الإمام الأوزاعي

سلسلة أهل العلم الحلقة ( ٢٥ )

هو: عبدالرحمن بن عمرو بن يحمد الأَوْزاعي، عالم وإمام أهل الشام.

كنيته: أبو عمرو؛

ولد الأَوْزاعي سنة ثمان وثمانين؛

*خرج في بعثٍ (مجاهدًا) إلى اليمامة، فلما وصل إليها دخل مسجدها، فاستقبل سارية يصلي إليها، وكان يحيى بن أبي كثير قريبًا منه، فجعل يحيى ينظر إلى صلاته فأعجبته، وقال: ما أشبه صلاة هذا الفتى بصلاة عمر بن عبدالعزيز! قال: فقام رجل من جلساء يحيى فانتظر حتى إذا فرغ الأَوْزاعي من صلاته أخبره بما قال يحيى، فجاء الأَوْزاعي حتى جلس إليه، فسأله عن بلده، وعن حاله، وجرى بينهما كلام، فترك الأَوْزاعي الديوان، وأقام عند يحيى مدة يكتب عنه، وسمع منه، فقال له يحيى: ينبغي لك أن تبادر إلى البصرة؛ لعلك أن تدرك الحسن البصري ومحمد بن سيرين فتأخذ عنهما، فانطلق إليهما، فوجد الحسن قد مات قبل دخوله بشهرين، وابن سيرين كان مريضًا، فمات*.

*شيوخه*: عطاء بن أبي رباح، ومكحول، وقتادة، والزهري، ويحيى بن أبي كثير، وعبدالله بن عامر اليحصبي،  وابن المنكدر، ونافع مولى ابن عمر،  وخلق كثير من التابعين، وغيرهم؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي)

*تلاميذه*: الزهري وشعبة، والثوري، ويونس بن يزيد، ومالك بن أنس، وابن المبارك، وأبو إسحاق الفزاري، ومحمد بن يوسف الفريابي وخلق كثير.

  *قال أبو رزين اللخمي: (أول ما سئل الأَوْزاعي عن الفقه سنة ثلاث عشرة ومائة وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة، ثم لم يزل يفتي بعد ذلك بقية عمره إلى أن توفي رحمه الله)*

  قال هِقْل بن زياد: (أجاب الأَوْزاعي في سبعين ألف مسألة أو نحوها).

  وقال موسى بن يسار: (ما رأيت أحدًا له قدرة على المناظرة والدفاع عن الإسلام أحسن من الأَوْزاعي).

  *وقال بقية بن الوليد: (قال لي الأَوْزاعي: يا بقيةُ، لا تذكر أحدًا من أصحاب نبيك إلا بخير ،يا بقية، العلمُ ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وما لم يجِئْ عنهم، فليس بعلم)*.

  وقال الوليد بن مسلم: (كان الأَوْزاعي إذا صلى الصبح جلس يذكر الله سبحانه وتعالى حتى تطلع الشمس، ويأثر عن السلف ذلك،قال: ثم يقومون فيتذاكرون في الفقه والحديث).

  وقال الوليد بن مسلم: (ما رأيت أحدًا أشدَّ اجتهادًا من الأَوْزاعي في العبادة) .

*دخلتِ امرأةٌ على امرأة الأَوْزاعي، فرأت الحصير الذي يصلي عليه مبلولًا، فقالت لها: لعل الصبي بال هنا،فقالت: لا، هذا من أثر دموع الشيخ في سجوده، وهكذا يصبح كل يوم*.

  وقال الوليد بن مسلم: (شيعَنا الأَوْزاعي وقت انصرافنا من عنده فأبعد في تشييعنا حتى مشى معنا فرسخين أو ثلاثة، فقلنا له: أيها الشيخ، يصعب عليك المشي على كبر السن،قال: امشوا واسكتوا، لو علمت أن لله طبقة أو قومًا يباهي الله بهم أو أفضل منكم لمشيت معهم وشيعتهم، ولكنكم أفضل الناس).

  وقال أبو هزان : (ذكر الأَوْزاعي الخردل، وكان يحب أن يتداوى به، فقال رجل من أهل صفورية -بلدة في الأردن- : أنا أبعث إليك منه يا أبا عمرو؛ فإنه ينبت عندنا كثير بري، قال: فبعث إليه منه بصرة ، وبعث بمسائل، فبعث الأَوْزاعي بالخردل إلى السوق فباعه ، وأخذ ثمنه فلوسًا ، فصرها في رقعة الرجل، وأجابه في المسائل، وكتب إليه الأَوْزاعي: إنه لم يحملني على ما صنعت شيء تكرهه، ولكن كانت معه مسائل، فخفتُ أن يكون كهيئة الثمن لها).

  *كان الأَوْزاعي من أكرم الناس وأسخاهم، وكان له في بيت المال على الخلفاء إقطاع، فصار إليه من بني أمية وبني العباس نحو من سبعين ألف دينار، فلم يقتنِ منها شيئًا، ولم يترك يوم مات سوى سبعة دنانير، كان ينفقها في سبيل الله، وفي الفقراء*.

  قال أبو عبيدالله - كاتب الخليفة المنصور -: (كانت ترِدُ على المنصور من الأَوْزاعي  كتب يتعجب منها ، ويعجِز كتَّابه عن الإجابة، فكانت تنسخ في دفاتر وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظر فيها؛ استحسانًا لألفاظها، فقال لسليمان بن مجالد - وكان من أحظى كتَّابه عنده وأشدهم تقدمًا في صنعته -: ينبغي أن تجيب الأَوْزاعي عن كتبه جوابًا تامًّا، فقال: والله يا أمير المؤمنين، ما أحسن ذلك، وإنما أرد عليه ما أُحسن، وإن للأوزاعي نظمًا في الكتابة لا أظن أحدًا من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه).

*وكانت له مواقف مشهودة في قول الحق أمام الخلفاء*

  *قال مالك بن أنس: (الأَوْزاعي إمام يقتدى به)*

  *قال سفيان بن عيينة: (كان إمامَ أهل زمانه)*

  *وقال أحمد بن حنبل: (كان الأَوْزاعي من الأئمة)*

  *وقال يحيى بن معين: (العلماء أربعة: الثوري، وأبو حنيفة، ومالك، والأَوْزاعي)*

  توفي الأَوْزاعي - رحمه الله - سنة سبع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وستين سنة.

  المصادر :

الذهبي / ابن عساكر / تاريخ النسوي

وسوم: العدد 877