منوعات حرة 978

القدوة المثلى   

للقادة والزعماء والرؤساء

نحتاج في حياتنا إلى نماج فذة من الرجال المميزين في المواقف الحرجة فتراهم يجيدون اتخاذ القرار الصائب الحكيمّ، ويقف الموقف المشرف الذي يدل على أصالته وصفاء عنصره وكريم محتده!!.. فيكون لنا في سيرته مواقفه قدوة وأسوة تحتذى!.. وهناك موقف مشهود نتمنى لرجال العرب زعماؤهم وقادتهم وكل من يتشوف للرئاسة والقيادة أن يتمثله ويحرص عليه، وهو كما يلي:

بعد فترتين رئاسيتين انتخب فيهما بالإجماع، اعتزل الرئيس علي عزت بيجوفيتش الرئاسة البوسنية وتفرغ لأموره الخاصة!!.. ولم يحاول أو حتى يفكر في التمديد لنفسه، وكان بإمكانه تعديل الدستور والتمديد لفترة ثالثة كما يفعل الرؤساء العرب!!.. خاصة وأنه يتمتع بشعبية عالية في جميع أنحاء البلاد، ولكنه اتخذ قراره دون أي مواربة: أولا الالتزام بالدستور وأن مدة فترتين كافية، واعتبر أن نجاحه في قيادة البلاد حتى يتم اختيار خلف مناسب له هو أكبر جائزة ينالها أو يحصل عليها!!..

 فمتى يصحو قادة العرب من غاشية أطماعهم!؟ ولن يصحو وقد تعالى من حولهم ضجيج المتكالبين على الكرسي والزعامة، وكلما كثر الطامعون وازدادوا حرصا وتكالبا، كلما ازداد الطغاة بالكرسي تشبسا واستماتة عليه!!.. من سيكسر هذا الكابوس االمتسلسل؟!!.. والكل يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره طلب السلطة وقال لطالبها: (إنا لا نعطي هذا الأمر من طلبه) وبين صلى الله عليه وسلم أن من حصل على هذا الأمر دون اشراف نفس أعين عليه، ومن أخذه بإشراف نفس وكل إليه. فاتعظوا أيها الناسّ بحديث رسول الله.. ويا طلاب الزعامة والكراسي، لا تهلكوا أنفسكم بطلب شيء لم يقدر لكم، فكم صرع هذا الكرسي من أناس وأهلك من أمم؟!!!...

**************************************

انا سوري مقيم بدمشق وبدي اعمل طلب لم شمل لبنتي السويدية وبنتي الكندية وابني الألماني. بدي أعمل لم شمل ولو مؤقت مشان يحصلوا ع البطاقة الذكية وأستفيد منها ثم يرجعوا لبلادهم.

هل أحد يعرف الإجراءات؟

المشكلة أنهم حلفوا يمين ما بيرجعوا إلى أن ترجع الكهرباء

**************************************

كثير منا يذكر قصة الأسد الذى اغتال مدربه " محمد الحلو " وقتله غدراً فى أحد عروض السيرك بالقاهره وما نشرته الجرائد بعد ذلك من انتحار الأسد فى قفصه بحديقة الحيوان واضعاً نهاية عجيبه لفاجعة من فواجع هذا الزمان

والقصه بدأت أمام جمهور غفير من المشاهدين فى السيرك حينما استدار محمد الحلو ليتلقي تصفيق النظارة بعد نمرة ناجحة مع الأسد " سلطان " ,, وفى لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف وأنشب مخالبه وأسنانه فى ظهره ,, وسقط المدرب على الأرض ينزف دماً ومن فوقه الأسد الهائج ,, واندفع الجمهور والحراس يحملون الكراسي وهجم ابن الحلو على الأسد بقضيب من حديد وتمكن أن يخلص أباه بعد فوات الأوان

ومات الأب فى المستشفى بعد ذلك بأيام ,

أما الأسد سلطان فقد انطوى على نفس فى حالة اكتئاب ورفض الطعام

وقرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوان باعتباره اسداً شرساً لا يصلح للتدريب

وفى حديقة الحيوان استمر سلطان على اضرابه عن الطعام فقدموا له انثي لتسرى عنه فضربها فى فسوة وطردها وعاود انطواءه وعزلته واكتئابه

وأخيرا انتابته حالة من الجنون فراح يعض جسده وهوي على ذيله بأسنانه فقضمه نصفين .. ثم راح يعض ذراعه  ,,  نفس الذراع  التي اغتال بها مدربه وراح يأكل منها فى وحشية وظل يأكل من لحما حتي نزف ومات واضعا بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد ..

ندم حيوان أعجم وملك نبيل من ملوك الغاب عرف معني الوفاء وأصاب منه حظاً لا يصيبه الأدميون

أسد قاتل أكل يديه الأثمتين

درس بليغ يعطيه حيوان للمسوخ البشرية التى تأكل شعوبا وتقتل ملايين فى برود على الموائد الدبلوماسيه وهى تقرع الكؤوس وتتبادل الأنخاب ثم تتخاصر فى ضوء الأباجورات الحالمة وترقص على همس الموسيقي وتشرف القبلات فى سعادة وكأنه لا شئ حدث .

