لسان النثر

لقد أنعم الله علينا بمنظومته، متى ما استثمرناها أجلينا عن بصيرتنا كل شاهقة صوب البيان.

فقد أوجد الله فينا سمو الروح، ورجاحة العقل، وقوة الجسد، فهل أوجدنا هذه العطايا الربانية بالعمل الجاد؟

أم لم نزل نلون الأنهار ونقاسم الأطيار كل حينٍ؟

أجل، لقد طرقت في البداية أبواب الشموخ، فمتى نُعلق جرس السبق تجاه أنفسنا وطموحنا بالإنجاز الفعلي؟

ــ الكثير منا ــ مع الأسف ــ شغله الشاغل التثبيط، والنقد من وراء حجاب، والوصاية خلف جناب؛ وإذا تدبرت إنجازاته تجدها بين قُصاصات الورق الأصفر، أو على سفوح التعبئة، والظواهر الصوتية!

ــ الكثير منا ــ مع الأسف ــ كلما همست في أُحجية مسامعه بفكرةٍ، تبسمت الكبوة أمام خطواته، ورعشة قوله: "هذه في الحسبان، وخطتي المستقبلية كأنك تعلم بذلك"..

لتحوم الأيام في الرؤوس، ولم يتغير الحال بأدنى شيء!

ــ الكثير منا ــ مع الأسف ــ قد حزم أمتعة إبداعه، ووضعها فوق رأسه، وظل ينظر من الآخر توجيهه، أو التملق له بالنصيحة!

ــ الكثير منا ــ مع الأسف ــ شغله الشاغل مطالعة مُنجزاته المخطوطة بين نحيب الأدراج، وكلما سبقه الآخر بالعطاء والظهور، أثار غبار وريقاته القديمة بالتمني أو سرقة أفكاره!

ــ الكثير منا ــ مع الأسف ــ يُساوم على إبداعه إما بالتسويف، أو عدم الثقة بما كتب، أو انتظار أيادي التصفيق ساعة نجاحه، أو الخذلان وقت فشله!

من هنا قد وضعت إليك عناقيد العنب الخمسة، فلا تناهضها بالعجز، أو قلة الحيلة، وادعاء الحموضة فيها، أو عدم الاستطاعة من بعيد!

فكن أنت ولا تكن غيرك؛ بتحدي الذات، وجمع الشتات يا صاح.

وسوم: العدد 1001