رسالة في العيد

العيد فرصتنا لنصنع بوارق الأمل!!

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

أحبابي، إخواني، أصدقائي، كل من يعرفني، ومن لا يعرفني، كل من قصرت معه يوما، وكل من لم أكن عند حسن ظنه، كل من ساعدني ووقف إلى جانبي وشعر بأنني قد خذلته، إلى من كنت له خِلّا في يوم من الأيام وأشغلته الحياة وأبعدته عني، وطاوحته الظروف عن فلكي، فبحث عن صديقا آخر وحبيب آخر وتركني.

كل من جمعتني به ذكرى جميلة أو موقف إنساني نبيل، كل من شعر أني قد خذلته يوما ولم أقدم له ما كان محتاجا إليه من مساعدة بعمل أو خدمة أو حتى كلمة حق، ولم أكمل معه، وشعر ببعدي عنه وبعده عني، كل من مرّ بحياتي الخريفية القاسية فأثر فيها تأثيره، وترك بصمته فيها.  

كل إنسان تمنى أن يفرح فوجد العيد فرصته للفرح، ليفيض من قلبه حبا صافيا عذبا إلى كل أحبابه وأصفيائه بعيدين عنه أو بجانبه، يناجيهم في بعدهم بروحه وعقله، ويكتب لهم على وجه القمر شوقه وحنينه أعذب الكلام وأجمل العبارات، يراوده شخصهم، فيستحضر الغائب البعيد، فليس ببعيد على الروح أن تسكن الروح رغما عن المسافات الطويلة!!

إلى كل هؤلاء أقول:

فليكن كل يوم هو بالنسبة لكم عيدا، محفوفا بورود الأمل، يعطيكم بارقته ليكون الغد أجمل، لا شك بأن العيد نغم طروب لمن أدرك معنى الاتصال والوصال في الله سبحانه، وكل ما عدا ذلك من ألم وحزن فإنه زائل، لن يدوم، فكل حزن وهمٍّ هو سحابة صيف تنقشع لا محالة عندما تفيضون ببهجة من أرواحكم دفئا على من تحبون.

لن أقول لكم إلا: متعكم الله بحسن العمل وبحسن الفرح، وأزال غمكم وهمكم، وجمعكم بأحبابكم، ولمّ الله شتات المشتتين، وجمع فراق المحبين، فكل عيد وأنتم إلى الله أقرب، وإلى دواعي المحبة أنسب، فكونوا على ثقة بأن رسالة الله في العيد هي أن يعود السرور إليكم ليغمر حياتكم بالمحبة الصافية، فتزهر ورود الياسمين ويتفتح النسرين وبعبق الفل معطرا فضاءات الكون، ولتفرح دقات الساعات، وينعم الوقت بصافي اللقاءات، فكل عام وأنتم أحبابي وأصدقائي والمقربون إلى عقلي وروحي، وفي خاطري تسكنون مدى متطاولا أبد الدهر، حتى بعد أن تفنى الجسوم، ستظل الروح متحدة بأرواحكم مشتعلة شوقا إليكم:    

شوقي إلى الأحباب يكبر كلما 

هلت بأيام الهوى الأعيادُ

ويزيد حبي مخلصا لا ينتهي

ويظل ينشد للغرام فؤادُ