الردود المفحمات على كذب دعوى السلطات

الردود المفحمات على كذب دعوى السلطات

بوجود "عصابات"

محمد علي – دمشق

منذ بداية الاحتجاجات الشعبية السورية في منتصف مارس الماضي والسلطات السورية تقمع احتجاجات شعبها بوحشية وغلظة متناهية ، وهي ترتكب أبشع المجازر ، وتمثل بجثث الموتى ، وتتخلص من ضحاياها في مقابر جماعية تارة ، وتلقي بعضها في قاع البحر تارة أخرى ، ثم تنسب هذا القتل كله إلى عصابات مندسة بين الناس ، تتهمها بالتآمر والعمالة لجهات خارجية ، بقصد إثارة الفتنة وإضعاف نظام الممانعة والمقاومة !.

وظلت السلطات السورية تمارس هذه الرواية الوهمية على مدى مئة يوم ونيف ، من عمر الثورة ، دون كلل ولا ملل ولا خجل ، وما تزال وسائل إعلامها ترددها في التلفزيون السوري بنسخه المكرورة السورية منها واللبنانية وفي لقاءاتهم على شاشات الجزيرة والعربية وسواها ، حتى صاروا " نكتة " تثير السخرية والاشمئزاز والشفقة من عبد الصمد وغادة عويس ومنتهى الرميحي!.

وأسوق لمروجي نظرية العصابات المندسة ثلاثين رداً قاطعاً وجواباً مفحماً ، يبين كذب النظام المفتري بوجود " عصابات " . وأنبه هنا إلى أن دحض هذه الفرية من الأهمية بمكان ، ذلك أنها عمدة إعلام النظام وذريعته الوحيدة " اليتيمة " التي يبرر بها القتل والسحل ويفسر الأحداث الجارية ، وليس عنده غير هذه الدعوى ، ولذلك تراه يرددها ليل نهار ، وينعق بها أبواقه وببغاواته ، وتجري على ألسنتهم وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنها كذب محض وأنهم كذَّابون أفَّاكون ، وعليه فإذا سقطت هذه النظرية الساقطة أصلاً ، والتي ربما ما تزال تنطلي على بعض السذَّج والبُلْهِ أو البسطاء من الناس ، داخل سوريا أو خارجها ، حينذاك سينهار النظام حتماً ، وتنحاز الأغلبية الصامتة إلى جانب الثورة . ولولا خشية الإطالة لذكرت من إثباتات بطلان رواية " العصابات " وزيفها المزيد ، فلنكتف بالمذكور :

وأولها : أيهما أسبق في الأحداث الراهنة ؛ المظاهرات أم العصابات ؟. فإذا كانت المظاهرات هي الأسبق - وهي كذلك - فتكون رواية الأمن والسلطات عن وجود عصابات مسلحة تروع الآمنين ، رواية وهمية مختلقة وذريعة صنعتها أجهزة الدولة لضرب المظاهرات والقضاء على حركة الاحتجاجات !. 

ثم لماذا لا تظهر العصابات إلا أثناء تفريق المظاهرات ؟. سؤال يطرح نفسه ، لأن الأصل وطبيعة الأمر أن تظهر العصابات في منطقة ما ، فتتصدى لها قوات الأمن والجيش لكن الذي يحدث هو عكس السير ، تظهر قوات الأمن والجيش في منطقة ما ساخنة ، تموج بالمظاهرات ، فتظهر العصابات المزعومة بينما تختفي من بقية المناطق ، وهذا عكس القاعدة !.

للأمن في سوريا قوة ضاربة وسلطة مطلقة ، فكيف ظهرت هذه العصابات فجأة ، وانتشرت في البلاد انتشار النار في الهشيم ، دون أي مقدمات أو إرهاصات وإشارات ؟.

العصابات تظهر عادة في منطقة ما أو منطقتين لكن هذه العصابات حسب الرواية السورية ، تعيث في الأرض فساداَ ، وتسرح وتمرح في كل أنحاء سورية ؛ وتقتل المئات من أفراد الجيش وقوات الأمن هكذا تقول السلطات !. فأيُّ عصابة بهذا الحجم إلا إذا كان الشعب نفسه هو تلك العصابة ؟.

