الهدنة و"الدهنة"
الهدنة و"الدهنة"
معاذ عبد الرحمن الدرويش
لم يكن هناك أي هدف أو أية غاية من طرح موضوع الهدنة و قبول النظام ظاهرياً بها إلا غاية واحدة و هي تحسين وجه النظام القميء أمام العالم بعدما تكشف على حقيقته اللاإنسانية الحقيرة.
الهدنة بالأساس عندما تطرح و بمناسبة إنسانية تكون بين طرفين متنازعين و يتأثر المدنيون من الأطفال و النساء و الشيوخ نتيجة هذا النزاع و بشكل غير مباشر و خارج إرادة الأطراف المتقاتلة.
أما الوضع في سوريا مختلف تماماً مع عصابات تتكون من مخلوقات غريبة و بعيدة كل البعد عن أدنى مفهوم من مفاهيم الإنسانية .
هذه العصابات التي تستهدف الأطفال قبل النساء و النساء قبل الشيوخ و الشيوخ قبل الشباب و الشباب المسالمين قبل الثوار .
عصابات لا تملك أدنى قيمة من قيم النزاع أو الصراع أو الاقتتال على وجه المعمورة
لا تعرف حرمة لجريح و لا لأسير و لا حي و لا لميت و لا لطفل و لا لإمراة و لا لشيخ و لا لبيت و لا لمسجد و لا لمستشفى و لمدرسة و لا لفرن و لا لأي شيء ...
عصابات تمتاز ب " سادية" مفرطة و تملك مهارات عالية بالقتل و فنون فريدة بالتعذيب و عطش شديد للدماء و جوع غريب للأشلاء
فالهدنة بالحقيقة ليست سوى مجرد"دهنة" باللون الأخضر لوجوه فقدت أي معلم من معالم طبيعتها المتوحشة بعدما انغمرت غمراً كاملا بدماء الأبرياء.