أيُّ مفخرة لشعبنا

أيُّ مفخرة لشعبنا

عندما يسوء الآخرون

أن تطأ أقدام الرئيس المتسلط أرض بلادهم

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

ضجّ العالم أجمع عندما سمع  بدعوة دكتاتور العصر بشار الأسد إلى فرنسا كضيف في عيدها الوطني ،  يميناً ويساراً شعبياً ورسمياً مؤيدون ومُعارضون لحزب ساركوزي ، أمريكياً وأُوربياً وعربياً ، مُنظمات حقوق إنسان ودول وحكومات ، وكان عليه شبه إجماع في استفتاء عالمي على نبذه والاستنكار الشديد حتى أن تطأ قدماه أرض فرنسا رمز حريتهم ، وفي ذكرى ثورتهم التي حررت فيما بعد أُوربا من نير الاستبداد والاستعباد والدكتاتورية البغيضة  ، أي كان ذلك بمثابة الاستفتاء والإجماع العالمي الإنساني على نبذ بشار ونظامه  ورفضه والامتعاض منه ومن أفعاله ، فوصفوه بالدكتاتور وبالمُستبد وبالمُلطخ بالدماء وبالعار والمعزول الذي لا ينبغي أن يلقى المُكافأة ، وبالامتعاض من مجيئه لفرنسا وعدم السرور ، وأنّ زيارته لفرنسا  مؤذية لصورتها، بل وصل الأمر الى الشعور بالصدمة عند البعض والانزعاج الشديد لدعوته للمنصّة الرئاسية ، ولكن لا حياة لمن تُنادي لمصالح الساركوزي وحُكومته المُنافقة الذين أصرّوا على إرسال موفدين لهما لإعادة الاتصالات السياسية بين فرنسا الحرّة الرافضة لاستقبال أمثال هؤلاء والنظام السوري القمعي الإرهابي ، كما رفضت من قبل استقبال الديناصور الليبي ، ولكن كُل شيء من أجل عيون إسرائيل يهون ، كون الأسد سيعقد لقاء قمّة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أُولمرت في فرنسا تتويجاً للقاءات الاستسلام والبيع التي جرت في تركيا ، وكونه الوحيد المُعوّل عليه بالدعوة إلى مشروع ساركوزي لإقناع الآخرين لدمج الإسرائيليين من خلال اتحاد دول البحر المُتوسط ، بعدما تجرأ هذا الصامد المُمانع من دعوة لبنان للدخول في مُفاوضات مع إسرائيل ، ورفض العديد من الدول المُشاركة بمثل هكذا اتحاد مشبوه

فكان من حق الفرنسيين أن يثوروا ويُعبروا عن أرائهم المُمتعضة من زيارة دكتاتور العصر إلى بلدهم ، في يوم ذكرى ثورتهم  التي منها انطلقت مشاعل الحريّة إلى دول أُوربّة لتحريرها من ربقة الاستبداد والطغيان والكهنوت والظلم الذي كان جاثماً على كل تلك البلدان ، ودفع حينها الفرنسيين الثمن غالياً من دمائهم وجهدهم لحرية الإنسان ، ليتفاجئوا اليوم بالإعلان عن استضافة هتلر العرب بل والإنسانية جمعاء والرمز الاستبدادي إلى بلدهم، مما آثار سخط العالم الحر ومن وراءه ، حتى صار هذا الحدث الجلل المُدمر لكل المعاني الأخلاقية حديث الناس  وسُخريتهم بأن يحلّ هذا الضيف الغير مُرحب به والثقيل على قلب كل إنسان حُر وكريم ، هذا الضيف الذي أباد هو وأبيه شعوباً بأكملها لم يسبقهما على فعلهما أكبر طُغاة العالم ، والذي أراد أن ينتهز الفرصة وحاجة الساركوزي لدعوة قادة دول البحر المتوسط الذين لازالوا يتمنعون عن المجيء بسبب وجود إسرائيل فيه ، فوضع لهم الطُعم لتجميع المُمتنعين ورفع الحرج عنهم  بهذا البشّار المخدوع به الكثير من النّاس بأنّه من رجال المقاومة والمواجهة والمُمانعة والصمود والتصدّي والعلاك المصدّي ، وهو يُتاجر بالأرض والمُقدسات والقضايا الكبرى تحقيقاً لمصالحة ولبقاءه على الكرسي، وكان خير من يقوم بدور رفع غطاء الحياء هذا المُمثل الذي أجاد لعبة السحرة ولو لفترة من الزمن

