المدن الصناعية في سورية وواقعها خلال 2021

تعمل المدن الصناعية على مساعدة الدولة في تنمية مصانعها وتعزيز صناعاتها الرئيسية، حيث إنها توفر بِنية تحتية مناسبة لهذه الصناعات وتقدم لها مزايا قد لا تتوافر خارجها.

تُقدِّم المدن الصناعية خدمات جمّة للمجتمعات القريبة منها، حيث تعزل الصناعات في مناطق مُحدَّدة لتبعد الضوضاء والفوضى عن المدن الكبرى، كما تُقدم فرص عمل واسعة للعمال في المناطق القريبة. وتؤمن هذه المدن قدرة على الإشراف والرقابة على نحو أسهل منه في أي مكان آخر، مما يساعد على تقديم الحلول وتطوير التجربة.

وساهمت المدن الصناعية في سورية في توفير المساحة اللازمة لتشجيع الاستثمارات وتوطينها، واستطاعت هذه المدن فعليًّا جذب عدد واسع من المستثمرين لجهة تحقيق مكاسب إضافية والحصول على إعفاءات منصوص عليها بقوانين الاستثمار في هذه المدن، وبالتالي حدَّت من استنزاف مساحات زراعية واسعة والاستهلاك العشوائي للمياه، كما أمّنت نظامًا أفضل لتصريف الفضلات الناتجة عن الأعمال الصناعية. وقد انخرط معظم الصناعيين السوريين في استثمارات عملية في هذه المدن إما بشكل مباشر أو من خلال شراكات مباشرة.

وفّرت المدن الصناعية فعليًا نظامًا إداريًا واستثماريًا متكاملاً، حيث أمَّنت البِنَى التحتية وتسهيل إجراءات المعاملات الحكومية وتوافُر اليد العاملة والقدرة على التخزين والتصريف عَبْر القرب من موانئ النقل.

والمدينة الصناعية هي أحد مكونات المواقع الصناعية، وهي الأماكن المناسبة لإقامة منشأة صناعية، حيث يُفترض فيها توافُر القدرة على تحقيق مُدخَلات وتصريف المُخرَجات اللازمة لعملية الإنتاج.

ويمكن التفريق بين نوعين رئيسيين من المواقع الصناعية في سورية، هي:

  1. المناطق الصناعية

وهي مواقع تقع ضِمن أو على أطراف المدن السكنية، بتداخل واضح مع المناطق السكنية، وتحتوي على عدد من الورش الصناعية الصغيرة التي تخدم الاحتياجات الصناعية اليومية للمدينة وحياة السكان، كصيانة سيارات النقل والسيارات الخاصة وتصليح الأدوات المنزلية، أي يكون مناط أعمالها وغايته هو تقديم خدمات ذات أساس صناعي للمدينة بما يضمن استمرار الحياة اليومية. ولا تتضمن عادة إنتاج نوع جديد من المنتجات، بل تقديم خدمات لمنتجات قائمة وعادة ما تكون خدمات صيانة وكشف وتعديل وتطوير.

وفي سورية كانت هذه المناطق -ولا تزال- منتشرة بين المدن والتجمعات السكنية الكبرى في إطار ما يطلق عليه السكان شعبيًا اسم "الصناعة". وفي سورية ما يقرب من 140 منطقة صناعية تتوزع على أغلب المدن والبلدات السورية.

  1. المدن الصناعية

تُعرف بأنها منطقة تتموضع خارج المدينة عادة، وتتضمّن منشآت صناعية مزودة بنظام مواصلات ونقل لخدمة عملياتها. 

تُعتبر المدن الصناعية مناطق مستقلة بذاتها وتحتوي على إدارة مستقلة عن الإدارة المحلية. وتُعَدّ المدن الصناعية إحدى أهم أدوات التنمية في البلد أو المنطقة التي تقام بها، فهي تُسهم في تعزيز الناتج المحلي وترفع من نسب التوظيف وتشجع على إنشاء بِنى تحتية متطورة وتعزز المنافسة، كما تساهم المدن الصناعية في تقوية التشابكات القطاعية التي تقوم على إعطاء دفعات خارجية للمنشأة تساهم في تعزيز فوائدها الاقتصادية.

وينتشر في سورية في الوقت الراهن عدد من المدن الصناعية التي تتوزع بين مناطق النفوذ والسيطرة المختلفة والتي سيتناولها هذا التقرير التحليلي بالتفصيل.

يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF أو زيارة رابط الدراسة بالموقع من خلال الروابط :

وسوم: العدد 940