك ونفرح لفرحك ونحزن لأسَاكَ كما تطمئن أنت علينا وعلى أوضاعنا وهاكَ عُنوانَنا - سوريا - حلب-

"مدينة هنانو- ابتدائية محمود كنعان - هـ 4761535 يصل ليد الأستاذ عماد الأمين ومنه ليد محمد علي السيد أو محمد كمال"، وهذا الهاتف للأستاذ عماد وأنت تعرفه هو رجل طيب خدوم لوجه الله.

أخي العزيز بالنسبة لوضعي أنا محمد علي فأنا بخير والحمد لله، وأنا في معهد الفتح الإسلامي في جامع بلال الحَبَشِيّ السنة الثالثة أصول الدين فرع جامعة الأزهر الشريف، وأرجو منكم الدعاءَ بظهر الغيب فأنت صاحب فضل عليَّ وعلى عبد الله الشافعي في تسجيلنا وسبب طلبنا للعلم في الكلتاوية فلك الأجر من الله، وجزاك الله عنا خيرا من أخ وَدُود حبيب، والحمد لله رب العالمين، وسامحونا إن قصَّرنا في النصيحة.

حُرِّر بتاريخ 21/11/2000م - شعبان/1421هـ

ثانيا- من شعره:

لم أعرف له شعرا سوى هذه القصيدة التي أرسلها لي أخي الأصغر الشيخ محمد نجيب السيد، ولا أدري كيف حصل عليها؟! جزاه الله خيرا.

وهي قصيدته في العارف الشيخ محمد النبهان رحمه الله، وهي رائية مفتوحة من البحر الخفيف، تقع في خمسة وعشرين بيتا، وفيها أبيات قليلة مُختَلَّة الوزن أصلحتها بفضل الله، سوى واحد هو "التاسع" منها لم أستطع إصلاحه، وهي التي يقول فيها:

أزْجِ  مـاءَ العُيونِ سَحًّا غَزِيرَا             ذاكِـرًا  لِـلهَوى ذنـوبًا   كثيرَا

عـلّ دمـعا مـن الندامة يمحو          ما يغشي الـفؤاد ظـلًّا ستورا

أو بـقانٍ كـما الـشقائق يهمي           فـعسى  أن يـكون ذاك كَفورا

ران يا ربنا ذنـوبٌ و طـالت           غـفلاتٌ ؛ فـهب لـقلبيَ   نـورا

مُـدَّني يـا كريمُ   بـالنور إنِّـي             تـائبٌ لِـلجناب أرجو الغفورا

73

خـلّص الـقلب من قيود عَوَادٍ             خَـلّتِ النفسَ في العذاب أسيرَا

مـذ  تـنكبتُ عن سبيلك جهلًا           أبـتغي غـيره أذوق الـمريرا

ضـل  من ظن أن يكون سعيدًا             لم  ير الأولياء أهلًا ظهورا

هـم - إذا خـافت الأنـام- مـلاذٌ              وإذا تاهت العصور كانوا النورا

رحـمـاتٌ     نـزيـلة     لـعـباد              ضـعـفاء   تـعودوا   الـتحذيرا

خـتـم  الأولـياء   و الـعارفونا             بـمنار  الـهدى الأعزِّ نصيرا

الأبِـيُّ الـحَمِيُّ و الأكـرمُ الرا             حـمُ  والصادق الوهوب الأثيرا

الـسري  الـمقدام و الـعبد   للـ            ـه  وبـاب الندى العديم النظيرا

أنـتمُ الشمس لا كهذي الشموس           إن  لـي - فـيكمُ - لحبًّا كـبيرا

أنـا إن دمت عندكم في حياتي             هـائما فـي الجمال كان يسيرا

سـيدَ  الـعارفين   نـبعَ الكمال            لـكمُ   الـحب خـالصًا   مبرورا

ساريًا في الحشا ومهوى القلوب           فاصهر النفس في الهوى فتنيرا

ربـمـا فـاز - بـالمحبة - مـرء             كـان  في الصالحات قُلًّا فقيرا

مـن  هـواكم   مـفازه والفلاح             مـن رضاكم يظلّ طلْقًا قريرا

فـجع الـعالمون والـناس فيه        

بـالشهاب الـثقوب راحوا بحورا

إذ فـقدنا فـيه الأب الـمُتَمَنَّى              و رَؤُومًـا أمـًّا تُداوِي الصغيرا

