غضب الجماهير

غضب الجماهير

المصدر : بى بى سى - رويترز - وكالات 

هاجمت قوات الأمن السورية عند الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء آلاف المعتصمين في ساحة الساعة وسط مدينة حمص، وبحسب ناشطين حقوقيين وشهود عيان فإن أحد أفراد الأمن خاطب الجموع في الساحة عبر مكبّر للصوت طالبا منهم الرحيل قبل أن تفتح القوى الأمنية النار المباشر عليهم. 

وقال احد شهود العيان من حمص لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن قتيلا وثلاثة جرحى على الأقل قد سقطوا بنيران قوات الأمن. 

ونقلت وكالة رويترز عن ناشط في مجال حقوق الإنسان قوله أن قوات الأمن خاطبت عبر مكبرات الصوت المعتصمين في ساحة الساعة الجديدة وطلبت منهم اخلاء المكان، ثم بدأت بعد ذلك باطلاق النار. 

وقال شاهد عيان اخر لبي بي سي ان إطلاق الرصاص تم وقت متأخر من الليل وبكثافة شديدة وبشكل عشوائي، وان هناك عددا كبيرا من القتلى والجرحى. 

وأضاف شاهد عيان آخر أنهم كانوا في اعتصامهم في الساحة، وكان احد المشايخ يخاطبهم ويطمئنهم أن مفاوضات تجري مع مسئولين سوريين كبار لتنفيذ مطالبهم وان اعتصامهم شرعيا،عندما انهمر عليهم وابل الرصاص بكثافة في حدود الساعة الثانية والثانية والنصف ليلا بالتوقيت السوري المحلي. 

وقد دعت المساجد في حمص إلى نجدة المعتصمين في وجه قوى الأمن وأفادت وكالات الأنباء باعتقال رجلي الدين الشيخ سهل الجنيد والشيخ محمود الدالاتي ، كذلك عمدت القوى الأمنية إلى احتلال كل المستشفيات في المدينة. 

وأفاد شهود بأن المعتصمين طوقوا المستشفى الذي كانوا ينقلون إليه جرحاهم منعا لاقتياد قوات الأمن إياهم إلى السجن. 

وكان عدد كبير من أبناء مدينة حمص قد احتشدوا في ساحة الساعة الجديدة وأقاموا خيمة عزاء كبيرة في الساحة، ورددوا هتافات معادية للحكومة والرئيس بشار الأسد. 

وقال الناشط السياسي السوري نجاتي طيارة في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أمس الاثنين بدء الاعتصام ساحة الساعة وسط مدينة حمص بمشاركة أكثر من 20 ألف شخص، مؤكدا أنه سيتواصل حتى سقوط نظام الرئيس السوري على حد تعبيره. 

وأوضح طيارة أن المتظاهرين نصبوا خياما في الساحة وتمونوا بالطعام، مؤكدا أنه "اعتصام مفتوح مستمر حتى تحقيق مطالبنا" وخصوصا ضمان الحريات والإفراج عن جميع معتقلي الرأي ووقف الاعتقالات السياسية. 

وكانت المعارضة السورية قد اعتبرت أن وعد الرئيس السوري بشار الأسد بإلغاء قانون الطوارئ في الأيام المقبلة غير كاف ودعت إلى التعددية الحزبية والإفراج عن المعتقلين السياسيين. 

في المقابل، أكد وزير الخارجية السورية وليد المعلم، الذي التقى قبل ظهر الاثنين سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين في دمشق، أن الحكومة السورية الجديدة ماضية في الإصلاحات، مجددا تأكيده أيضا على عدم سكوت السلطات بشأن استخدام العنف، بحسب قوله. 

كما نددت وزارة الداخلية السورية باعتصام حمص، قائلة إنه "تمرد مسلح" يعبث بأمن سوريا، مؤكدة أنها لن تتساهل مع النشاطات الإرهابية، حسب ما جاء في بيان أصدرته مساء الاثنين. 

كما أعلنت الوزارة أن مجريات الأحداث الأخيرة في أكثر من محافظة سورية كشفت عن تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية ولاسيما في مدينتي حمص وبانياس. 

ويقول ناشطون في مجال حقوق الإنسان ان حوالي 200 شخص قد قتلوا في الأسابيع الأخيرة منذ بدء الاحتجاجات التي تواصلت على الرغم من الوعود الإصلاحية التي أطلقها الرئيس السوري ،وقد تواصلت المظاهرات والاحتجاجات أمس الاثنين في مدن سورية اخرى أمثال درعا واللاذقية. 

وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر إن بلاده تراقب عن كثب تطورات الأحداث في سوريا. 

وأضاف إن الرئيس السوري يحتاج إلى معالجة المطالب المشروعة للشعب السوري، لقد تحدث في نهاية الأسبوع واعترف بالحاجة لرفع قانون الطوارئ وتطبيق إصلاحات واسعة ونحن بالتأكيد نراقب عن كثب الآن كيف سيترجم ذلك إلى أفعال. 

ونفى تونر أن تكون الولايات المتحدة تعمل على تقويض الحكومة السورية، مؤكدا أن بلاده لا تقدم أي تمويل لأحزاب أو جماعات في سوريا تؤمن باستخدام العنف. 

في المقابل أكد تونر أن واشنطن تعمل لمساندة المطالبة بالديموقراطية في سوريا مثلما تفعل في مختلف أنحاء العالم.