سوريا.. والنظام.. والحالة الشاذة
قانون التشابه بين النظام السوري
وعلبة السرع قريب من الواقع
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
أعزائي القراء
في كثير من المشاكل الهندسيه المعقده التي تصادفنا في حياتنا المهنيه نلجأ في كثير من الأحيان إلى تبسيطها بغية حلها بإستخدام حالات مشابهة لها من إختصاصات أخرى محاولين تطبيقها عليها وفق قانون يدعى قانون التشابه الهندسي.
عندما خطر ببالي هذا القانون قلت لنفسي هل يمكن تطبيقه على حالة النظام السوري..الإجابه كانت بشكل فوري نعم بكل تأكيد ولكن كيف!. اعزائي القراء
الصوره أعلاه هي لعلبة سرعه عائده لسياره مؤلفه من مجموعة مسننات منها الكبير ومنها الصغير ومنها مسننات تقود الحركه ومنها مسننات تُقاد الاّ ان جميع المسننات يجب ان تكون متعشقه مع بعضها حتى تعمل كوحده متكامله ومتناسقه تؤدي الى تحريك السياره على طريق الأمان.
إخوتي وأخواتي
السياره هي سوريا والمسننات صغيرها وكبيرها هي مكونات الشعب السوري ..هذا هو قانون التشابه بين الحالتين ضمن الظروف الطبيعيه فتعشيق المسننات بعضها ببعض هي الحاله الطبيعيه لسياره سليمه ..ولكن السؤال هو هل تعيش سوريا ظروفاً طبيعيه منذ اكثر من اربعين عاماً حتى الآن ؟ الجواب كلا بالمطلق ...إذن كيف يعمل قانون التشابه ضمن هذه الحاله الشاذه؟
عندما سيطر النظام على مقدرات سوريا بإتفاق دولي على رأسه إسرائيل ,اول ما قام به حافظ الأسد هو حل وتفكيك التعشيق بين المسننات ففصل الحركه عن السياره وأبقى على مسننه الصغير يدور بمفرده موهماً الشعب ان الأوتوبيس يسير بينما كل مسننات علبة السرع في حالة سكون مصادراً وظيفتها تماماً بينما "قائد المسيره" جالس في مكان السائق قابضاً بيديه على المقود بثقه مصطنعه يُديره ذات اليمين تاره وذات الشمال تارة أخرى سانداً بقدمه على مُسرّعة البنزين
ضاغطاً بأصبعه على المُنبه ,ولإستكمال الديكور فقد أجلس معه على مقاعد الأوتوبيس دُمى من صناعته قال عنهم انهم الشعب تغني للسواق وهي تشجعه على زيادة السرعه ..بينما هم يعلمون تماماً ان زعيمهم فكك المسننات تاركاً الصغير منها يدور على فراغ .. والأوتوبيس علاه الغبار ونال منه الصدأ ولم يغادر محطته منذ اكثر من اربعين عاماً.
هذه هي حالنا ايها الإخوه الإخوات قبل الثوره المجيده ,فالمسنن الكبير والذي يمثل غالبية الشعب السوري والذي يحتضن مسننات صغيره تتعشق معه تمثل كل الأطياف الأخرى كل له وظيفته هو الوضع الطبيعي الذي كان عليه الشعب السوري قبل مجيئ المخربين مُوَرِثاً ووارثاً.
أعزائي القراء
اليوم ونحن نعيش أيام الثوره .والشعب العظيم بمعظم مكوناته يُعيد إصلاح علبة المسننات لتتداخل أسنانها سناً مع فراغ يقابله في مسننٍ آخر فتتعشق المسننات وتدور معاً بإنسجام ويسير الأوتوبيس في سكة السلامه...أعزائي التخريب كبير والجهد اكبر والإيمان بالله وبالنصر أكبر وأكبر ... وتقييد السائق المزيف مع شبيحته الذين خرّبوا الأوتوبيس بات قريباً وقذفهم خارجه إلى مصيرهم المحتوم لم يعد حلماً وإنكم ياأبناء سوريا الأبطال لمنتصرون بإذن الله...
مع تحياتي