أزمة الأمة الحقيقية

أزمة الأمة الحقيقية

لولا أ نني ألزمت نفسي بعدم القسم ولا أحلف بالله

لأقسمت بأن أزمة الأمة هي أزمة أخلاق وضمير

والشواهد كثيرة وكبيرة .

.

ففي قتِنا الراهن تُعاني ضعْف، إنْ لم يكن انعدامًا في الأخلاق والقيم والمبادئ على كافَّة المستويات، فهناك أزمةٌ أخلاقية مجتمعية نعانيها في كل مقاصل الحياة .

نتج عن ذلك خلافات حادة وتوترات وعصبيات تضخمت أدت الى صراعات دموية فتاكة لا تبقي ولا تذر ,دمرت الأرض وأفنت البشر ، واحرقت اليابس والأخضر . قتلت الرجال ودمرت العمران .

.

انظر الى الفوضى في حركة السير في كل الأقطار . انظر الى الفساد المستشري في كل أجهزت الأنظمة العربية . انظر الى الحكام بدون استثناء يعتبرون المال العام ملك من أملاكهم والشعوب توابع من أتباعهم يسيرونهم حسب أوامر نظامهم .

والسيد الزعيم هو القائد الفهيم له التصرف في كل ثروات البلاد ، والتصرف أمور العباد .

.

انظر الى الجحافل المرتزقة الجرارة حول الحكام من كل أطياف الشعب بما فيهم حملة الشهادات العليا من رجال الدين والقضاء والقانون ووجهاء الأمة والسياسيين المتاجرين بالشعوب والأوطان .

ولولا هؤلاء الخونة الوصوليين والانتهازيين لما استطاع الحاكم ان يستمر يحكم عشرات السنوات .

.

انظر للأعداد الكبيرة من المهاجرين العربان الى دول الغرب الذين تركوا أوطانهم وأهلهم وأقربائهم فرارا من الظلم والبهتان . فالوظائف صارت وراثه و وصاية . أبناء القيادات العسكرية صاروا ضباط . والوساطات سارية المفعول .

.

ظلم الحكام يولد ظلام .

الحاكم الظالم يكون قدوة لأتباعه من الوزراء والمدراء مدنية وعسكرية . وهكذا يتسلسل الظلم من القمة الى اسفل القاع .

بعوامل الظلم تتأثر حياة الشعوب وتتفكك الأسر , ويزداد الجهل والتخلف . وتضيع الأجيال وينتشر الإجرام والمخالفات . ويضيع الشباب في متاهات الضياع والإجرام .

.

تصير تغيرات في السلوكيات .

أسر لا يوجد فيهم موظف . وأسر أخرى كلهم موظفين . وأسـر كلهم مسؤولين .

.

نتيجة غياب العدالة المجتمعية تفككت الأسر وتغبرت الأخلاق .

انظر للأواصر الأسرية كيف تفككت وافتقرت .

انظر لتعامل مع الجيران التي أصبحت تسودها العداوات والكره والحسد .

بينما كانت فيما مضى روابط الجيران تربط بعضهم روابط أكثر من صلت الدم .

أصبحت المصالح هي السمة الحقيقية للحياة في هذا العصر . عصر الموت والخراب والدمار .

لا تستغرب ان يبيعك أقرب الناس اليك ولا تستغرب ان يصبح صديقك عدوك اللدود

ومن عجائب هذا الزمان ان يمدك عدوك ويساعدك لتقتل أهلك وناسك وتدمر وطنك

وأعجب من ذلك من يقتلون شعبهم ويدمرون بلادهم من أجل نزوات ومصالح .

أما الحديث عن المبادئ النبيلة والأهداف الوطنية فحدث ولا حرج فتحتاج الى مساحة كبيرة .

لا شك ان الأخلاق الحسنة هي أعظم ما تعتز بها الأمم وتفتخر بها, وتمتاز بها عن غيرها .

الأخلاق تعكس ثقافة الأمة وحضارتها ورقيها وتخلفها..

وبقدر ما تعلو أخلاق الأمة تعلو حضارتها ورقيها وتثبت وجودها

وبقدر ما تنحط أخلاق أي أمة فهي تضيع سموها وقيمها ومبادئها, وتسير مسرعة نحو الهاوية وتبتعد نهائيا عن مسار الأمم المتحضرة وتهلك نفسها .

فكم علت أمة بسمو أخلاقها وكم و كم ضاعت أمة وانحدرت في مستنقع الجهل بسبب فقدانها أخلاقها .

في عهد الطغيان والجهل والمحسوبيات والتحالفات الإجرامية نرى التوريث ليس في الحكم فقط .بل امتد الى مفاصل اجهزت الدولة كلها .

طوبى للعرب الأمم تتقدم الى الأمام وهم يرتقون الى الانحدار . أو بالأصح يقودون شعوبهم للهاوية .

وسوم: العدد 998