قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ اللهَ زوَى لي الأرضَ فرأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها فإنَّ أُمَّتي سيبلُغُ مُلْكُها ما زوَى لي منها وأُعطِيتُ الكَنزَيْنِ : الأحمرَ والأبيضَ فإنِّي سأَلْتُ ربِّي لِأُمَّتي ألَّا يُهلِكَها بسَنةٍ عامَّةٍ وألَّا يُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن سوى أنفسِهم فيَستبيحَ بَيْضَتَهم فإنَّ ربِّي قال : يا مُحمَّدُ إنِّي إذا قضَيْتُ قضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ وإنِّي أُعطيكَ لِأُمَّتِكَ ألَّا أُهلِكَهم بسَنةٍ عامَّةٍ وألَّا أُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن سوى أنفسِهم فيستبيحَ بَيْضَتَهم ولوِ اجتَمَع عليهم مِن أقطارِها أو قال : مَنْ بَيْنَ أقطارِها حتَّى يكونَ بعضُهم يُهلِكُ بعضًا ويَسبي بعضُهم بعضًا ) قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّما أخافُ على أُمَّتي مِن الأئمَّةِ المُضلِّينَ وإذا وُضِع السَّيفُ في أُمَّتي لَمْ يُرفَعْ عنها إلى يومِ القيامةِ ولا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يلحَقَ قبائلُ مِن أُمَّتي بالمُشرِكينَ وحتَّى تُعبَدَ الأوثانُ وإنَّه سيكونُ في أُمَّتي ثلاثونَ كذَّابونَ كلُّهم يزعُمُ أنَّه نَبيٌّ ، وإنِّي خاتَمُ النَّبيِّينَ لا نَبيَّ بعدي ولنْ تزالَ طائفةٌ مِن أُمَّتي على الحقِّ ظاهرينَ لا يضُرُّهم مَن يخذُلُهم حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ ) .
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه الراوي : ثوبان المحدث : ابن حبان المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم : 7238 التخريج : أخرجه مسلم (2889)، وأبو داود (4252)، والترمذي (2176)
إضاءة :
(1)السمسار : مَنْ يتوسَّط بين جهتين لتسهيل صَفْقة ما مُقابل جُعْل ما .
(2)صفاقة : الصَّفَاقَة أو الوقاحة وقلة الحياء ، وهي إظهار قلة الاحترام بعمل شيء أو القول به من خلال عدم الامتثال للمعايير الاجتماعية .
(3)اليَسَار : الغِنَى .
(4) المُكرَّم : هو نبيُّنا الحبيبُ صلى اللهُ عليه وسلم .
فَجْرُ النَّفيرِ يجنِّدُ الأبرارا = ويعيدُ في قيمِ الجهادِ قرارَا
فَمَن ارتضى ذلَّ الحياةِ لطغمةٍ = ملعونةٍ فلقد هوى خوَّارَا
للسيفِ بيئتُه التي لايُرتَضى = فيها سواه ولم يزل بتَّارَا
هيهات أن ترضى المهانةَ شامُنا = أو تقبلَ الإذعانَ والأخطارَا
في نصفِ قرنٍ مارأتْ يوما به = نورَ الصباحِ يلفُّها معطارَا
زلزالُ حقدِ المجرمين أذاقها = وَيْلا ألا فاستقرئِ الآثارَا
