هل يا ترى عام 2013 يكون عام نهاية الطاغية بشار الأسد؟

هل يا ترى عام 2013

يكون عام نهاية الطاغية بشار الأسد؟

رضا سالم الصامت

 قبل سنة كان السوريون يراقبون ثورات الربيع العربي تندلع في بلد تلو الآخر وهم يكتمون أنفاسهم متوقعين وصول رياح التغيير إليهم، في حين كان نظام الرئيس بشار الأسد يصر على نفي إمكانية انتقال عدوى  الاحتجاجات ، أحد هؤلاء الشباب من الذين تحدثوا للجزيرة نت قال إن المحاولة الأولى للتجمع أمام السفارة التونسية لم تتكلل بالنجاح، لكنهم نجحوا في التجمع أمام السفارة المصرية يومي  29 و30 يناير/ كانون الثاني، وبعدها بمنطقتي باب توما وعرنوس بدمشق نزول المواطنين إلى الشارع كان يتم بأمر من السلطات من أجل الهتاف للرئيس الأسد الأب ومن بعده الابن، فيما عدا ذلك لا يمكن التعبير عن أي شيء آخر، وفقا لإحدى الناشطات ويضيف ناشط آخر لم يذكر اسمه  قائلا : لقد فكر بعضنا بالحصول على ترخيص من وزارة الداخلية من أجل القيام باعتصام، وكانت فكرة خرافية بالنسبة لمن حاولنا الحديث إليهم في هذا الخصوص ويشير إلى أن المهتمين بالسياسة قبل الثورة كانوا قلائل جدا ومعدودين. حيث إن النشاط السياسي كان مقتصرا على المعارضين الذين سجنوا، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب الذين كانوا يقومون بمجازفة و يوضح أن التخطيط للاعتصام كان يأتي بعد دعوات على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) رغم أنه كان محجوبا من قبل السلطات، و قام عدد من الشباب  بدعوة أصدقائهم الذين يعرفونهم شخصيا ويثقون بهم .

الناشطة مروى الغميان قالت للجزيرة نت إنها لم تكن تنتمي إلى أي مجموعة لها نشاط سياسي، لذلك كانت وسيلتها الوحيدة هي الإنترنت . وتضيف أن الناس كانوا أيضا خائفين جدا، ناهيك عن عدم الثقة فيما بينهم للقيام بنشاط كهذا، وقالت لم أجد أحدا ممن حولي لأتواصل معه من أجل الاعتصام و قيام أطفال صغار من التلاميذ برسم  صورا على جدران المدارس و الهتاف بشعارات  متأثرين بموقف بموقف الجيش في ثورتي مصر وتونس و ركزوا على فكرة أن مبارك خائن وهذا يوافق رؤية النظام، ونحن ضده ومع الشعب المصري ، لكن  شرطي مرور أهان  مواطنا سوريا و هذا أمر اعتيادي يحدث كل يوم، و لكنه عندما حدث يوم 17 فبراير/ شباط 2011 لم تمر تلك الإهانة كسابقاتها . وكتعبير عن حالة الاحتقان تجمع بضع مئات من السوريين بمنطقة الحريقة بقلب دمشق عقب تلك الحادثة بدقائق بطريقة عفوية ودون تخطيط، وانطلق هتاف الشعب السوري مابينذل* الذي أصبح فيما بعد من أبرز شعارات الثورةالسورية السلمية أنذاءك ، وبعدها بأيام كان الاعتصام أمام السفارة الليبية يوم 22 فبراير/ شباط، وانطلق لأول مرة في سماء دمشق شعار *خاين يلي بيقتل شعبوواستطاعوا الاعتصام هناك لبعض الوقت، وحملوا شموعا ولافتات تندد بأفعال القذافي وطلب منهم الأمن الانصراف وجاؤوا بسيارة البلدية الخاصة بمياه المجاري لتفريقهم، الأمر الذي جعلهم يشعرون بالإهانة، ثم بدأ المعتصمون بغناء النشيد الوطني، في إشارة إلى أن سوريا كانت قضيتهم وهمهم، وانفض ذلك الاعتصام بالقوة واعتقل قرابة 12 شخصا، بعدها انطلقت الشرارة الأولى للثورة يوم 15 مارس/ آذار، بصرخة الحرية التي أطلقتها الناشطة مروى الغميان في قلب دمشق هذا كل ما جرى حسب وكالات الأنباء الرسمية

اذن فنظام بشار الأسد  الذي قتل الناس ولم يعد له هدف إلا معاقبتهم لأنهم طالبوا بحقوقهم يعلم أنه لن ينتصر وهو يقتل لمجرد القتل و يدمر المباني و يقتل الأطفال و النساء و الشيوخ منذ ان بدأت الثورة السورية في  في خصوص إنجاح العملية السياسية   فالعديد من أطراف المعارضة السورية والأطراف الدولية المتورطة جعلت موضوع إسقاط بشار الأسد ليس الا وقت و الانتقال إلى الديمقراطية و تفكيك النظام تدريجيا، أيضا لوقت والحوار تحول  الى حوار مع الدبابات و المدافع و الطائرات التي تقصف المدن و المباني على رؤوس ساكنيها  لنظام نفسه كانت له ردود أفعال متفاوتة، فبعد أن كانت وزارة الخارجية السورية أعلنت ترحيبها بتعيينالإبراهيمي وبقرار الهدنة، عادت وكالة سانا لتنقل عن  بشار الأسد بعيد لقائهما في دمشق أنه أبلغ الإبراهيمي أن أي مبادرة أو عملية سياسية يجب أن تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الإرهاب مطالباً الدول المتورطة في دعم وتسليح الإرهابيين بوقف تلك الأعمال ، أماالجيش السوري الحر، الذي أجرى قادة منه حواراً  مع المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، فهم يعتقدونفشل مهمة الموفد الدولي كما فشل الموفدون الذين سبقوه و الآن و رغم انتزاع الشرعية من بشار الأسد و نظامه الفاسد المجرم فان الائتلاف  الوطني السوري المعارض هو الممثل الشرعي  للشعب السوري بعد الاعتراف به من قبل المجتمع الدولي ،  في وقن يحقق فيه   الجيش الحر تقدما كبيرا و استطاع اخيراالسيطرة الكاملة على حي صلاح الدين بحلب، وذلك في وقت استمرت فيه وتيرة العنف المتصاعدة في أنحاء متفرقة بالتزامن مع وجود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي بالعاصمة دمشق

