(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)

(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) الزمر – 55

وجيز التفسير

وتساءلوا: وكيف نتبع الأحسن، وما أنزل إلينا كله حسن!! ولابوا حول الجواب.

يقول زهير : والقرآن كله حسن، وما أنزل إلينا من ربنا كله حسن. والحسن المقصود في الآية حسن ظرفي. أي اتبعوا الأحسن في وقته. فإذا دخل وقت الصلاة، كان أداؤها هو الأحسن، وإذا دخل شهر رمضان كان الصوم فيه هو الأحسن ، وإذا دعا داعي البذل والجود كانت الصدقة هي الأحسن. وإذا نزل العدو بديار المسلمين، وحمي الوطيس، كانت الاستجابة والصبر والثبات هو الأحسن. ثم هناك ما هو أحسن للرجل، وما هو أحسن للمرأة، وما هو أحسن للشباب، وما هو أحسن للشيوخ، وما هو أحسن للعالم، وما هو أحسن للمتعلم وطالب العلم، وما هو أحسن لصاحب الهمة، وما هو أحسن للضعيف الكَلّ، وما هو أحسن لصاحب الاختصاص ينفع الناس، وما هو أحسن للإنسان يبحث عن الهدى، وما هو أحسن للإنسان رزق أثارة من علم يعلم الناس.

ثم هناك ما هو أحسن بالنسبة لأهل كل عصر، وأهل كل مصر. ففي عصر كان عتق الرقاب من الذي هو أحسن، وفي عصر يكون إحياء الموات هو الذي هو أحسن، وفي عصر يكون تعليم النفوس لإحيائها هو الذي هو أحسن. وفي كل مصر يكون تعليم ما يخص أهله، أو يحذرهم مما شاع فيهم هو الأحسن. ولا يجلس الإنسان في البلد القفر لا بحر فيه ولا نهر، ويحذر الناس من خطورة ركوب البحر. أو عن ضرورة الاحتشام عند الاغتسال في النهر، وهم لا يكادون يجدون بلغة من ماء بيئر!!

وعلى مثل هذا التفسير يدور معنى الآيات الآمرة بالأخذ بالحسن والأحسن مثل قوله تعالى مخاطبا سيدنا موسى (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا)

اللهم اجعلنا من عبادك المتبعين..

وشريعة الإسلام عدل كلها، رحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 999