فالظالمون المجرمون وقد بغوا = ساموا الشآمَ مذلَّةً و شنارَا
لكنَّه الشَّعبُ الأبيُّ استنفرتْ = فيه القبائلُ للفدا ثُوَّارَا
قد هزَّها الإيمانُ باللهِ الذي = نصرَ الحنيفَ وأيَّدَ الأبرارَا
سفهاءُ مَن حملوا السلاحَ بوجهِ مَن = قد قاتلوا الطاغوتَ والأشرارَا
ليعودَ للشامِ الحبيبةِ عزُها = ويزولَ عهدٌ لم يزل سمسارا (1)
باعَ البلادَ وأمعنتْ قُوَّاتُه = قتلا بشعبٍ يرفضُ الفجَّارَا
فطوتْهُ من قَدَرِ المهيمنِ ساعةٌ = فيها امتطى ظهرَ الهوانِ فِرارَا
والشَّرُّ يأبى أن ينامَ بأنفُسٍ = الخبثُ فيها لم يزل فوَّارَا
والبغيُ والأضغانُ في أعماقها = قد ساقتا فيها الهوى غدَّارَا
عاشوا بأرضِ الشامِ في خيرٍ وفي = أمنٍ ونالوا خيرَها المحبارَا
وتَنَعَّموا فيها وليس ينالُهم = ذاك الأذى واستسهلوا الإنكارَا
وتجنَّدوا باسم العدوِّ لحربها = بصفاقةٍ واستكبروا استكبارَا (2)
أين المودةُ في رحاب شآمِنا = كانت لكلِّ الساكنين شعارَا
دعوى امتطاء الطائفيةِ مركبا = أضحى لدى بعض النفوسِ مُثارَا
خسئتْ نفوسُ الخائنين بلادَهم = أمسى بناءُ فسادِهم منهارَا
فَجْرُ النَّفيرِ يجدِّدُ الروحَ التي = لم تخشَ سجنَ الخبِّ والجزَّارَا
أو ترتعدْ من مجرمٍ سلَّ الأذى = وأتى به في شامنا إعصارَا
وأذاق بالأهوالِ شعبا آمنا = سوءَ العذابِ ولم يَجِدْ أعذارَا !
فهو اللئيمُ ولم يَجِمْ عن شرِّه = حين استباحَ رحابَه استكبارَا
فالشَّعبُ جنَّده الدمُ الفوَّارُ في = صدرِ الإبا فأزالَ عنه العارَا
فجرٌ تبسَّمَ بالهدى فتلألأتْ = منه المغاني إذْ بهنَّ أنارَا
وَبَدتْ به الأنوارُ سلسلُها أتى= شامَ الوفاءِ فأبهرَ الأبصارَا
من بشرياتِ نَبِيِّنا هذا السَّنا = أسبى العقولَ وأبهجَ الأبرارَا
وبه من القيمِ الرفيعةِ موردٌ = للنَّاهلين ولم يزلْ مدرارَا
وبدا بِحُلَّتِه الشَّعبُ الأبيُّ بعزَّةٍ = تُزجي لأعداءِ الحنيفِ تبارَا
وهي الكتائبُ والقبائلُ أقبلتْ = ترمي الفلولَ وتدحضُ الفُجَّارَا
يبقى الجهادُ سنامَ دينٍ لم يزل = يحمي الحقوقَ ويكرمُ الأمصارَا
في كلِّ آنٍ يغتدي فرسانُه = للخيرِ يملأُ فضلًه الأسفارَا
مضمارُهم هذا الإخاءُ بأُمَّةٍ = قد فاضَ في أرجائه زخَّارَا
ونفيرُهم ماكان إلا نجدةً = صفعتْ تَعَنُّتَ مَن غوى ختَّارَا
فاليوم يومٌ للبطولة والفدا = فاستشهدِ الفرسانَ والثُّوَّارَا
يحكي فصولَ روايةٍ (بدريَّةٍ ) = يقفُ الزمانُ لسردِها إكبارَا
ميلادُ فجرٍ للنفيرِ ففيلقٌ = فترى لديه الفارسَ المغوارَا
وترى الميامين الأُفاضلَ بايعُوا = ربَّ السَّماءَ وطلَّقُوا الأغيارَا
خمسون عاما أو تزيدُ : وشرُّها = ملأ القلوبَ كآبةً ومرارَا
