الشيخ الداعية د. غازي التوبة

(1939- معاصر)

clip_image001_a89c3.jpg

- تعدّ فلسطين عش الأنبياء، ومهوى قلوب الأصفياء ، أسدت للبشرية الخير والحق والنور والسلام والهداية، ففي ربوعها عاش نبي الله داود، وسليمان ، ويعقوب...

وإليها هاجر موسى، وفي مهدها ولد عيسى ، ومنها عرج خاتم الأنبياء إلى السماء، طمع فيها أعداء الإنسانية، وحررها الفاروق عمر، وتعرضت للغزو الصليبي، فقيض الله لها البطل صلاح الدين الأيوبي، وفي العصر الحديث صارت فريسة لشذّاذ الآفاق، ونرجو الله أن يهيئ لها جيل الفتح الذي ينهج نهج عمر.. وصلاح الدين، والظاهر بيبرس .

 لقد قدمت فلسطين في العصر الحديث طائفة من أفلاذ أكبادها، حيث فجر الشهيد عز الدين القسام الثورة المسلحة عام 1935م ، وقاد الإمام الشهيد حسن البنا كتائب الفدائيين من الإخوان المسلمين عام 1948م ، وكان لبسالتهم فضل تأخير سقوط القدس عشرين سنة حتى حلّت النكسة بعد النكبة عام 1967م ، ثم نهضت الأمة من غفوتها، وقامت من كبوتها، حيث أسس الشهيد أحمد ياسين حركة المقامة الإسلامية في فلسطين عام 1987م ، كما أسس الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حتى لقي الله شهيداً في مالطا عام 1995م .

وهذا الشعب العظيم المعطاء أنجب العديد من العلماء الربانيين، والقادة العظام من أمثال : الحاج أمين الحسيني ، والشهيد عبد الله عزام، مروراً بالدكتور عبد العزيز الرنتيسي، والمجاهد خالد مشعل، ورئيس الوزراء الشيخ الداعية إسماعيل هنية، والشهيد صلاح شحادة، والدكتور إبراهيم المقادمة، والسيد المربي جمال منصور، والمهندس إسماعيل أبو شنب، والقائد يحيى عياش، والوزير محمد سعيد صيام، والشاعر عبد الرحمن بارود، وأحمد فرح عقيلان  ...وغيرهم .

 ونعيش في هذه اللحظات ، وعبر بضع صفحات مع  الداعية، والعالم الأكاديمي، والكاتب الفلسطيني الذي سار على درب الجهاد ، وحذا نهج السلف ، فكان خير خلف لخير سلف – نحسبه كذلك، ولا نزكي على الله أحداً – هذا العلم الفذ الذي كتب كثيراً من الكتب المميزة والمهمة في مسيرة الأمة والعمل الإسلامي، إنه الشيخ الداعية الدكتور غازي أحمد التوبة – أطال الله في عمره ، ورزقني وإياه حسن الخاتمة .

المولد والنشأة :

- نشأ غازي أحمد التوبة في فلسطين، وهو من بلدة (صفورية) التي تقع في لواء الجليل على بعد 12كم إلى الشمال الغربي من الناصرة،  وهو من مواليد 15/5/ 1939م في حي الميدان في منطقة الشيخ محمد الأشمر في مدينة دمشق عاصمة سورية .

-وترعرع في كنف والده الشيخ المجاهد أحمد التوبة رحمه الله، من (صفورية) في قضاء (الناصرة) في فلسطين الذي شارك في الجهاد في فلسطين مع حركة عز الدين القسام، وكان من أبرز عملياته اغتياله للجنرال (أندروز) الحاكم البريطاني للواء الجليل عام 1937م، وقاد فصيلاً من المجاهدين الذين كانوا يتنقلون في جبال فلسطين الشمالية بين عكا وصفد في الثورة الفلسطينية للأعوام 1936-1939م، وتوفي -رحمه الله- وهو محرم لأداء العمرة، ودفن في مكة المكرمة يوم الاثنين 11 من ذي القعدة 1402ه/  الموافق 30 من آب 1982م.

-وأما والدته فهي الحاجة رقية الشريف -رحمها الله-، وهي من سلالة الرسول- صلى الله عليه وسلم-، كانت عابدة صوامة قوامة كثيرة الذكر، عاشت حتى جاوزت التسعين، وتوفيت، ودفنت- رحمها الله- في مكة المكرمة يوم 17 رمضان عام 1436ه/ الموافق 4 تموز 2015م.

-والشيخ د. غازي التوبة له ثلاثة إخوة، وثلاث أخوات، هو أكبرهم.

-تزوج د. غازي أحمد التوبة عام 1962م، وله أربعة من الأولاد وبنتان، وكلهم أتموا دراستهم الجامعية، وله العديد من الأحفاد.