 ان المقاتلين بالجيش الحر استعادوا السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين بعد معارك ضارية . وفي حلب أيضاً، تعرضت أحياء في المدينة لقصف عنيف من قِبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. بدوره ، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أربعة قتلى سقطوا من جراء القصف الذي تعرض له حي الحجر الأسود بدمشق في محاولة من قِبل القوات النظامية لاقتحام الحي، كما قتل أربعة إثر انفجار استهدف حافلة تقلهم على طريق بلدة خربة غزالة بريف درعا.

  وأوضح المرصد أن قطاعات من محافظة دمشق ودرعا وحماة وحمص ودير الزور استُهدفت بغارات جوية ومدفعية ثقيلة. إلى ذلكو قالت مجلة «دير شبيجل» الألمانية ا إن سوريا قامت بتجريب قنابل غاز سام نهاية أغسطس الماضي. وذكرت المجلة استناداً إلى شهود لم تذكر أسماءهم أن من خمس إلى ست قنابل تم إطلاقها من دبابات وطائرات في الصحراء بالقرب من مدينة السفيرة شرقي حلب. وكانت تقارير قد صدرت في يوليو الماضي، أشارت إلى أن سوريا نقلت أجزاء من أسلحتها الكيماوية إلى نقطة عسكرية لتوفير حماية أفضل لها، وذلك تحسباً لمهاجمتها من قِبل قوات المعارضة. وأفادت معلومات مجلة «دير شبيجل» بأن ضباطاً إيرانيين كانوا قد حضروا تجريب قنابل الغاز السام. ووفقاً لمعلومات أجهزة استخبارات غربية فإنه يتم اختبار وإنتاج غازات السارين والتابون والخردل في مركز الأبحاث المشار إليه. 

الموفد الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من وجهة نظره يرى أن الأزمة في سوريا لا يمكن أن تبقى داخل حدود سوريا للأبد، فإما أن تُعالج أو تمتد وتأكل الأخضر واليابس وهذا ينبئ بخطر استفحالها  في المنطقة  ولكن يبدو ان الأسد انتهى و قد يرفع الراية البيضاء قس يوم من الأيام لأن الجيش الحر يواصل في التقدم ويحقق الانتصار وراء الانتصار رغم قلة العتاد و قلة المال و هنا يعتقد البعض من المتتبعين للشأن السوري ان بشار الأسد قد يفكر في ملاد آمن و قد فوت على نفسه هذه الفرصة  و انه يعرف تماما ان حكمه  انتهى  و أصبحت صورة  القذافي تلازمه عندما حاصر مسلحو المعارضة العقيد و أطلقوا عليه النارو قتلوه شر قتلهو في هذه الحالة فان سيناريو الأسد يقول بأن احتمالية رحيله قائمة أكثر فأكثر

والرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي كان محقا في تقديراته و هو الوحيد من القادة  العرب  عندما  قدم لبشار الملجأ الآمن. وقد أثار فكرة استضافة الأسد و عائلته في تونس مرتين كطريقة لإنهاء الصراع الدامي . في مقابلة مع البي بي سي في مارس الماضيحيث قال : إذا كان ثمن السلام في سوريا تقديم ملاذ آمن لهذا الرجل, لم لا ؟  و في مقابلة مع صحيفة الحياة في الشهر التالي طلب المرزوقي مرة أخرى من الرئيس الأسد التنحي طالما أن باستطاعته فعل ذلك.  وهي الإستراتيجية التي رفضها القذافي من قبله. وقد أضاف الرئيس التونسي من الأفضل لك و لعائلتك أن تتخلى عن الحكم وأنت على قيد الحياة بسبب أنه إن قررت أن تتخلى و أنت ميت ، فإن هذا سوف يعني أنك سوف تتسبب بمقتل عشرات الآلاف من الأبرياء .

  لقد شكلت تونس سابقة و ذلك بهروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي من القصر الرئاسي في يناير 2011 و ذلك بعد 24 عاما في السلطة , حيث أجبر على التخلي عن السلطة بسبب   الثورة التي اجتاحت البلاد ووصلت أمام عتبة بيته. و قد استنتج بوضوح أن نظامه كان على حافة الانهيار, حيث قرر الهرب إلى المنفى في السعودية ومن غير المحتمل أن يواجه أي محاكمة على الرغم من الحكم عليه غيابيا في محكمة تونسية. نفس المصير تقريبا للرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك الذي لم يستمع إلى النداءات التي وجهت له ليخرج بسلام و عوضا عن ذلك أرسل قوات الأمن لسحق الثورة التي امتدت 18 يوما في يناير و فبراير من العام الماضي . و على الرغم من أن مبارك سوف يموت بكل تأكيد في السجن الآن, و ذلك بعد أن حكم عليه في القاهرة, إلا أنه نجا على الأقل من الثورة . و لكن الأمر نفسه لا ينطبق على القذافي . و في النهاية قد لا ينطبق على الأسد أيضا  فهل يا ترى يكون عام 2013 عام نهاية الطاغية بشار الأسد؟