واستنهض الإسلامُ نخوةَ شعبِنا = وأثار فيه يقينَه الهدَّارَا
باللهِ مولاه الذي أفنى الذي = قد عاثَ يطوي المجدَ والآثارَا
وأذاقه مُرَّ الأذىِ وأذلَّه = وسقاهُ كأسَ عُتُوِّه أكدارَا
وأماته المرَّات بينَ صِحابِه = ليروا هناك مآلَه والنَّارَا
ماكان للطاغوتِ إلا ذلَّةً = ويُري جحيمَ مصيرِه النُّظَّارَا
فالدِّينُ باقٍ رغم أيِّ مضلِّلٍ = يرمي محاسنَه وليس يُجارَى
يبني نفوسَ المؤمنين على التُّقى = وعلى الهدى يغشى النُّفوسَ يَسَارَا(3)
إسلامُنا يُعلي الصُّروحَ فأسفرتْ = رغم المُخَاتلِ بالمنى إسفارَا
وأعادها فجرُ النَّفيرِ بِحُلَّةٍ = كالدَّوحةِ الفيحاءِ تعبقُ غارَا
في وجهِ دينٍ قد تلألأ وجهُهُ = بِهُدى ( المُكرَّمِ ) فازدهى أنوارَا(4)
وأتى الحُبورُ على الشعوبِ فرفرفتْ = ريَّا المباهج بالأثيرِ عَرارَا
فلديننا الفضلُ الجزيلُ لأُمَّةٍ = مّنَحَ الدروبَ أعزَّةً أنصارَا
يعلو بهم وبهم تُصانُ محامدٌ = والنقصُ عن هذا الشموخِ توارَى
سلمَتْ أياديكم أزالتْ منكرًا = فلقد أردتم أن يصيرَ فصارَا
فبإذن ربِّ الخًلْقِ دُمِّرَ حكمُهم = وأبادَ عهدا قد طغى وشرارَا
فالحمدُ للدَّيَّانِ ربِّي إنَّه = قهرَ الطغاةَ وأيَّدَ الأبرارَا
وأثابَهم تاجَ الكرامةِ حُلَّةً = نالوا بها الرضوانَ والأوطارَا
سبحانك اللهم أنتَ رجاؤُنا = يامَنْ وهبْتَ المنهجَ المعطارَا
واخترتَ أمَّتَنا لتحملَ هَدْيَه = للعالمين مدى القرون منارَا
سَدِّدْ خطى جيلَ الثَّباتِ لرفعةٍ = وأنلْهُ في غدواتِه استبشارَا
ليقودَهم للخير هديُك وَلْيَثِبْ = جيلُ الهدى وإلى العلى يتبارَى
هاهم سعوا جلَّت مقاصدُ سعيِهم = ليصونَ طُهْرُ ندائكَ الأعمارَا
ما ضيَّعوا الأيامَ في لهوٍ ولا = دفنُوا الحِجَى أو لوَّثُوا الأفكارَا
إنَّ الجموعَ إذا اهتدتْ كانت يدًا = تبني لحصن الصَّالحين جِدارَا
ولقد رأتْ صدقَ اليقينِ بربِّها = لمَّا يَدَعْ للظالمين خيارَا
فأماتَ مافي نفسِ مَن غلبَ الهوى = أنفاسَه مستسلما خوَّارَا
متشوقا لجهادِ مَن نالوا به = عزما يبدِّدُ بالهدى الأوزارَا
ولعلَّ أحفادُ الأُلى عادوا وفي = أحنائهم هممٌ تزيلُ غبارَا
يتسابقون إلى الجهادِ كتائبا = رغم الطغاةِ فُجُورُهم قد جارَا
خانوا الأمانةَ وارتأوا ما في الأذى = للمسلمين إهانةً وخسارَا
لكنَّ أمرَ اللهِ عاجلهم فقد = نالوا من الحكم البغيض شنارَا
هاهم شباب الدعوة الغراءِ قد = ساروا فنعم رؤى الشبابِ مسارَا
فكأنَّني أرى الغدَ الآتي بهم = حقلا وريفًا بالمنى محبارَا
تجني ثمارَ ربيعه نصرًا لهم = فالسَّيفُ أضحى لفدا بتَّارَا
هذا زمانُ القوةِ اعتزَّتْ بها = مَن سخَّرتْها للإخا مضمارَا