سـيدي حـين غبتم في العيون          هـل  تركتم فينا جليدًا صبورًا

هـل  حـوته حَفيرةٌ من تراب             مـا حوته الـبلاد جـوًّا و دورا

فـي  لـواء النبهان يبعث قوم             قـد أجَدُّوا إلى الحبيب المَسيرا

جُـبلوا يـعشقون نَـبهانَ قِدمًا             ثـم  لاقَـوهُ فـي المَعاد مُجيرا

*********

74

قصيدة الفِراسة الطريفة والتي وعدتكم بإيرادها

*"مجلة المجمع العلمي العربي" - دمشق، العددان (3-4)، 1/مارس/

1932م للكاتب المؤرخ: الشيخ كامل الغزي الحلبي ت 1933م،

adsfsd103020.jpg

adsfsd103021.jpg

adsfsd103022.jpg

adsfsd103023.jpg

adsfsd103024.jpg

adsfsd103025.jpg

adsfsd103026.jpg

adsfsd103027.jpg

adsfsd103028.jpg

adsfsd103029.jpg

adsfsd103030.jpg

adsfsd103031.jpg

adsfsd103032.jpg

adsfsd103033.jpg

adsfsd103034.jpg

 

حديث الصور

adsfsd103035.jpg

شهادة تخرجه في الكلتاوية

adsfsd103036.jpg

شهادة حفظه القرآن الكريم

90

adsfsd103037.jpg

adsfsd103038.jpg

محمد علي يقرأ كتاب "المرأة بين طغيان ..." لـ د. محمد سعيد البوطي

adsfsd103039.jpg

محمد علي بالزي الإماراتي

زملاؤه في الكلتاوية (1)

adsfsd103040.jpg

92

زملاؤه في الكلتاوية (2)

sadsfsd103041.jpg

93

     نماذج من خطه رحمه الله

sadsfsd103042.jpg

نموذج من خطه في رسالة بعثها إليَّ عام 2000م - الوجه الأول

94

sadsfsd103043.jpg

نفس الرسالة المذكورة - الوجه الثاني

95

sadsfsd103044.jpg

اسم محمد علي بخطه - الموسوعة العربية الميسرة بتاريخ اقتنائها 1996م

sadsfsd103045.jpg

96

sadsfsd103046.jpg

اسمه بخطه على غلاف صفحات مصورة من كتاب:

الإسلام والحضارة الغربية لـ د. محمد محمد حسين

صوَّرْتُها له، وبَقِيَّة المكتوب بِخطِّي أنا المُؤلف

sadsfsd103047.jpg

 

 

 

sadsfsd103048.jpg

 معهد الفتح الإسلامي؛ جامعة بلاد الشام

 98

شكر وتنويه

أشكر كل الإخوة الذين ساعدوني، وأمَدُّوني ببعض المعلومات، أو الصُّوَر، أو حاولوا ولم يقدِروا، في بحثي هذا عن أخي محمد علي السيد أبي مصعب، رحمه الله، وأخص بالذكر منهم:

1- شقيقتي ولادة السيد أم محمد الفاتح؛ فجزاها الله خيرا.

2- ابن أختي الأستاذ محمد الفاتح السيد فجزاه الله خيرا.

3- الشيخ أحمد عبوش: زميل محمد علي: على الصور والمعلومات.

4- الشيخ عمار طاووز زميل محمد علي.

5- الشيخ إبراهيم منصور الحسين صديق محمد علي.

6- الشيخ عبد الملك العلي: زميل محمد علي.

7- الشيخ عزة الخطيب:     =   =   = .

8- أخي عبد الله الشافعي السيد.

9- أخي محمد نجيب السيد.

10- أخي محمد كمال السيد.

11- الشيخ بلال عبده الخطيب الدمشقي.

12- الشيخ د. وائل الحنبلي الدمشقي.

13- الشيخ لطفي كاخيا الدمشقي.

14- الشيخ د. محمد نور العلي.

15- الشيخ د. محمد نجيب العطار.

جزى الله الجميع خير الجزاء، وجعله في ميزان صحيفة أعمالهم.

99

المراجع

*ملاحظة:

بعض الكتب لم آخذ منها معلومات، لكن لها ارتباط بأخي محمد علي، وهي قليلة، ذكرت مؤلفها، وتاريخ طباعتها.

*أولا: المخطوطات:

1- "رسالة بخط محمد علي". أرسلها إلي في 21/11/2000م.

*ثانيا: المطبوعات - الكتب:

2- "الإسلام والحضارة الغربية". د. محمد محمد حسين ت 1983م؟ ط؟ دار الفرقان، دون تاريخ.

