ماذا يريد الإمام البنا من الإخوان

الإمام الشهيد حسن البنا

نصيحة من الإمام البنا إلى الإخوان

العمل مع أنفسنا هو أول واجباتنا؛ فجاهدوا أنفسكم واحملوها على تعاليم الإسلام وأحكامه، ولا تتهاونوا معها في ذلك بأي وجه من الوجوه.

أدوا الفرائض، وأقبلوا على الطاعة، وفروا من الإثم، وتطهروا من العصيان، وصِلوا قلوبكم ومشاعركم دائمًا بالله الذي له ملك السموات والأرض.

قاوموا الكسل والعجز، ووجهوا شبابكم ومشاعركم وعواطفكم إلى الفضيلة الطاهرة النقية، وخالفوا نزعات الطيش ومضلات الهوى، واحرصوا على الوقت فلا تصرفوه في غير فائدة، وحاسبوا أنفسكم فيه حسابًا عسيرًا، واحذروا أن تمر بكم دقيقة واحدة لا تكون لأحدكم فيها عمل طيب وسعي مبروك.

والعمل مع بيوتكم وأسركم- أيها الإخوانأقدس واجباتكم؛ فالأمة هي مجموعة هذه الأسر، وإذا قويت دعائم الأسرة قوي بناء الأمة، واطمأننا على الجيل الجديد كل الاطمئنان.

فتلطفوا مع أهليكم وأسركم وأصدقائكم وأقربائكم، واحملوهم جميعًا على خطتكم، وأقنعوهم في أدب ولطف ومنطق وحجة بوجاهة رأيكم واعتدال طريقتكم وفائدة عملكم؛ حتى يكونوا معكم فيما أنتم بصدده من عمل مجيد نبيل.

ووحدتكم- أيها الإخوانوارتباطكم هو السلاح الأول، وهو أقوى الأسلحة في أيديكم؛ فاحرصوا على هذه الوحدة، وكونوا دائمًا مع الجماعة، ولا تخالفوا عن أمر إخوانكم، ولا تفرقن بينكم المشاغل الزائلة ولا الأوهام القاتلة.

انشروا الفكرة في كل محيط يتصل بكم: في الحوانيت والشوارع، والبيوت والمساجد، والمقاهي والمجالس العامة والخاصة، وفى القرى والريف، والمدن والعواصم، وفي المصانع والمعامل، والحقول والمدارس.

واجمعوا قلوب الناس جميعًا على كتاب الله وتحت لواء محمد- صلى الله عليه وسلم- أفضل خلق الله أجمعين ورحمة الله للعالمين، فلواؤه لواء الحمد، وشرعته منهاج الرشد، وهديه أفضل الهدي، ومن استظل بظله، وسار تحت رايته فاز في الدنيا بالنصر: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ﴾ (الحج: 40)، وفاز في الآخرة بالأجر: ﴿يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾ (التحريم: 8).

واجعلوا في كل شارع جماعة إخوانية، وفي كل قرية كتيبة قرآنية، وفي كل مدينة راية محمدية، وفي كل فج من الفجاج أخًا يهتف بمبادئكم وينادي بتعاليمكم، ويعطي كلمتكم، ويبايع بيعتكم، ويجهز نفسه ليظل مكانه في الصف. وإن يوم النداء لقريب.