العصابات لا بد أن يكون لها دعم ومؤازرة وتمويل وأجندة ، فمن يمولها ويدعمها ويدفعها ويدفع لها ؟. ومن وراءها بالتحديد ؟. ولماذا لا تحاكمهم إلى المحاكم الدولية ، وتقدم الإثباتات والوثائق والأدلة التي تدينهم !؟. وهب أن هناك عصابات مسلحة ، فمن يزودها بالسلاح ؟. وكيف ؟.وأين حرس الحدود وحماة الثغور ؟.

وهنا ننتقل إلى حجة أخرى وهي أن الروايات السورية لم تستقر على وجه واحد ، فالعصابات " مندسين " تارة و " سلفيين " تارة أخرى و" فلسطينيين " مرة ، وإمارات إسلامية ، ومجموعات إرهابية ، تابعة للحريري وبندر بن سلطان أو للموساد والمخابرات الأمريكية .......إلخ . وهذا التناقض والاضطراب في الروايات يؤكد أنها مجرد اختلاق .

ثم إن الإخراج لمسرحية العصابات والاعترافات ووضع الأسلحة ورزم النقود الجديدة في المسجد العمري في درعا وغيره كان رديئاً جداً يذكرنا بأيام الثمانينات ، ولا يقبله عقل ولا منطق فضلاً عن أن الناس اليوم غيرهم بالأمس!.

وهنا يجدر بنا التذكير بان النظام السوري ليس بدعاً في اختلاق الأكاذيب وإلصاق التهم ، وخاصة تهمة عصابات مسلحة وإرهابيين وقاعدة وسلفيين ....إلخ ، وليس له حق الابتكار والاختراع ، فقد استعمل هذه الفزَّاعة من قبله " بنعلي " الذي اتهم معارضيه بأنهم " أصوليون " ومبارك الذي اتهم بأنهم " إخوان مسلمين " ، والقذافي أيضاً اتهم معارضيه بأنهم " قاعدة " وحرَّض الغرب ضدهم ، كذلك صالح اليمن ؛ تحقيقاً لبغيتين : أولاهما : التدليس والتمويه والخداع للشعوب ، وثانيهما : تحريض الغرب وأمريكا ضد الثوار ، تحت ذريعة أنهم إرهابيون وأصوليون أو قاعدة ونحو ذلك ، لكن هذا على ما يبدو ولسوء حظ الحكام فقد مفعوله وبطل سحره في دوائر صنع القرار في أمريكا وأوربا . 

لم يظهر لهذه العصابات المتخيلة أي بيان أو رد أو وثائق أو اعترافات حقيقية أو صور قتال ومطاردات وملاحقات كما يحصل عادة في حرب العصابات !. أما اعترافات التلفزيون السوري فعلامات الوضع والانتزاع بالإكراه عليها بادية لا تحتاج إلى دليل ، ومن ذلك ما أورده التليفزيون السوري من اعترافات للمهندس المندس المصري وأنه زار الدولة الصهيونية سراً وأقر بتلقي أموال لقاء إرسال صور ومقاطع فيديو عن سوريا ، ثم لم تلبث السلطات أن أُفرجت عنه راغمة !.

الذين يُقتلون من المتظاهرين وأثناء فض التظاهر ، تصفحْ وجوههم وتفرس فيها ، فإنها ليست وجوه مجرمين حتماً بل تجد المرأة والطفل والشيخ والطبيب والمسعف والمدرس والمهندس .......!.

العصابات عادة تظهر في الليل و تختفي في النهار لكن عصاباتنا على عكس القاعدة تختفي بالليل وتظهر في النهار ، فما السر يا ترى ؟. وكيف نفسر ذلك ؟.

كم قتلت الدولة من أفراد هذه العصابات ؟. أرونا إياهم !. من هم ؟. وما أسماؤهم ؟. وأين أوكارهم ؟. ثم أين الإمارات السلفية التي زعموا قيامها ؟. ومن الأمراء ونوابهم وحجابهم ؟. وأين خطاباتهم أو بياناتهم ؟. كما كان يحصل في العراق أيام أبو مصعب الزرقاوي والدويلات الإسلامية التي كانت تقيمها وتعلن عنها القاعدة والجماعات الأخرى .  

لماذا لا يوجد عصابات في حلب مثلاً أو في السويداء مع العلم بأنها ملاصقة لدرعا وحوران كذا لم تظهر عصابات في القرداحة وقرى العلويين ؟. لماذا لا تظهر إلا في درعا وحمص وحماة وبانياس والمعضمية ودوما وضمير والرستن وتلبيسة وجسر الشغور ونحوها من المناطق الساخنة التي تموج بالمظاهرات وتشتد فيها الاحتجاجات وكسرت حاجز الخوف !؟.

