مقتل القذافي، هل هو رسالة تدعو بشار إلى التنحي

مقتل القذافي،

هل هو رسالة تدعو بشار إلى التنحي؟

رضا سالم الصامت

 قد يتبادر للذهن أن مقتل القذافي و طريقة قتله الشنيعة تكون درسا لحكام ظلموا شعوبهم ، و بموت القذافي انتهى نظامه الجماهيري بالكامل و هو ما يعطي فكرة للأنظمة المستبدة أن تفكر مليئا في أوضاعها و بالتالي تأخذ عبرة  من هذا مثل نظام بشار الأسد و النظام في البحرين و اليمن و غيرهم

لكن  يبدو أن المستبدين لا يهمهم هذا المشهد المأساوي  لعملية قتل القذافي ، بل  على العكس يزدادون شراسة و يتجاهلون  احتجاجات شعوبهم  و يقفون ضد ارادتهم  و يعتقدون انهم سينجحون في قمع هذه الاحتجاجات  و لو بتقتيلهم فردا فردا حتى لا يلاقون نفس المصير  مثلما فعل الأسد الذي اصبح  بفضل الفيتو الروسي الصيني  يعربد لوحده و يكثف من عمليات القتل ضد شعبه ، مستعملا القصف المدفعي و الدبابات و نقص في المواد الغذائية والطبية في المنازل و لاتشتم غير رائحة الموت والدمار في كل مكان

وترافق التصعيد العسكري مع جهود ديبلوماسية عالية المستوى بعد الفيتو الروسي - الصيني في مجلس الامن الذي أخفق   في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية ، دون اتخاذ أي إجراء حاسم لحماية أرواح الأبرياء ووقف نزيف الدم وجميع أعمال العنف التي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة ككل . و لكن ما يزيد الطين بله هو  تطورات الوضع الميداني في سورية وما تشهده مدينة حمص خاصة ومناطق ريف دمشق من تصعيد للعمليات العسكرية واستخدام القوات السورية للأسلحة الثقيلة ضد المدنيين بصورة مفرطة و بكل  وحشية

و مع ذلك فان المجتمع الدولي  يسعى لايجاد حل لهذه الأزمة السورية  من دون تدخل عسكري. فالوضع  في ليبيا  نتج عنه تدخلا أجنبي  في حين  الوضع في سورية قد يطرح فرضية التدخل العسكري، و يبدو ان الولايات المتحدة تدرس كل حالة على حدة فيما يتعلق بالخيارات المتاحة وبناء على مدى وحدة المجتمع الدولي ،اذ أكد الرئيس الأميركي أوباما  أن ادارته ملتزمة بالاستمرار في فرض المزيد من العقوبات ، من اجل ايجاد  حل الأزمة السورية دون اللجوء الى تدخل عسكري من الخارج . نظام الأسد أصبح مهددا بالخطر ويشعر بتضييق الخناق حوله و أن الرسالة  تدعو الأسد الى التنحي فورا لوضع حدا لمزيد اراقة دماء الأبرياء  في سوريا

و من جهة اخرى بدأ يتبلور تحرك في الجمعية العامة للامم المتحدة نحو إجراءات في ضوء إجهاض الفيتو الروسي - الصيني إجراء في مجلس الأمن. وتصدّر هذه الإجراءات التحرك عبر قرار للجمعية العامة يطالب مجلس الأمن بإحالة انتهاكات الحكومة السورية لحقوق الإنسان على المحكمة الجنائية الدولية. فهل مقتل القذافي جاء رسالة لبشار للتنحي ؟