3- "تتمة الأعلام". لمحمد خير رمضان يوسف. ط 3 موسعة، دار الوفاق، الجمهورية اليمنية - عدن، 1436هـ - 2015م.

4- "التفسير الوجيز". لشيخنا د. وهبة الزحيلي، ضمن "الموسوعة القرآنية الميسرة"، ط10، دار الفكر- دمشق، 1432هـ - 2011م.

5- "الربانيون الثلاثة": سيرة ثلاثة من العلماء الربَّانيين. للشيخ محمد زكريا المسعود، ط1، دار نَكَهْ مِي - حلب، 1429هـ - 2008م.

6- "العلامة خير الدين الأسدي: حياته وآثاره". للأستاذ عبد الفتاح رواس قلعجي، ط1، حلب - 1980م، دون ناشر!

7- "كنوز الذهب في تاريخ حلب". للشيخ أحمد بن إبراهيم الحلبي الطرابلسي؛ سِبط ابن العَجَمي ت 884هـ، تح د. شوقي شعث، أ. فالح البكور، ط 1، دار القلم العربي - حلب، 1417هـ - 1996م.

100

8- "المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري". لنخبة كبيرة من المؤلفين والباحثين جغرافيين وغيرهم، ط1، مركز الدراسات العسكرية، بإشراف العماد مُصطفى طلاس، دمشق - 1992م.

9- "المعجم الوسيط". لنخبة لغويين وباحثين مصريين، ط2، "مجمع اللغة العربية" بالقاهرة، 1392هـ - 1972م.

10- "من أعلام الطريقة النقشبندية" في بلاد الشام المباركة. للشيخ محمد زكريا المسعود، ط1، فُصِّلَتْ للدراسلت والترجمة والنشر- حلب، 1430هـ - 2009م.

11- "موسوعة حلب المقارنة". للأستاذ خير الدين الأسدي ت 1971م، تنقيح وإخراج الأديب محمد كمال، النسخة الرقمية، حلب - 2009م.

12- "الموسوعة العربية". لنخبة باحثين سوريين، مقالة وبحث حول "منبج" للباحث الأستاذ فواز الموسى، مج 19/ ص 533، بتصرف، من موقعها على الشابكة.

13- "الموسوعة العربية الميسرة". لنخبة باحثين مصريين بإشراف د. محمد شفيق غربال، ط2، دار نهضة لبنان - بيروت، 1407هـ - 1987م.

14- "الموسوعة القرآنية الميسرة". مع التفسير الوجيز للشيخ د. وهبة الزحيلي، وآخرين، ط10، دار الفكر- دمشق، 1432هـ- 2011م.

15- "نهر الذهب في تاريخ حلب". للشيخ كامل بن حسين البالي الحلبي؛ الغَزِّي ت 1933م، تح د. شوقي شعث، أ. محمود فاخوري ط 2، دار القلم العربي حلب، 1411هـ - 1991م.

16- "معلوماتي الخاصة".

101

*ثالثا: مواقع التواصل الاجتماعي:

17- "الدرر السنية" حديث البخاري: "إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبَّيكَ وسعدَيكَ ...".

18- "رابطة العلماء السوريين". مقالة عن "معهد الفتح الإسلامي".

19- مقالة الشيخ عبد الله المسعود عن والده بعنوان: "في رحاب الله: الوالد الشيخ محمد علي المسعود رحمه الله، سُطور من شمائله"، وقد أرسلها إليَّ عبر "الواتس أب".

20- "قصيدة عن الشيخ محمد النبهاني" رحمه الله تعالى: أرسلها لي أخي محمد نجيب عبر "الواتس".

21- "قصيدة الفراسة": مقالة عنها مع ذكر نصها، للشيخ كامل الغزي الحلبي في "مجلة المجمع العلمي العربي" بدمشق، العدد 3 - 4، 1/3/1932م، الأرشيف، على الشابكة.

22- موقع "محافظة حلب": مقالة "ناحية أبو كهف".

23- موقع "وثائقيات منبج" على "الفيسبوك" مقالة رائعة وشاملة بعنوان: "منبج في زمن مضى" للأخ مظفر بن الشيخ جمعة أبو زلام، نشرت بتاريخ 16/4/2018م.

24- "ويكبيبديا - الموسوعة الحرة للمعلومات": معلومات عن: قرية: "حية صغيرة"، "ناحية أبو كهف".

وسوم: العدد 1030