لماذا لم تظهر العصابات في المسيرة المليونية الشهيرة في دمشق التي سيَّرها النظام وحشد لها ملايين البشر ما بين موظف وطالب وعامل وعسكري وعصابات الأمن والشبيحة ، على الطريقة الأسدية أو الفرعونية : { فحشر فنادى } !؟.

لماذا تظهر العصابات ويكثر القتل في أيام التظاهر والجمع خاصة ثم تختفي في أيام بعينها ، تصدر فيها أوامر عليا بالكف عن القتل !. وهذا يدل على أن عصابات القتل تديرها الدولة نفسها سواءً كانوا من الأمن أو الشبيحة أو عصابات الإجرام والمخدرات أو من عصابات إيران وحزب اللات وقوى الثامن من آذار اللبنانية وغيرها من صنوف أدوات القمع والبطش التي يستخدمها النظام .

ثم إن مما أظهر كذب المفتري مئات الفيديوهات بالصوت والصورة للقتل الممنهج بالرصاص الحي المصبوب والمصوب على منطقة الصدر والرأس !. فهل كل هذه الفيديوهات ملفقة ومفبركة ؟. وفي الصور الأخيرة الملتقطة في قرية " الحراك " يرقص الشبيحة والأمن بسادية مقززة فوق جثث ضحاياهم ويتضاحكون ويتندرون ويعبثون بها ، ثم يقلِّدون جثث القتلى السلاح الذي قُتِلتْ به ، لينسبَ إليها القتل ، ويلصقوا بهم تهمة " العصابات " !. وفي السياق نفسه ظهرت مؤخراً فيديوهات مصوَّرة في مدينة حماة ، التقطت فيها صور نقية لقناصة النظام وعصاباته وهي تستهدف صدور المواطنين العارية ، وجميع المشاهدين تابعوها ، ولَعنوا وبصقوا على أولئكم القتلة السفلة الحثالة الجديرين بهذا اللقب !. 

وهبْ أن هؤلاء القتلة عصابات مندسة ، تستهدف الدولة والنظام ، فكان ينبغي أن تستهدف الأمن والجيش والشخصيات الرسمية المهمة في الدولة لكن الواقع غير ذلك فهي تستهدف الناس وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء وتقتل بلا تمييز ، فهل عدو هذه العصابات الشعب أم الدولة ؟!.

وهبْ أن هؤلاء القتلة عصابات مندسة تستهدف نظام الممانعة والمقاومة الوطنية وتستهدف الشعب كما يقولون ، فهل يستلزم القضاء عليها القضاء على الشعب الذي تستهدفه في الوقت نفسه تلكم العصابات !!!!؟.

وإذا كان القتلة عصابات فهل يستلزم هذا عمل مجازر ومقابر جماعية في درعا وسواها من قرى سوريا الذبيحة ومدنها !؟. وهل يقتضي  إهانة الرجال في البيضا ، وأن يدوس الشبيحة الأشاوس على شواربهم ولحاهم ؟. ولماذا الدبابات والمدرعات والـ ( بي أم بي ) تصول وتجول بين البيوت وتروع الشعب ؟. هل القضاء على العصابات يحتاج إلى دبابات وطائرات ومدافع ؟. ولماذا تقصف المدن والقرى في درعا وحوران والرستن وتلكلخ والشغور وسواها ؟. ولماذا يهجر أهلها ؟. ولماذا تقطع الكهرباء والماء والاتصالات وحليب الأطفال ؛ هل الأطفال مندسون وسلفيون ؟. وهل حمزة الخطيب وهاجر الخطيب من أفراد تلك العصابات ؟. ولماذا تثقَّب خزانات المياه وتتلف لتعطيش الناس وإرهابهم بل عمدت عصابات الأمن وشبيحتهم مؤخراً إلى تسميم موارد الماء في حمص وجسر الشغور ، فهل فعل هذا يهود ؟!.

