المعارضة كما يريد النظام

(خالد العبود نموذجاً)

د.هشام الشامي

من منا لا يعرف الفوفوزيلا خالد العبود ؟؟!!

من منا لم يسمع مناظراته و سجالاته و خطاباته على وسائل الإعلام الرسمية منها و المغرضة ؟؟؟

إنه محامي الدفاع الأول عن جرائم النظام الوحشية ضد أبناء بلده حوران !!!

و كان من المفترض أن يكون المدافع الأول عن أبناء حوران ، ليس لأنه من حوران ، و لكن لأنه عضو مجلس الشعب عنهم !!

و الحقيقة أن آل الأسد زوروا الحقائق و شوهوا كل شيء جميل في سوريا الحبيبة

فالأسماء تعبر عن عكس حقائقها

فسوريا التاريخ و المجد و الحضارة أصبحت سوريا الأسد !!!

و سموا مجلس ( موافشين – أي موافقين و لكن بلهجة السوريون حين يتندرون عنهم ) بمجلس الشعب وهو ليس له علاقة إلا بظلم و نهب و خداع الشعب

و سموا قصر الشعب المكان الذي يعيش فيه قاتل و ناهب الشعب و منه تصدر الأوامر لشبيحة النظام لقتل و ترويع و إذلال الشعب

و سموا الثورة و الحركة التصحيحية الانقلابين الذين أوصلا حزب البعث و من ثم حافظ الأسد إلى الاستيلاء على سوريا الدولة و المجتمع

و سموا قاهر و قاتل الشعب بقائد المسيرة و حبيب الشعب و حبيب الملايين

و هذا ينطبق على كل شيء أصبح بعهدة الأسد وحده و ليس للشعب منه إلى اسمه كالمنظمات الشعبية و حزب الجماهير و جيش الشعب و صحيفة الجماهير.....

و بعد أن خدر نظام الأسد الشعب بهذه التسميات الرنانة  بدأ بنسبة كل شيء في سوريا إلى الأسد شخصياً و عائلياً ؛ فسوريا الأسد و مكتبة الأسد و مستشفى الأسد و معاهد الأسد لتعليم القرآن الكريم و مسجد الأسد و مدارس الأسد و أشبال الأسد و شبيبة الأسد ...

فليس غريباً في سوريا الأسد أن يكون أعضاء مجلس الشعب أبعد ما يكونون عن الشعب و عن تطلعاته و احتياجاته و خياراته

نعود إلى البوق النموذج خالد العبود

فهذا النكرة الذي تبرأ منه والده و أهله و أبناء حوران جميعاً و حرقوا منزله غضباً و امتعاضاً من مواقفه الدنيئة ، ليس بعثياً ؟؟؟؟؟!!!!

نعم أنه عضو مجلس الشعب عن حزب الوحدويين الاشتراكيين

أي أنه ناصري ، و نحن نعلم ماذا فعل البعثيون و حافظ الأسد نفسه بالناصريين سواء بعد انقلاب 8آذار عام 1963م ، و الذي قام به الناصري محمد زياد الحريري عندما حرك لواء الدبابات الذي كان بإمرته من الجبهة و احتل المراكز الحكومية الرئيسية في دمشق معلناً نهاية حكم الانفصاليين و حكومة الرئيسين ناظم القدسي و معروف الدواليبي

و بعد ذلك نكل البعثيون  بالناصريين و قتلوا بعضهم و اعتقلوا آخرين و نفوا ما بقي منهم خارج البلاد ومنهم محمد زياد الحريري نفسه

و لكننا نجد أن هذا البوق (الناصري!!!) يدافع عن النظام و يبرر جرائمه و موبقاته أكثر من البعثيين أنفسهم

هكذا هي المعارضة في أسدستان

فحتى المعارضة يجب أن تؤله و تقدس و تمجد القائد الخالد الواحد إلى الأبد ؛ و تبرر جرائمه الشنيعة و تحاول أن تغطي عوراته القبيحة

و هكذا معارضة لا توجد إلا في سوريا الأسد

في إحدى مؤتمرات الجبهة الوطنية التقدمية و التي كما هو معلوم للجميع تضم إلى جانب حزب البعث العربي الاشتراكي ( قائد الدولة و المجتمع بنص الدستور المفروض ) بعض الأحزاب الكرتونية التي تدور في فلكه و عند التصويت على إحدى القرارات التي كان يمررها الأسد ( بالإجماع دوماً ) باسم الجبهة ،  و بعد أن صوت الجميع على القرار تردد أحد قادة هذه الأحزاب ، فهو لا يستطيع أن يقول لا ؛ فربما تكون بها نهايته ( ليست نهايته السياسية فحسب ؛ و إنما نهاية حياته ) فأراد أن يهرب من الإجابة بطريقة  ما ؛ فقال للأسد الأب : أريد أن أرجع إلى كوادر الحزب و أستشيرهم بهذا الموضوع ؛ فما كان من الأسد إلى أن أجابه مستهزئاً به و مستهيناً بكوادر حزبه : سنرسل معك حافلة واحدة فقط لتأتي بكل كوادر حزبك إلى هنا لنستشيرهم 0

هذا المثال يوضح طريقة معارضة خالد العبود النموذجية

أما نظرية المربعات التي ابتدعها هذا المعارض النجيب في مدرسة الأسد فلها قصة أخرى

فهذا المعارض النجيب حاصل على الشهادة الثانوية فقط ، حيث فشل في دراسة الهندسة و تركها ليتفرغ لمعارضة النظام على طريقة النظام الفريدة

و لأن الهندسة بقيت عقدة نقص في عقله الباطن ( و ما أكثر عقد النقص عند هكذا بوق رخيص ) ؛ فأصبح يرسم مربعات و مستطيلات و دوائر و مثلثات في مجادلاته السياسية العبثية و معاركه الدون كيخوتية ( كما هي معارك بطل قصة الكاتب الإسباني ميجل دي سرفانتس دون كيخوته الواهم مع طواحين الهواء ) ليثبت لنفسه و للنظام الذي انتشله من فشل إلى فشل أقبح منه ، أنه مهندس المعارضة البعثية بامتياز

مركز الدراسات الإستراتيجية لدعم الثورة السورية