دراسته :

-بدأ الشيخ د. غازي التوبة دراسته الابتدائية في فلسطين، ثم حصل على الشهادة الابتدائية (السرتفيكا) من المدرسة الخيرية في حمص عام 1950م

-وحصل على الشهادة الإعدادية (البروفيه) من ثانوية خالد بن الوليد في حمص عام 1954م.

-كما حصل على الشهادة الثانوية (البكالوريا) من ثانوية خالد بن الوليد في حمص عام 1957م.

- ثم حصل على الليسانس من جامعة دمشق في سوريا عام 1963م .

-كما حصل على الماجستير من الجامعة اللبنانية عام 1975م، وكان عنوان الرسالة: (زفر بن الحارث الكلابي: الأحاديث التي رواها، وشعره، وحياته)

- ثم حصل على شهادة الدكتوراه حول (تطور العقيدة الأشعرية).. من جامعة العالم الأميركية في الولايات المتحدة الأميركية.

أعماله :

-عمل في الحقلين : الدعوي والتربوي في عدد من البلدان العربية والإسلامية والأجنبية حيث درّس في تلك الجامعات علوم اللغة العربية، والدراسات الإسلامية، والعقيدة الإسلامية.

-شارك في العديد من المؤتمرات في بلدان عديدة حول شؤون الإسلام والأمة والحضارة والفكر والسياسة والتربية والدعوة.

- كتب ونشر العديد من المقالات والدراسات والأبحاث في مجالات: الإسلام ،والأمة، والفكر، والسياسة، والتربية، والحضارة.

-شارك في العديد من البرامج التلفزيونية حول شؤون الإسلام والأمة والفِكْر والحضارة.

-يشرف الدكتور على موقع: منبر الأمة الإسلامية للدراسات والأبحاث (al-ommah.org)

مؤلفاته :

- كتب عشرات المقالات في مختلف الأمور : الإسلامية، والفكرية، والسياسية والتربوية والحضارية ..الخ، ونشرها في صحف ومجلات في عدد من البلدان العربية والأجنبية.

- مهتم بشؤون العقيدة الإسلامية، كما أنه مهتم بشؤون الأمة، وكذلك مهتم بشؤون الحضارة الغربية.

- ألف عدداً من الكتب ، منها :

1- الفكر الإسلامي المعاصر دراسة وتقويم- صدر عام 1969.

2- في مجال العقيدة : نقد وعرض – صدر عام 1976.

3- جذور أزمة المسلم المعاصر : الجانب النفسي – صدر عام 1994.

4- الأمة الإسلامية بين القرآن والتاريخ – صدر عام 1995.

5- النفس المسلمة : صور من بنائها وأحوالها- صدر عام 2005.

6- القضية الفلسطينية : الواقع والآفاق – صدر عام 2005.

7- لماذا سقطت الخلافة العثمانية؟ : قراءة في عوامل ضعف الأمة- صدر عام 2008.

18-الجماعة في الإسلام: المشروعية والإطار، 1995م

19-التغيير في العالم الإسلامي: أزمة موضوعية أم ذاتية؟، 1996م

20-أبو الأعلى المودودي، فكره ومنهجه في التغيير: دراسة وتقويم، 1996م

21-الأمة الإسلامية بين القرآن والتاريخ: دراسة وتحليل، 1999م

22-إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية، 2003م

26-صفورية والمجاهد والفتى، 2011م

-رؤى وآراء معاصرة: دراسة نقدية، 2012م

-قراءات في شؤون الإسلام والأمة والحضارة: رؤية نقدية، 2015م

-وله برنامج قراءات :

1- صفات العالم .

2- عصر الانحطاط وعصر النهضة .

3- أمتنا بين التفتيت والتجزئ السياسي .

4- من أين ننطلق في تغيير الواقع المحيط بنا .

5- النص الثابت والواقع المتغير .

6- مقاصد الشريعة .

7- مواجهة الأمة الإسلامية للمشروع الصهيوني والإيراني .

8- نظرة الإسلام إلى العمل في إطار حزب وتكتلات .

9- مالك بن نبي .

10- محمد عبده .

11- الإمام حسن البنا :

12- تقي الدين النبهاني .

13- قالوا : لا سياسة في الدين .

14- كيف نتعامل مع الديمقراطية .

15- رسالة إلى إخواننا الأكراد - مؤسسة بلاغ للإعلام .

16- قراءات في مؤتمر حركة النهضة .

17- يشرف الآن على موقع منبر الأمة الإسلامية للدراسات والبحوث.

من أقواله :

1- حاولت الأمة النهوض بعد سقوط الخلافة العثمانية في مطلع القرن العشرين، وتبنّت المشروع القومي من أجل النهضة، ورسم ساطع الحصري ملامح المشروع فكريا، ثم قاده سياسيا الملك فيصل في العراق وجمال عبد الناصر في مصر، لكن المشروع فشل لأنه تنكر للدين الإسلامي، وأخطأ في تحديد عوامل بناء أمتنا.

