على ضفاف نفحات المهرجانات

dfdsfdf1124.jpg

إعداد وتقديم المهرجانات والحفلات الاجتماعية التي تتبنَّاها جمعية المراة العربية في جويلف للجالية العربية ، مع أكاديمية القلم في مدينة جويلف في كندا في أوقات محددة من كل عام ، هي في الحقيقة ومن خلال البرامج والأنشطة التي تتخللها ترمي إلى أهداف نبيلة ، وقيم اجتماعية غالية للجالية العربية ، ولكل مَن يحضر تلك الحفلات من سائر المدعوين . ولعلها تمسح آثار الغربة التي يشعر بها بعض المغتربين لسبب أو لآخر ، فأمزجة الناس تختلف ، وشعورهم يتغير ، وأداؤهم في كل الأحوال يُرجى منه التأقلم الآمن في بلاد يشعر الذي يعيش في أجوائها بنوع من الطمأنينة وهدوء البال ولله الحمد .

لسنا هنا بصدد أسباب اغتراب الإنسان لمفرده أو مع أسرته ، فتلك الأسباب معروفة لدى الجميع ، ولكننا نحاول أن نجد نوعا من الرضا والاطمئنان لدى المغتربين والمغتربات ، فإنك عندما تسأل بعض الإخوة الغرباء عن الحال والمقال ، فسرعان مايقول لك : الجسد هنا أي في الغربة ، والقلب هناك أي في أرض الوطن . ونحن نقدِّر بلا شك قيمة الوطن لدى كل إنسان ، وما للوطن من فضل على كل مواطن . فقائل عن الغربة يقول : (  بأنّ الغربة في مجملها لها تأثير على نفسية المغترب، وهذا الأمر راجعٌ الى عدة عوامل، منها تغيير البيئة التي يعيش فيها وانتقاله الى بيئة مختلفة، حيث إنّ الفرد في حاجة الى فترة ما حتى يتأقلم على البيئة الجديدة التي حلّ بها. هذا إضافة الى افتقاد الفرد لأصدقائه وأهله، وهذا بدوره يخلق نفسية سالبة عليه، ويجعله دوماً في حالة كدر ) . طبعا هذا الرأي صحيح و واقعي ، ويقول آخر وهو يرد عليه : ( لابدَّ ممَّـــا ليس منه بدُّ ) وهنا نعرج على هاتين المقولتين ، لنخفف من وطأة هذا الشعور على نفسية الغريب ، فالغربة في الحقيقة ليست بــداء ، بل ربما كانت دواء ناجعا للعديد من الحالات . ويقول آخر في هذا المجال : (إنّ الحل المؤقت في أنْ يأخذ هؤلاء المغتربون إجازاتهم السنوية بشكلٍ متواصل ، ويحرصوا على قضائها بين الأهل. ( وهنا نؤيد هذا القول ، فمن يرغب برؤية أهله وأحبابه في بلده ـ فيستطيع أن يسافر إليهم في عطلة له ، وهذا يخفف من ثقل الحسرة على طول فراق الأهل والوطن ، وأما الذين لايستطيعون العودة إلى أوطانهم لأسباب معلومة أيضا ، فحسبُهم الله ونعم الوكيل ، وعسى الله أن يأتي بالفرج . ويقول آخر وكأنه يعالج أمرا آخر : ( إنّ ما يعمّق من الأزمات النفسية هو أنّ الكثير منهم لا يُحددون أهدافهم، أو من البداية يأتون إلى الاغتراب بطرقٍ ليست قانونية، ثم من بعد ذلك يبحثون عن مأوى وعمل، وهذا من شأنه أنْ يزيد الضغط النفسي. ( كلام صحيح وجميل ، فعلى الإنسان الذي يريد الاغتراب أن يأتي إلى البلد الذي يستقبله بصورة نظامية ، ويتبع التعليمات والنظم المودجودة في هذا البلد ، لكيلا يزداد قلقه ، ويعيش غير مطمئن على نفسه ومستقبله .

تلكم بعض الأقوال التي يتداولها الغرباء ، ويوجد غيرها ، ولكنها نُسِجَتْ على منوالها . وهنا نعود إلى ضفاف نفحات المهرجانات ، وهو عنوان مالدينا الآن من آراء في هذا المجال ، أو قل مالدينا ممَّـا يخفف العبء عن الغريب ، ولو عدنا إلى فقرات المهرجانات والاحتفالات التي قدمتها الجمعية النسائية للجالية العربية ، مع أكاديمية القلم في مدينة جويلف في كندا ، لرأيناها بالفعل تخفف من آثار الغربة التي باتت عند الأكثرية شبه عادية ، لتوفر الإمكانيات المعيشية للمغتربين ، ولوجود الأمن والأمان في ربوع هذه البلاد . وشعور المغترب بنوع من التقارب والتفاهم والتآخي مع بعض المغتربين ، وحيث يستطيع المغترب أن يتأقلم مع الأجواء التي يعيش فيها . وما أجمل ماكُتب في هذا المجال حيث ورد في بعض المواقع نقاشات مطولة حول الاغتراب ، ولقد انعكس ذلك على مانقدمه في مهرجاناتنا واحتفالاتنا ، من آراء وبرامج أدخلت الفرح بل والسعادة على الحاضرين .ففيها أنواع من الآراء التي تخفف من أعباء الغربة ، وأخرى تولي اهتماماتها بالأبناء وتعليمهم وتثقيفهم وإحياء تراثهم ، ليجد الأطفال ثقتهم بأنفسهم وبأهليهم ومستقبلهم ، وأن يحترموا ثقافة غيرهم ، ولعل مانقدمه من أعمال وأناشيد يعزز الانتماء إلى أوطانهم .

https://www.facebook.com/ArabWomensSociety?mibextid=JRoKGi

https://www.instagram.com/awsog2021?igsh=MTY3M2p5NHFraTV4bQ==

د. سندس اللامي

رئيسة الجمعية العربية النسائية في جويلف

مديرة أكاديمية القلم

وسوم: العدد 1124