العلويون أمام مسؤوليتهم التاريخية والأخلاقية

جمعة صالح العلي

تضع العلويين أمام مسؤوليتهم التاريخية والأخلاقية!

جمعة السوريين هذه المرة جاءت باسم ( جمعة صالح العلي ) على خلاف في التسمية يرجع بعضه إلى اختلاف حول شخصية الرجل ودوره التاريخي!. وربما يصدر بعضهم في سخطه على التسمية عن طائفية لا ذنب له فيها ، جاءت كرد فعل ضد نظام غارق في الطائفية ، صنعها وغذاها خلال أكثر من أربعين عاماً ، إذ كان يؤثِر العلويين أو كثيراً منهم بالفرص والمناصب والامتيازات والاحتكارات ، ليس في صفوف الجيش فقط والذي غلب العلويون على قياداته العليا ورتبه الكبيرة ومفاصل القوة فيه بل امتد نفوذهم وهيمنتهم إلى التعليم والإعلام والاقتصاد والتجارة وكافة المناشط الأخرى بل أثرى كثير منهم عن طريق الرشاوى والأتاوات التي كان المواطنون السوريون يضطرون إلى دفعها للحصول على بعض حقوقهم أو لكفِّ الشر عنهم !.

فهؤلاء لا ألومهم ولا أحملهم مسؤولية البغضاء التي زرعها النظام في نفوسهم لكني أطالبهم بالتسامي فوقها لأنهم أكبر منها والكبير لا يحمل الحقد ، وما أظنهم وقد نجحت ثورتهم إلا أن يقولوا لإخوانهم في الوطن : لا تثريب عليكم يغفر الله لكم !. ولا أقصد هنا أكابر مجرمي النظام الذين سيحاكمهم الشعب ، ويحاسبهم حساباً عسيراً على اختلاف انتماءاتهم سنة كانوا أو علوية !

لكني هنا أقول للعلويين وأنصحهم كما نصحهم وحيد صقر وهو أحد أبنائهم ومن أحرارهم الشرفاء ، أقول لهم : إن من واجب الطائفة العلوية أن تعلن براءتها من النظام وأن تستنكر ما يرتكبه باسمها من فظائع وجرائم ، ولا مجال ولا مكان للسكوت الآن والسكوت قد يفسَّر بالإقرار! ومن باب أولى ألا يتخذها أداة لقمع الثورة وإرهاب جيرانهم من القرويين !. بل ننتظر من شرفاء الطائفة العلوية الكريمة أن ينخرطوا في سلك الثورة السورية الشعبية ، ويشاركوا إخوانهم في التغيير .

وينبغي ألا يسمعوا لأراجيف النظام الذي يحاول أن يخوِّفهم من انتقام الناس منهم ، ونحوه من هذه الأوهام !!. ونُطَمْئِنُ إخواننا في الطائفة العلوية بأن الثورة اليوم ليست ثورة حزب بل ثورة شعب هم جزء منه ، وجمعة صالح العلي تضع العلويين أمام مسؤوليتهم التاريخية والأخلاقية والأدبية ، وعليهم أن يبرهنوا لمواطنيهم أنهم ينتمون للشعب والوطن وليس للنظام أو لآل الأسد !.