ما وراء الأقوال والتصريحات السورية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
تشهد الساحة السورية تصريحات تعبر عن الحالة التي وصل فيها الأمر , لنقطة بداية النهاية لعصابات الحكم في سورية , هذه التصريحات والتي شكلها الظاهر تنم عن القوة والفعل والمقدرة , ولكن في حقيقتها الواقعية لاتعبر سوى عن شعور داخلي عميق مهزوم في الداخل يحاول أن يشد من عزيمته ظاهرياً لعله يستطيع الصمود أكثر فأكثر ولو لفترة وجيزة من الوقت .
بثينة شعبان عندما أشادت بالفيتو الروسي الصيني , هذه الاشادة جاءت بعد حبس الأنفاس من قبل النظام , وكأن الحبل مشدود على عنقه وجاء الفيتو ليرخي الحبل ولو قليلاً لبعض الوقت , ولكن المواقف المنددة بالقرار جعلت من روسيا والصين ومصالحهما مع الغرب وأمريكا في موقف حرجة لكليهما , مما جعل الروس يبحثون عن مخرج يكون على الأقل فيه حفظ ماء الوجه , وحتى يكون الأمر مقبولاً نوعا ما , شاهدنا اليوم من يدعون بأنهم من المعارضة في الداخل يشيدون بالفيتو الروسي ويقدمون آيات الشكر للفيتو , في أنه منع التدخل الخارجي في سورية , لكي يكتشف الشعب الثائر في سورية أن هذه المعارضة لاتخرج عن عباءة العصابات الاجرامية الحاكمة في سورية . واختلافها مع النظام فقط على بعض المصالح الحزبية لاغير .
التصريحات المسربة وتهديدات زعيم العصابات في سورية لوزير الخارجية التركية , في أنه قادر على اشعال المنطقة خلال ست ساعات فقط , وفي أول صاروخ ينزل فوق دمشق من قبل الناتو , معتمداً على الدعم الايراني والموالين لايران وفي ضرب اسرائيل ,
والسؤال هنا :
هل سيتورط حزب الله في لبنان ويضرب اسرائيل , وكذلك إيران في ضرب الأسطول الأمريكي في الخليج , والشيعة في السعودية بالتحرك واشعال الخليج ؟
في 2006 ضرب حزب الله في لبنان من قبل اسرائيل ودخلت القوات الاسرائيلية مسافة كبيرة في الجنوب , وذهب الآلاف ودمرت المنشآت والمساكن , فهل استطاعت ايران تقديم شيء يذكر لحزبها التابع لها في لبنان ؟
إن تحرك الشيعة في الخليج دعما لهذا المدعي هو في الخيال وليس له على أرض الواقع وجود , فلو تحرك الشيعة في السعودية معلنين الحرب لقضي عليهم في أيام معدودات , وإيران لايمكنها دخول حرب مع الغرب وهي تتجنب ذلك , فلا قدرتها العسكرية تسمح لها في ذلك ولا قدرتها الاقتصادية , والحصار الذي يطوقها , وتهديدها لتركية في حال اتجهت تركية لاسقاط النظام السوري , فتركية هي المعبر الوحيد لإيران في الممر الموجود بين الدولتين في أن تركية لم تلتزم بالعقوبات الاقتصادية ضد إيران ,
أما التهديد الخاص لتركية عن تحريك الموالين لسورية في تركية ,فتركية متأقلمة مع هذا الوضع , والعلويون الأتراك في غالبيتهم موالون للدولة التركية أي دولتهم , وقد يشعرون بعواطف موالية ولكن لايمكنهم الوقوف بوجه الحكومة التركية والنظام التركي , في سبيل بقاء النظام السوري , أما الأكراد في تركية فالغالبية منهم مسلمين سنة ومن المستحيل أن يقفوا ضد تركية من أجل النظام المجرم في سورية , ويعرفون مدى المعاناة التي يعاني منها إخوانهم الأكراد في سورية على أيدي هؤلاء المجرمين .
وليد المعلم هدد باتخاذ عقوبات صارمة إتجاه كل من يعترف بالمجلس الانتقالي السوري , وبعد تهديده مباشرة , المجموعة الأوروبية أيدت تشكيل المجلس , والمجلس الليبي الانتقالي أغلق السفارة السورية واعترف بالمجلس فكل التقدير والتحية لهذا المجلس الثوري العظيم, وكذلك معظم الأحزاب المصرية اعترفت بالمجلس السوري .
أحمد حسون مفسي الجمهورية السورية , يهدد بالعمليات الانتحارية ضد دول العالم وإسرائيل .
وهنا أسأل حسون ماهو عدد الانتحاريين في العراق والذين قاموا بتنفيذها ومن الموالين لقم وقنك ياحسون؟
فكلابكم كلاب دنيا , وليس لهم في هذه الأمور من شيء , وقد هدد الكثير من الطغاة في تدمير العالم إن تعرضوا إليه بسوء وآخرهم القذافي في تدمير اوروبا , فهل شاهدت من ذلك شيئاً أيها الخمون ؟
يقولون إذا أردت أن تعرف نفسية عدوك فراقب أقواله وتصريحاته , فإن كانت أقواله واقعية وهادئة , عندها تستطيع أن تقول أن عدوي مازال متماسكاً وقوياً , ولكن عندما تخرج أقواله وتصريحاته عن الحال المألوف ويبدأ برمي التهديدات على الجميع , فاعلم أنه قد وصل لدرجة الانهيار القريب .