إني أنحني إحتراماً لهذا الأسد الإنسان

بل إني لأظلمه وأسبه حين أصفه بالإنسانية

كانت أخر كلمة قالها " الحلو " وهو يموت .. أوصيكو ماحدش يقتل سلطان .. وصية أمانه ما حدش يقتله

هل سمع الأسد كلمة مدربه .. وهل فهمها ؟

يبدو أننا لا نفهم الحيوان ولا نعلم عنه شيئا !!

إن القطة العجماء تتبرز ثم لا تنصرف حتي تغطي برازها بالتراب ..

هل تعرف تلك القطه معني القبح والجمال , !!؟؟

وهي تسرق قطعة السمك من مائدة سيدها وعينها تبرق بإحساس الخطيئه فإذا لمحها تراجعت ..  فإذا ضربها على رأسها طأطأت رأسها فى خجل واعتراف بالذنب ,

هل تفهم القانون ؟

هل علمها أحد الوصايا العشر ؟

والجمل الذى لا يضاجع أنثاه إلا فى خفاء وستر ..  بعيدا عن العيون فإذا أطلت عين لتري ما يفعله امتنع وتوقف ونكس رأسه إلى الأرض .

هل يعرف الحياء ... ؟؟؟

وخلية النحل التي تحارب لأخر نحلة وتموت لأخر فرد فى حربها مع الزنابير ,.  من علمها الشجاعة والفداء ؟؟؟

وأفراد النحل الشغالة حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء الملكي وتنصبها حاكمه .. فى حالة موت الملك بدون وراثه ,,

من أين عرفت دستور الحكم ؟؟

والفقمة المهندسة التي تبني السدود .

وحشرات الترميت التي تبني بيوتاً مكيفة الهواء تجعل فيها ثقوباً سفليه تدخل الهواء البارد وثقوباً علوية تخرج الهواء الساخن .

من علمها قوانين الحمل الهوائى ؟

والبعوضه التي تجعل لبيضها الذى تضعه فى المستنقعات أكياساً للطفو يطفو بها على سطح الماء .. من علمها قوانين أرشميدس فى الطفو .

ونبات الصبار وهو ليس بالحيوان وليس له إدراك الحيوان من علمه إختزان الماء فى أوراق المكتنزة اللحمية ليواجه بها جفاف الصحاري وشح المطر .

والأشجار الصحراوية التي تجعل لبذورها أجنحة تطير بها أميالا بعيدة بحثا عن فرص مواتيه للإنبات فى وهاد رملية جدبيه

والحشرة قاذفة القنابل التي تصنع غازات حارقة ثم تطلقها على أعدائها للإرهاب .

والديدان التي تتلون بلون البيئة للتنكر والتخفي

والحباحب التي تضئ فى الليل لتجذب البعوض ثم تأكله

والزنبور الذى يغرس ابرته فى المركز العصبي للحشرة الضحية فيخدرها ويشلها ثم يحملها إلى عشه ويضع عليها بيضة واحده .. حتي إذا فقست خرج الفقس فوجد أكلة طازجة جاهزه .

من أين تعلم ذلك الزنبور الجراحه وتشريح الجهاز العصبي ؟

ومن علم كل تلك الحشرات الحكمه والعلم والطب والأخلاق والسياسة

لماذا لا نصدق حينما نقرأ فى القرأن أن الله هو المعلم.

ومن أين جاءت تلك المخلوقات العجماء بعلمها ودستورها إن لم يكن من خالقها .

وما هى الغريزة  .. ؟

أليست هى كلمة أخرى للعلم المغروس منذ الميلاد .. العلم الذى غرسه الغارس الخالق

{ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }

[ سورة النحل : 68 ]

ولماذا ندهش حين نقرأ أن الحيوانات أمم أمثالنا ستحشر يوم القيامة .

{ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }

[ سورة الأنعام : 38 ]

{ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ }

[ سورة التكوير : 5 ]

ألا يدل سلوك ذلك الأسد الذى انتحر على أننا أمام نفس راقية تفهم وتشعر وتحس وتؤمن بالجزاء والعقاب والمسؤليه ..  نفس لها ضمير يتألم للظلم والجور والعدوان .

وحينما نقرأ عن نملة تتكلم

{ حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }

[ سورة النمل : 18 ]

لماذا نقلب شفاهنا فى استغراب ؟

وكيف يمكن أن تتوزع الوظائف فى خلية من ألوف النمل .. 

وكيف يمكن أن يشترك الكل فى نشاط إجتماعي معقد ودقيق دون لغه يتخاطبون بها .. ودون وسائط للتفاهم .

ولماذا ينصرف ذهننا حينما نقرأ عن اللغات إلى أنه لا لغات فى الدنيا إلا لغاتنا وحروفنا ..

وأن  اذا كان على النمل ان يتكلم فانه ليس امامه الا لغاتنا وحروفنا لكي يتكلم

فان لم نسمعه يتحدث بها فانه لا يتكلم ولا يمكن ان يتكلم

إنها نظرة الأفق الضيق التي نحاول أن نفهم بها كل شئ من خلال حدودنا البشريه ومن خلال عاداتنا ومألوفاتنا

وكأننا أما خالق أفلست وسائله وأفلست حيله فلم يعد له من أسباب ووسائل إلا ما دلنا عليه علمنا الظاهر ..

وننسي ان علمنا هو قطرة من علومه ونفحة من نفحاته وإلهامه

كتاب .......رأيت الله

وسوم: العدد 978