في فن التجديد

في كل يوم يطلع لنا مجدد

طبيب ترك الطب

مهندس طلق الهندسة

محام أقفل مكتبه

مقاول يهيم بالأموال

يأتي إلينا مهرولا

بيده قلم كمشرط أو سكين

يريد تجديد الدين

يتحدث في الفقه والإعجاز والتفسير والحديث والنحو والبلاغة والحساب

في الفلسفة والعلوم وفن الخطاب

يشتاق جاها .. نشوة ..

وأن يسمى باحثا مجددا..

فيبدأ يشتم ويلعن تراثنا

ويأكل لحم علمائنا

ويسب فقهاءنا

ويسود أيامنا

ويسب حلم معاوية

ويشك في عدل عمر

وينكش في تاريخنا

فلا يجد نقطة سوداء إلا وجعلها بقعة سوداء

ولا يجد شيئا أبيض إلا طمسه

باسم التجديد والتنوير

يجلب لنا المشقة والتعتير

ويسرق جبة أبي حنيفة

وعمامة الغزالي

وسجادة ابن تيمية

وسبحة الجنيد

مدعيا بأنه سيدلنا على الطريق الصحيح

وما هو في الحقيقة غير ذبيح

يذبح مجدنا الأثيل

وحلمنا الجميل

يقتات من لحوم علمائنا

يمزق لنا أمجادنا

*

أبعد أن قال شوقي قصيدة صقر قريش

وبعد أن أنشد أبو تمام قصيدة فتح عمورية

يأتي في أرضنا

أرض المحبة والطهارة والسلام

في آخر الزمان

من يشتم بني أمية وبني العباس

وأحلى ما في تاريخنا من أيام

ويقول إن ديننا صناعة أموية عباسية

ما أصعب تقلبات الأيام

*

يا قوم ماذا ستجددون

كفوا من فضلكم

فهذا دين قويم

كنسر عظيم

لا تقصقصوه ريشه

وتخلعوا أظافره

ليكون كالحمامة

طائرا أليفا

يباع في سوق الدواجن

دعوه حرا في سمائه

ساميا في عليائه

ترنو له الأبصار

وتحلق معه الأفكار

والتمسوا طريقكم

في البحث كي تطوروا دنياكم

فأنتم بحاجة

للعلوم الكونية

لأمثال أديسون وأينشتاين

ولافوازييه

ويكفينا في الفقه مالك وأصحابه

وفي النحو سيبويه

ومخطئ ألف مرة

من ظن أننا

بتطوير فقه الطهارة والصلاة والزكاة

وخلع النقاب

وترك الحجاب

وتوريث المرأة مثل الرجل

وإباحة اللهو والمجون

سنرتقي

وسنصنع قنبلة ذرية

فالرقي يكون في التفكير لا التكفير

في التعمير لا التدمير

في الاقتصاد لا التبذير

في الحب والإيمان يملآن كوننا الكبير

*

استيقظوا وكفى أوهاما

قبل أن تطلع عليكم القيامة

وسوم: العدد 857