وبدعوة بشار أنقسم الفرنسيون من جديد لعدم استيعابهم أن يجدوا عندهم ، كأمثال  أورتيكا وبونشيه وشاوشسكو وميلوفكس وكاسترو وهتلر وموسوليني وكُل دكتاتورية العالم عندهم مُتمثلين بهذا البشار الذي لازال الى يومنا هذا يُمارس القتل بدم بارد على كل مُعارض عربي له ولسياساته ، ولا زال يُمارس الاعتقال والمُحاكمات الاستثنائية الجائرة على الناشطين السياسيين وقادة الفكر والرأي في سورية ،ولا زالت سياسة الاختفاء القسري التي انتهجها أبوه سارية إلى يومنا هذا ، ولا زال عشرات الآلاف مختفين منذ عقود ولا يعلم عنهم أحد ، ولا زال مايُقارب نصف الشعب السوري حسب تصريحات وزيرة المُغتربين يعيشون في الشتات ، ومُعظمهم غير راغب بالرجوع في ظلّ أعتى نظام إجرامي شهده العالم ، هذا عدا عن الملايين المنفيين قسراً ولا يستطيعون العودة في ظل الأحكام العرفية الاستثنائية ومحاكم التفتيش ، هذا عدا عمّا أحدثه في لبنان هو وأبيه من قبله من المجازر بحق قادته وزُعمائة وأحراره وأبنائه ومُمتلكاته واستقراره وأمنه واقتصاده من التخريب والتدمير لكل بُنائه وأُسسه وقيمه، وكذلك ما فعله في العراق الجريح الذي لازال يئنُّ إلى يومنا هذا من المُفجرين الذين أرسلهم بشّار ونظامه  ليحصد ألآلاف الأبرياء من أبناء أهلنا في هذا البلد

وأخيراً لابدُ أن أُعبر عن سخطي وسخط شعبنا السوري والمُعارضة لخطوة ساركوزي المتهوّرة والمُتسرعة والمُجحفة بحق شعبنا السوري وشعوب المنطقة ، كما وأتمنى على المُعارضة السورية بسرعة شراء قطعة أرض صغيرة في باريس عاصمة الحرية ، وفي عواصم كل الدول الأوربية ، لبناء في كلٍ منها  لقبر تذكاري يرمز لضحايا هذا النظام لاسيّما في الدول الثلاث سورية ولبنان والعراق ، مع شرح موجز عن المجازر الجماعية البشعة وتدمير المُدن وقتلهم للأحرار ،  ليحجّ لهذه القبور الزائرون وليطلعوا عن قرب على ماسينا ، وليشهدوا على مدى عظم جرائم هذا النظام ، وما سببه من الإعاقات والآلام والأحزان  والمآسي الكبرى لشعوب الدول الثلاث ، والتي يصعب لملمتها بهذه السهولة ، حتى أن هذا النظام استطاع  إدخال الحزن والتعاسة والبؤس لكل بيت سوري ولبناني وعراقي ، ، وأتمنى بالإسراع بهذه الخطوة المُهمّة " شراء القبور التذكارية " قبل يوم 13 تموز ، ليتم المُطالبة بملاحقته  ومحاسبته وتسليمه للعدالة الدولية قبل وصوله إلى فرنسا