أسوأ الحكّام في العالم وذكر قبائحهم

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

سألني أحد الأشقاء العرب سؤالاً بسيطاً استغرق الكثير من الوقت لأُجيب عليه رغم بساطته ، أي من الحكّام العرب تراه الأفضل ، فتوقفت طويلاً وأنا أستعرض 22 دولة و22 حاكم ، فقلت اعفيني من الاجابة لأنّي لا أرى بأفضلية لأحد ، لأنهم جميعاً مشاركين في تدهور الوضع العربي وسحق كرامة الانسان العربي وافقاره وإذلاله ومهانته ، ولكن اسألني من هو الأسوأ ؟ فأجبت بعفوية بالغة وبلا أدنى تفكير اثنان لاثالث لهما على مستوى العالم أجمع ، الأول بشار الأسد ومثله كان أبيه ومن شابه أباه فما ظلم ، ظلمات بعضها فوق بعض ، تكاد لاتتبين من هو الأسوأ منهما ، كلاهما ظالم وفاجر ومتعدّ ، وكلاهما رجس من عمل الشيطان

فقال والثاني : قلت سيء العابدين بن علي طاغوت تونس ، هذا الغبي الأّفاك ، الذي كنت أتابع تصرفاته فلم أراه إلا من الشواذ يحكم أُمّة الأفاضل ، وقد وصل لكرسي الحكم عبر خيانته لسيده وولي نعمته ، وهو الأكثر منه سوءاً والأكثر بلاهة ، عندما أراد ان يُركب نظرياته الحمقاء ، المُنبتة عن قيم المجتمع وأخلاقياته ، بما نُسميه بالانفصامية على شعب عُرف منذ تاريخه الطويل بالعلم والمعرفة والثقافة والسمو والأخلاق والأدب وبكل الفضائل المحمودة ، فكان لمجرد ظهوره على التلفاز تشمئز من رؤيته النفوس ، وهو الآن خرج مطروداً ملعوناً مع ليلاه الخبيثة المُجرمة الأفاقة

فقال والثالث : قلت لاتحرجني ، قال أكمل ... قلت القذافي كان يُسابق هاتين الطاغيتين اللعينتين ، ولكنه كان أذكى من سيء العابدين ، وأدرك انّ هناك أمواج حممية أرضية تسير في الأعماق الأرضية من تحت سلطانه لاقتلاعه ، توشك على الإنفجار بعرشه الموبوء بدماء الأبرياء ، ولربما ابنه الذي ترعرع في ظل فرعونيته وجهه الى مايدور ، فعدّل بعض المسير في نظرته الى النّاس على أنهم لايُمكن أن يكون قطعان غنم أو ماشابه ذلك ، ولا بُد لهم  ان يثوروا بعد طول كبت ، فأجرى بعض التعديلات التخديرية التي سوف لن تنفعه إلا لأمد قصير ، ليُطيح به بنيان العرش ، بعدما اثقله قرابة النصف قرن من الزمان من السفاهات والبلاهات والعنطزات ، ولذلك عندما سقط طاغية تونس ، كان الأكثر تأثراً بالمشهد ، وتمناه ان يكون مدى الحياة ، كما يتمنى لنفسه وولده من بعده ، وقد أعلنها بكل وقاحة حتى كادت دموعه تتساقط على هذه الأُضحية الجيفة ، بعد أن لفظه شعبه ، وبصقوا عليه ، ليغرق في وحل قذارته