ثم انبثق المشروع الإيراني على يد الخميني في إيران، لكنه فشل لأنه قام على الطائفية، وقدم أقوالا لا أفعالا في مجال التعامل مع الغرب.

ثم جاء زلزال الربيع العربي إيذانا ببدء مشروع النهضة الجديد الذي رسمنا له بعض المعالم التي يجب أن تسعى قيادات الأمة إلى تحقيقها في أرض الواقع.

2- تبنى عبد الناصر مبادئ الفكر الاشتراكي في الستينات بعد أن أقام علاقة مع الاتحاد السوفيتي، وقد أمم كثيراً من البنوك والمصانع والشركات، وكان قد أقام نظام الإصلاح الزراعي قبل ذلك في الخمسينات، ووزع كثيرا من أراضي الإقطاعيين على صغار الفلاحين، وكان قصده من تلك الإجراءات تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الشعب المصري، وكان قصده أيضا إيجاد قطاع صناعي واسع، ينتج صناعات مختلفة تغطي حاجات الشعب المصري ومنها الحاجات العسكرية.

ضرب عبد الناصر على بعض الأوتار الحساسة عند جماهير أمتنا، فطرح شعارات تحرير فلسطين، وإقامة الوحدة بين الأقطار العربية، وطرد الاستعمار من المنطقة وبالأخص الاستعمارين الإنجليزي والفرنسي، وبالفعل نجح في تحقيق بعض ما نادى به، فأقام الوحدة مع سوريا عام 1958، وساعد حركات التحرر في الجزائر وتونس والمغرب وعدن وبعض دول أفريقيا وآسيا.. وكان له دور كبير في نيل الجزائر استقلالها عام 1962 برئاسة أحمد بن بلة.

الفشل الرئيسي لجمال عبد الناصر كان في مجال القضية الفلسطينية، فكانت نكسة عام 1967 هي الواقعة التي قسمت ظهر النظام المصري، فقد انتصرت إسرائيل في حرب يونيو/حزيران عام 1967، ودمرت الطيران المصري في جميع أنحاء مصر صبيحة الخامس من يونيو/حزيران عام 1967، واحتلت في النهاية كل سيناء من مصر، كما احتلت الضفة الغربية من الأردن، واحتلت الجولان من سوريا.

المبادئ التي جاء بها عبد الناصر في مجال الفكر القومي العربي أو المجال الاشتراكي لم تكن متصالحة مع الدين بل متحاربة معه، فهو قد اعتمد القومية العربية التي طرحها الحصري، والتي كانت ذات محتوى علماني، وكانت تعتبر أن الأمة العربية تقوم على عنصري اللغة والتاريخ، وتعتبر أن الدين ليس داخلا في بناء الأمة، وكذلك تبنى عبد الناصر الطرح الاشتراكي الماركسي الذي يعتبر الدين معاديا للتقدم، وأن رجال الدين رجعيون، ويدعون الشعب والفقراء إلى الاستكانة للرأسماليين والأغنياء.

3- لقد تنكر السادات للمبدأين اللذين أقام عليهما جمال عبد الناصر ثورة 23 يوليو/تموز، وهما الفكر القومي العربي، والاشتراكية، فأعاد مصر إلى عزلتها الإقليمية، وأحيا النزعة الفرعونية عند المصريين، كما نقل مصر من النظام الاشتراكي إلى النظام الاستهلاكي الرأسمالي الأميركي، كما نقل مصر من القتال مع إسرائيل إلى عقد السلام معها واعتبار حرب 1973 آخر الحروب معها، كما نقل مصر من معسكر التحرير والعالم الثالث إلى عالم الولاء للمعسكر الأميركي.

4- .السيستاني قائدُ العملية السياسية الفاسدة

لم نر ولم نسمع ولم نقرأ شيئاً صدر من السيستاني فعلاً اللهم إلا ما نقلوا عنه فيما يخص شرعنة الاحتلال ومباركته له ولأفعاله القبيحة وإلزام الناس بالتصويت للدستور وانتخاب القوائم الفاسدة وتسليط الفاسدين وقيادته للعملية السياسية البائسة الفاسدة التي خرّبت البلاد، وشتت العباد، وسفكت الدماء، وضيَّعت الثروات، وهجَّرت الملايين .

مقتبس من المحاضرة الثامنة من بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد )

المراجع :

1-            أخذت هذه المعلمات من فضيلة الشيخ الداعية بتاريخ 2/ 4 / 2017م .

2-            صفحة الشيخ الدكتور غازي التوبة على الفيسبوك .

3-            أعلام الحركة الإسلامية في سورية – عمر محمد العبسو – مخطوط .

وسوم: العدد 716