لاترتضي قهرَ الشعوب ولا ترى = إنْ أُفلِتَتْ في بطشِها استكبارَا
خابتْ قوى الطغيان مهما عربدتْ = أو أنشبتْ بعُلُوِّها الأظفارَا
آتٍ زمانُ شريعة الباري إلى = أرضِ براها ربُّنا استبصارَا
كي يُعبَدَ الرحمنُ في أيامها = ولكي يرى الأبرارَ والكفَّارَا
والوعدُ بالنَّبأ اليقين محقَّقٌ = أهلوهُ باتوا دونه ثُوَّارَا
أحفادُ مَن سادوا البريةَ فانْظُرَنْ = في كلِّ مقدامٍ فتى كرَّارَا
يتلون في سَحَرِ الليالي آيَهُم = إذ بارك المولى بهم أسحارَا
فلهم بها الأُنسُ الهنيُّ وغيرُهم = قد نادموا النسوانَ والدولارَا
واللهو والترفيه يغضبُ ربُّهم = إذ فعَّلُوا الأوزارَ والمزمارَا
وبغفلةٍ تاهوا فما يدرون ما = ذا في المآلِ فأكثروا إكثارَا
إنْ لم يتوبوا فالجحيمُ مآلُهم = يَصْلَوْنَا يوم القيامةِ نارَا
والله نسألُ أن يتوبَ عليهمُ = ويُريهُمُ دربَ النَّجاةِ جهارَا
هذا النَّفيرُ اليومَ أشهرَ مالَنَا = بين الشعوبِ مكانَنا إشهارَا
واستنفرَ القيمَ الأثيرةَ في يَدَيْ = أجنادَ دينِ مُحَمَّدِ استنفارَا
وأفاضَ في صدرِ الأباةِ أريجُه = إذْ فَوَّحَ الوادي به نُوَّارَا
ليهبَّ من ليلِ الونى عزمُ الفتى = ورأى بأُفْقِ جهادِه استبشارَا
كم فارسٍ ألقى خطاهُ بساحهم = يلقى العدوَّ المجرمَ الغدّاَرَا
فإذا أتى غمرَ المنيِّةِ سَلَّه = سيفا به يلقى العدوُّ عثارَا
والعيشُ أضحى للمجاهدِ دأبَه = والسَّاح كانت للفدا مضمارَا
ولقد زوى ربُّ الورى لِنَبِيِّنا = ورأى انتصارَ المسلمين نهارَا
لا لَبْسَ في رؤيا النَّبِيِّ وإنَّما = هي في الحقيقةِ تُثْبِتُ الأخبارَا
فالفتحُ آتٍ لامحالة إنه = من وحيِ ربِّي قاهرًا جبَّارَا
وسيدخلُ الناسُ الذين استأنسوا = من قبلُ بالأهواءِ تؤتي النَّارَا :
في دينِ ربِّ الخَلْقِ أفواجا وقد = شهدوا الهدى فاستبعدوا الإنكارَا
وتساقطتْ أصنامُ مَن عبدوا الهوى = واستثمروا شوكَ الهوى استثمارَا
وانهار حكمُ الظالمين شعوبَهم = وهووا هنالك يحملون العارَا
تبقى الشعوبُ أسيرةَ العهدِ الذي = وهبَ الشعوبَ مذلَّةً و دمارَا
فأتى منادي الفطرةِ السَّمحاءِ إذْ = آنَ الأوانُ فأبعدَ االفجَّارَا
واستيقظتْ تلك القلوبُ وأيقنتْ = أنَّ النداءَ يفسِّرُ الأسرارَا !
هذا النَّفيرُ يفتُّ في عضدِ الذي = عاش الزعامةَ زهوها استكبارَا
لن يُدركَ المجدَ المؤثَّلَ شعبُنا = مالم يدُسْ صلفَ الطغاةِ جهارَا
لايجعلُ الدَّيَّانُ أن يرثَ العلى = مستهترٌ باعَ العدوَّ ديارَا
أو أن يُسلطَ ظالما يوما على = أهلِ الجهادِ وقدَّرَ المقدارَا
ليرى الطغاةُ مصيرَهم مهما علوا = واستعبدوا الشعبَ الكريمَ إسارَا
هذا النفيرُ وأهلُه فرسانُه = فاهنأ بته ، واستقرئ الأخبارَا