فقال لقد أطلت علي ياصاحبي فمن هو الرابع ، قلت لاتُحرجني اكثر ن فلساني طويل وأخشى ....، ولكن سأستعرص لك عرضا دون تحديد المراتب عن بعض المساوئ لبعض الحكام ، ولأبداها من الشمال العربي ، وعودة الى سورية أولاً : حتّى لايزعل منّا أحد على مساحة الوطن العربي ، لأبدأها بدكتاتور سورية ، طبيب العيون ، الذي درس على حساب ومعاناة شعبنا في بريطانيا ، وعندما عاد ، ظنّ الناس في خيراً ، وانه فهم الدرس الديمقراطي الذي رآه واقعاً في المملكة المتحدة ، وعند التجربة صرنا نتأسف على كل قرش صُرف عليه ، لكونه لم يتعلم ولو حرفاً واحداً ، وهنا لا أريد توصيف حالة من مثله ممن لم ينفع التعليم معه  ، وأدع الوصف على ضمير القارئ ، ليدعي فيما بعد واعذروني بالمعلوماتية ... اللهم اغفر لي ، فلست أنا القائل ، وهو ليس إلا بمدع للثقافة ولايفهمها ، بل عدوه الأول كل المُثقفين ، ولا ينظر الى الشعب إلاعلى انهم قطيع حيوانات ، وأنه باستطاعته أن يقودهم بالعصا والسلاسل ، وأعذره لكونه هو من ذاك الفصيل ن ويا اسفاه على ما صُرف عليه ، وشعبنا الحر الأبي سينتفض على مملكته الحيوانية ليعلمه درساً ، بأن الانسانية أسمى شيء في الحياة ، وهذا ما شاء الله لها ، فأكرمها وسخر لها كل شيء في الوجود لخدمتها

قال صاحبي صار عندي انطباع عن تلك المملكة الغادرة بانها سبقت العالمين ظلماً وجوراً ، قلت نعم ، واليك الأدّلة ، وبينت له عن عدد قتلى شعبنا ، وعدد المختفين في المعتقلات والزنازين على مدار أربعة عقود ، وتدمير هذه الأسرة الحاكمة للمدن ، وقتلها السجناء في زنازينهم واستقوائها على المدنين والأحرار ، ومحاكم التفتيش والأحكام الجائرة ن والقوانين الاستثنائية الثابتة الظالمة ، وقوانين العار وتقنين الجريمة ، والتمييز العنصري مع الاخوة الكرد ، ومئات الألاف من المنفيين قسراً ووو .... قال كفى كفى أرجوك ، لقد أرعت كياني ، ويكفيني اليوم ماسمعت ، بما يقض مضجعي عن النوم ، وما ساعيشه من الكوابيس تالماً على واقع الشعب السوري في ظل هذا الدكتاتور الأشر ، ويكفيني ماسمعته عن سيء العابدين بن علي ، الذي تكلم عنه كل من في الأرض والسماء ولكن بعد رحيله ، وحتّى هناك دعوة من الإتحاد الأوربي الذي كان يرعى بعض دوله هذا الطاغوت فرض "عقوبات" على الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وبعض أفراد عائلته والمقربين منه،بعد أن تبرؤا منهم كبراءة الذئب من دم يوسف ، { ,كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِي ءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ " فمتى ستخافون الله أيها الطواغيت في عباده ، ولن تنفع رشوة معونة الديزل ، ولا أي إجراء ، إلا بطرد هذا الصبي بشار مثل شبيهه سيء العابدين

ثُمّ قال صاحبي وكذلك الحال في معظم الدول العربية ، قلت له عليك نور ، لقد اختصرت لي الطريق ، ولكن بالفعل تلك الدولتين ، ليس لهما مثل في طُغيانهما ،، وأنه تكفيني هذه الجرعة لاخذ التصور العام عن تلك الأنظمة المارقة، وكفى كفى كفىىىىىىىىىىىى أرجوك ، وهنا سكت عن الكلام المُباح ، وأصابه الصداع من هول ماسمع

وسيتبع في الحلقة المقبلة ألكلام ن عن أمير البلاد ، الملك المُهنّا ،  صاحب السلطان  عامي العيون ، وقاهر القلوب ، وجزار البشر نسبة الى اسمه  بشار بن حافظ  سليل الطغيان ، وسأكون فيها مرآة لحقيقته كما هو عارياً كيوم ولدته امّه دون حياء أو خجل ، لعله يستحي فينزجر ، وسأصفه بما في داخلي وما عند الناس بكل حيادية ، وكانني مرآته ينظر اليها على قباحته ، ولو انه شيء مُقرف ، ولكن لامجال إلا ان اتحمل ذلك النتن ، ولربما انقل بعض الأقوال الصريحة فيه ولو أنها شديدة القساوة ، وذكر أسماء أصحابها ، وذلك لما أتحلى به من الموضوعية والشفافية ودقة النقل

أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية لإطلاق سراح أصحاب الرأي والفكر وعلى رأسهم قادة اعلان دمشق باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار ، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام أحمد الى كل الأحرار والأبرار.