أما إذا قلت : نعم هناك عصابات ، وإلا فمن يقتل الجيش ؟. وهل يقبل عقلاً وعرفاً أن يقال : الأمن يقتل الجيش أو يقتل بعضهم بعضاً ؟. وهل تقتل الدولة أبناءها ؟. والجواب : نعم الدولة هي التي تقتل أبناءها الذين شقوا عصا الطاعة ، ورفضوا أوامر قادتهم بقتل المواطنين البرءاء الذين لا ذنب لهم !. ألم تقتل ما يقارب ألفين من مواطنيها ؟. ألم تقتل الجرحى ومسعفي الجرحى والأطباء الذين تطوعوا بعلاج الجرحى ؟. ألم تجهز على الجرحى في المستشفيات ؟. ألم تمنع الإغاثة وحالت بين المتبرعين بالدم وبين إخوانهم من الجرحى ؟. ألم تلاحق الجرحى الذين فروا بجراحاتهم ودمائهم إلى حدودها مع لبنان وتركيا ، وأجهزت على من أدركته حياً ، وفرَّ من فرَّ !.

نعم ، ربما يكون قد وقعت بعض حوادث قتل لعصابات النظام التي تقتحم البيوت على أهلها ، وتنتهك الحرمات ، وتغتصب الحرائر ، وتنتهب الأموال ، مما يضطر الناس إلى مقاومتهم والدفاع عن أعراضهم ، وهو حق مشروع بل واجب ، وهل هناك حرٌّ ماجدٌّ يرضى بأن يدنس عرضه وهو ساكت إلا أن يغلب على أمره أو يكون جباناً أو ديوثاً !!؟. وهذا لا يخرج بالثورة عن سلميتها وخطها العام الذي لن تحيد عنه ولن يستطيع النظام استدراجها إلى اللجوء إلى السلاح !. لكن الجيش مدعو إلى الانحياز إلى جانب الشعب وشق عصا الطاعة والخروج على أوامر قادته من تلك الزمرة الغادرة الطاغية ، لأنهم حماة الديار لا عبيد ماهر وبشار!.

شهداء ثورتنا السلمية تجاوزوا ألفي شهيد ، بالاسم والمكان والتاريخ ، ونستطيع أن نحدد القتلة أيضاً ، ونتحدى النظام أن يفعل المثل ، أي أن يثبت أن هؤلاء المتظاهرين هم الذين قتلوا أفراد الجيش والأمن !. هذا عن عدد الشهداء ، أما الجرحى فآلاف مؤلفة ، أما المعتقلين فحدث عن عشرات الألوف ، ولا حرج !. أما قائمة المطلوبين فأضعاف مضاعفة ، والسؤال هنا : هل كل هذه القائمة عصابات ؟.

ومن الأدلة الدامغة على كذب دعاية النظام وأسطورة العصابات تناقضات النظام ولحن القول ، ومن أبرزها حكاية الشاب البانياسي " أحمد البياسي " ، الذي ظهر في فيديو البيضا ، وزعم النظام يومذاك أن الصور مفبركة وأنها مقتطعة من العراق وهؤلاء الشبيحة هم من البشمركة الكردية ...إلخ ، ثم نسي النظام كذبته التي كذبها ، وأخرج البياسي على التلفزيون حياً لإثبات كذب قناة الجزيرة وغيرها التي بثت خبر موته خطأ!. فتبين كذب المفتري من حيث لا يشعر ورد الله كيده في نحره!.

ومن الأدلة الدامغة على كذب دعاية النظام وأسطورة العصابات المسلحة اعترافات بعض الضباط والجنود المنشقين ، ومنهم الملازم أول عبد الرزاق طلاس من الرستن ، وظهر على شاشة الجزيرة أمس 6/6/2011م ، وهو ضابط في الجيش السوري كشف في حديثه تفاصيل مذهلة ومروعة وبالاسم والمكان والتاريخ ، حول عمليات عصابات النظام وشبيحة ماهر الأسد والسطو والاغتصاب للرجال والنساء والاغتيالات التي قاموا بها للمدنيين في درعا والصنمين وغيرها من المدن !.

ومن الأدلة الدامغة على كذب الرواية السورية ، نفي السكان في المدن والقرى لوجود أي أثر للعصابات ، وتكذيبهم للسلطات عندما تزعم أن قرية كذا أو مدينة كذا استنجدت بالدولة لتخليصهم من شر العصابات الإرهابية المسلحة !. وإذا بالقرى والمدن تكذِّب على الملأ وعلى الفضائيات وفي بيانات رسمية كذب السلطات السورية ، مثل بيان إنخل والمعضمية وكناكر وجسر الشغور وسواها !. وفي السياق نفسه سمعنا المحتجين السوريين السلميين ، يفضحون إعلام السلطات ، ويردون على مزاعمهم الكاذبة ، وهم يهتفون : ' لا إخوان ولا سلفية ... هاي الكذبة الإعلامية ' . وتتهكم ' فرقة المندسّين السوريين ' كما تسمي نفسها ، بإعلام النظام وأكاذيبه المكشوفة وهي تؤدي أغنيتها الساخرة : ( قالوا عنّا مندسّين * قالوا عنّا مخرّبين * قالوا عنّا مسلّحين * قالوا عنّا سلفيين * قالوا عنّا وياما قالوا * ونسيوا يقولوا سوريين... سوريين... سوريين!) .

ومن البراهين الساطعة تكذيب أصدقاء النظام قبل أعدائه لروايته الممجوجة عن وجود عصابات ، ويأتي في أولهم الطيب رجب أردوغان والأتراك الذين أدانوا في وقت مبكر ممارسات النظام السوري ، وحمَّلوا قوات الأمن مسؤوليتها المباشرة عن قتل المتظاهرين السلميين ، وقالوا حينذاك أنهم يمتلكون أدلة وصوراً التقطتها الأقمار الصناعية ، تثبت تورط الأجهزة الأمنية !. ليس الأتراك وحدهم بل إن كثيراً من أصدقاء النظام الذين كانوا يساندونه أو يريدون به خيراً ، مخدوعين بدعايته القومية والوطنية ، نفضوا أيديهم منه ، وطالبوه للخروج من الأزمة بتجاوز الرواية الوهمية للعصابات والمبادرة إلى تنفيذ إصلاحات حقيقية وجذرية ، ومن أبرزهم المفكر الفلسطيني القومي عزمي بشارة الذي قلبوا له بعد ذلك ظهر المجن !.

ليس أصدقاء النظام وحدهم الذين لم يهضموا الرواية السورية لكن كثيراً من أبنائه وأركانه كذبوا رواية العصابات وأدانوا القتلة الحقيقيين ، ومن أشهرهم النائبان يوسف أبو رومية السعدي وناصر الحريري ، اللذان حمَّلا فروع الأمن جريرة القتل ، ونحت نحوهما " سميرة المسالمة " رئيسة تحرير صحيفة 'تشرين' فأقيلت من فورها ....إلخ . 

وإذا كان النظام السوري صادقاً في روايته عن العصابات ، أو زعمه بأن المتظاهرين قلة وحثالة ولا يتجاوز عددهم العشرات أو المئات ، وإذا كانت شعبيته هي الأكثر وإذا كانت يده نظيفة من دماء الشعب ، فلماذا يمنع وسائل الإعلام المحايدة والمنظمات الدولية ولجان حقوق الإنسان من دخول سوريا وتغطية الأحداث وإظهار الحقيقة إذا كان النظام لا تخيفه الحقيقة !؟.

وسؤالٌ آخر : لماذا لا تظهر العصابات إلا في أيام الجمعة ويوم الجنائز الذي يليه غالباً ، حيث تتدفق فيه الجموع كالعادة تهتف بالحرية ، هذه الكلمة التي يكرهها النظام كما يكره يوم الجمعة أو أشد ؟!.

ثم إذا كان وراء هذه الاحتجاجات " عصابات " ، فلماذا يقدم النظام السوري تنازلات ، ويعلن عن إصلاحات - وهمية طبعاً - ، مثل إلغاء الطوارئ ، والعفو ، والدعوة إلى الحوار .....إلخ ؟. ولمن يقدمها ؟. ومن يدعو إلى الحوار ؟. أيدعو إليها " عصابات " !؟.  

وأكتفي بهذه الجوابات المسكتات والردود المفحمات التي تجاوزت الثلاثين رداً ولو شئت لبلغت بها المئة ، وهي تسقط وتدحض نظرية العصابات المندسة ، وتبين للذكي والغبي على حدٍ سواء كذب النظام المفتري وروايته الممجوجة الواهية التالفة التي يرددها أبواقه وببغاواته كالعبود وبسام أبو عبدالله والآغا وشحادة وعز الدين وبثينة ثعبان وأضرابهم ، نعوذ بالله من الخُبُثِ والخبائث .